شارع عبد المقصود خوجة
جدة - الروضة

00966-12-6982222 - تحويلة 250
00966-12-6984444 - فاكس
                  البحث   

مكتبة الاثنينية

 
((الحوار مع المحتفى بها))
نازك الإمام: نعم شكرا لك أستاذة دلال. بسم الله الرحمن الرحيم. والحمد لله رب العالمين، والصلاة والسلام على أشرف المرسلين، سيدنا محمد وعلى آله وصحبه أجمعين.. أصحاب المعالي، أصحاب الفضيلة، أصحاب السعادة، الإخوة والأخوات الحضور.. السلام عليكم ورحمة الله وبركاته.
كانت الصدفة وحدها التي حددت لها خريطة مشوارها في طب الأسنان، فاختارته تخصصاً لدراستها على الرغم من أن هذا التخصص لم يكن في مخططها العلمي، لكنها وجدت في طب الأسنان فن التعامل مع المشرط والخياطة، وهو ما قادها إلى حصولها على وسام الملك عبد العزيز من الدرجة الأولى في مجال تخصصها. وقد استطاعت ضيفتنا لهذه الأمسية الوصول للقب أول طبيبة سعودية وعربية تحصل على درجة التفوق في تخصص جراحة اللثة، ولقب أول من بدأ بإجراء عمليات زراعة الأسنان في مستشفيات القوات المسلحة، ورئاسة أول برنامج زمالة سعودية في هذا التخصص الدقيق في زراعة الأسنان، إضافة إلى نشاطها في تطوير وتحسين نظام زراعة الأسنان الكندي الذي حصلت به على جائزة أفضل بحث في جامعة تورنتو.. إنها سعادة الدكتورة أروى بنت علي السيد، استشارية جراحة اللثة وزراعة الأسنان، ورئيسة قسم زراعة الأسنان في مستشفى القوات المسلحة بالرياض، وزوجة الطبيب كتاب العتيبي والتي تؤمن بأن الموهبة يجب أن ترتبط بالتفوق أو التخصص الذي يتخصص فيه الإنسان.. فمرحباً.. بسعادتها ضيفة في اثنينية الشيخ عبد المقصود خوجه. ونبدأ هنا من قسم السيدات بطرح السؤال الأول، وهو بداية مع الأستاذة الإعلامية منى مراد، مراسلة صحيفة (هام) الإلكترونية، وصحيفة (الإحساء اليوم).
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته.تتفاقم يوماً بعد آخر حدة الأخطاء الطبية الصادرة من مراكز علاج الأسنان الأهلية، مسبّبة عاهات ومشكلات صحية خطيرة للمرضى الذين حذروا من أن التمادي أو التساهل في مراقبة هذه التجاوزات والحد منها سيخلق أزمة ثقة في المنشآت الطبية الخاصة، مطالبين بأن يكون هناك رادع يوقف مسلسل هذه الأخطاء ويضع نهاية له كفكرة في المطالبة بإنشاء محكمة طبية للحد من أخطاء أطباء الأسنان في المملكة، خاصة بعد ارتفاع نسبة الأخطاء الطبية فيها لأكثر من 50٪، دكتورة ما هو تعليقك على ذلك؟ وهل تؤيدين هذه الفكرة؟ شكراً.
