شارع عبد المقصود خوجة
جدة - الروضة

00966-12-6982222 - تحويلة 250
00966-12-6984444 - فاكس
                  البحث   

مكتبة الاثنينية

 
((الحوار مع المحتفى به))
عريف الحفل: أولاً أشكر سمو الأمير فيصل بن عبد الله الذي حدثنا مشكوراً عن نواحٍ عديدة من حياته وشؤون وشجون مسيرته التعليمية والعلمية والعملية، نرجو له التوفيق في القادم من الأيام إن شاء الله. أنقل الميكروفون الآن إلى قسم السيدات والزميلة نازك الإمام للترحيب بضيفنا وفارس أمسيتنا، والسؤال الأول من قسم السيدات.
 
نازك الإمام: بسم الله الرحمن الرحيم، والحمد لله رب العالمين والصلاة والسلام على أشرف المرسلين سيدنا محمد وعلى آله وصحبه أجمعين.
أصحاب السمو..
أصحاب المعالي..
أصحاب السعادة..
السيدات والسادة.. السلام عليكم ورحمة الله وبركاته.
ضيفنا هذه الليلة هو من آمن أن التربية لا بد أن تكون متكاملة فاهتم بالكشافة ليخلق جيلاً يتحمل المسؤولية، واهتم بالفنون لأنها ترتقي بالأفراد والأمم، واهتم بالتراث لأن من لا ماضي له لا يمكن أن يكون له مستقبل، فمرحباً بفارس أمسيتنا صاحب السمو الأمير فيصل بن عبد الله بن محمد آل سعود مكرماً بيننا، ونبدأ بطرح السؤال الأول وهو مع سعادة الأستاذة التربوية فريدة فارسي فلتتقدم.
السلام عليكم، صاحب السمو أشرت أكثر من مرة إلى دور المعلم.. لقد قامت الوزارة بتكليف شركة لتقوم بتطوير المناهج الدراسية ودفعت بحسب ما نُشر المليارات، لكن للأسف أن الأمر اقتصر على الكتب الدراسية فقط، فلِمَ لم تُكلَّف هذه الشركة بتدريب المعلمين والمعلمات على هذه المناهج؟ ولا أعني بالتدريب هنا ذاك الذي يقتصر على أسبوعين يفقد منها أربعة أيام للعطل الأسبوعية، بل التدريب المكثف والشامل. إن عاملة النظافة يا سيدي في فنلندا تخضع لثلاثة أشهر من التدريب قبل أن تلتحق بالمدرسة، أما في سنغافورة فالمعلم لا يجدد له أي لا يوجد عندهم وظيفة لمدى الحياة، لكن يتجدد العقد سنوياً بعد أن يقضي ستين ساعة تدريب من كل عام دراسي، وشكراً للجميع.
الأمير فيصل بن عبد الله: شكراً، شكراً أخت فريدة وأنت لك مكانة وقد تقابلنا سابقاً. في الحقيقة هذا من الآمال ودور البرنامج تطوير المعلم. أعتقد أن من مهامه الأساسية التدريب، والتدريب أساس في البرامج الموجودة.. لم تكن الصورة واضحة في السابق أما الآن فقد وضحت بإيجاد الشركة: شركة التطوير التعليمية والخدمات التعليمية، التي لديها برامج كبيرة وهي لم تُنشأ إلا من حوالى السنتين وبدأت عملها وأعتقد أنها مسألة وقت فقط، وإني أؤمن إيماناً كاملاً أنه من دون التدريب لا يوجد تطور، لذلك فإن مطالبة الوزارة بإنشاء هيئة مستقلة من أجل تقييم المعلم وتقييم المنهج أمر أساسي وهذا ما نتطلع إليه الآن، وأنا أؤكد لك أن هذا هو التوجه بإذن الله، وأنا فخور بأن أول مؤتمر يُقام في الوزارة هو مؤتمر عن الجودة وقد قامت به الأخت نورة الفايز والمجموعة التي معها، وكان التوجه الجودة أولاً والجودة ثانياً والجودة ثالثاً، ولا يمكن أن تكون الجودة إلا بالتدريب والتأهيل، وإني أعتقد أن هذا سيكون من الأشياء التي سوف نراها مستقبلاً بإذن الله... فلماذا سنغافورة؟ ولماذا فنلندا؟ أعتقد أن لا شيء ينقصنا، وشكراً.
عريف الحفل: سعادة الخبير الاقتصادي المعروف الدكتور محمد سالم سرور الصبان.
بسم الله الرحمن الرحيم، الحمد لله والصلاة والسلام على سيدنا محمد. في الواقع أنا أعرف أن هنالك الكثير من الأسئلة التي تنتظر سموّه، لكني أحببت أن أذكر نقطة لم يتطرق إليها الإخوان في المقدمة وهي دور الأمير فيصل في تأسيس ودفع وقيادة مجموعة الأغر للفكر الاستراتيجي، وهي استراتيجية تحول المملكة إلى مجتمع معرفي تم رسمها في عام 2007 بمشاركة أكثر من 300 كفاءة سعودية من مختلف الأطياف، وقُدّمت إلى سيدي خادم الحرمين الشريفين الذي أوصى بتحويلها إلى المجلس الاقتصادي الأعلى ومن ثم تحويلها إلى وزارة الاقتصاد والتخطيط للتطبيق. بالطبع هنالك أكثر من أب الآن يدعي أنها استراتيجيته، لذلك أطلب من سمو الأمير أن نقوم بإجراء فحص الـDNA الطبي ليعرف الجميع أن مجموعة الأغر هي التي رسمت هذه الاستراتيجية وهي التي استقطبت خبراء من ماليزيا وهي التي قامت بدراسة تجارب مختلفة وهي التي حددت الطريق للمملكة خلال العشرين سنة القادمة أو أكثر والذي يقوم على بناء اقتصاد يعتمد على المعرفة، فالبترول كما ذكر سموه وكما يعرف الجميع ناضب، هو مورد ناضب، حتى أن نضوبه الاقتصادي قد يكون أقرب، وبالتالي لا بد من أن نستفيد من تطوير الإنسان ويكون هو المحرك الرئيسي لهذا الوطن الغالي علينا جميعاً، وشكراً.
