الاثنينية ::المكتبة

مكتبة الاثنينية

> > > > كلمة الأستاذ أحمد فتيحي

(( كلمة سعادة الأستاذ أحمد فتيحي ))

الحمد لله الذي أعطى وأكرم.. والصلاة على سيّد الخَلق ذي الخُلُقِ الأعظم.. وعلى آله وصحبه:

معالي الأخ الدكتور محمد عبده يماني،

أصحاب المعالي والسعادة والإخوة الأفاضل،

السلام عليكم ورحمة الله وبركاته،

عادة لا أكون بينكم في هذه الأمسيات الاثنينية.. فلست من رجال الفكر والأدب والصحافة الذي اعتاد هذا المكان باللقاء بهم.. ولكني اليوم دَعَوتُ نفسي إلى هذه الأمسية لما يعني لي المُحتَفى به..

لا أريد أن أطيل عليكم..،

عندما أعفي سيدنا خالد بن الوليد من منصبه.. أعفاه أمير المؤمنين سيدنا عمر بن الخطاب.. ليكون تحت إمرة سيدنا أبي عبيدة عامر بن الجراح أمين هذه الأمة.. يقول سيدنا أبو عبيدة:

إحتدمت المعركة ونظرت في يميني فإذا بخالد.. ثم نظرت إلى يساري فوجدت خالد.. ونظرت أمامي وخلفي وإذا بخالد.. محارباً مجاهداً مغواراً..

ثم قال: للهِ درك يا خالد.

أمير المؤمنين عمر بن الخطاب رضي الله عنه وقف فوق الجبل في مكة موسم الحج ومعه صحبه وأفواج الحجاج في البيت الحرام والصفا والمروة..

قال الفاروق رضي الله عنه لأصحابه ومن حوله: - لقد كان عمر بن الخطاب يرعى الغنم فوق هذا الجبل ويضرب بالعصا.. واليوم عمر بن الخطاب كما ترون أمير المؤمنين ويرعى حجاج بيته.. ثم أنشد يقول:

ليس كل مما ترى تبقى بشاشته

يبقى الإله ويفنى المال والولد

إن من صفات الأخ الدكتور محمد عبده يماني.. عندما أعفي من المنصب تجده في كل مكان موفقاً شجاعاً حليماً مطمئناً..

إن من صفات الأخ الدكتور محمد عبده يماني.. التواضع والحضور ومغالبة الهوى..

لا أريد أن أعدد المواقف.. فهذا الرجل كان يطوف الحجاج.. وكان في المدرسة محبوباً.. وفي الجامعة محبوباً.. وعندما أصبح أستاذاً كان محبوباً.. وعندما تولّى الجامعة كان محبوباً.. وعندما تولّى الإعلام كان محبوباً.. وعندما ترك المناصب أصبح الحب المقرون بالإعجاب والاحترام..

وفوق هذا كان رجل أعمال أيضاً.. فهو المؤسس لصناديق التوفيق والأمين.. وأنعم بها من أسماء تحمل صفات العاملين بها..

لا أقول كثيراً.. فالجمع هنا لديه معلومات أكبر ومواقف أكثر..، ولكن ما يعنيني هنا.. أن رؤيتي للدكتور محمد عبده لها منظور واحد..

لماذا محمد عبده يماني..؟

عندما تكون معه تطوف حولك طمأنينة وتجد في حديثه سكينة وحكمة وطرافة… لقد أطاع الله فهداه إلى طريق السكينة.. ووفقه للعمل تقرباً وطمعاً في رحمته..

أما طاعة الله.. فقد تمثلت في أمر الله.

إِنَّ الله ومَلاَئِكَتَهُ يُصَلُّونَ عَلَى النَّبِيِّ يَا أَيُّهَا الَّذينَ ءَامَنُوا صَلُّوا عَلَيْهِ وسَلِّمُواْ تَسْلِيماً (الأحزاب: 56).

أما السكينة ففي قول الله تعالى:

وَصَلِّ عَلَيْهِمْ إنَّ صَلَواتَكَ سَكَنٌ لَّهُمْ (التوبة: 103).

أما تقربه وطمعه فبرحمة الله.. ففي قول الله تعالى:

وصَلَوَاتِ الرَّسُولِ أَلاَ إنَّهَا قُرْبَةٌ لَّهُمْ سَيُدْخِلُهُمُ اللهُ في رَحْمَتِهِ (التوبة: 99).

الدكتور محمد عبده يماني، عاشقاً ومحباً لرسول الله صلى الله عليه و سلم وآل بيته وأصحابه..

ويكفيني هذا أن أكونَ محباً له لهذا الحب.. وفقه الله تعالى لشكر هذه النعمة الجليلة ليزيده من كرمه وفضله.. ويكون ذلك المصباح الذي يضيء بالسكينة والطمأنينة.. فيحيل من حوله نجوماً ويأنس بهم المكان وتسرّ لرؤياهم الأعين وتطرب لسماعهم الآذان في قول الحق "لقد كان لكم في رسول الله أسوة حسنة".

وفي قوله تعالى:

مُحَمَّدٌ رَّسُولُ اللهِ واَلَّذينَ مَعَهُ أَشِدَّاءُ عَلَى الكُفَّارِ رُحَمَاءُ بَيْنَهُمْ (الفتح: 29).

اللهم صلي على سيدنا محمد النبي الأميّ بصلاة كل ولي وصفي وعلى آله وصحبه وسلّم..

وآخر دعوانا أن الحمد لله ربِّ العالمين..

حكمة لا بد منها.

عندما خلق الله الجنة - نظر إليها جل جلاله وقال لها. تكلمي قالت الجنة: وعزتك وجلالك لا يدخلني إلا من رضيت قال الله تعالى: وعزتي وجلالي لا يجاورني فيك بخيل وإني لأحسب أن هذا البيت صاحبه كريم جزاه الله خيراً.

عبد المقصود خوجه: الكلمة الآن لمعالي ضيفنا الكبير وأعتذر من بقية الأساتذة الذين طلبوا الكلمة فهم كثر في هذه الأمسية، فالأمسية في مجملها أمسية تكريم لكننا نجتمع للتحدث عن الكتاب كتاب ((أبو هريرة والحقيقة الكاملة))، والحديث لمعالي الدكتور ليحاور ويشرح متفضلاً فأرجو أن تتفهموا الإطار الذي تسير فيه هذه الأمسية وشكراً لكم.