الدكتورة أروى السيد: أشكرك على هذا السؤال. صراحة أنت ضغطت على الجرح، فأنا من أكثر الذين يعانون من الأخطاء الطبية، ولمعلوماتكم فإن أكثر الأخطاء الطبية تحصل في زراعة الأسنان، حيث أنها تخصص غير متوفر في جميع الجامعات، أي أنه متوفر في جامعات محددة.. وهذا ما دعاني إلى إنشاء هذا البرنامج.. فللأسف هناك شركات مصنّعة لأنظمة زراعة الأسنان، تقدم دورات تدريبية لمدة يوم أو يومين للأطباء العاملين، وتترك لهم المجال ليصولوا ويجولوا في أفواه المرضى. وهذا ما أعانيه أنا، كطبيبة زراعة أسنان، وأنا مسؤولة عن اللجنة التي تمنح التراخيص للأطباء، ويا هول ما أرى، فمن بين كل 600 طبيب، ينجح طبيب واحد في الامتحان، فماذا نفعل؟ تحدثنا مع الهيئة السعودية للتخصصات الصحية "مناع"، نائب الأمين العام، د. كمال عمران، عمّا يمكننا أن نقوم به، فأخبرني أن أقدم شكوى كلما رأيت حالة وقع فيها خطأ ما، ففعلت. ولكن كيف تحصل الأخطاء؟ يأتي المريض من أي مكان خاص، وقد وُضعت له الزرعة – أرى بعض الزرعات تخرج من الأنف، ولا أدري كيف يسبب بعضها شلل الأعصاب، الأمر كله كناية عن قلة خبرة.. وللأسف فالضحايا هم أبناؤنا.. والسبب هو قلة المعرفة بما هي زراعة الأسنان، ومن هو الطبيب الذي يجب أن يقوم بزراعة الأسنان.. عالمياً يفضل أن يكون ذلك هو جراح اللثة أو الجراح العام، ولكن نظراً إلى الكسب الشديد في هذه العملية، فالزراعة الواحدة مدتها تقريباً من عشر دقائق إلى نصف ساعة، بحسب خبرة الطبيب، وتكلف المريض تسعة آلاف، أو عشرة آلاف، أو اثني عشر ألفاً، بحسب النظام المستعمل. وللأسف الشديد هناك أنظمة كورية وصينية، لا تكلف الطبيب أكثر من ألف ريال، ولكنه يقنع المريض بأن هذا النظام سويسري، أو بأنه نظام أوروبي، ويأخذ مبلغاً أغلى بكثير. والله إني أرى ذلك يحدث في المستشفى. ولكن بما أنني في المستشفى العسكري، فليس من السهل أن يأتي إليّ جميع المرضى أو للمتخصصين في هذه المستشفيات الحكومية. ولكن تأتيني مكالمات دكاترة يطلب أصحابها أن يروني، كي أعطيهم المشورة عمّا عليهم أن يفعلوه.
أنا الآن ألقي محاضرات في الأخطاء الطبية بزراعة الأسنان يومياً، ويومياً هناك حالة أصوّرها وأرسلها إلى وزارة الصحة، وإلى الآن لم أرَ أية نتيجة. حتى أن بعض المراكز قاموا بتهريب الطبيب المخطئ إلى سوريا، وقالوا بأن والده مات، وأنه غير موجود في المملكة، فماذا نفعل؟ ولكن نعم يا أختي السائلة، بكل أسى، وبكل حزن أؤكد لك بأن هناك أخطاء طبية ترتكب، وليس لها رادع. وللأسف فإن أصحاب المراكز -الأطباء ليسوا سعوديين، فهم والحمدلله ليسوا سعوديين- أصحاب المراكز هم سعوديون، ويعلمون بهذه الأخطاء، ولكن نظراً إلى المكسب الكبير، فهم لا يريدون التخلي عن ذلك. ومن جهة أخرى يقول لك صاحب مركز: الطبيب السعودي يكلفني كثيراً، ولا أستطيع أن أدفع راتب طبيب سعودي، فأنا أحضر طبيباً أجنبياً يكلفني أقل، ويغطي احتياجات المركز. ولكن تواجهنا في زراعة الأسنان مشكلة، وهي مشكلة نبحث عن حلٍّ لها حتى الآن. وكل ما بمقدوري قوله هو انني لم أسكت، ولن أسكت، وسأظل أرفع الشكاوى كلما رأيت خطأ، عسى أن يرتدع هؤلاء الأطباء في يوم من الأيام، أو يكون ثمة نظام رادع في وزارة الصحة، يعاقب مثل هذا المركز بإقفاله إذا ثبت أن الطبيب الذي يُجري زراعة الأسنان غير كفؤ لهذه الزراعة، وأن يكون حائزاً على شهادات تخصصية مع خبرة، وليس مجرّد دورة تدريبية تجعله يعبث بها في أفواه الناس.