الأمير فيصل بن عبد الله: شكراً دكتور، لا أستطيع أن أرد عليك فأنت أقرب مني إلى الأغر الآن. أنا فخور وسعيد حقيقة أن أكون جزءاً من هذه المجموعة، وكما تعرف فقد بدأنا منذ 16 سنة وأول اجتماع لم يكن يضم سوى ستة أشخاص ثم تطور لاحقاً. لكن كان هناك ثلاثة أهداف أساسية بدأنا نضعها منذ 16 سنة ، ثم رفعناها في دراسة منذ حوالى 12 أو 14 سنة، والأهداف هي: الموارد البشرية، الأنظمة الحكومية، وتنويع مصادر الدخل. هذا كان الهم الذي كنا نناقشه ورفعنا فيها دراسة لكن واجهتنا مشكلة ذلك أن هناك تضارباً في الصلاحيات في تركيبتنا الوزارية حيث كل جهة تقول هذا عندي ومن اختصاصي، وأعتقد أن الدكتور محمد كان معنا ويذكر ذلك والأخ فيصل أيضاً عندما كنا عند الملك وعرضنا عليه الاستراتيجية وكنا خمسة: الدكتور محمد أحمد علي، الأخ عبد الله زينل، فيصل معمر، الدكتور محمد صبان، وأنا، فنظر إليّ عبد الله زينل - وكان وزير دولة آنذاك - وقال: لا تسلموها، فلو سُلّمت سيقول كل وزير أريدها عندي.. وبالفعل كانت هذه هي المشكلة إلى أن وجدنا الحل في استراتيجية المعرفة.. استراتيجية المعرفة التي تشمل الجميع وفيها جميع العوامل التي نريدها سواء الموارد البشرية أو تنويع مصادر الدخل، وانطلقنا وأنا سعيد بأن أكون جزءاً من هذا المشروع، وهنالك طبعاً الكثير من الإخوة والأخوات الذين شاركونا حيث كنا ثلاثمئة شخص أعتز بكل واحد وواحدة منهم، وكما قال الدكتور أعتقد أننا لا نريد أن يكون ثمة آباء وأمهات لهذه الاستراتيجية فكلنا مشاركون، وأعتقد أن هناك استراتيجية وطن قبل كل شيء، والحمد لله أبشر الجميع بأنه قد صدر أمر خادم الحرمين الشريفين منذ حوالى سنة -بعدما أخذت الأمور وقتها- صدر الأمر إلى وزارة التخطيط وأتوا بشركة كورية وسيرفع الأمر بإذن الله إلى المجلس الاقتصادي وأعتقد أن لدينا الآن مشروع واضح المعالم، والعمل الذي قام به الإخوان والأخوات سنجني ثماره خيراً إن شاء الله.
عريف الحفل: قسم السيدات تفضلن بطرح سؤالكن.
الأستاذة نازك الإمام: سؤال من طالبة الدراسات العليا عفاف الشبراني من كلية التربية جامعة الملك عبد العزيز فلتتفضل.
بسم الله الرحمن الرحيم، أنا طالبة دبلوم تربوي ومن ضمن برنامجي أدرس مقرر "سياسة التعليم في المملكة". في واقع دراستي النظرية أجد اختلافاً كبيراً بين دراستي النظرية والواقع على الأرض، وإليكم سؤالي: لماذا نرى طلاباً يداومون من الساعة الحادية عشرة حتى الرابعة عصراً قد نقلوا من مدارسهم إلى مدارس أخرى لمدة ثلاث سنوات وما زالوا يقولون إن المدرسة تحت الصيانة، السؤال إلى متى؟
الأمير فيصل بن عبد الله: أنا أعتقد أن هذه من التحديات الثلاثة التي أمامنا، والمشكلة كبيرة، دعوني أكون صادقاً وأميناً: إن الوزارة تتسلم كل يوم ثلاث مدارس أو أكثر لإجراء الصيانة فيها، والمملكة أرجاؤها واسعة. هناك مشاكل، وثمة أشياء أساسية وضعناها في الأشهر الأولى وشكلت توجهات مستقبلية، منها دور برنامج تطوير الذي أتمنى إن شاء الله أن يكون نقلة، ومنها اللامركزية، وكذلك الهيئة ورياض الأطفال والقطاع الخاص. أعود إلى السؤال: المشكلة هي أن الوزارة كبيرة ومشاكلها كثيرة وإدارات التعليم تحاول العمل بقدر الإمكان، لكن الواقع كما تفضلت غير ذلك، وهناك مشاكل عمرها سنوات لا يمكن أن تُحل في يوم وليلة. ومن الحلول التي وجدناها بناء شركات، فمثلما هناك شركة للخدمات التعليمية هناك الآن شركة للمباني، وهذه من نتائج برنامج تطوير وتحت مظلة شركة تطوير القابضة، وهذه الشركات لا تقلل من دور الوزارة لكن أهم ما فيها أننا نستطيع أن نحاسبها وقد أوجدناها لعدة أسباب؛ فالوزارة وزارة تربية وتعليم وبالتالي ليست وظيفتها إسكان أو بناء أو نقل، ما يشغلني هو التدريب، الذي ينبغي أن أعطيه إلى أشخاص متخصصين يملكون معرفة به، وهذا ما جعلنا في الحقيقة ندعم برنامج تطوير ونسعى لإيجاد شركة تطوير قابضة تُوَحِّد هذه الشركات. الآن مضى على إنشائها بقرار وزاري حوالى سنة أو سنتين، وستغير إن شاء الله كل المفاهيم السائدة وستكون هناك محاسبة ومساءلة وحوكمة. ثمة مسؤوليات كثيرة حقيقة في الوزارة، حيث يكفينا فقط أن نعرف أن الوزارة تضم 58% من موظفي الدولة المدنيين، وهم ليسوا بمعلمين فقط، إنك تنشغل بحل مشاكلهم وهذا يكفي على ما أعتقد، ونحن بإذن الله نتحمل المسؤولية، لكن المسؤولية تحتاج حلولاً، والحلول آتية بإذن الله، لكنها لا تأتي في يوم وليلة إلا إذا بنيت على استراتيجية، ويجب كما قلت أن نكون مهتمين بالقيمة المضافة وهذه من القيم المضافة التي نريدها إن شاء الله بالتنمية وبالاستمرارية والتحسين.. أنا لا أريد رفع الملامة عن نفسي لكن عندنا مدير التعليم سأطلب منه إن شاء الله أن يجيب عن هذه التساؤلات علماً أن المجال ليس واسعاً أمامه لكني متأكد أن ثمة أسباب والإخوان نحن بإذن الله متكلون عليهم وقد أعطيناهم الصلاحيات والآن نعطيهم الإمكانات، لأن الصلاحيات من دون الإمكانات لا يمكن أن تنتج حلولاً.. والأيام ستبين قدرات الإخوان وما إذا كان باستطاعتهم أن يسهلوا ويمكنوا أبناءنا وبناتنا من الدراسة في أوقات معينة إن شاء الله.
