شارع عبد المقصود خوجة
جدة - الروضة

00966-12-6982222 - تحويلة 250
00966-12-6984444 - فاكس
                  البحث   

مكتبة الاثنينية

 
((كلمة الدكتورة لمياء باعشن))
بسم الله الرحمن الرحيم.
معالي وزير الثقافة والإعلام الدكتور عبد العزيز خوجه.
راعي الحفل الكريم الشيخ القدير عبد المقصود خوجه.
الحضور الكريم.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته.
إن كنت تبحث عن معنى دقيق لكلمة دماثة دع عنك البحث في معاجم اللغة وقدّم نفسك لعبد العزيز خوجه، فلا أحسن خلقاً ولا ألين ولا أسهل ولا أرق سيلقاك حتماً بضحكته العريضة النابعة من وسط قلبه يحييك بها وكأنك صديقٌ قديمٌ وحميم وسيلتقط معك أطراف الحديث، حديثٌ بدأت معه منذ سابق ألفة، ستشعر أنك في حضرة إنسان يشع صفاؤه الداخلي على تحاوركما وأنك فهمت تماماً ماذا تعني الدماثة؟ وما هذه الأريحية في تقبّل الناس، الناس كلهم والتعامل معهم بسمو خلق وتواضع ينزع الحرج ويقصر المسافات؟ ألأنه كما يصف نفسه رجلاً عفوياً طبيعياً جداً وبسيطاً جداً؟ تسأله يبدو أنك تتعامل بحسن نية مع الناس فيجيبك أنا أبني جسوراً كثيرة من الثقة بيني وبينهم؛ ذلك لأني لا أبصر إلا الطيبة أو الحسن المودع فيهم، إضافة إلى أن البحث عن الشمعة المضيئة في داخلهم متعة أتلذذ بها، فأنظر إلى كل الإيجابيات في الكون وأنا سعيد بذلك، وتسأله وتتسامح مع الآخرين؟ فيقر بذلك قائلاً: جداً. ربما إذا سامحت المخطئين معي؛ يسامحني الله سبحانه وتعالى.
يمكنك أن تتلمس هذه الطيبة كلها والعفوية والبساطة على صفحة معالي الوزير على تويتر والفيس بوك حيث يتفاعل مع جميع المغردين ويرد على استفساراتهم ويتقبل انتقاداتهم التي قد تكون ساخطة وثائرة وجارحة أحياناً، لكنه وبصدر رحب يرى أن نقّاده هم أصدقاؤه ومستشاروه وخير رقباء على أداء الوزارة وأدائه. فيقول مغرداً: "أنا مدين لأصدقائي في الفيس بوك وتويتر بالكثير فهم من فريق عمل وزراة الثقافة والإعلام في أي نجاح وحين نخفق فمنا الخطأ، كما إنني على الصعيد الإنساني أتعلم منهم كل يوم". ويتعامل معاليه مع الانتقادات والإشادات بالدرجة نفسها من الترحيب فكلاهما عنده حافز ومحرض لتجويد العمل، علاقة الوزير بمتابعيه على تويتر علاقة صداقة حميمة يتشارك معهم بأخباره الشخصية والعملية والأدبية وهو يثمن هذه الصداقات ويراهن على صدقها واستمراريتها وحين جاءته تغريدة طريفة من متابع يقول: صدقوني أول مرة يكون عندي صديق بمنصب وزير، يا سلام على الأصدقاء التي ترفع الرأس، ردّ عليه الوزير بذكاء ورصانة وحكمة: يوماً ما سأغادر الوزراة وآمل أن تبقى الصداقة، على تويتر والفيس بوك والبريد الالكتروني والجوال.
يحفز معالي الوزير في المكتب بالتلقائية نفسها كل من قدّم إليه اقتراحاً أن يبادر بالعمل، فهو يؤمن أن خير من يقوم بمشروع هو صاحب الفكرة، وتجده يقول مراراً وتكراراً لكل من أتاه بمطلب أن يدرس تصوره جيداً ويقدّمه إليه مكتوباً وسوف يعتمده. فكلما أتيته معبّراً عن احتياج لك؛ فاجأك بقوله بل أنا الذي أحتاج إليكم، مدّوا أياديكم وأعينوني. وأنا عن تجربة شخصية لا بد أن أحيي المبادرة هذه في معالي الوزير فقد أوكل لي مهاماً عديدة عندما شكوت إليه من همومٍ في الساحة الثقافية، وشعاره دائماً اعملوا معي.
امتزج في تكوين معالي الوزير السياسة والدبلوماسية والكيمياء والشعر وظل الأخير مهرباً وملاذاً من تفاعلات واشتعالات الأخريات، الشعر عندي كما يقول هو الفضاء الذي أتنفسه، أهرب إليه من جميع همومي لأعيشها فيه وأتفاعل معها أيضاً، وإن سألته أي الألقاب تفضل لنفسك، سيرد عليك قائلاً: " أنا شاعر طبعاً والشعر يطغى على كل شيء". هكذا، يرى نفسه لأنه كما يقول ولد شاعراً ولم يولد كيميائياً ولا سياسياً.
الشاعر السعودي الكبير عبد العزيز محيي الدين خوجه صاحب الدواوين الستة يظهر على أبياتها بالعفوية نفسها ومن دون تكلف أو حجاب فهو لا يخفي سجيته خلف صور شعرية مبهمة ولا تعبيرات غامضة بل يكشف عن سجيته بشفافية جريئة ويعبر عن طوعيته بوضوح وصدق.
يتطرق شاعرنا الوزير في قصائده إلى شتى المواضيع الإنسانية فمن العاطفة والخيال إلى الحياة والكون والإنسان، ومن الوطنية والقومية إلى الإيمانية والتأملية:
سبحان من خلق القلوب لكي تؤانسنا بآه
وتذوب من وجد على ألف ولام ثم لام ثم آه
سبحان ربي في علاه وفي سناه
أسرى بقلبي من ثراه إلى مداه إلى رؤاه
وأذابه وجداً فهذا منتهاه لمنتهاه
 
