شارع عبد المقصود خوجة
جدة - الروضة

00966-12-6982222 - تحويلة 250
00966-12-6984444 - فاكس
                  البحث   

مكتبة الاثنينية

 
باحثون غربيون.. ومقصلة الهولوكوست
إيرفنج وتوبين أنموذجًا ..
قادت الأقدار المؤرخ البريطاني (ديفيد إيرفينج-David Irving) للدخول في مواجهة مع الحركة الصهيونية، وكان سبب هذه المواجهة هو أن (إيرفينج) كتب دراسات عدة موضوعها الحرب العالمية الثانية منها: Swar وChurcill وSwar وHitler، وخلص إلى حقيقة مفادها أن الصهيونية ومؤسساتها المتجذرة في العالم الغربي بالغت في عدد ضحايا المحرقة أو ما يعرف في أدبيات هذه الحركة بـ(الهولوكوست).
ومع أن (إيرفنج) عند تعرضه لهذه القضية عام 2000م ذكر أنه ليس من المنكرين لقضايا المحرقة، إلا أن ذلك لم يمنع بعض المؤسسات الغربية والتي تزايد على اليهود في قضية كهذه أو ما يشابهها من توجيه التهم الجاهزة (لإيرفنج) ومن هؤلاء الأكاديمية الأمريكية (ديبرا ليبستات)، حيث اتهمته بأنه يسعى لنفي المذابح النازية من خلال تشكيكه في عدد الضحايا الذين توصلهم الصهيونية ومناصروها إلى ستة ملايين شخص وهو عدد مبالغ فيه.
ولقد أدت هذه الحملة ضد (إيرفنج) إلى اعتقاله في النمسا عند قيامه بزيارة شخصية لذلك البلد الأوروبي في عام 2006م، وسجنه بذريعة إنكاره للمحرقة.
في الأيام الأخيرة أصدرت السلطات الألمانية مذكرة بتوقيف الباحث الألمانيGerald Toben وذلك عند توقفه في مطار هيثرو والذريعة نفسها، وهو أن Toben توبين نشر ما بين عامي 2000م/ 2004م، وثائق تقلل حسب ما ذكرته صحيفة الديلي تلغراف البريطانية (السبت 8 أكتوبر 2008م، من فظائع المحرقة وهو أمر غير قانوني ومحرم في ألمانيا.
ولكن الباحث الألماني (توبين) وجد مناصرة قوية في أروقة المحاكم البريطانية من المؤرخ (إيرفنج) والبالغ من العمر سبعين عامًا والذي تحدث لأجهزة الإعلام قائلاً: إن مثل هذه الإجراءات ذات الطابع القضائي في قضية تاريخية محضة تحط من قدر مجتمعاتنا وتفرض علينا قيودًا فيما نشعر في دواخل نفوسنا وفيما نقرأ ونكتب وتطلب منا السير خلف قوانين سنها الألمان والنمساويون والتي انتهت صلاحياتها منذ عام 1939م، أي منذ قيام الحرب العالمية الثانية.
صحيفة الديلي تلغراف المحافظة والمعروفة بميولها اليمينية المتطرفة وصفت (إيرفنج) على لسان أحد ضباط الجيش البريطاني (رونالد جيفرسون Roland Jeferson)، بأنه إنسان مخبول لمجرد تشكيكه في مبالغات الحركة الصهيونية والتي أضحت أمرًا مقدسًا لا يجوز المساس به ويتوقف عند حدوده جميع دعاوى حرية الكلمة بالمفهوم الغربي.
وإذا كانت النمسا تخرق قوانينها الاقتراب من قضية الهولوكوست حتى ولو كان ذلك عن طريق بحوث ودراسات منهجية وأكاديمية لإقرار ما هو صحيح ونفي ما هو كذب ومبالغة، فإن هذه القوانين تبقى حكرًا على أتباع الحركة الصهيونية، فلقد نقبت صحيفة (الويكلي تلغراف) الأربعاء 8 أكتوبر-14 أكتوبر 2008م، ص 19، أن ما يقرب من 90 ضريحًا في مقبرة للجالية المسلمة في النمسا وتحديدًا في منطقة Traunner Linz، قد تعرضت للانتهاك من قبل مجموعات تنتمي لليمين المتطرف أو ما يسمى بالحركة النازية الجديدة ولم تتحرك دوائر حقوق الإنسان في النمسا أو سواها لهذه الفعلة القبيحة والسلوك المشين.
ولعلنا نتذكر أنه قبل ما يقرب من عقدين من الزمن تعرضت مقبرة يهودية في فرنسا للنبش فخرجت المظاهرات بزعامة الرئيس الفرنسي الراحل (فرانسوا ميتران) وإذا كان الغرب يزعم –دومًا- أنه رائد في الحفاظ على حقوق الإنسان، إلا أن ازدواجيته في تطبيق هذه المعايير يقلل من قيمة ادعاءاته، ولعلنا نختم هذه السطور بما رواه عامر بن ربيعة رضي الله عنه في صحيح البخاري حيث روي عن النبي صلّى الله عليه وسلّم أنه قال: إذا رأيتم الجنازة فقوموا حتى تخلفكم فمرت به جنازة فقام فقيل له: إنها جنازة يهودي فقال صلّى الله عليه وسلّم أليست نفساً؟ وفي هذا دليل وبرهان على شمولية عدل الإسلام والحفاظ على الكرامة الإنسانية لجميع النفوس البشرية.
 
طباعة
 القراءات :198  التعليقات :0
 

الصفحة الأولى الصفحة السابقة
صفحة 29 من 100
الصفحة التالية الصفحة الأخيرة

من ألبوم الصور

من أمسيات هذا الموسم

الأستاذة الدكتورة عزيزة بنت عبد العزيز المانع

الأكاديمية والكاتبة والصحافية والأديبة المعروفة.