شارع عبد المقصود خوجة
جدة - الروضة

00966-12-6982222 - تحويلة 250
00966-12-6984444 - فاكس
                  البحث   

مكتبة الاثنينية

 
عندما يجتمعُ الإبداعُ والإنشادُ
كنتُ تحدّثتُ عن الضجة المفتعلة حول قيام أحد الفنانين بتلحين وإنشاد قصيدة دينية، ذات مضمون سامٍ، وذكرتُ أن الساحة الأدبية والفنية شهدت كثيرًا من التلاقي والانسجام بين الشعراء والمنشدين، على مدى أكثر من نصف قرن من الزمن.
وكنتُ توقفتُ في خاتمة المقال عند قصيدة الشاعر الكبير عبدالعزيز الرفاعي -رحمه الله- والتي لحّنها الموسيقار التونسي الدكتور محمد صالح المهدي، وقليل من شعر المناجاة، ومدح سيّد الخلق محمد بن عبدالله عليه صلاة الله وسلامه؛ ممّا يبلغ في مداه هذه القصيدة معنىً وبناءً، ولغةً رائعةً ومدهشةً، كما يعبّر عن ذلك نقّاد الأدب، عندما يتماهون مع نصٍّ أدبيٍّ رفيعٍ. يقول المرحوم الرفاعي في بعض مقاطع من رائعته "السلام عليكم":
وقد زعمتُ بأنني لك عاشقٌ
والعشقُ يستهدي القلوبَ مسامعا
فإذا تدفّق خاطري فبفضلِهِ
وإذا تحجّر، لن أكفَّ تطلّعا
والقلبُ شفافٌ إذا صدقَ الهوى
يجتازُ بالنورِ المشعِّ الأضلعَا
يا خيرَ خلقِ اللهِ مالي من حيلةٍ
إنْ لمْ أُصغْ معنىً فريدًا بارعا
أعطيتُ من جدبي، وخصبك شاسع
أنّي يجاري الجدبُ خصبًا شاسعا
وتنثال المعاني السامية في لغة متقنة ومهذبة على لسان الشاعر في مدح الذات المحمدية، واصفًا حقيقة الشريعة السمحة التي أتى بها للناس كافة بقوله:
هل نالت الرسل الهداة جميعها
قممًا لغيرك قد أبت أن تخضعا؟
من كل صاحب آية لك آية
حبات تاجك يأتلقن لوامعا
والكوكب الدري سر سنائه
من كوكبين على جبينك، شعشعا
نهران من نور، فنهر رسالة
كملت فلم تترك لشك منزعا
أشرعتها للظامئين، على الدنى
فسقيتهم ريًّا زلالاً مشبعًا
والحوض في الأخرى، شريعة شافع
في الهول للعطشى حنانًا مترعًا
ثم يربط الشاعر الصادق في حبّه بين كعبة السماء وكعبة الأرض والأقصى، ثم مسجده ومثواه الشريف؛ ليدلل على أن مصادر الشريعة الحنيفية واحدة، وكان خاتمها الرسالة المحمدية:
الكعبتان.. وشيجة أبدية
تدني من الأرض السماء مرابعا
وحججت للقدس الشريف تؤمه
بل أنت كنت به الإمام الجامعا
هذي القداسات الثلاث جمعتها
وامتزت حين أضفت قدسًا رابعا
المسجد النبوي، مذ باركته
حرمًا، له الإيمان يأرز طائعا
حرمان في مهد ولحد جمّعا
ولغير أرضك قط لم يتجمّعا
ويختمها مناجيًا ورامزًا لنسبه الشريف قائلاً:
أبتي: إذا ابتلت بها شفتي ارتوت
وشعرت أني لن أكون مضيعا
رد السلام فإن وهبت زيادة
فلأنت أهل أن تزيد وتشفعا
 
 
طباعة
 القراءات :204  التعليقات :0
 

الصفحة الأولى الصفحة السابقة
صفحة 87 من 107
الصفحة التالية الصفحة الأخيرة

من ألبوم الصور

من أمسيات هذا الموسم

الأستاذة الدكتورة عزيزة بنت عبد العزيز المانع

الأكاديمية والكاتبة والصحافية والأديبة المعروفة.