شارع عبد المقصود خوجة
جدة - الروضة

00966-12-6982222 - تحويلة 250
00966-12-6984444 - فاكس
                  البحث   

مكتبة الاثنينية

 
((كلمة صاحب سمو الأمير فيصل بن عبد الله))
 
بسم الله، والحمد لله والشكر لله، والصلاة والسلام على رسول الله، السلام عليكم ورحمة الله وبركاته. أنا سعيد الليلة، وأعتقد أنني سأتبع الدكتور عبد الله مناع في الابتعاد قليلاً عن مسائل الوزارة، لذلك ما إن وصلت وتشرفت حقيقة بمقابلة الحبيب العزيز الذي كرمني والذي أعتز دائماً بتواجدي معه ولقائه (الشيخ عبد المقصود) حتى نزعت المشلح ونزعت البِشْت وقلت: "خلي الوزارة في السيارة". أعتقد أن الذي سمعته من الشيخ عبد المقصود والدكتور سهيل والدكتور عبد الله والدكتور ناصر والأخ إياد يدور حول الوزارة، وإنني سوف أعود إلى الموضوع بلا شك لكن الآن "خلي الوزارة في السيارة".. أنا في الحقيقة ليس لدي خلفية في التعليم لكني تقربت من التعليم وأريد أن أشرح كيف حصل ذلك. في الواقع إن أي أحد -وأقول ذلك من خلال تجربتي في السنوات الأربع- ينتمى إلى هذه الوزارة أعتقد أنه لا يمكن أن يتركها لأنها دائماً موجودة في قلبه، هي مسؤولية كبيرة.. هي أمانة. الليلة أعتقد أنني لن أتكلم عن وزارة التربية والتعليم، بل سأتكلم عن التربية والتعلُّم.. ربما كلنا نشأنا في هذا البلد الطيب، بلد أعزها الله بالإسلام وأعز الإسلام مهبط الوحي.. مبدأ الرسالة.. كلنا نعتز ونفتخر، وربما هذه المنطقة لها مكانة كبيرة في نفسي لأنها هي التي أتمنى أن أتكلم عنها، كيف كوَّنتني وصنعتني من خلال تجربتي، ففكرت كثيراً في الحقيقة وكنت طوال هذين اليومين أفكر كيف يجب أن آتي.. فوجدت أنه عندما آتي إلى جدة ومعظم الموجودين حقيقةً لهم مكانة في قلبي ومعزة وجلهم صداقات قديمة من سنين طويلة.. فقلت لا يمكن أن يأتي الواحد منا ليقابل محبوبته وهو يحمل ورقة ويخاطبها بها، أنا أحب جدة، وأحب أهل جدة، ليس من اليوم.. لذلك سأتحدث عن نشأتي.
ربما أهم أيام في حياتي فترتان عشتهما في جدة؛ في البداية ربما كان عمري ست سنوات عندما انتقلنا من الرياض إلى جدة وعشت فيها وذهبت إلى مدارس في المراحل الأولى، وهناك تعرفت للمرة الأولى على أشياء كثيرة منها في الفن مثلاً.. حيث أتذكر بابا عباس "أنا بدي أصير طيارة" و"النغري النغري النغري يا هُو".. أتذكر أشياء جميلة في حياة الإنسان، أتذكر أنه كان يتدرب بجانب بيتنا فريق الاتحاد، غير أني أحببت "الوحدة" ربما لأني كنت قريباً من بيت القطّان. ومكة أيضاً لي فيها تجارب جميلة جداً، فقد كان ذهابنا إليها مثل الحلم وقد كنت صغيراً.. أذكر أنهم كانوا يستضيفوننا في بيوتهم بجانب الحرم وكانوا كالأهل، ننزل من البيت هناك سوق ومنه رأساً إلى وسط الحرم. كانت أياماً جميلة كان فيها روح، كان فيها قرب من الناس، وهذه المرحلة كانت مهمة بالنسبة إلي لأنها -كما فهمت في ما بعد- مرحلة تأسيسية في التعليم.. ربما المراحل الأولى من العمر من سنتين إلى عشر سنوات هي أهم مراحل في تركيبة الإنسان لأن 60% من مستقبله يُبنى في هذه المراحل.
أريد أن أتكلم عن التعلُّم وعن دور المعلم وعن دور التربية، وأهم ما في الأمر أن البيت كان فيه روح وكان أهم عامل في التربية الأم والأب، البيت كان يحتضن.. لذلك فإن دور البيت في التربية مهم جداً ونحن نتكلم عن التربية كأساس. لقد نشأت في بيت الحمد لله فيه وئام وفيه صدق وفيه توجيه، لكن في الوقت نفسه كان هناك راحة وفسحة للإنسان لكي يتعلم ويؤخذ برأيه، وهكذا عشت طوال حياتي فالبيت له دور كبير في تركيبتي والإنسان عبارة عن تجارب يعيشها، وربما أهم المراحل هي المراحل التعليمية الأولى.
انتقلنا إلى الرياض فدخلت معهد العاصمة وهناك كان دور للكشافة وللرياضة، والحقيقة أنني كلما تذكرت تلك المراحل تذكرت دور المعلم. أعتقد أنه كان هناك نخبة من المعلمين والمديرين، كالدكتور الأستاذ عثمان الصالح الذي كان له دور كبير في تربيتنا، إضافة إلى بعض الأساتذة الذين لا أزال أتذكر أسماءهم: الأستاذ أحمد فرح عقيلان في الأدب والشعر، والدكتور الصيداني، والأستاذ علي فودة وسواهم، فالأستاذ دائماً ومن دون شك هو حجر الأساس في التربية، وهو من العناصر التي كوّنت شخصيتي وحضّرتني للمستقبل. من ثم هناك مرحلة مهمة جداً بلا شك هي مرحلة السفر إلى أمريكا للدراسة، وقد سبقتها مرحلة أسميها الاعتماد على النفس كان عمري خلالها ربما 14 أو 15 سنة. ومن الذين شجعوني على السفر ودعموني سيدي خادم الحرمين الشريفين، فسافرت بمفردي للمرة الأولى إلى عائلة في إنجلترا لكي أتعلم اللغة الإنجليزية وكان عمري 15 سنة، وكان الأمر بتوجيه ومتابعة منه فكانت تجربة لا أنساها حقيقة، فالاعتماد على الذات ومواجهة المجتمعات والسفر أعتقد أن له دوراً كبيراً إذا مكَّن الله الإنسان منه، فهذه من الأشياء التي ساعدت، لكن ربما أهم مرحلة هي مرحلة الدراسة الجامعية في أمريكا، التي كان لها دور كبير في بناء شخصيتي.