عريف الحفل: شكراً دكتورة، الآن السائل هو الأستاذ عبد الحميد الدرهلي، مدير عام وزارة التخطيط والاقتصاد سابقاً ومتقاعد.
لكم الشكر الجزيل.. بسم الله الرحمن الرحيم. إخوتي الكرام.. السلام عليكم ورحمة الله وبركاته.. الابنة الفاضلة الدكتورة أروى، بارك الله فيك، وأهلاً وسهلاً بك في هذه الدار العامرة، وفي هذه الأمسية الزاهرة بوجودك المبارك بين إخوتك وأخواتك الكرام.. أهنئك يا ابنتي من صميم فؤادي لنجاحك الباهر، ولنيلك الوسام، أي الجائزة الكبرى، فزادك الله توفيقاً وسؤدداً، نلاحظ وللأسف الشديد أن عدد أطباء الأسنان السعوديين والسعوديات ضئيل جداً، ولا يزيدون عن عدد أصابع اليد، لماذا هذا الضعف في عدد الأطباء السعوديين بالنسبة إلى عدد الأطباء للوافدين؟ وهل لا يزال رؤساء العشائر يعارضون انضواء شبابهم إلى هذه المهنة، كما هو الحال في مهن أخرى تقليدية؟ وبماذا توصين بعد أن تعرفي السبب أو الداعي لرفضهم الفاضح عدم مباشرة أولادهم السعوديين والسعوديات هذه المهنة الراقية؟ وشكراً جزيلاً.
 
الدكتورة أروى السيد: صدقاً أنا لا أرى عدداً قليلاً، بل أرى عدداً كبيراً بحسب خبرتي مع أطباء جامعة الملك سعود، أو الجامعات الحكومية، فعدد الأطباء السعوديين لا بأس به، مقارنة بالسابق. إضافة إلى ذلك الآن فهنالك جامعات خاصة في جميع أنحاء المملكة تدرّس طب الأسنان، كما أن هناك التخصص بوجود البعثات، وبعثة الملك عبدالله - أطال الله في عمره. ولكن ما أراه هو أن كثيرين لا يرغبون في ممارسة مهنة الطب لسنة أو سنتين. فبعد تخرجهم يقدم أحدهم طلباً للبعثة، وبسافر من أجل التخصص.. ولذا لا أرى نقصاً في عدد أطباء الأسنان، بل على العكس بعض الأطباء ليس لديهم وظائف في المستشفيات الحكومية، فيلجأون إلى العمل في المستشفيات الخاصة، إلى أن يتم توفير وظيفة لهم في المستشفيات الكبرى. نعم ربما نحن لسنا كالأطباء البشريين من حيث العدد، ولكن عددنا كافٍ، فكل ما نحتاج إليه هو التخصص والبراعة والأمانة في العمل.
نازك الإمام: السؤال مع الدكتورة سمر مدني علاقي، وكيلة كلية طب الأسنان في جامعة الملك عبد العزيز بجدة، فلتتفضل.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، في الحقيقة كان عرضك رائعاً، وأنا لدي سؤالان سريعان.. في المجال الشخصي للدكتورة أروى، طبعاً جميع الطبيبات العاملات يرون فيك أنفسهن، ويشعرن بالمعاناة، معاناة المرأة العاملة والتوفيق بين أبنائهن وأزواجهن.. والدراسة كيف كانت رحلتك من هذا الجانب، والسؤال الثاني يا دكتورة أين ترين نفسك في الخمس إلى عشر سنوات القادمة بإذن الله، شكراً لك.
