شارع عبد المقصود خوجة
جدة - الروضة

00966-12-6982222 - تحويلة 250
00966-12-6984444 - فاكس
                  البحث   

مكتبة الاثنينية

 
كلمة الناشر
ارتكزت ((الاثنينية)) على مبادئها التي تؤسس على عدم الخوص في المسائل: السياسية، والعرقية، والمذهبية، والدينية، وتصفية الحسابات.. فمهدت بذلك السبيل لكثير من المثقفين والمفكرين دخول ساحتها على بصيرة، وأسهموا في مسيرتها بصورة فاعلة، وقدموا عناصر إيجابية في طروحاتهم المختلفة.. وكان من بين الأساتذة الأفاضل الذين بذلوا الكثير من وقتهم وجهدهم لحضور فعاليات ((الاثنينية))، منذ بدء انطلاقتها في 22 محرم 1403هـ/الموافق 18 نوفمبر 1982م، معالي الأخ الدكتور محمد عبده يماني، المفكر الإسلامي المعروف، وزير الإعلام الأسبق ((رحمه الله)).
اتسمت مشاركاته بالدخول مباشرة في صلب الموضوع، وكان حريصاً على الإلمام بجوانب مهمة في حياة ومسيرة المحتفى به، بالإضافة إلى معرفته الشخصية في كثير من الأحيان بشخصية المكرم، ما يضفي على كلمته أو مشاركاته في الأمسيات التي تحظى بحضوره بعداً مميزاً، كما أن حديثه غالباً ما ينطوي على إضافة موضوعية، يستقيها من علمه الموسوعي، ومعرفته بدقائق ما يجري على الساحة الثقافية والفكرية.. لذا كان يدمج بصورة احترافية بين الحديث عن المحتفى به، وبين قضايا الساعة، وينتقد بطريقة مباشرة -أو غير مباشرة- بعض السلبيات التي يراها بثوراً وأوراماً سرطانية في جسد الأمة، ويعمل بمسؤولية ودربة على المساهمة في اجتثاثها قدر الإمكان، وبالطريقة المتاحة له.
كان رحمه الله يتميز بحس فكاهي وطرافة محببة إلى النفوس.. وعليه لم يكن حديثه متعالياً، أو جافاً، أو متحذلقاً.. بل يستنبط كلماته وأفكاره من واقع اللحظة التي يتناول فيها الحدث.. ويجذب المتلقين بطريقة حديثه الذي كان يرتجله في مناسبات كثيرة.. كما كان يستخدم لغة الجسد بصورة آسرة.. فحركة يديه متقنة، وابتساماته مقننة، ونبرة صوته مفعمة بالحياة، وكلها عناصر جذب حببت إليه طائفة من الأساتذة الكرام الذين تابعوا بشغف كلماته ومداخلاته التي تصب في مصلحة اللقاء، وتمنحه أبعاداً قيمية ثابتة. أما هامش الاختلاف فكان يعتبره حقاً مشاعاً للجميع، فلا يستأثر برأي، ولا يفرض وجهة نظره على الآخر، بل يمارس الوعي الديمقراطي بكثير من الانضباط والحيوية.. ويثري الأمسيات بقفشاته الطريفة، وأذكر منها على سبيل المثال ما أورده في تكريم الدكتور عبدالرحمن طه بخش قائلاً: ))فالدكتور ليس متخصصاً في المسالك البولية ولكن في المسالك العامة، فهو يسلك أي إنسان يأتيه فيخرج من عنده راضياً، كما يقول يوديك البحر ويجيبك، إن كنت هندي تقول ((أتشا))، وإن كنت جاوي تقول ((باقوس))، وإن كنت سوداني تقول ((تمام يا زول)).. مثل هذه الملاحة والتبسط في الحديث كانت تعطي الأمسيات نكهة خاصة افتقدها محبوه برحيله المفاجئ ((رحمه الله)).
كان ((رحمه الله)) متواضعاً للكبار والصغار، يُقبِل مشايخه، ولا ينأى عن تلامذته ومحبيه، يفرد لهم جناح الرحمة، ويمد يد العون -على هامش الأمسيات- إلى بعض الذين يترقبون حضوره ليقدم إليهم النصح والمشورة والمساعدة.. كان كبيراً بجاهه ووجاهته، لم يحجبهما عن طالب علم، أو راغب دنيا، باذلاً ما يستطيع بكل أريحية.
ويستطيع المتتبع لكلماته في هذا الكتاب أن يرى النسق المتحد في تناوله مختلف المواضيع، ذلك أنه يقتبس نوره من مشكاة واحدة، ويترسم الهدي النبوي الشريف فلا يحيد عنه، يغضب لانتهاك الحرمات، وتعلوه شارات الرضا والفرح عندما تكون المقدسات في مكانها اللائق بها سمواً واحتراماً وتقديراً.
رحمه الله رحمة الأبرار، وأسكنه فسيح جنانه مع الصديقين والشهداء والصالحين وحسن أولئك رفيقاً.
عبد المقصود محمد سعيد خوجه
طباعة
 القراءات :790  التعليقات :0
 

صفحة 1 من 142
الصفحة التالية الصفحة الأخيرة

من اصدارات الاثنينية

الاستبيان


هل تؤيد إضافة التسجيلات الصوتية والمرئية إلى الموقع

 
تسجيلات كاملة
مقتطفات لتسجيلات مختارة
لا أؤيد
 
النتائج