وبالعودة إلى دور المعلم، أتذكر بعض الأساتذة الذين شاركونا تلك المرحلة ولدينا هنا بعض الإخوان ربما شاركونا.. إذاً كانت مرحلة مهمة في أمريكا، كان ذلك في أواخر الستينيات وكانت أيام ثورة الطلبة حيث شهدت أمريكا تحولاً أعتقد أنه أهم منعطف في تلك الفترة وكانت من أجمل الفترات حقيقةً حيث امتدت من أواخر الخمسينيات إلى الستينيات والسبعينيات، فكانت تجربة مهمة جداً، وعشنا هناك في أمريكا مع هذا الحراك الحاصل الذي يبني المستقبل، أنا أعتقد أن السبعينيات كانت فترة مهمة لناحية التطور التكنولوجي وتطور الحاسوب وتأثيره في حياة الإنسان. لم تكن البعثات إلى الخارج ذات أعداد كبيرة، لكن كان هناك أعداد لا بأس بها، وكنا من الجيل الثالث أو الرابع وقد عشنا كطلاب حياتنا التي من المفروض أن يعيشها أي طالب -وليس كما يعيش طلاب هذه الأيام- فخالطنا الأمريكان والمجتمع الأمريكي وعايشناهم، وكانت هناك مجموعة كبيرة من الطلبة السعوديين، وكانت بيننا صداقات.. ربما من أهم الصداقات للفرد منا هي تلك التي يبنيها في أول حياته وفي فترة الدراسة الجامعية، كما أن الدراسة في أمريكا جعلت الواحد منا يرى العالم وأين توجهه.
من أهم الأشياء التي أتذكرها أنني بعدما درست الإنجليزية التحقت بكلية الهندسة، لكن ما حصل أنني لم أكمل دراستي هناك لأن الجامعة قد أُغلقت مع ثورة الطلبة، فاضطررت أن أنتقل مؤقتاً إلى كلية صغيرة هي كلية "ميلو" ثم أنتقل فيما بعد إلى ستانفورد، لكني قررت أن أقضي فيها الأربع سنوات لدراسة إدارة الأعمال، وكانت تجربة مميزة فقد كانت كلية صغيرة مفعمة بالروح وكان هناك تواصل وتقارب فاستفدنا كثيراً من المعلمين.. إني لا أنسى مثلاً أحد المعلمين الذي عَرَّفني على حضارتنا وعلى ثقافتنا الإسلامية من خلال التاريخ الغربي، كان اسمه "باتريك توبن" وكان مهتماً بنا كسعوديين، لأني أعتقد أنه رأى ويعرف المنطقة من خلال قراءاته ولا أظن أنه جاء إلى المنطقة، ورأى تعاملنا كسعوديين وقربنا من بعض، حتى أنه أسس نادياً أسماه "نادي النخلة" كنا نجتمع فيه نحن السعوديون. لقد عَرَّفَنا على تاريخنا الإسلامي من خلال أشياء كثيرة لم نكن نعرفها عن العلماء المسلمين وعن دور الحضارة الإسلامية في التطور الحضاري الإنساني خصوصاً في الثورة الصناعية.
أعود إذاً وأؤكد على دور المعلم وتأثيره على الإنسان، فمرحلة الدراسة تلك كانت مهمة جداً بالنسبة إلي. بعد هذه الفترة التي كونت نفسي فيها، حصلت بعض الظروف وكان من توفيق الله أن دفعتني لأعود إلى المملكة، ربما لم أكن ناضجاً حينذاك إلى الحد الذي أستطيع فيه أن أساهم، لكنها كانت نقطة البداية في أول الطريق، فعدت إلى المملكة حيث عملت في مركز الأبحاث والتنمية الصناعية التي أصبح اسمها دار السعودية، ثم "ساديا" أو هيئة الاستثمار. تلك الفترة كانت مهمة جداً لأننا حققنا فيها مكسباً وأعني به بناء الخطة الخمسية الأولى، حيث كانت وزارة التخطيط مهتمة وتملك تصوراً للمستقبل.. كان هذا مما يجعل الواحد منا يشعر أن الاستثمار في التعليم كان له مردود والحمد لله. كانت هناك مجموعة أذكر منها الأخ فايز بدر وفاروق الأخضر كانوا يعملون في وزارة التخطيط وكانوا يريدون استقطاب الـSRI أي معهد ستانفورد للأبحاث حتى أعمل معهم على الخطة الخمسية، وبحكم تواجدي في المنطقة كنا نذهب لزيارة الـ SRI. كان الـ SRI أو معهد ستانفورد متطوراً جداً، لربما كان الأكثر تطوراً لناحية البناء (روباتيك) أو استعمال التقنيات واستخدامها كحلول؛ فجماعة معهد ستانفورد قد جاؤوا إلى المملكة وعملنا معهم.. أيضاً أعود إلى المعلم والاستفادة من الإنسان؛ فالمعلم له مكانة كبيرة، ولقد تعلمت من أشخاص عملت معهم كمتدرب في تلك الفترة ومنهم: الغَبّار ومحمود طيبة - يرحمه الله- وعبد العزيز الزامل... مجموعة كبيرة في الحقيقة، كنا نعمل معاً على الشق الصناعي من الخطة الخمسية وكانت تجربة مفيدة، إذ كان هناك توجه وتصور لكيفية استغلال الثروة النفطية، ولكيفية العمل على هذه القيمة المضافة التي يجب أن تكون عندنا.