عريف الحفل: السؤال عند الأستاذ خالد الحسيني التربوي والصحفي.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، سمو الوزير لقد أتيتَ إلى هنا لكي تستمع إلى مشاكل التربية والتعليم.. سوف أنقل لك حقائق كنت أود أن تبدأ الوزارة بها، وهي زيارة البيئة المستهدفة (المدرسة)، حتى الآن -وأنا متأكد من هذا الكلام- لم يصل فريق الوزارة إلى المدارس بالمعنى الذي نريده، لم يلتقِ بالمعلم ليسأل عن معاناته، لم يلتق بولي أمر الطالب ليسأله عما تقدمه المدارس. إن المدارس بها معلمون انتهت صلاحيتهم ولا تعلم الوزارة عنهم، يأخذون دورات لمدة أربعة أيام لا يستفيدون منها شيئاً. الدور التربوي غائب في المدارس، والبيئة المدرسية تريد من سمو الأمير وفريق الوزارة أن يصل إليها، لم أسمع أن الوزارة التقت بالمعلمين أو المعلمات، لم أسمع أبداً أن الوزارة التقت بالآباء، هناك مجمعات سكنية الواجب أن تقوم لتخفف من معاناة المعلمات المعينات في القرى، ليس هناك أي ميزة في الراتب للمعلمة التي تعمل في القرية، المدرّس ليست له أي ميزة سواء المتميز أو الذي يؤدي أداءً عادياً، كأني يا سمو الوزير أرى أن هناك خصومة ما بين الإعلام والوزارة، أنا شخصياً كتبت عشرة تقارير في صحيفة "البلاد" بحكم خبرتي التربوية ومن أربع سنوات لم أجد من يرد عليها، ما نسمعه هو المتحدث الرسمي الذي يظهر بين الفينة والأخرى ليجيب عن بعض التساؤلات، الوزارة لا ترد على أيٍّ مما يكتب في الصحف، كنا نود أن يكون هناك تفاعل. أحدثك عن التقييم المستمر وهذه مشكلة كبيرة تحدث في المدارس..
الشيخ عبد المقصود خوجه: أستاذ خالد هذا ليس سؤالاً، هذه مداخلة..
الأستاذ خالد الحسيني: فقط أختم بالتقييم المستمر، وهذه مشكلة وضعت أساساً لعينات في الفصول لا تزيد عن عشرة طلاب والآن تطبق على 40 طالباً، هذا النظام يؤدي إلى نجاح الطالب إجبارياً ومن دون تدخل إدارة المدرسة، لأنه يعتمد على أتقن/ لم يتقن، وسوف يخرج وسوف تكون هناك مخرجات للطلاب غير دقيقة وغير صحيحة. أنا أشكرك يا سمو الأمير على ما تحدثت فيه، لكن يجب أن نتحدث عن معاناة تخطت الثلاثة عقود، وشكراً جزيلاً لك.
الأمير فيصل بن عبد الله: شكراً أخ خالد وأنا معك، لكن أن تزور كما طلبت أربعاً وثلاثين ألف مدرسة فهذا أمر صعب. أعتقد أن حل مشاكل الوزارة هو أن يكون عندنا أربعاً وثلاثين ألف وزارة، أعني إذا حللت مشكلة المدرسة حللت مشكلة الوزارة، وأنا معك، وهذه المسؤوليات يجب أن تتوزع.. لماذا نريد اللامركزية؟ لماذا إدارات التعليم؟ لماذا الصلاحيات التي أعطيت لها؟ ما من شك أن الصورة غير واضحة. نحن نحاول أن نصلح، أنت قلت منذ ثلاثين سنة وإننا نحاول أن نصلح الأمور ويجب أن نتحمل وأعدك نحن نحاول ونحاول لكن نريد بناء مؤسسات نريد انضباطاً -وأتكلم هنا عن المعلمين- ونحن نعتمد على الهيئة لتقييمهم والبت برُخَصهم ورتبهم في الوزارة أيضاً، فالمعلم القادر الذي يمكن أن يحصل على تميز يحصل على تطور، وهذه قد رُفعت الآن بانتظار الموافقة عليها من المقام السامي لأن فيها مترتبات مالية، وفيها معلم أول ومعلم ثانٍ ومعلم مميز، هذه كلها إن شاء الله في صف المعلم، وهمنا هو المعلم ومكافأة الإنسان الذي يعمل وعنده القدرة دعنا نقول بكل أمانة الذي يعمل من قلبه، إذ كاد المعلم أن يكون رسولا.. فالتعليم ليس وظيفة بل رسالة، فإذا لم تكن لديه الرغبة بتأدية هذه المهمة فهذه مشكلة كبيرة، فهناك واجبات على المعلم، وواجبات أخرى على الوزارة، أنا لا أود أن أدخل في هذا الموضوع حقيقة لأن هناك ملامة شديدة تقع علينا ونحن نتحملها، لكن إدارات التعليم يجب أن تأخذ دورها ويجب أن تأخذ صلاحيات من ضمنها الزيارات، فإذا لم نحل مشكلة المدرسة وأساسها المعلم والطالب والمنهج والبنى التحتية أو البنية الأساسية في المدرسة فكأننا لم نفعل شيئاً وأعتقد أننا لا نزال مقصرين، لذلك هناك برامج جديدة بإذن الله وكلنا نتحمل المسؤولية لكن دعنا نكون إيجابيين. أما بالنسبة إلى المقالات فلقد قرأنا الكثير وسمعنا الكثير والذي في وسط الوزارة هناك أشياء كثيرة لا يعرف عنها، وأنا ألوم الإخوان في الوزارة لأنهم لم يوصلوا الرسالة. بالنسبة لما ذكرته عن أن المتحدث باسم الوزارة يظهر ويغيب، هنالك الآن توجه جديد إن شاء الله لبناء إدارة سيكون أساس دورها خدمة رسالة الوزارة وخدمة المعلم والطالب وسأكون متواجداً معهم، نحن نحاول والتوفيق بيد الله إن شاء الله.
