شارع عبد المقصود خوجة
جدة - الروضة

00966-12-6982222 - تحويلة 250
00966-12-6984444 - فاكس
                  البحث   

مكتبة الاثنينية

 
(( كلمة لفضيلة الشيخ محمد علي الصابوني ))
- بسم الله الرحمن الرحيم، الحمد لله والصلاة والسلام على سيدنا محمد رسول الله وبعد: إن العلم رحم بين أهله، ونحن حينما نحتفي بفضيلة الأخ الدكتور الصباغ فإننا نصل الرحم ولا يعرف الفضل من الناس إلا ذووه.
بيني وبين فضيلة الدكتور صلة نسب وقرابة، فالنسب هو في السن فعمره كما فهمت من مواليد 1930 م، وهو صباغ وأنا صابوني، وكل منا يشترك في هذه الحروف ولكن الذي نفخر به أن فضيلة الدكتور وهو متخصص في اللغة العربية قد خدم دينه وخدم هذا الكتاب الذي هو أمانة في عنق كل واحد منا عن طريق اللغة العربية خدم القرآن والسنة، والله تبارك وتعالى جعل هذا الدين الإسلام أمانة ليس في عنق الحكام أو العلماء فحسب لأنه لا يوجد في القرآن الكريم كله آية تقول يا أيهـا الحكام أو يا أيها التجار أو يا أيها الأغنياء، إنما خاطب الله كل مؤمن ومؤمنة لنصرة دينه يأَيُهَا الَّذِين ءَامَنُوُا كُونُواْ أَنْصَارَ اللَّهِ فكل واحد منا مكلف أن يقوم بنصرة هذا الدين، الصحفي في صحافته، الأديب في أدبه، الطبيب في طبه، والذي يكتب في الشريعة والدين كذلك في تخصصه الخ.. وميزة فضيلة الدكتور أنه ما أخذ العلم من الكتب، إنما تلقاه من صدور العلماء..
ومن أخذ العلوم بغير شيخ
يضل عن الصراط المستقيم
وكم من عائب قولا صحيحا
وآفته من الفهم السقيم
- عريف الحفل (مقاطعاً) يشرف الآن معالي الدكتور محمد بن أحمد الرشيد وزير المعارف حفلنا هذا خلال هذه الأمسية التي نكرّم فيها جميعاً فضيلة العلامة الدكتور محمد بن لطفي الصباغ فمرحباً بمعالي الوزير وصحبه الكرام.
- الشيخ الصابوني يواصل كلمته: عهدي بفضيلة الدكتور أنه خطيب يهز المنابر وهو مصارع وملاكم في شبابه، كان من ينحرف ويأتي بأفكار سخيفة وشيوعية خبيثة يلاكمه ويطارده فهو قد خدم الإسلام بلسانه وقلمه وبدنه، ونحن أيها الإخوة في هذا العصر نفتقد وجود العلماء، فإن حياة الأمة في حياة علمائها، ودمارها في موت علمائها، وقد قال حبر هذه الأمة ترجمان القرآن عبد الله بن عباس رضي الله عنهما في قوله تعالى: أَوَلَمْ يَرَوا أَنَّا نَأْتِي الأَرْضَ نَنْقُصُهَا مِنْ أَطْرَافِهَا روى الحافظ بن كثير عن ابن عباس أن نقصها في موت علمائها، عندما يموت العلماء يظهر الغثاء، يظهر من يقول لنا في هذا العصر وفي هذا الزمان ليفتري على كتاب الله وعلى دين محمد بن عبد الله، ليقول لنا إن محمداً لم يكن أمياً بل كان يقرأ ويكتب وبيده كتب القرآن، هذا فـي الواقع تكذيب صريح لكتاب الله عز وجل، الَّذِينَ يَتَّبِعُونَ الرَّسُولَ النَّبِيَّ الأُمِّيَّ والله تبارك وتعالى يقول في كتابة العزيز: وما كنت تتلوا من قبله من كتب ولا تخطه بِيَمِينِكَ إِذاً لارتَابَ الْمُبْطِلُونَ فمعجزة محمد صلى الله عليه وسلم أنه أمي جاء بهذا الكتاب الذي تحدى به البشر جميعاً إلى أن تقوم الساعة، فيجب علينا أن نتذكر هذا عند موت علمائنا وأن نبذل جهداً لخدمة هذا الدين، وفي أربعة عشر قرناً من الزمن ما سمعنا بواحد من العلماء يقول إن الربا حلال حتى ظهر في هذا العصر من يجرئون الناس على محاربة الله عز وجل، يقول فوائد البنوك حلال، هذا خرق للإجماع ولكتاب الله عز وجل الذي يقول يَمْحَقُ اللهُ الرِّبَوا ويُربِي الصَّدَقَتِ ويقول سبحانـه فَإِن لَّمْ تَفعَلُوا فَأذَنُوا بِحَرْبٍ مِّنَ اللَّهِ ورَسُولِهِ.
عندما يموت العلماء يظهر هذا الغثاء من كلام الناس ولكن الحمد لله هناك من يناصر ويدافع ويصاول عن الإسلام وستبقى هذه الأمة قوية إلى قيام الساعة كما أخبر الصادق المصدوق صلى الله عليه وسلم أنه لا تزال طائفة من أمتي قائمين على الحق لا يضرهم من خالفهم حتى يأتي أمر الله.
نرجو الله عز وجل أن يمد في حياة علمائنا وإخوتنا الأفاضل وأدبائنا وكتابنا وليشعر كل واحد منا بالمسؤولية حول هذا الدين لقوله تعالى يأيُّهَا الَّذِينَ ءَامَنُوا كُونُوا أَنْصَارَ اللَّهِ اللهم اجعلنا من أنصار دينك، وأعزنا بنصرة هذا الدين الذي أكرمتنا به واحفظه علينا يا أرحم الراحمين، وصل اللَّهم على سيدنا محمد، والحمد لله رب العالمين.
 
طباعة

تعليق

 القراءات :662  التعليقات :0
 

الصفحة الأولى الصفحة السابقة
صفحة 120 من 146
الصفحة التالية الصفحة الأخيرة

من اصدارات الاثنينية

أحاسيس اللظى

[الجزء الأول: خميس الكويت الدامي: 1990]

الاستبيان


هل تؤيد إضافة التسجيلات الصوتية والمرئية إلى الموقع

 
تسجيلات كاملة
مقتطفات لتسجيلات مختارة
لا أؤيد
 
النتائج