قمنا بداية بزيارة بعض المصانع ومشاهدتها عن كثب، لكن كانت ثمة مشكلة وأعتقد أننا ما زلنا لسوء الحظ نعيشها؛ هي مشكلة عدم توفر المعلومة الصحيحة. إن أهم شيء في الخطة -أي خطة- هو المعلومة، المعلومة الصحيحة، فلو تمكنت من الحصول على المعلومة أعتقد أنه في الإمكان أن تبني خطة.. أن تبني استراتيجية. أتذكر أننا كنا نذهب إلى بعض المصانع التي لا يتجاوز عددها أصابع اليدين، كمصانع الإسمنت والجبس.. مصنع الزامل على ما أعتقد، وكنا نقابلهم ونقول لهم بأننا نحاول أن نبني خطة مستقبلية، الخطة الخمسية للمملكة، وكنا نسألهم عن استبيانات، فكانوا يسألوننا: من أين أنتم قادمون؟ وكنا نجيب: إننا قادمون من الدولة، الدولة تريد أن تساعد وتساهم، أعطونا أرقاماً... وبعد التأكد نجد أن الأرقام تختلف كلياً عن الواقع. أتذكر أن أحد الأساتذة ممن كانوا معنا في ستانفورد وبعدما اشتغلت على الخطة الخمسية وكتبت ورقة أسميتها "نظرة من الداخل"، قال لي: أنتم لا شك حاولتم واستعنتم بأفضل معهد متطور (ستانفورد)، لكن من دون المعلومة الصحيحة لا يمكن أن تصل في الحقيقة إلى بناء خطة استراتيجية. أعتقد الآن أن هناك تطوراً كبيراً لا شك في ذلك لكن لا نزال إلى اليوم نفتقد المعلومة الصحيحة لكي نستطيع أن نبني استراتيجيات وننفذها.
وعلى الرغم من كل شيء أعتقد أن المجهود الذي قام به الإخوان قد أوجد لنا إطاراً مهماً جداً، أعني به البناء الاستراتيجي والعناصر التي فيه والتركيبة المرنة التي من الممكن تغييرها مع الزمن. أتذكر أنني ذات يوم كنت في الطائرة مع محمد أبا الخيل -ذكره الله بالخير- وكنت أتكلم معه عن تلك الفترة وأقول له: قادمون من أجل كذا لكن ما سمعته ورأيته من الأساتذة أنهم يقولون ليس لدينا معلومة صحيحة، فقال: يا فيصل، لقد أحضرنا على الأقل أفضل ناس ويجب أن نتعلم منهم، والإطار الذي نستطيع أن نبني عليه قد أصبح موجوداً عندنا. هذه الفترة أعتقد أنها كانت مهمة، وفي ستانفورد عندما رجعت تغيرت في الحقيقة وجهة نظري وتغير مفهومي، إذ من المهم جداً أن تعرف كيف تتعلم من الناس الذين تعمل معهم، وكيف يصبح ما تعلمته تجربة عملية على أرض الواقع، أي أن ترجع إلى وطنك وتحاول أن تحقق ما حلمت وآمنت به، فاشتغلت عندما عدت من ستانفورد في مجال الهندسة الصناعية، لكن الصدفة -والصدفة مهمة جداً في تكوين الإنسان بالإضافة إلى التجارب التي يمر بها- قادتني في ستانفورد إلى الالتحاق بمركز "هوفر إن سيتي" الذي كان مهتماً بالأبحاث، وكانت هذه بداية في الحقيقة للتعرف على الأبحاث وكان هناك أستاذ -ربما يعرفه بعض الإخوان- اسمه جورج رينز، جورج رينز هذا كان من المستعربين الذي كان يتكلم اللغة العربية ويعمل مع أرامكو قد أخبرني قصة لطيفة، قال لي إنه عندما كان في أرامكو وزار الملك عبد العزيز إذ كان هو يترجم له، قال جاء الملك عبد العزيز وجلس وكان مديرو أرامكو يزورونه، ولما قالوا فلنريه فيلماً، فعرضوا عليه فيلماً عن رعاة البقر في أمريكا مليء بالضرب والحرب والخيل، فلاحظوا أنه يتململ فقالوا له: ثمة أنواع أخرى من الأفلام، قال: دعونا نَرَ، فوضعوا له فيلماً مصوراً في ميامي فقال: هذا الذي أريده، أما الخيل فكلنا نعرفه وطوال حياتنا على هذا الخيل... إذاً جورج رينز له دور كبير في الحقيقة وكانت له مكتبة كبيرة ومهمة قد فقدناها لسوء الحظ، كنا نتمنى -وهذه من الأشياء التي كنت أحاول أنا وهو أن نعمل عليها- أن يكون هناك مركز في أمريكا للثقافة العربية وأن يكون بجانب ستانفورد، وتكون مكتبته هي نواته، لكن تجري الرياح بما لا يشتهي السفن، لكن الحمد لله أعتقد أن المكتبة موجودة في دولة شقيقة وهذا أهم شيء.
في ستانفورد عندما بدأت أفكر في الأبحاث وفقني الله بأن أتعرف على مركز اسمه "باكتيل" من شركة باكتيل التي أجرت لي الأبحاث وكان تركيزهم على البترول وتطور البترول والنظرة المستقبلية للبترول، وتلك كانت فترة مهمة، في عام 73 للميلاد عندما بدأنا وإياهم كان معظم الأمريكان عندما تسألهم عن المملكة يحسبونها في جنوب أمريكا أو في أفريقيا، لكن حرب 73م ووقف تصدير البترول قد شكل منعطفاً مهماً جداً في حياة الأمريكان وغيّر مفهومهم، وقد دخلنا في ذلك الوقت في شراكة مع باكتيل وكان لها دور مهم.. كان تركيز المركز على شيء مهم جداً وهو كيفية تأثير التطور الذي حصل في الدول البترولية على مجتمعاتها وعلى الدول المجاورة، وكيف يحصل التطور السريع في التنمية، في تأثير المادة، التطور الاقتصادي، التطور الصناعي، وكان أقرب مثال ضربوه لنا هو فنزويلا وكولومبيا، فلو ذهب أحدنا إلى فنزويلا الآن ليرى كيف تركيبتها الحقيقة مدينة الصفيح، لأن العمالة أتت وتدفقت على فنزويلا بحكم طفرتها النفطية.. فهذه كانت تجربة مهمة جعلتنا نفكر بالتجربة التي أمامنا الآن والتي سنعيشها في المملكة وبدأنا الآن فيها، فكان ما استنتجناه من الدراسات تلك أن التطور السريع يولّد فجوة وأن هذه الفجوة بالإمكان سدها لكن يلزم الكثير من