عريف الحفل: سؤال من قسم السيدات.
الأستاذة نازك الإمام: سؤال من الدكتورة منيرة العكاس المساعدة للشؤون التعليمية بمنطقة مكة المكرمة سابقاً والمشرفة العامة في مركز الملك عبد العزيز للحوار الوطني في منطقة مكة المكرمة سابقاً، فلتتفضل.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وأسعد الله مساء الجميع بكل خير. لن أطيل على سموكم، سؤالي الأول: متى تختفي المدارس المستأجرة صاحب السمو؟ أما السؤال الثاني فمتى نرى المرأة تتقلد منصب مدير منطقة أسوة بوضعها في الوزارة، إذ بعد دمج التعليم أصبحت المرأة تحتل المراكز الأولى في الوزارة والمركز الثاني في الميدان. شكراً سيدي.
الأمير فيصل بن عبد الله: شكراً للأخت منيرة. في ما يتعلق بالمدارس المستأجرة فهناك كما ذكرت ثلاث ركائز أساسية هي المعلم، والبنى التحتية، والعائلة. في يوم من الأيام بدأ التعليم والانفتاح وبدأنا نخوض التحدي الذي أمامنا واستطعنا الحمد لله أن نصل؛ فالتوجه الذي كانت تعتمده الإدارات السابقة وأهم من مر عليها المغفور له الملك فهد الذي قال: نريد التعليم أن يكون في كل مكان ويمكّن المواطن في أي جهة كان، فرأينا مدارس بين الجبال ومدارس متنقلة مع البدو الرحل أيضاً، وكان لانتشار هذه المدارس دور كبير ومهم، إذاً المدارس المستأجرة تقع خارج المدن الكبيرة وأعتقد أن المدارس الصغيرة والمستأجرة هي التي أحيت الاقتصاد في كثير من المناطق. إن الوزارة لم يكن في إمكانها دائماً أن تبني مدارس فاضطرت أن تستأجر، كان لها دور مهم أنها ساعدت وأمّنت والآن ليس لنا عذر، وأعتقد أن ثمة فشلاً كبيراً في متابعة هذه المدارس وأنا ربما تعبت من سحب المشاريع لأنه أصبح هناك الآن تقييم مختلف جداً بالنسبة إلى المدارس وهناك ضبط للمواصفات وضبط للمتابعة على الرغم من كبر العدد والمشاكل التي نعاني منها في المدن الكبيرة كمسألة الأراضي والتنظيمات بين البلدية وبين المالية، لكن هناك إن شاء الله حلول ودعنا نأمل أن تُحَلّ. أما مسألة الدمج فسوف أتكلم عن التوحيد لأنني لا أريد أن أقول "دمج"، فكلنا سائرون إن شاء الله إلى توحيد التعليم وأنا أتطلع إلى القيادة وخادم الحرمين الشريفين لأن تكون أول امرأة في هذا المنصب، وبإذن الله سيكون بإمكان الأخوات أن ينظرن إلى الوزارة كوزارة واحدة بالنسبة للبنين والبنات وإني متأكد من أننا سنرى أمنيتكم هذه -التي هي أمنيتنا أيضاً- تتحقق قريباً جداً إن شاء الله.
عريف الحفل: قبل أن أنقل السؤال إلى السائل القادم أرجو التكرم بالاختصار في الأسئلة وأن يكون سؤالاً واحداً لكل سائل أو سائلة نظراً لأهمية الوقت وقرب انتهاء الموعد المحدد للأمسية. السؤال الآن مع السائل خالد المحاميد.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، سمو الأمير أعتقد أن كل الأسئلة ستدور حول عملية إصلاح التعليم، والأسبوع الماضي كانت معنا معلمة فاضلة هي الدكتورة أميرة قشقري، وقد قالت عبارة مهمة جداً: "لا يزال التعليم لدينا صادماً"، صادماً بمعنى أنه ليس ذا بال أو شيئاً مهماً، وكنت سمعت تصريحاً لك في بداية تسلمك منصب الوزارة تقول فيه إن الوزارة تحتاج إلى عشرة آلاف يوم لإصلاحها، وفي الوقت نفسه كان لديك تصريح بأنني أحمل القلم الأحمر لإصلاح الوزارة. أسألك باعتبارك مقرباً من دائرة صنع القرار: ألم يكن من الممكن اتخاذ قرار سياسي لعملية إصلاح جذرية في التعليم؟ شكراً.
الأمير فيصل بن عبد الله: أولاً العشرة آلاف يوم كان لها سبب وأنا أعتقد أننا تكلمنا عن مئة يوم لكن العملية التعليمية كانت في البداية تحتاج وقتاً، ولا بد من الصبر والعمل، ونحن نعمل ما نقدر عليه وضمن الإمكانات.. أما تعبير "صادم" فلا أدري عنه، وعلى فكرة ربما تغير القلم إلى قلم أصفر الآن وأنا أعدك أنه في سنة أو أقل إن شاء الله نرى القلم الأخضر، فالحاصل وما أراه أنا في الوزارة يجب أن لا ننظر إليه بهذا الشكل لأن ثمة مشاكل في التعليم من دون شك، لكن والحمد لله كنت أمس في معرض ابتكار حيث كان يوجد ألف وستمئة من أبنائنا وبناتنا، وكنت أراهم يبتكرون، يبدعون، يخترعون.. لا شك أن ثمة مشاكل هنا وهناك والإنسان دائماً قد لا يرى إلا المساوئ، لكني أؤكد لك أن الحاصل في الوزارة الآن لناحية القدرات والإمكانات التي فيها كلها تُقدّر هذا الأمر وتحاول ومهما تكلم الناس أعتقد في النهاية أن الأرقام هي التي تتكلم، وكما قلت ابحث دائماً عن المعلومة الصحيحة وبإذن الله أنا مطمئن إلى أن ما أراه أمامي يسير إن شاء الله على الطريق الصحيح، لست أدري كم سيأخذ من الوقت لكني متأكد أنه ليس بعشرة آلاف يوم كما ذكرت سابقاً.