الدكتورة أروى السيد: بالنسبة إلى السؤال الأول، طبعاً توجد معاناة بلا شك.. فلا بد أن تعاني كل طبيبة تحاول أن تكون جيدة كطبيبة، وجيدة كأم، وجيدة كزوجة، وجيدة كربة بيت، ولكن نقول سددوا وقاربوا.. أنا أشعر بأن هذه ميزة، إذ عندما يرى الأطفال الأمهات والآباء في عناء متواصل يسعون دائماً إلى التفوق، ويقضون معظم وقتهم في الدراسة، فضلاً عن الاستمتاع، فهذا يكون مثلاً لهم.. ما أراه هو أن الأطفال يكبرون، وفي مخيلتهم صورة الأم أو الأب اللذين يسعيان ويعملان بجد وكفاح من أجل الأفضل.. نعم هو تعب، ولكن نتيجة هذا التعب هو أن نرى تفوقاً في حياة أبنائنا.. فمرحباً بهذا التعب.. مرحباً به إذا كان نتاجه خدمة مجتمع وتربية أبناء متفوقين وصالحين هذا السؤال الأول. أما بالنسبة إلى السؤال الثاني حول من أرى نفسي، فكما ذكرت أصب في مركز الأبحاث حالياً كل جهدي، فأنا أتجه، مع عملي في عيادتي وتدريبي، إلى تخصيص يومين كاملين للأبحاث، فنحن قوم لا نرقى إلا بالبحث، فكفانا أن نأخذ ما يفعله الغرب ونطبقه، في الوقت الذي يجب أن نرسل إلى الغرب ليروا ما نفعله نحن.. فنحن متفوقون في الخارج، والجميع يعترف بذلك، لكن حينما نأتي إلى الداخل فلا صوت لنا ولا صورة.
عريف الحفل: شكراً دكتورة السؤال الآن يوجهه سعادة الأستاذ الدكتور محمود حسن زيني.
بسم الله الرحمن الرحيم. والحمد لله رب العالمين، والصلاة والسلام على خاتم النبيين والمرسلين، سيدنا ونبيينا محمد، وعلى آله وصحبه أجمعين. أما بعد فتحية تقدير وشكر للأخت الأستاذة الدكتورة أروى علي السيد باعنبارها أنموذجاً فريداً في عالمنا، فنعتز بزمالتها وتفوقها على أخواتها، ونبارك لها ما حصلت عليه من الأبحاث والشهادات في جراحة اللثة والأسنان، فهذا شيء عجيب أن يوجد بيننا من هؤلاء. لقد حاولت شخصياً مع حفيدتي، ابنة ابنتي، أن تتخصص في أيرلندا الشمالية في جراحة الأسنان، ولكنها عدلت عن ذلك، وكنت من قبل حاولت مع ابنتي رباب -التي هي ابنتها- التي درست الطب في أيرلندا. وكان عميد الطب، الدكتور الشبكشي، يقول لي إن الطب لا ينفع وهو تعب.. فكنت أقول له إن العمل في الطب عبادة، كغيره من الأعمال، ولذلك كان إصراري على أن تدخل ابنتي كلية الطب بجامعة الملك عبد العزيز، وبعدما تخرجت ذهبت مع زوجها إلى أمريكا، لكنها لم تواصل دراستها في الطب بعد ما تزوجت، وأما ابنة أختي وشقيقتي الدكتورة شادية زيني، فتخصصت في الطب، لكنها لم تدخل إلى هذا الطب المهم....
السؤال هو لماذا الإحجام بين طبيباتنا عن دراسة طب الأسنان، وهذا التخصص الدقيق، أرجو الإجابة عنه من أختنا العزيزة الدكتورة أروى علي السيد. وشكراً.
الدكتورة أروى السيد: عموماً بالنسبة إلى إحجام المرأة، فهي لا تحب الجراحة.. نعم أوافقك إذا تحدثنا عن جراحة اللثة وجراحة الأسنان، فنحن معدودات على الأصابع وعددنا قليل جداً، لأن المرأة بطبعها لا تحب الجراحة. هناك تخصصات أخرى تعمل فيها المرأة أكثر، مثل طب الأطفال، وتخصصات الأعصاب، وأما الجراحة فلا... ولكن نقول -إن شاء الله- بوجود من يشجع، ومن يوصل فكرة أن المرأة قادرة على إجراء جراحات متطورة، فسوف نصل إلى الهدف المطلوب وإلى العدد الكافي الذي يغطي احتياج هذا البلد في هذا التخصص.