الوقت والجهد، وهذا ما أحسسته في التعليم؛ إذ من السهل جداً أن تبني أفخم مبنى وتحضر أحدث تقنية في العالم وتحضر مخترعين في خمس سنوات فقط، لكن أن تبني إنساناً أعتقد أنك تحتاج إلى 25 سنة، فالتسارع الذي حصل في التطور ودور الاقتصاد ودور الحياة المادية كبير جداً ومؤثر، وهذا ما لاحظناه في مجتمعنا، لكني الحمد لله أعتقد أن المجتمع السعودي بحكم أساسه والتزامه وارتباطه بهذا الدين العظيم ومسؤوليته تجاهه قد قلص من هذه الفجوة، لكن ما زال أمامنا تحدٍ يتمثل في كيفية تحضير أبنائنا وبناتنا لكي يستوعبوا هذا التغير، خصوصاً وأننا نعيش الآن في عصر المعلومة، وهذا من الأدوار التي أعتقد أنه يجب على كل فرد في مجال التعليم أن يعمل عليه.
إذاً كانت فترة ستانفورد مهمة حيث تعرفنا على مراكز الأبحاث، وكان هناك ربما أول مركز أبحاث حقيقي في السبعينيات كانوا يسمونه(The club of Rome) وكان يتكلم عن البيئة أكثر من أي شيء آخر.. بدأت أرى هذه المعاهد وكانت أمنيتي أن أراها في بلدي وكنت أنوي أن أكمل حقيقة في ستانفورد لكني رجعت قبل أن أنتهي لأن البرنامج قد أخذته على أساس أن أكمل الماجستير والدكتوراه، لكن لم يوفق الله لأني أتذكر في عام 77م وهذه ربما كانت هي المنعطف المهم في حياتي، رجعت وكنت متحمساً لكي أكمل على أساس أن نبني هذا الصرح، وكان المرحوم الملك خالد -يرحمه الله- وأتذكره كأنه أمامي كان إنساناً طيباً وقريباً وصادقاً ومخلصاً ومحباً ومؤمناً، قربنا منه في أمريكا لما جاء ليعمل العملية وكنا طلبة وكنا نذهب لنزوره، كلما غبنا عنه كان دائماً يسأل عنا وكان هناك قرب بيننا وبينه، وعندما جئته في الطائف قال لي: أين أنت؟ وكان معنا -يرحمه الله- عمي سعد جاء بي معه، المهم أنه قال لي: ماذا تريد من عمك أنا أبوك قبل عمك. فكتبت له صفحتين على فكرة عن كيف نبني مفهوم الـThink Tank أو "خلية التفكير"، فقال: قل لي.. قل لي.. هذه الأوراق ماذا تحتوي، فشرحت له قائلاً: طال عمرك بكل بساطة الآن التطور الحاصل.. البلد الحمد لله بخير وطورنا... وبدأنا الصناعات.. بدأنا الجبيل وينبع، الآن نحتاج أن نفكر كيف نبني خطة وتفكير.. والآن هناك شغل.. ولكن أنا رأيت تركيبة في إنجلترا وهذه تعرفت عليها من خلال صديق عرفني أيام الدراسة كان هناك مركز الذي بناه أعتقد هيث وكان هذا المركز تابعاً لرئيسة الوزراء، وهذا التطور الذي حصل في إنجلترا والتغيير لأنه كانت هناك مجموعة مستشارين من مجموعة من المفكرين وناس من الدولة وناس من خارجها، ولكن أهم شيء كان في الحقيقة هو المطبخ، المطبخ الذي فيه المستشارون من وزارات مختلفة ينتقونهم على أساس أنهم من الإدارة المتوسطة، من الذين يعرفون بالضبط ما الحاصل في هذه الوزارة وهم الذين يديرونه، فالمجموعة هذه كانت تفكر في أي شيء يطلع لرئيس مجلس الوزراء أو المسؤول والحقيقة كانت تابعة لرئيس مجلس الوزراء مثلاً أن وزارة الصحة عندها مشروع أو وزارة المواصلات، فالحقيقة هؤلاء ينظرون لها ويرفعون لكل شخص رأيه، سواء كان اقتصادياً أم سياسياً أم اجتماعياً، وصاحب القرار يتخذها، وقلت له: ربما نحتاج أن هذه المجموعة تفكر، نظر إلي وقال: يا ولدي يعني نحن لا نفكر، قلت له: لا.. ولكن نفكر للمستقبل.. للخمس عشرة.. للخمس والعشرين سنة المقبلة.. قال لي: ومن ثم؟ قلت له: هذه المجموعة تعطيك فكرة وأهم ما فيها أنها تنسق بين هذه المشاريع وتعطيك فكرة عما سيحصل فيما بعد، فنظر إلي وقال: يا ولدي أراك صادقاً لأن الذي أراه لا أدري والله ما الذي حل بنا بعدما أتتنا هذه الثروة، قال: والله لا أدري يا ولدي أهي نعمة أم نقمة؟ هؤلاء العالم - والله كأني أراه يؤشر بيديه- هؤلاء العالم الذين يفتحون أفواههم ويأخذون نقودي ويعطونني حديداً وإسمنتاً (بهذا اللفظ). عندما تفكر فيها ترى أنه هذا بالفعل الذي حصل في أواخر السبعينيات والثمانينيات وقد سمعناه من الكوريين، لم تكن هناك تنمية للموارد البشرية، انشغلنا حقيقة كلنا في البناء وفي الإسمنت والحديد وهذا ما قاله الكوريون، وعندما زرناهم مع خادم الحرمين في أول زيارة وقد كان ولياً للعهد، كانوا يقولون لنا فيما معناه: يا جماعة لولاكم لما وصلنا إلى ما وصلنا إليه. قلنا: كيف؟! قال أنتم... قلنا: يعني الشركات التي بنيتموها والمبالغ التي استلمتوها قالوا: لا... أنتم بنيتم إنساننا، قلنا: كيف بنينا إنسانكم؟! قالوا: كنا نرسل شبابنا إليكم وهم لا يعرفون شيئاً، كهؤلاء الذين لم يكملوا الجامعة مثلاً أو الذين لديهم خدمة العلم لمدة سنتين، نرسلهم لكم ونقول لهم: إما أن تذهبوا إلى العسكرية على الحدود مع كوريا الشمالية وتأخذون خمسين دولاراً أو ندربكم ونعطيكم الخمسين دولار لمدة أشهر محددة تنضبطون فيها ونرسلكم إلى المملكة لتتدربوا، وهؤلاء الشباب الذين يأتون كنت أتذكر أننا كنا نراهم، وكأنهم عسكريون وبالفعل كانوا عسكريين وأتوا واشتغلوا، منهم من بدأ عمله في السباكة أو في الحِدادة أو في الكهرباء.. وعادوا بعد سنتين ومع كلّ واحد منهم صنعة وأكملوا في الجامعات. هذا في الحقيقة هو البناء الصحيح، ربما نحن رأينا تلك المباني لكننا لم نبنِ، وهذا في الحقيقة الشيء المؤلم ويجب أن نستفيد منه، هذا من الأشياء التي إن شاء الله نراها الآن.. يعني فيها توجه.
