شارع عبد المقصود خوجة
جدة - الروضة

00966-12-6982222 - تحويلة 250
00966-12-6984444 - فاكس
                  البحث   

مكتبة الاثنينية

 
((في حفل تكريم معالي الشيخ محمد أبا الخيل)) (1)
بسم الله الرحمن الرحيم، الحمد لله الَّذِي عَلَّمَ بِالْقَلَم,ِ عَلَّمَ الْإِنسَانَ مَا لَمْ يَعْلَمْ (العلق: 4-5) وأصلي وأسلم على سيدنا محمد خير من تعلم وأصدق من أعلم بالله عز وجل، وعلى آل بيته الطيبين الطاهرين.
أشعر بسعادة غامرة، وأنا أشارك الليلة في حفل تكريم زميل وصديق، وأستاذ عزيز هو معالي الشيخ محمد أبا الخيل، ومبعث سروري أني سمعت عن الرجل وأنا ما أزال في مدارج الدراسة، ثم شاء الله أن أزامله، ويشاء الله أن أترك العمل، ويبقى في العمل وهذا محك لكثير من الرجال، مدى وفاء هؤلاء الرجال ومدى قدرتهم على أن يكونوا أكبر أو أصغر من العمل الذي يقومون به.
كنت أزور وأنا ما أزال في مراحل الدراسة الأولى معالي الشيخ محمد سرور الصبان رحمه الله ورأيت في صالته لوحة ظريفة كتب عليها حكمة "دورة الأفلاك في أبراجها، لا تبقي على ذي نعمة نعمة، ولا تديم عليه نقمة فمن ولي منكم أمراً من أمور الناس؛ فلتكن همته تقليد المنن أعناق الرجال".
وهذا الرجل علق الكثير من المنن في أعناق الناس بمروءته وحسن خلقه. واستقباله، والناس ضعيفة بطبيعتها أمام الإعلام والمال، وأنا عانيت ما عانيت من ضعفها في الإعلام وأحس بضعفها عندما تأتي القضية لقضية المال، ولكن أبا علي كان دائماً كبيراً في نظري عندما يتعامل مع هذه القضايا، فقد كان يطلع على عورات الناس بطبيعة عمله في المالية، ويعرف عن هذا وذاك، ولكنه ظل عف اللسان لا يشهِّر بأحد ولا يغمز، ولا يلمز، وكان في إمكانه أن يفعل هذا وذاك فظل بهذا كبيراً في أعين الناس وفي قلوب الناس، يحترمونه لأنه احترم ذاته واحترمهم، وشاء الله سبحانه وتعالى، أن أترك العمل في وزارة الإعلام وأنتقل لأعود للتدريس بالجامعة، وكنت أزور بين وقت وآخر الوزارات المختلفة والأصدقاء؛ لأسلم عليهم، وأشهد أن هذا من الرجال الذين لم يتغيروا، حتى في اللحظات التي نتصل فيه لمجرد السلام، كان يحترم الرجال ويعطيهم ما يستطيع من وقت. ويعطيهم ما يستطيع من بشاشة في اللقاء وحسن ترحاب.
وهذه نعمة من نعم الله على الرجال الذين يكونون دائماً في كل المواقف يمتازون بالمروءة والرجولة وحسن التعامل مع الناس، ولهذا فقد حفظ لنفسه -وأحسب أنه سيحفظ إن شاء الله لولده من بعده- هذه السمعة العطرة، فسيتذكر الناس هذا الرجل بمروءته وخلقه، ولا شك إنني كمواطن أقدر له ذلك الجهد الذي تحمله في سبيل حفظ التوازن الاقتصادي لهذه البلاد بتوجيهات خادم الحرمين شفاه الله، ولكن هذا الرجل كان قوياً صلباً صارع الكثير من التيارات وقاوم الكثير من الضعف، وثبت حتى استطعنا أن نصل -ولله الحمد- هو وأسرة وزارة المالية والاقتصاد الوطني إلى ما نحن عليه الآن، فوجب أن نقف لنحييه ونشد على يده مهنئين ومقدرين ومعتزين، حتى يعلم الناس جميعاً أن كل من يعمل؛ خلفه أعين تبصر، وآذان تسمع، وقلوب تحس، ثم أيدي تصفق له أو عليه وأنا أصفق لأخي الأستاذ محمد أبا الخيل.
 
طباعة
 القراءات :328  التعليقات :0
 

الصفحة الأولى الصفحة السابقة
صفحة 45 من 142
الصفحة التالية الصفحة الأخيرة

من اصدارات الاثنينية

الاثنينية - إصدار خاص بمناسبة مرور 25 عاماً على تأسيسها

[الجزء الأول - مقالات الأدباء والكتاب في الصحافة المحلية والعربية (1): 2007]

الاستبيان


هل تؤيد إضافة التسجيلات الصوتية والمرئية إلى الموقع

 
تسجيلات كاملة
مقتطفات لتسجيلات مختارة
لا أؤيد
 
النتائج