عريف الحفل: شكراً دكتورة الآن مع الزميلة نازك.
اسمحوا لي بسؤال مني شخصياً، ذكرتِ دكتورة أروى بأن هناك حوالى 30٪ من السعوديين يعانون من فقدان الأسنان سواء في مراحل مبكرة أو متقدمة من العمر، في رأيك ما هي أسباب ذلك؟ هل للوراثة دور في ضعف اللثة والأسنان في الإنسان؟ وهل استخدام فرشاة الأسنان الكهربائية تعمل بنفس قدرة الفرشاة العادية. شكراً لك.
الدكتورة أروى السيد: نعم، وربما النسبة أكبر من ذلك، فهناك عدد لا بأس به من أبنائنا يفقدون أسنانهم.. طبعاً أسباب فقدان الأسنان متعددة، منها الحوادث، ومنها الالتهابات اللثوية، ومنها الالتهابات الجذرية، ومنها الوراثية، علماً أن الأسباب الوراثية قليلة جداً.. ولكن أغلبها بسبب الإهمال اللثوي، والذي يؤدي إلى تخلخل السن وفقدان العظم وفقدانه في سن مبكر. نعم ما زلنا في حاجة إلى توعية المرضى ليس المرضى، بل توعية الشعب عن كيفية وأهمية المحافظة على أسنان سليمة، وخطوات التنظيف، كل ما نحتاج إليه هي زيارة للطبيب ليوضح لنا كيف يمكن أن نقوم بذلك، وإذا كانت هناك مشاكل فسوف يقوم بحلها، ولكننا نفتقد هذا الوعي، والحاجة إلى وجود هذا الحرص الدائم منا للحصول على أسنان سليمة والمحافظة على نظافة الأسنان.. هذا سبب. وأنا لا أزال لا أفهم هذا الإهمال، فبعض المرضى الذين أُجري لهم جراحة، وأطلب منهم المتابعة والتنظيف، فأحياناً يأتون إلى موعد المراجعة، وأحياناً لا يأتون.. ما يهمهم هو أن تقدم لهم العلاج ثم يختفون بعد ذلك.. فنحن ما زلنا بحاجة إلى برامج توعوية تثقيفية مكثّفة جداً جداً جداً، نحمّل فيها الشخص مسؤولية أسنانه، وليس الطبيب. فأنت من تحافظ على أسنانك.. وأنت من يهتم بها.. وأنت الملام إذا حصل أي شيء لها، إلا إذا حدث طارئ فهذا لا دخل لنا فيه.
عريف الحفل: الزميل محسن زياد العتيبي.
مرحبا د. أروى.. أولاً دعيني أسجل إعجابي وفخري ببنات بلدي من أمثالك. فهذا فخر لنا جميعاً، فنحن نسمع كثيراً عن النجاحات التي يسجلها أبناؤنا وبناتنا في البعثات الخارجية، وهم مصدر فخر للجميع وهذا نتابعه دائماً. ثانياً أود أن أسأل دكتورة أروى عن المغالاة في تكاليف علاج الأسنان، فالكثير من الناس يتحاشى أن يذهب إلى عيادات الأسنان لأنها مكلفة جداً، ومع هذا نجد أن مراكز العناية بالأسنان موجودة تقريباً في كل شارع، وكأنما هي بقالات أو دعوة تجارة، ألا ترين أن المغالاة في تكاليف علاج الأسنان سبب من أسباب عزوف كثير من الناس عن العناية بأسنانهم هذا أولاً، ثم أنت ذكرت أنه - الحمد لله – لا يوجد نقص في الكوادر الأطباء والطبيبات في طب الأسنان، لكن لماذا لا يكون هناك حضور إعلامي أو حضور على الساحة بشكل عام للجمهور، بحيث تكون هناك توعية مستمرة حتى لو من خلال مشاركة في المهرجانات، وعمل بعض الفحوصات المجانية للناس من خلال بعض المهرجانات لتعريفهم وتوعيتهم أكثر وأكثر من أجل العناية بأسنانهم.. شكراً لك.