فكل هذه التجارب التي مر بها الواحد منا وتعلمها وتعلم منها هي التي تبني إحساسه وروحه تجاه وطنه وتجاه مواطن هذا البلد وإنسانه، فالذي أحاول أن أصل إليه أن الإنسان هو عبارة عن تجارب، وربما بعد عودتي إلى المملكة في تلك الفترة قررت أن أجلس بعدما تحدثت على أساس أن أكمل لكني رأيت أن هناك أملاً، ثم تحدثت مع بعض الإخوان وقلت لهم أن أفضل شيء ما دام أن الدنيا الآن فيها حِراك وكذا.. فربما أستطيع أن أوصل شيء من خلال شيء ملموس، فبدأت أشتغل في قطاع الأعمال وبأفكار... وربما كانت تجربة مفيدة ولكن لم تكن تجربة ناجحة لا أعتقد أني كنت رجل أعمال ناجح، لأن تفكيري في الحقيقة كان كيف نبني؟ كيف نستعمل الأشياء التي أكثر...؟ كان بالنسبة لي هو الربح والخسارة هو ما تعدى الحقيقة إلا الاستثمار في الإنسان، إذا ما قدرنا بالإنسان أعتقد أننا خسرانين، أما الشيء المادي.... وربما من الأشياء التي عشتها ورأيتها حاصلة في أمريكا، ربما هذه التجربة هي التي استفدت منها أول دعوة تأتيني من سيدي خادم الحرمين في تلك الأيام عندما كان في الحرس وطلب مني أن أعمل في الحرس الوطني وافقت على طول لأني اكتشفت نفسي في الأعمال... في التجارة لا أعتقد أني أفهم، ربما هذا مدخل، وبالفعل ربما كانت من أهم التجارب، وهذه المرحلة الثانية التي عدت إلى جدة فيها والتي هي من أهم المراحل في حياتي... وأهم ما كسبت معرفة الناس ومحبتهم، وأنا أيضاً أحببتهم قبل كل شيء وبنيت صداقات وأعتز بها إلى اليوم وإلى باكر، وفضل خادم الحرمين عليّ وفضل الحرس الوطني كبير جداً لأني بدأت أفكر وصار هناك شيء عندي أقدر أقدمه لوطني من خلال الاهتمام وكان شرفاً كبيراً بالنسبة لي بأن أكون في هذه المنطقة لأن تواجدي كان مسؤولية على مكة المكرمة والمدينة، ربما هذا أعظم شرف للإنسان وتعلمت الكثير وجربت الكثير ورأيت إن كانت هذه هي المحك بالنسبة لي، وآمنت الحمد لله بأن هذا البلد غني، ربما قبل ثروته البترولية بثروته الحقيقية.. بإنسانه، بالمكانة التي أعطاه الله إياها، وبالدور الذي لعبوه، هذا ربما أحسن شاهد وأعتقد أنه الزميل والأخ الأكبر إياد كان معنا عندما كنا في الصين مع خادم الحرمين وكان هناك زيارة وكان يقابل (زي مين)، (زي مين) ربما كان من أشهر القيادات العالمية وكانت مرحلة الصين التي هي الفترة تقريباً بعد (لينين) الانتقالية التي تغيرت فيها الصين، وأتذكره بنظاراته وكان يتحدث مع خادم الحرمين كان ولي عهد في تلك الأيام وقال له: أنتم في المملكة عندكم أهم شيء... عندكم أهم ثروة التي هي البترول، وكنا نسمعه ويكمل ويسترسل، رفع الملك يده وقال له: لو سمحت... وذاك ينظر إليه.... قال له: يا فخامة الرئيس أريدك أن تسمعني وأنا آسف أن أقاطعك ولكن أريدك أن تسمعها مني.... أهم ثروة عندنا... عندنا ثروتان هي: بيت الله ومسجد رسوله، البترول وسيلة، في الحقيقة أن ذاك انبهر وجلس وقام يهز رأسه. فهذه في الحقيقة الثروة وأنا أعتقد أن تواجدي في جدة وقربي من هذه الأماكن المقدسة وقربي من الناس الذين في هذه المنطقة... ربما هناك تجارب كثيرة وكبيرة في الحقيقة، والإنسان كله تجارب، وأنا ما أريد أن أصل إليه هو أن كل هذه التجارب وكل الذي تعلمته هي التي توصلك إلى أن تكون قادراً على اتخاذ القرار الصحيح وتؤمن به، والذي تؤمن أنه إن شاء الله ينفع البلد ويضمن مستقبلها.
أنا أعتقد أن الذي رأيته أيام تواجدي في الحرس الوطني ربما هناك شيئان مهمّان: أنا كنت أختار مرة، ولا زلت أنا أذهب... ولا يوجد أحد كامل، دائماً أذهب متأخراً... ربما أهدأ وقت هو عندما لا تأتي للواحد منا مكالمات في الليل ويراجع ويكتب، فأذهب متأخراً قليلاً وأجلس ربما إلى المغرب في المكتب، وكان عندي خيار أعود إلى البيت قبل المغرب وأتغدى أو أني ـ عندما كنت في رئاسة الحرس ـ في شارع فلسطين كنت ساكناً في أُبْحُر، وربما المسافة عشرة كيلو من أُبْحُر لمبنى الحرس، أو من مبنى الحرس إلى مكة المكرمة، كنت أختار مرة مرتين في الشهر أذهب إلى مكة المكرمة، أخرج من المكتب وأذهب وأطوف في وقت الغروب وأجلس