عريف الحفل: سؤال من قسم السيدات.
الأستاذة نازك الإمام: سؤال من طالبة الدراسات العليا جواهر إبراهيم الزهراني فلتتفضل.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، سؤالي في التطوير: لماذا لا تتبع جميع المدارس الحكومية مناهج المدارس المطورة ونظامها نفسه، لأنه يبدو واضحاً أن طلاب وطالبات المدارس المطورة ذوو خبرة وإمكانات عالية عند التحاقهم بالجامعة.
الأمير فيصل بن عبد الله: هذا هو هدفنا.. نحن قلنا إننا جئنا ببرنامج تطوير هو أملنا، هو النقلة، هو الطريق الوحيد بعد المشاكل الكثيرة التي كانت تعانيها الوزارة، وقد وضعنا رسماً بيانياً حتى عام 1444هـ، أوضحنا فيه البرنامج ومسؤولياته ومهامه وأساليبه، وكما تفضلتِ المدارس يلزمها أساليب مطورة في التعليم، هذا هو الهدف إن شاء الله لكن لا يمكننا تعميمه كله بين يوم وليلة، أعود إلى الأساس في هذه العملية وأقول المعلم ثم المعلم ثم المعلم، يجب تطوير المعلم أما المنهج فأمره سهل؛ فلو أتيت بالمنهج ووضعته في حين يستطيع المعلم أن يوصل معلومة تختلف عن الموجود في المناهج فما النفع؟ لكن ثقتنا بالله ثم بمعلمينا ومعلماتنا كبير إن شاء الله وبالبرامج التي ستقوم بها "تطوير" لناحية الخدمات التعليمية ولناحية تمكين المعلم والمعلمة من تطوير ذواتهم وأنفسهم وبإذن الله سنصل إلى تعميم هذا النموذج إن شاء الله.
عريف الحفل:توضيح من مدير عام التربية والتعليم بمنطقة مكة المكرمة الأستاذ عبد الله الثقفي.
بسم الله والصلاة والسلام على رسول الله، أولاً شكراً سمو الوزير على هذه الكلمة الضافية وسعيدون جداً أن يكون هذا التواصل ما بين المجتمع وما بين رأس الهرم في وزارة التربية والتعليم. ورد سؤال يتعلق بالمباني المدرسية وبأن هناك أعمال ترميم تستمر إلى ثلاث سنوات وأكثر. طبعاً هنالك مشكلة تتعلق أولاً بتعثر بعض المقاولين وسحب المشروع يستغرق وقتاً إجرائياً وقانونياً طويلاً، لكن في هذه الأثناء يتخذ إجراء بديل كوضع هذه المدارس في مبانٍ بديلة في الفترة المسائية. كما تفضل سمو الوزير أن شركة تطوير قد بدأت الآن في جدة تحديداً بضم أعمال الترسية والترميم والصيانة إن شاء الله إلى شركة تطوير القابضة بما يخص المباني، وشكراً جزيلاً.
الأمير فيصل بن عبد الله: عفواً ربما لا أقبل مبررات الأخ عبد الله.. هناك ملامة كبيرة عليهم.
عريف الحفل: يعني أن العذر غير مقبول؟
الأمير فيصل بن عبد الله: لا مقبول.. ثقتي بالله ثم في هذا الرجل وهو من الناس الذين نعتز بهم حقيقة. هو يعمل لكن التركيبة التي عنده تحتاج بعض الوقت لإصلاحها إن شاء الله.
عريف الحفل: إن شاء الله. قسم السيدات تفضلن بسؤالكن.
نازك الإمام: سؤال من الأستاذة نوره سعيد باقادر مساعدة المدير العام للشؤون التعليمية بجدة فلتتفضل.
بسم الله الرحمن الرحيم، السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، ذكرت سموكم في حديثك مع الملك خالد رحمه الله كيف تبني مفهوم مجموعة التفكير وأكدت على أهمية البحث العلمي وركزت على أهمية الاستثمار في الإنسان، وهذه مقومات رعاية الموهوبين، سؤالي: ما نصيب الطلبة الموهوبين من برنامج مشروع الملك عبد الله "تطوير" وهم ثروة الأوطان وأحد عوامل نهضتها؟ حيث لمسنا التميز والإبداع والنبوغ من الطلبة الموهوبين في مدارس الموهوبين والموهوبات بنين وبنات في محافظة جدة والتي حظيت بدعمكم وتحفيزكم والسلام عليكم.
الأمير فيصل بن عبد الله: شكراً يا أخت نوره. أعتقد أنه يجب أن لا نفكر فقط بالموهوبين فكل طالب لديه القدرة، يجب بناء البيئة الجاذبة -وأنا أسمعها ومتأكد منها أن هذه ترجع إلى العائلة وتركيبة المجتمع- أنا أرى أن الموهوب موجود لو أعطيته الفرصة، ويجب أن لا تكون الفرصة محصورة بمدارس معينة بل يجب أن تكون متاحة لأبنائنا وبناتنا جميعهم، لكن يجب أن تقوم الجهات المعنية بدورها سواء عندنا أو في برنامج "تطوير" في استكشاف هذه المواهب ومساعدتها. إنني متأكد من أن هناك مدارس كثيرة فيها موهوبون ربما لم تُعطَ لهم الفرصة مثلما قال هذا الشاب، لولا أنه اكتُشف وساعدوه في "تطوير موهبة" لما كان وصل، فهؤلاء هم ثروة البلد، وأنا متأكد من أن هناك برامج كثيرة وتركيزاً كبيراً وأعود وأقول إن همي الكبير هو البداية.. أعتقد أنه باستطاعتنا أن نوجد هذه الموهبة من خلال اهتمامنا بالمراحل الأساسية من سنتين إلى عشر سنوات، وهذا همّ وتوجه صادق حقيقة من الوزارة بأن تدعمه إن شاء الله، وهذه هي التي تبني الأسس حقيقة بالنسبة إلى الموهوبين.