وتتكدس تشكيلات المعنى عند الوطن والسفر والمكان والحنين، فبحكم عمله كسفير لبلاده فقد تنقل من بلد إلى آخر في رحلاتٍ سندباديةٍ طويلة أذاقته مرارةَ الغربة، التي وصفها شاعرنا رهيف الحس بأبيات منها:
 
قد ذرعت الزمان شرقاً وغربا
سندباداً يضيق بالأسفار
وحرثت الحياة شوكاً ووردا
وحسوت الصفاء بالأكدار
أي درب أرود والعمر يذوي
وحنيني الوحيد نحو دياري
 
قبل أن يكون عبد العزيز خوجه وزيراً للثقافة، كان والثقافة أصدقاء قدامى، فحيثما ألقى رحاله رافقته اللقاءات الثقافية، التي كان يعقدها في منزله الخاص رغبة منه في الالتقاء بنخبة من المفكرين والمثقفين والشعراء في كل بلد، هذا هو نهجه أينما حل وارتحل، إذ كان مهتماً ومتابعاً وممارساً ومحفزاً لكل أنشطة الأدب والفكر والشعر والثقافة، أيها الشاعر الرقيق والإنسان الجميل والوزير المخلص، من أنت؟
أنا الهُيام في كون بلا عنوان..
أنا الرُبَّان في أفقٍ بلا شطآن..
أنا ماضٍ أنا آتٍ بلا أزمان..
أنا رُفات نورسةٍ على طوفان..
كأني فوق أجنحة الربيع..
تقلبني ولا أشكو تباريحي..
وتمخرُ بي إلى جرحي وتجريحي..
كأني أمتطي شوقي على روحي..
على الأبواب كم ضَلَّت مفاتيحي..
فما رَدُّوا وما حَنُّوا لتلويحي..
 
معالي الوزير عبد العزيز خوجه، هذه تلويحة سعادة وفخر بك، تقبّل تقديري واحترامي. وفقك الله.
عريف الحفل: ختام جميل للكلمات، فضيفنا يستحق أكثر وأكثر، فهو الوزير وهو المعلم وهو أستاذنا جميعاً، بارك الله فيه. أيها السادة والسيدات، بعد أن استمعنا إلى هذه الكلمات الجميلة عن المحتفى به معالي وزير الثقافة والإعلام. يسعدنا الآن أن نستمع إليه مباشرة.
أيها السادة والسيدات، ضيفنا وضيف أمسيتكم هذه الليلة معالي الدكتور عبد العزيز بن محيي الدين خوجه يتحدث إليكم.
 
 
طباعة
 القراءات :198  التعليقات :0
 

الصفحة الأولى الصفحة السابقة
صفحة 57 من 216
الصفحة التالية الصفحة الأخيرة

من ألبوم الصور

من أمسيات هذا الموسم

الدكتور معراج نواب مرزا

المؤرخ والجغرافي والباحث التراثي المعروف.