الدكتورة أروى السيد: شكراً لك.. سأبدأ بالسؤال الثاني. هناك برنامج توعوي في هذا الأسبوع تقوم به وزارة الصحة وجميع المستشفيات حول أهمية الأسنان والعناية بها، لا نسمع عن هذه البرامج كثيراً، فهي تقام مرة في السنة، وإذا أكرمنا الله فكل ستة أشهر. ولكننا نفتقد إلى وجود برامج توعية على مستوى المدارس كما يحدث في بلدان أوروبا وأمريكا حيث يوجد برنامج توعية للأطفال في المدارس أسبوعياً عن طرق العناية بالأسنان والأغذية المفيدة للأسنان، وذلك بطريقة كرتونية مرغِّبة للأطفال.. ألا تخيفكم نسبة 93٪ تسوس أسنان. هل السبب هو أن فرش الأسنان لا تعمل؟ هل يعود ذلك إلى جهل الوالدين؟ ثم أين دور المدرسة؟ أين دور المربي؟ أنا صُعقت من هذه النسبة العالية، فإذا تكلّمنا على تسوس أسنان في سن مبكرة، علماً أن خلع السن في سن مبكرة يؤدي إلى اضطراب رهيب في الفك، ويؤدي إلى ضرر في شكل الفك، فالسنّ الثابت الدائم يطول مدة ظهوره، فإذا ظهر فهو ليس قوياً. سبحان الله، عملية انخلاع السن المؤقت بقوة دفع من السن الدائم هي عملية طبيعية وتقوّي العظم واللثة، وأما الأطفال الذين يفقدون أسنانهم، وهم أطفال، بسبب التسوس تكون أسنانهم الدائمة واللثة ضعيفة، ويكون العظم أضعف، لأننا فقدنا قوة الدفع من السن الدائم إلى السن المؤقت.. للأسف ليس لدينا هذه القدرة على إيصال هذه المعلومة للطفل حتى يتحمل هو نفسه مسؤولية العناية بأسنانه، ولذا نلوم الوالدين إذا قصّروا.. ولكن في البلدان الأجنبية لا دور للوالد في هذا.. فالطفل هو من يقوم بهذا. تسأل الطفل كيف ينظف أسنانه، وقد يجيبك بطريقة أفضل مني، ويصف لك كيف يفرش أسنانه، وأهمية تفريش الأسنان.. والمعجون.. والفرشاة.. والفلورايد.. ويقول لك أن لا مانع لديه من أكل الحلوى وبعدها يفرش أسنانه.. هذا جواب من طفل لا يتجاوز عمره خمس سنوات.. فأين نحن من هذا.
عريف الحفل: الزميلة نازك.
نعم.. عفواً لكن دكتورة بالنسبة لاستخدام فرشاة الأسنان الكهربائية أو التي تعمل بالبطارية، أرجو الإجابة عن هذا السؤال، فهل تعمل بنفس قدرة الفرشاة العادية.
الدكتورة أروى السيد: حسناً.. هناك أبحاث كثيرة في هذا الشأن. وقد نُشر آخر بحث سنة 2008م، وقد أجري في جامعة تورنتو عن المستفيدين من الفرشاة الكهربائية أو الفرشاة اليدوية، فإذا أتقن المريض عملية تفريش الأسنان، فليس هناك فرق.. أكرر ..إذا أتقن المريض عملية التفريش الجيدة فليس هناك فرق بين الفرشاة الكهربائية واليدوية. ولكن إذا شعر الطبيب أن نسبة استيعاب المريض أو قدرته ضعيفة، فحينئذٍ تتفوق الفرشاة الكهربائية على الفرشاة اليدوية. المريض نفسه هو من يحدد فعالية هذه أو تلك. والطبيب هو الذي يصف هذه أو تلك للمريض. أما بالنسبة إلى المرضى المتخلفين عقلياً، فإن الفرشاة الكهربائية أفضل لهم، لأنها أسرع وتقوم بمساعدة شخص آخر، فتيسر عليهم المهمة بسرعة.