عريف الحفل: سؤال من مشعل الحارثي.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، سمو وزير التربية والتعليم حفظه الله وبارك خطاه، نعلم يا سمو الأمير حجم ما تطلعون به من مهام وما تواجهونه من تحديات وجهودكم المبذولة موضع تقدير الكثيرين، وما تكريمكم هذه الليلة إلا تكريم لرسالة التربية والتعليم التي تتشرفون بخدمتها بصدق وعناء، فسلام لك أيها الصبور المجاهد الناهض برسالة التربية والتعليم، وبارك الله في جهودك وليهبك الله القدرة على مواصلة المسيرة التي ترضي الله أولاً ثم ولاة الأمر وأبناء وطننا الغالي. سمو الأمير هنا في جدة وأيضاً في بقية مدننا الغالية عدد من المدارس التي كان لها قصب السبق في المضمار التعليمي والتربوي، وبث روح الأمل والمعرفة في نفوس الطلاب كمدرسة الفلاح ومدارس الثغر النموذجية، وغيرها من المدارس التي هذبت الأفهام وصقلت الأفكار وفتحت للعلوم والمعارف آفاقاً واسعة، فهل لدى الوزارة ثمة نية لتوثيق مسيرة هذه المدارس والاحتفاء بها وبروادها الأوائل؟ وشكراً لكم ولإنصاتكم.
الأمير فيصل بن عبد الله: شكراً أخ مشعل. أعتقد أن توجه الوزارة ليس فقط للاحتفاء وكتابة تاريخها، وهذا من الأشياء التي إن شاء الله أتمنى في يوم من الأيام أن أتحدث عنها، وأجعلها هي تتحدث عن نفسها. أعتقد أن مدارس مثل الفلاح، الثغر، معاهد العاصمة، اليمامة، طيبة، ومدارس كثيرة أخرى هي مشروعنا القادم، هي المشروع الذي بإذن الله سيبني المفهوم الحقيقي والمستقبلي، وأتمنى أن أرى هذه المدارس بإذن الله بعد أن ينتهي البرنامج الذي نتطلع إليه ويبدأ تنفيذه، إنه الحلم أن أرى في التعليم الأولي أو التعليم العام مدارسنا خصوصاً التي في منطقة مكة والمدينة وأتمنى وبإذن الله سيتحقق الحلم -لأني أرى أن كل الظروف الآن باتت مهيأة عندنا- في أن نرى شعوب العالم العربي والإسلامي يتمنون ويطالبون بأن يرسلوا أولادهم إلى هذه المدارس بإذن الله.
عريف الحفل: سؤال من قسم السيدات.
الأستاذة نازك الإمام: سؤال من الأستاذة سميرة سمرقندي فلتتفضل.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، ضيفنا العزيز وبعد كل مسيراتك الحافلة هذه ما شاء الله والزخم المتنوع، كيف انعكس ذلك في وزارة شائكة مثل وزارة التربية والتعليم؟ وفقكم الله وشكراً.
الأمير فيصل بن عبد الله: شكراً، أعتقد أن كل هذه التجربة الشائكة كما تفضلت يمكن اختصارها وتبسيطها في الحقيقة برسالتها وهي: المعلم، والطالب، والمدرسة، والصورة واضحة أمامنا بإذن الله.
عريف الحفل: السؤال الآن مع الأستاذ عبد المحسن هلال.
السلام عليكم وشكراً على هذه المناسبة. أود في الحقيقة أن أكون صريحاً كما يقول المثل صديقُك من صَدَقَك لا من صَدَّقَك وأقول: إذا كانت عبارة الأخت الدكتورة قشقري "صادمة" ليست معبرة، فهل يكفي أن أقول "مفجعة"؟ إن التعليم لدينا يا سمو الأمير يقوم على ثلاثة أطراف: المنهج، المعلم، المدرسة. في أي طرف نجحت الوزارة؟ أعرف أن هناك مشاكل في المناهج الدينية، لكن المناهج العلمية ما مشكلتها؟ أنت رأيت الألف والستمئة طالب أو طالبة الجيدين، نحن نتحدث عن خمسة ملايين، لا أرى مستوى لهم، واعذرني على صراحتي، شكراً.
الأمير فيصل بن عبد الله: أبداً، على العكس أنا أشجع الصراحة وأحبها، والمفروض أن الصديق من صدَقَك لا من صدّقَك. إن البرامج تسير في الطريق الصحيح، أنت تتكلم على ما أعتقد على برامج العلوم والرياضيات التي طال انتظارها سنوات، وأنا أقول لك إنني أتألم لتأخر تحقيق هذه البرامج حيث إن العلوم والرياضيات هي في أساس التطور، وسوف أعطيك مثالاً حياً وأروي لك قصة هذه البرامج بكل بساطة: قررت الدولة في عام 20هـ أنه لا بد من مناهج متطورة للعلوم والرياضيات، فطرحت الفكرة واستغرق الأمر ربما سنتين حتى تقدمت شركات في عام 23هـ ثم سُحبت منها في عام 25هـ وتم تسليمها إلى شركة جديدة، وبعد سنتين (أي في عام 27هـ) جاءت الشركة وقالت لا أستطيع وسلموها إلى شركة أخرى، وهذه لم تبدأ التنفيذ إلا في عام 30هـ أو 31هـ، يعني شيء مؤلم فعلاً فنحن نتكلم على جيل كامل.. أنا معك، لكن ثمة تطور وهذا من الأسباب التي جعلتنا الآن نتجه إلى إيجاد هذه الشركات والوزارة تركز على عملها الصحيح في التربية والتعليم، فتشارك القطاع الخاص ثم الشركات الأجنبية من أجل تطوير هذا المفهوم وتسرع في تحقيق المناهج والتدريب وسواها من الأمور المتعلقة بالتعليم، أنا معك فالعلوم والرياضيات استغرقت ربما عشر سنوات وأتمنى أن تصدر المناهج قريباً.. الآن مثلاً نتكلم عن تطوير مناهج اللغة الإنجليزية، كذلك عن التطوير في برامج أخرى، وفي توحيد بعض المقررات، واستعمال التقنيات الحديثة، ونأمل إن شاء الله ألا تستغرق المدة ذاتها لأن الوقت ليس في أيدينا.