وأرى الناس الذين يطوفون، وهذا الإحساس العظيم، كيف الأمة.. يعني هذه القلوب التي تتهافت إلى هذا المكان، شيء لا يستطيع الواحد منا أن يوصفه، يعني مكانة هذه البلد أناس يأتون من جميع أنحاء العالم وتراهم، لا ترى فرق كلهم قادمون رجال أو نساء كلهم في بيت الله وتوجههم، عندما تراهم لا تقول هذا سني أو شيعي أو إسماعيلي أو غير ذلك. كلهم قادمون ليدعون ويصلون، فهذا كان من الأشياء التي أثرت عليّ، كنت مؤمناً والحمد لله أن هذه البلدة هي حاضنة وإذا كان هذا الدين جاء والرسول صلى الله عليه وسلم أن يختم هذه الأديان، وإذا كنا نحن في هذا البلد... وهذا من الرسائل العظيمة التي استفدت منها، وربما قربي من خادم الحرمين وتوجهه ودعوته التي يراها دعوة عالمية بالنسبة لقبول الآخر.. بأن نتواصل مع العالم، الإسلام والحمد لله جاء خاتم للأديان، محمد صلى الله عليه وسلم جاء يكمل الأنبياء والرسل وختمهم فلا بد أن يكون عندنا هذا القبول وهذا التسامح، فكانت رسالة مهمة بالنسبة لي بالذي رأيته، حتى أنه عندما كنا نحج أحياناً.. كنت مسؤول الحرس ودورنا في الحج وأتذكر كنت أحج وأمشي على أرجلي مع الناس خصوصاً من عرفات لمزدلفة إلى مِنى، وكنت أسأل الناس.. أراهم وأسير مع الناس وكنت أسألهم وأقول لهم: ما شعوركم الآن؟ فترى عظمة هذا الشعور، فشخص يقول لك: أنا أتمتى أن أموت هنا.. يعني كلهم يتمنون الموت، الواحد منا يتمنى الموت فهذا صعب، (يفكر فيها الواحد يعني كيف عظمة هذا الدين وقوته.. العقيدة....) فأنا أجلس وأفكر إذا كان الحمد لله الإسلام وسماحته.. إذا كان أركان الإسلام أول ما فيها الشهادة، والشهادة لا أحد يستطيع أن يفتح قلبك ويقول لك: ماذا بينك وبين ربك؟ هذا بينك وبين ربك، فالناس يأتون من آخر الدنيا من أجل أنه لا بد أن هناك شيئاً عظيماً، لذلك ماذا نحن عاملون؟ هؤلاء الناس الذين يأتوننا في هذا البلد ماذا أعطيناهم، الله سبحانه وتعالى وصَّلْهُم... كيف نوصلهم؟ فكانت تجارب مهمة جداً بالنسبة لي ولا أنساها في الحياة.
بعد ذلك لا شك بعد الحرس وتجاربه والصداقات... ربما هذه من أهم المراحل التي عشتها وحاولت أن أطبق بعض الأشياء التي استفدت منها، والحمد لله ربما كان تركيزي من أهم الأشياء التي أعتز وأفتخر فيها التركيز على التدريب، ربما أول مركز تدريب متطور أعتز وأفتخر فيه، ربما هو موجود على طريق مكة المكرمة في الحرس الوطني، وأنا سعيد وأنا أرى هذا الجهاز الذي بناه خادم الحرمين ومعرفتي للناس الذين عملوا معي.
المرحلة الثانية: هي عندما انتقلت إلى الاستخبارات، ربما أهم ما في الاستخبارات هو المعلومة، وأرجع إلى المعلومة وأهميتها وكيف نبني معلومة؟ أعتقد المعلومة مهمة جداً، وتواجدي وعملي تحت قيادة سيدي الأمير مقرن... حقيقةً كان من الناس الذين يهتمون بالمعلومة، وحتى أن أناس كثر ينظرون إلى الاستخبارات كجهة، ولكن عندما عملنا ورش العمل وبنينا استراتيجية الاستخبارات وكان معنا الزميل العزيز الدكتور إبراهيم شوقدار ودخلنا في الجامعات وأحضرنا الأخوان من الجامعات والأخوات وشاركوا معنا ومن القطاع الخاص، كل الناس استغربوا كيف؟! في النهاية المعلومة هي الأساس وإذا ما شارك الناس وتواصلوا فأعتقد أن هذه من أهم المراحل التي عشتها والتي ربما أهلتني.. وأتمنى إن شاء الله أن أكون مؤهلاً وأن تفكيري إن شاء الله في خدمة هذا الوطن وفي بنائه.
المرحلة الأخيرة: هي التي الآن أنا أعيشها ولا أود الحقيقة أن أتكلم عنها، لأني لم أكملها إلى الآن، أنا أعتقد أن الذي أقدر أن أقوله: أنه الحمد لله أنا مطمئن، أعتقد بعد هذه السنين.. أربع سنوات، تجربة مفيدة وأعتقد ربما أهم شيء... لا شك أن هناك ألم... هناك ألم لأن هناك أشياء كثيرة تتمنى أن تتغير، هناك أشياء كثيرة.... ولكن أستطيع أن أصنِّف تجربتي في وزارة التربية والتعليم، ولا أريد أن أدخل في تفاصيلها، أنا متأكد أن هناك أناساً كثيرين ربما يحبون أن يسألوا وأرجو أنه مثلما صبرنا في الوزارة وتحملنا خصوصاً الصحافة ودورها، لأن هناك أشياء كثيرة نأخذها عليّ... أن يتحملوا قليلاً معنا، وأنا أعتقد إن شاء الله أننا على الطريق الصحيح، أعتقد أننا وصلنا إلى قناعة أن هناك ثلاثة أشياء مهمة... لا شك المعلم هو الأساس، البُنى التحتية والتي يدخل فيها كل شيء، المناهج، المباني، والأسرة، أنا أطمئن الأخوان إن شاء الله بأن هناك استثماراً كبيراً في التعليم، ربما آخر شاهد أمس، أمس كنا في معرض (ابتكار)، معرض (ابتكار) الذي هو نتيجة للبرامج الكبيرة بين برنامج الملك عبد الله وتطوير التعليم وبين مؤسسة الملك عبد العزيز للموهوبين والرجال الموهوبين، أنا أعتقد أن هناك تطوراً