عريف الحفل: الزميل الأستاذ مشعل الحارثي.
بسم الله الرحمن الرحيم. بعد الشكر والتقدير لراعي هذا المنتدى المتجدد بضيوفه وموضوعاته.. الضيفة الكريمة في هذه الليلة، سمعنا عن تطور جديد في طب الأسنان وهو دخول علم الأنسجة في هذا المجال، فماذا عن هذا التحول الجديد؟ وهل بالإمكان أيضاً إعطاء بعض الملامح عن بعض التطورات الحديثة في طب الأسنان؟ وشكراً لك.
الدكتورة أروى السيد: علم الأنسجة ليس جديداً، بل هو قديم. فالأنسجة هي الخلايا اللثوية، وأما الجديد في طب الأسنان فهو استخدام الليزر في كل شيء.. في الجراحة.. في فحص العصب.. في زراعة الأسنان، ولا أخفيكم القول إنني لا أحب هذه الأجهزة، فلا أزال أرغب في استخدام المشرط والخيوط، فهي بنظري تتبع دقة أكثر من الليزر، فهناك مشاكل واضحة جداً تنجم عن استخدامه في الأسنان، ولا تحدث في جميع الأمراض.. ولكن هناك مشاكل. بينما الطريقة المعتادة في الجراحة فلا يترتب عليها أية مشكلة. وأما الأمر الثاني فهو الجانب التجميلي، وما نسمع عنه الفينيرز والقشرة التي يستخدمونها لأشياء تجميلية للأسنان ومبيضات الأسنان. فكل يوم نسمع عن شيء جديد، ولكن صدقاً بالغت العيادات والشركات في تسويق هذه الأمور، وبالغت في الأسعار.. فكما ذكر زميلي فالأسعار خيالية.. نعم لا أخفيكم القول بأن طب الأسنان مكلف، ذلك أن أدواته مكلفة.. أنا أعلم هذا، فعندما أطلب في قسمي مواداً يشتكي مدير المستشفى من التكلفات.. فأكبر ميزانية هي ميزانية قسم الأسنان. فالمواد غالية ومكلفة، ولكن ليست بالطريقة التي يستغلها أصحاب المراكز، فهم يضربون السعر ثلاثمئة في المئة، إذا لم يكن مليون في المئة.
نازك الإمام: سؤال من الأستاذة سميرة سمرقندي.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته.. الأخت أروى، لن أسألك عن أعمالك، ولا عن طموحاتك، ولا إنجازاتك، بل أسألك عن الجندي المجهول وراء ما كنت عليه، وما وصلت إليه.. وشكراً.
الدكتورة أروى السيد: والله هناك جنود، وليس جندياً واحداً، أبدأ بوالديّ وأنتهي بزوجي.
عريف الحفل: مهندس عبد الغني حاووط.
السلام عليكم دكتورة.. نلاحظ دوماً أن أطباء الأسنان في حال حصول تسوس في ما يسمى ضرس العقل، يقومون بخلعه ولا يعالجونه، ما هو سبب اتباع مثل هذا الإجراء؟ شكراً.