عريف الحفل: سؤال من قسم السيدات.. آخر سؤال طبعاً.
الأستاذة نازك الإمام: الحقيقة لدينا العديد العديد من الأسئلة هنا، وكثير من الأخوات يرغبن في السؤال، لكننا سنطرح السؤال الأخير من وزارة التربية والتعليم مع الأستاذة زينب الأحمدي مشرفة تخطيط وحدة تطوير المدارس فلتتفضل.
بسم الله الرحمن الرحيم، نهنئكم سيدي صاحب السمو الأمير فيصل بن عبد الله وزير التربية والتعليم على هذه الثقة التي حظيتم بها في هذه الليلة، ونحن فخورون في برنامج تطوير المدارس وأنا إحدى منسوباته، وهو أحد المشاريع التطويرية الوطنية الطموحة الذي يقوم بتنفيذه مشروع الملك عبد الله بن عبد العزيز لتطوير التعليم بالدعم اللامحدود حقيقة الذي تقدمه الوزارة لهذا البرنامج وإدارة التربية والتعليم بمحافظة جدة، خصوصاً أنه نموذج كما تفضلت يقوم على بناء الإنسان. نحن نتطلع سيدي إلى تكثيف دور الإعلام في تنمية التعليم خصوصاً المشاريع التطويرية ومنها برنامج تطوير المدارس، وهذا قد يكون رداً على طلب الأستاذ الصحفي خالد الحسيني في أن دور الإعلام مغيب إلى حدٍّ ما، فمن الضروري جداً أن يكون هناك تواصل باعتبار الإعلام أداة إيجابية من أدوات تنفيذ البرامج بل هو شريك كامل في تنفيذ هذه البرامج، من مرحلة الانطلاق والشرح إلى مرحلة المواكبة والمراقبة إلى مرحلة التنفيذ إلى مرحلة التصحيح، أيضاً أود لو نتطلع أيضاً في وحدة تطوير المدارس إلى زيادة إسهام القطاع الخاص في تنوير مجالات متعددة للتعليم منها سيدي تدريب الطلاب، أعتقد أنه سيكون أكثر أهمية من تقديم الجوائز التشجيعية والهبات النقدية فقط. طبعاً هناك اليوم أطياف مختلفة من ضمنها القطاع الخاص موجودة عندنا فالحاجة ماسة إلى تدريب الطلاب وخصوصاً تعريف الطلاب على المهن المستقبلية والخيارات المهنية المتاحة في المجتمع من خلال برامج سيتم تنفيذها في القطاع الخاص ما يساعد على تحديد رغباتهم وقدراتهم المستقبلة، أود أن يكون تحقيق ذلك من خلال اقتراحي الآتي لوزير التربية والتعليم: ربط برامج التعليم باحتياجات القطاع الخاص وتشكيل لجان مشتركة بين القطاعين.
الأمير فيصل بن عبد الله: شكراً. لا شك أن ثمة تقصيراً في مواكبة الإعلام ودور القطاع الخاص، علماً أنني لست مقتنعاً الحقيقة بدورها لأن هناك أشياء إيجابية وطيبة وأشياء أخرى سيئة.. لكني أتمنى أن يكون هناك إعلام متوازن، لسوء الحظ الأمر ليس كذلك، وأنا لا أحمل على الإعلام لأن تجربتي أن التعليم موجود في كل شارع في كل قرية وفي كل مدينة، لكن في الحقيقة عندنا خمسة ملايين طالب وطالبة وعندنا ما يقارب الستمئة وخمسين ألف معلم، وعندنا الآباء والأمهات معناها ثلثين المجتمع تتعامل معهم يومياً، لا أحد كاملاً في الدنيا لكن الناس دائماً يتطلعون إلى الأفضل.. فالإعلام له دور مهم وكبير ونحن لا نريد أن نتكلم إلا عن أشياء واقعية، وأعتقد هناك توجه الآن في الوزارة لبناء إدارة علاقات للتواصل وشرح الأمور، فإن شاء الله أملنا كبير في هذا التوجه في الوزارة. أما مسألة القطاع الخاص فكما قلت لك أن من التوجهات المستقبلية الأساسية مسألتي رياض الأطفال ومشاركة القطاع الخاص، وأعتقد أن التوجه كما تفضل الإخوان ليس الاحتفاء بالمدارس المميزة بل أيضاً إعادة إحيائها وتطويرها لتكون هي الأساس، والقطاع الخاص سيكون له إن شاء الله دور كبير مع "تطوير" في بناء الأساس المستقبلي للتعليم.
عريف الحفل: الحقيقة قبل أن أعطي السؤال الأخير لسعادة مدير عام التربية والتعليم بمنطقة مكة المكرمة الأستاذ حامد السلمي، أود أن أقدم اعتذاري واعتذار القائمين على الأمسية لكل أصحاب هذه الأسئلة التي لو أردنا أن نعطيها الفرصة لاحتجنا ربما إلى ليلتين أو ثلاث، فأرجو المعذرة الأسئلة كثيرة، لا نستطيع أن نمر عليها كلها، نرجو أن يكون في ما قُدّم الفائدة إن شاء الله وأن تكون هناك فرصة أخرى للأسئلة.
الأستاذة نازك الإمام: أخ محسن لدي المجموعة نفسها التي لديك، لدي كثير من هذه الأوراق الآن نعتذر من كل الأخوات الموجودات معنا هنا اليوم.
الأمير فيصل بن عبد الله: كل الأسئلة أنا مستعد لأن آخذها وأجيب عليها.