وشيئاً ملموساً، لسوء الحظ أن هناك برامج كثيرة والأخوان في (تطوير)، وعندنا الدكتور علي الحكمي، أنا أعتقد أن هناك برامج كثيرة وربما من أهمها بكل أمانة أنا صادق معكم، أول ما جئنا الوزارة.. ربما أول خطاب رفعناه إلى خادم الحرمين الشريفين وأنا سعيد أن يكون معي زميلي الأخ فيصل معمر وهو شاهد على هذا الشيء اجتمعنا في (موهبة) الأخ فيصل والدكتور خالد السبتي والأخت نورة الفايز وكتبنا خطاب، وكان أول خطاب أرفعه لخادم الحرمين الشريفين هو يتكلم عن تطوير وبناء الشراكات التي في (تطوير) التوجه أنه لا بد أن يدرس ويعاد تقييم برنامج (تطوير) تركيبه جديدة والتي هي تنقلنا إلى المجتمع المعرفي وإلى بناء استراتيجي واضح والذي هو نستطيع أن نستثمر، ولو قارنا أنفسنا بالجبيل وينبع والسبعينات إلى الوقت الحاضر ربما أحسن مثال هو استثمارنا في الجبيل وينبع... كنا في يوم من الأيام يقولوا هذه... عندما بدأنا في الجبيل وينبع وعشتها تلك الأيام... يقولون هذا فيل أبيض لا يمكن أن تعملونه، ولكن الحمد لله تحقق بالعزيمة والإصرار والاستثمار الحقيقي.
أركز على شيئين أساسيين: كنا من قبل نبيع بترولنا بمائة دولار (طن)، ونشتريه بألف، الآن الحمد لله، والسبب أنهم كانوا يقولون: لأنه لا يوجد شك رجال الأعمال والشركات كانت مهتمة بربحها ونجاحها، إذا نافسناهم والتنافس هذا ربما أهم شيء.. وبنينا شيئاً عندنا أولاً: لا شك أن التقنية ستكون حديثة والعمر الافتراضي وأهم شيء أن المصانع التي ستُبنى بجانب البترول، لذلك لا يستطيعون منافستنا، فهناك مقاومة كانت، ولكن الأمر الواقع أن بعزيمة الإنسان وإصراره والاستثمار الحقيقي في مستقبل البلد، ودائماً أخذنا هذه الصورة أمامنا أن قلنا بأن نجحنا في الجبيل وينبع في السبعينات بحكم استثمارنا على شيئين أساسيين: على القيمة المضافة والتنمية المستدامة، فبدون شك أن إيماننا الآن أن كل الذي اشتغلنا عليه في بناء تطوير وبناء مستقبل الوزارة، التطوير ينقلها النقلة الكبيرة للمستقبل وهو أن البترول ثروة ناضبة ولكن الثروة الحقيقية ويجب أن نستثمر فيها بالقيم المضافة والتنمية المستدامة هي الإنسان، الإنسان أهم عامل، فالتوجه بنيناه على قصة نجاح، رأينا كيف نجحنا وكيف أنه ممكن هذه البلد بإنسانها والإنسان هو الذي طور هذا الشيء، وأعتقد وأنا مؤمن بأن الوزارة بإذن الله من خلال برامجها هناك كثير من برامج لا تُرى هو أنك تتعامل مع إنسان والتجارب التي فيه، ولكن من تجربتي في الأربع السنوات أنا أعتقد وأنا لا أريد أن أستبق الأحداث ولكن إن شاء الله بأن كل ما نتكلم عنه.. وكل التطور أو التطوير والاستثمار الحقيقي سنراه، أنا أريد فقط حتى أثبت هذا الشيء وكما قلت أننا أمس كنا في (إبتكار) وهذه نتيجة للاستثمار بين (تطوير) وبين (موهبة)، أنا أريد أن أذكر أن هناك قصة... ربما الوقت... أطلت... وأنهي بها وهي التي أثبتت لي أني إن شاء الله على الطريق الصحيح، من حوالي سنة عزمونا في "جامعة الملك عبد الله" على الإفطار في رمضان وذهبنا وكان المناسبة أول دفعة من الطلبة السعوديين التي ابتعثتهم جامعة الملك عبد الله للدراسة عادوا ليستكملوا الماجستير والدكتوراه والأبحاث فيها، جلسنا وكان في بعض من الأخوات الطالبات كان بجانبي واحد من الشباب نظر إليّ وقال أنا أشكرك مرتين، قلت: لماذا؟ قال: أنا أشكرك من أجل (تطوير) و (موهبة)، قلت يعني كيف تشكرني، قال لولا الله ثم (موهبة) و (تطوير)، (هو كان في مدرسة عادية من المدارس الأهلية) ولكن هناك برامج بين (موهبة) و (تطوير) في عدة مدارس بجميع أنحاء المملكة التي هي ترى الموهوبين والذين عندهم القدرات هم المستقبل، قال أنا أتوني وقالوا لي اخترناك من أجل تذهب لجامعة الملك عبد الله وتبتعث.. قلت لنذهب إلى الجامعة أنا ومجموعة من الطلبة قلنا أين الجامعة؟ قالوا في (ثول)، قلنا نروح ونراها، يقول ذهبنا ووجدنا مباني كبيرة وذهبنا لها، قلنا هذه هي الجامعة؟ قالوا: لا.. هذه مدينة الملك عبد الله، أين الجامعة؟ قالوا الجامعة دونكم أنتم تعديتوها، قال ما رأينا شيء، قال: لا.. قبلكم –هذا من حوالي أربع سنوات.. خمس سنوات، خمس سنوات.. أربع سنوات ونصف- يقول رجعنا وذهبنا وجدنا مثل البيوت... بيتين.. ثلاثة اللي فيها.. وضربنا عليهم، يقول انظر هناك خطوط حمراء وخضراء وزرقاء وهناك حُفَر، ضربنا عليهم وقلنا يا جماعة نحن ندور على جامعة الملك عبد الله هي أين؟ قالوا هذه هي.. وطلع علينا واحد من المهندسين قلنا لكن لم نر شيئاً، ما في مباني ولا شيء، قال يا بني الأساس ليس هو المبنى، الأساس أنتم، الأساس هو الإنسان، أنتم الذين تبنون الجامعة، قلنا.. شرحنا له نحن مبتعثون وجئنا لنرى جامعتنا، يقول هذه بقيت معي ذهب الولد لأمريكا وذهب أعتقد بدأ بـ MIT وذهب لهارفرد، ورجع وما له أسبوعين لما كان جالس بجانبي، عاد ليكمل البحث.. قال دعني أقول شيئاً واحداً، أنا آمنت أنه ما في شيء مستحيل، بالإرادة وإرادة هذه القيادة وأنا أتذكر لما أتيت، -هذا كلام واحد طالب سعودي- قال لي ما رأيته الآن في الجامعة من المعامل، من الإمكانات، من التطور التكنولوجي، يقول ما يقارن بالجامعات التي بالخارج، يقول أنا فخور وسعيد أني أنتمي لهذا البلد، وأرى أن الذي عندنا إذا قارناه ربما يكون أفضل وأحسن، وهذا واجبنا نحن يا شباب أنه نقدر نعمل ونبني بلدنا ونشتغل.. لما أسمع هذا الكلام... وهذا نتيجة العملية التعليمية... أنا أعتقد أنها بخير وإن شاء الله في طريق الخير، وهناك برامج كثيرة وأتمنى إن شاء الله.. وأنا ما ألوم الناس لم.... ولكن بإذن الله سيكون لدينا قريب جداً إن شاء الله الإعلان عن شيء الناس سيلمسوا وسيروا كل هذه البرامج مجموعة حتى يروا بعينهم ويصدقوا ما هو الحاصل في هذا البلد، وإن شاء الله على الطريق.. إننا نحاول نسعى.. وفي زملاء كثر الحقيقة... يعني الشكر قبل كل شيء لله ثم لهم في الذي عملوه، في ناس يشتغلون يؤمنو ويتحملون ولكن في النهاية أنا أعتقد أعظم استثمار هو في الإنسان، في أبنائنا وبناتنا، أنا أطلع من الوزارة... الحقيقة أتكلم عن الوزارة لا زلنا حتى نجدد أرقامنا، يعني أنا دائماً أقول 34 ألف مدرسة عندنا معلومات الآن أنه غير صحيح أقول 650 ألف معلم، المعلومة هي الأساس الآن استعمال التقنيات الحديثة عندنا من أجل أن نبني الاستراتيجيات، أنا الذي أقوله في النهاية إيماني بالله قبل كل شيء، وفي الإمكانات، وأنه اشتغلنا على أربع سنوات وبنينا أعتقد شيء أساسي رفعنا الآن استراتيجية وعملنا عليها لمدة كم سنة وانتهت، يمكن ما هو الشيء الذي نريده لكن عندنا الإطار، واشتغلنا أكثر من 130 ورشة عمل مع الأخوان في الحوار بين شرائح المجتمع المختلفة وطلعنا باستراتيجية بإذن الله، أنه هي التي تنقلنا للمستقبل، عندنا نظرة لخمس وعشرين سنة القادمة، سياسات التعليم اشتغلنا عليها الآن ورفعناها بنظام التعليم، الآن نشتغل على هيكلة الوزارة، وبإذن الله هذه سيكون لها دور كبير، أهم شيء الحقيقة عندنا شيئين وطلعت بمراسيم ملكية أنا والزملاء الحقيقة اشتغلوا عليها شغلاً كبيراً، وأنا فخور الآن تكون هي الأساس، أولاً: التشكيلات المدرسية، ما كان هناك تنظيم وهذه تعني بالتنظيم، المدرسة.. عندي مدرسة 500 طالب ماذا فيها؟ مدير، نائبين، أو عندي مدرسة فيها 700 طالب كم أحتاج يمكن ثلاثة، المعلمين كل معلم ما هو تخصصه؟ ما نصابه؟ ما له؟ وما عليه؟ مهم جداً هذا الشيء، لم يكن في تنظيم، ما طلع إلا من حوالي سبع شهور، والحمد لله الآن اللوائح تطبق، الشيء الثاني الحقيقة هو: الهيئة، هيئة التقييم، ما كان في معايير، ما كان في معايير للتعليم، في الهيئة الآن هي التي تقيم المعلم، تقيم الطالب، المنهج، المدرسة، فهذه الحقيقة هي التي تضبط الأمور، إذا ضبطت هذه الأمور.. أنا في أشياء كثيرة تفاصيل لا أريد أن أدخل فيها وأنا عارف الوقت، ولذلك ما كنت أود حتى إني أتكلم عن التعليم، لأنه أريد التعليم يتكلم عن نفسه، أنا شاكر ومقدر طال عمرك يمكن كثير من الإخوان توقعوا أني أتكلم وأسهب في التعليم، ولكن بإذن الله الذي أراه ومؤمن فيه أن التعليم سيتكلم عن نفسه إن شاء الله وكلنا سنكون فخورين بمعلمينا، طلبتنا، وبيئتنا بإذن الله، شكراً.
الشيخ عبد المقصود خوجه: الحقيقة أننا تركناك تتكلم كما تشاء وأخذت أكثر الوقت لذلك فإننا سنمدد وقتنا الليلة إلى الساعة الحادية عشرة والنصف بدلاً من الحادية عشرة، لأن هناك أسئلة كثيرة جاءتني، والأسئلة التي عندي يخاف الإخوان من أن أحجبها، وأنا ليس من حقي أن أحجب أي سؤال طالما أن السائل يُعرّف بنفسه ويطرح سؤالاً واحداً والدور على سموكم إذا أجبتم إجابة مختصرة استطعنا أن نأخذ أسئلة كثيرة من الطرفين، لذلك سنبدأ من قسم السيدات لأنهن طيلة هذا الوقت كن مستمعات، على الأقل نحن هنا نناظرك، ونرى من التعابير أشياء كثيرة، فالسؤال الأول للسيدات وليبدأ الزميل عريف الحفل عندنا ليتكلم في هذا الموضوع.
 
 
طباعة
 القراءات :200  التعليقات :0
 

الصفحة الأولى الصفحة السابقة
صفحة 39 من 216
الصفحة التالية الصفحة الأخيرة

من اصدارات الاثنينية

ديوان زكي قنصل

[الاعمال الشعرية الكاملة: 1995]

سوانح وآراء

[في الأدب والأدباء: 1995]

الاستبيان


هل تؤيد إضافة التسجيلات الصوتية والمرئية إلى الموقع

 
تسجيلات كاملة
مقتطفات لتسجيلات مختارة
لا أؤيد
 
النتائج