شارع عبد المقصود خوجة
جدة - الروضة

00966-12-6982222 - تحويلة 250
00966-12-6984444 - فاكس
                  البحث   

مكتبة الاثنينية

 
قضية حرية الرأي في المجتمعات الغربية
تبدو أحكامنا على الحضارة الغربية في كثير من الأحيان غير متوازنة، وهذا الأمر يعود لبدايات عصر النهضة في أواخر القرن التاسع عشر الميلادي، وهو الأمر الذي تعكسه بوضوح كتابات المفكرين العرب، بداية من رفاعة الطهطاوي، ومرورًا بمحمد عبده، وجمال الدين الأفغاني، وأحمد لطفي السيد، وطه حسين، والعقاد، وانتهاءً بمالك بن نبي، وعمارة، والجابري، والعُروي، وسواهم..
الغرب الذي يرفع راية حرية الرأي، ومستعد للدفاع عنها كما يزعم؛ حتى لو اضطر لتجييش الجيوش، كما حدث في العراق وأفغانستان- إلاَّ أنه يبدو في حالة دفاع عن النفس عندما يتعلّق الأمر بالقضايا الخاصة، أو المتعلّقة بمزاعم الحركة الصهيونية، وأدبياتها الموغلة في التشدّد، وذلك التشدّد والتطرّف الذي لا يراه الغرب بكافة مؤسساته إلاَّ بعين واحدة، وهي عين الرضا، ففي عام 2006م، أوقفت السلطات النمساوية المؤرخ البريطاني "ديفيد إيرفنج" بذريعة تشكيكه في ضحايا المحرقة، أو ما عُرف في الأدبيات الغربية بـ "الهولوكوست"، وسُجن لمدة من الزمن في بلد أوروبي يُصنّف على أنه من أكثر البلدان الغربية حضارة، ويشمل-ذلك- حفظ حقوق الإنسان في إبداء رأيه، واليوم.. يجد القس الكاثوليكي البريطاني "ريتشارد ويليام صن" William Son نفسه في الموقف الغريب ذاته، حيث أهّله "بابا الفاتيكان" لهذا المنصب الديني، بعد أن رفضت الكنيسة قبوله لهذا المنصب الديني عام 1988م، رغم جدارته واستحقاقه حسب المقاييس الدينية المسيحية. القس "ويليام" والذي يقيم في الأرجنتين، أجرت معه أخيرًا قناة سويدية مقابلة عبّر فيها بصراحة وجرأة عن آرائه في عدد ضحايا الهولوكوست من اليهود، حسب دراسات أجراها شخصيًّا، وأثبت فيها أن العدد لا يتجاوز ثلاثة ملايين، كما أنه زعم بأنه لم يثبت بأدلة علمية استعمال غُرف "الغاز" أثناء الحرب العالمية، واستطاع اللوبي اليهودي أن يمارس ضغوطه على الحكومة الأرجنتينية، والتي رحّلت "ويليام" إلى بلده بريطانيا ليقابل مصيرًا مجهولاً بسبب آرائه الشخصية.
 
طباعة
 القراءات :197  التعليقات :0
 

الصفحة الأولى الصفحة السابقة
صفحة 32 من 100
الصفحة التالية الصفحة الأخيرة

من ألبوم الصور

من أمسيات هذا الموسم

الدكتورة مها بنت عبد الله المنيف

المدير التنفيذي لبرنامج الأمان الأسري الوطني للوقاية من العنف والإيذاء والمستشارة غير متفرغة في مجلس الشورى والمستشارة الإقليمية للجمعية الدولية للوقاية من إيذاء وإهمال الطفل الخبيرة الدولية في مجال الوقاية من العنف والإصابات لمنطقة الشرق الأوسط في منظمة الصحة العالمية، كرمها الرئيس أوباما مؤخراً بجائزة أشجع امرأة في العالم لعام 2014م.