الشيخ عبد المقصود خوجه: نحن لنا طريقة تقوم فعلاً على إرسال الأسئلة جميعها، فالأسئلة التي لا يمكن طرحها نعطيها إلى الضيف ليجيبنا عليها وتنشر بعد ذلك في فعاليات “الاثنينية”، فليطمئن كل سائل أن سؤاله لم يذهب سدى، فقط ضيق الوقت هو الذي يحكم الأمور فليعذرونا جميعاً مع الشكر.
عريف الحفل: إذن السؤال الأخير، وبقية الأسئلة ستصل إلى سمو الأمير وزير التربية والتعليم وسيجيب عليها إن شاء الله. السؤال الأخير لمدير التربية والتعليم بمنطقة مكة المكرمة سعادة الأستاذ حامد جابر السلمي تفضل.
بسم الله الرحمن الرحيم، جميل هذا التفاعل الرائع مع سمو الأمير فيصل وزير التربية والتعليم، وأنا ليس عندي مداخلة في الحقيقة لكني أريد أن أنقل إليكم أخباراً طيبة، لأن إنجاز الذات يؤثر أحياناً على الشخص وعلى عطائه: فمنطقة مكة المكرمة قد حققت سبعة مراكز من بين عشرة مراكز على مستوى العالم، المراكز العشرة الأولى في مسابقة "الماثيوتكس العالمي في الرياضيات"، وهذا هو علم المملكة العربية السعودية يحتل الصفحة الأولى بسبع نقاط، حقق الطالب أيمن علي الغامدي المركز الثالث في مسابقة الرياضيات الذهنية على مستوى العالم في ماليزيا، وحققت مدارس الثغر المركز الأول في إنجاز، فلماذا لا تُذكر هذه الإنجازات الرائعة؟ ادخلوا على موقع هذه المسابقة وشاهدوا، منطقة مكة المكرمة منذ بدء المسابقة إلى الآن لم تنزل عن المركز الخامس، ونحن مصممون بإذن الله أن تكون المراكز العشرة كلها من منطقة مكة المكرمة، صحيح هناك قصور لا ننكر، لكن لماذا نظلم ذاتنا ونظلم أنفسنا؟ إن تعليمنا بخير وأنا صادق وأمين وأنقلها لوزير التربية والتعليم وأنقلها لكم وحاسبوني، والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته.
الأمير فيصل بن عبد الله: شكراً، لكن أيضاً أنا سأصير مع الذي يظلم الذات، حلّوا لنا مشاكل الأراضي من أجل أن نعمل...
الأستاذ حامد السلمي: يا سيدي حفظك الله، مشاكل الأراضي لسنا السبب فيها، السبب فيها التجار.
الأمير فيصل بن عبد الله: معروف، معروف، لا إن شاء الله التجار فيهم خير وبركة وأعتقد التوجه لهم..
الأستاذ حامد السلمي: نحن صريحون ونصارحهم..
الأمير فيصل بن عبد الله: لا.. إنني حتى اقترحت ذات يوم لماذا لا نستغل المشاعر مثلاً؟ على كل أنا أولاً شاكر ومقدر صبركم وإصغاءكم، وأنا ربما تحدثت كثيراً وأطلت لأنني شعرت أنه يجب أن أشارك مدفوعاً بإحساسي بهذه المسؤولية، وأتمنى إن شاء الله سبحانه وتعالى أن أكون على قدر هذه الثقة التي أعطاني إياها وشرفني بها ولي الأمر ولا أحد كامل إلا وجه الله، ونحن نسعى ونحاول وأنا متأكد من أن الإخوان والأخوات في الوزارة يعملون، لكن تطلعنا دائماً أكبر وأكثر وأنا أشكر الحضور جميعاً وأشكر للأخوات تواجدهم وأسئلتهم، وأنا مستعد لكي أجيب عن جميع الأسئلة والشكر الكثير للعزيز المحب عبد المقصود ويشرفني وجودي هنا.. وأنا أريد وعداً منه بأن يعطيني فرصة لأنني أعتقد أن التعليم يهمنا كلنا وهناك أسئلة كثيرة.. وبعدما نبدأ بهذا المشروع الذي هو حلم بالنسبة لنا، أتمنى إن شاء الله أن آتي وأتشرف بعرض هذا المشروع على الجميع في ليلة من ليالي محفلكم، وقبل أن أنهي شكري أود أوجه عزاءنا كلنا في وزارة التربية والتعليم إلى أسرة الدكتور محمد أحمد الرشيد وهو من الناس الذين عملوا حقيقة وكافحوا وصبروا في التعليم، أدعو الله أن يغفر له ويرحمه إن شاء الله.
الشيخ عبد المقصود خوجه: قبل أن أترك الكلمة أعتبر ما أشرت إليه سموك عبارة عن وعد بأن نلتقي معك إن شاء الله السنة القادمة لتقدم ما لم تقله هذه السنة، وأنا أعتبره وعداً.
الأمير فيصل بن عبد الله: بإذن الله، ليس بيننا وعود هذا واجب عليّ.
الشيخ عبد المقصود خوجه: لا.. طال عمرك من أجل أن نستمع إلى بقية آراء الإخوان ونستمع إلى ما لديك.
الأمير فيصل بن عبد الله: في الحقيقة أنني لم أنته إذ لدي أشياء كثيرة كنت أود أن أقولها ولم أقلها بعد.
الشيخ عبد المقصود خوجه: وهذا الذي نود أن نستمع إليه.
الأمير فيصل بن عبد الله: إن شاء الله.
 
 
طباعة
 القراءات :183  التعليقات :0
 

الصفحة الأولى الصفحة السابقة
صفحة 40 من 216
الصفحة التالية الصفحة الأخيرة

من اصدارات الاثنينية

الاثنينية - إصدار خاص بمناسبة مرور 25 عاماً على تأسيسها

[الجزء الثاني - مقالات الأدباء والكتاب في الصحافة المحلية والعربية (2): 2007]

الاستبيان


هل تؤيد إضافة التسجيلات الصوتية والمرئية إلى الموقع

 
تسجيلات كاملة
مقتطفات لتسجيلات مختارة
لا أؤيد
 
النتائج