الدكتورة أروى السيد: الإجراء بحسب الحاجة.. فإذا كان لضرس العقل ضرورة، وله سن مطابقة.. يعني ضرس عقل فوقه ضرس عقل آخر، فعلاجه ليس مكلفاً، بمعنى أنه لا يحتاج إلى جراحة لتطويل العظم، ولن يكون ثمة ضرورة لسحب عصب، أو لوضع حشوات، أو القيام بتلبيس، فنقوم بالحفاظ عليه. ولكن صدقاً غالباً ما تظهر ضروس العقل بوضع خاطئ لأنها تظهر في وقت متأخر، ما يتسبب بسرعة تسوسها، كما يواجه المريض صعوبة في الحفاظ عليها سليمة. فإذا كانت السن سليمة، فلا داعي للتدخل. وأما إذا كان ثمة خلل، فيتم التدخل بحسب كمية هذا الخلل، إما بوضع حشوة إذا كان الخلل بسيطاً. وأما إذا كان يحتاج إلى علاج مكلف أو إن كان المريض سيعاني، فنقوم بخلعه، خصوصاً أنه يصعب عادة وصول طبيب الأسنان من أجل القيام بجميع الاحتياجات اللازمة للحفاظ عليه. وأكرر القول لا يُخلع إلا إذا كان فيه مرض كبير أو تسوس كبير، ويصعب الوصول إلى الجذور والعظم حوله، فكما يُقال ما الداعي لنضيع وقتنا في سن لا يُستخدم في المضغ.. إذا نظرنا علمياً، فإن السن الأساسي المستخدم في المضغ هو أول ضرس، وأما ما بعده، وما بعده، فهي للمساعدة فقط في بلع الطعام، وليس في هضم الطعام.. فحتى عدم وجوده لا يؤثر، لا هو ولا السن الذي قبله. وأما الضرس الأول فوجوده مهم، وعلينا أن نحافظ عليه سليماً، وأن نسارع إلى علاجه إذا ألمّ به مرض ما.
نازك الإمام: سؤال من الأخت نهاية الزبن.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته. لجأ كثيرون لعملية برد أسنانهم للحصول على ابتسامة النجوم. فهل يضر هذا بالأسنان من وجهة نظرك، د.أروى؟ وما البديل للحصول على ابتسامة جذابة؟ لدي سؤال آخر، هل يعتبر زرع السن أفضل في مكان سن عادي؟
الدكتورة أروى السيد: بالنسبة إلى السؤال الأول، فإن برد الأسنان لم يعد متبعاً الآن، وما نتحدث عنه هو تغطية الأسنان بقشرة خفيفة. وهذا ما يفعله النجوم الآن، وأما برد الأسنان لتقصير السن أو تغيير شكله، فقد يكون له نتيجة إيجابية. ولكن في النهاية سوف يعاني المريض من حساسية في الأسنان، إذ إن برد السن يؤدي إلى زوال طبقة المينا، وإذا ما انكشف العاج، وهو الطبقة الحساسة الموجودة تحت المينا، فسيتألم المريض من برودة أو حرارة الهواء، أو الماء... إلخ. ولكن ما يتم القيام به في الوقت الحالي فليس برداً للأسنان، بل تغطية لها.
عريف الحفل: الدكتور وليد محمد نديم بساطة، طبيب استشاري أمراض باطنية.
في الحقيقة، أشكر معالي الشيخ عبد المقصود خوجه على هذه الأمسية و((الاثنينية)) العلمية الثقافية. فعلاً هي كما تبدو وزارة ثقافة خاصة ومحلية.. كما أشكر سعادة الدكتورة أروى.. السؤال هو: بالنسبة للهيئة السعودية للتخصصات الطبية، ذكرتِ سيادتك موضوع التدريب والتخصص في موضوع زراعة الأسنان، فالمذكور هو 200 ساعة.. فهل تعتقدين أن 200 ساعة كافية لأن يتخصص الطبيب بزراعة الأسنان، ألا يوجد ضرورة لإعادة النظر في هذه المواضيع، طالما أن سيادتك مشتركة في موضوع وضع الأطر والتعليمات لها؟ أود أن أختم كلامي بالقول بأن ابنتي طبيبة أسنان، وأتمنى أن أراها ترقى إلى نجاح سيادتك، فهي حالياً تحضر للبورد الأمريكي في طب الأسنان. شكراً.
الدكتورة أروى السيد: طبعاً حصل هذا بعد معاناة، وبعد تدخل كثير من أطباء القطاع الخاص، فهم لا يملكون متخصصين، ولكن لديهم أطباء أخضعوهم لدورات تدريبية.. فلكي نرضي جميع الأطراف، اتفقنا على مئتي ساعة للجراحة، مئة للجراحة ومئة للتركيبات، على أن تكون العملية بسيطة، أي لا يُسمح لهذا الطبيب بعد أخذ هذه الدورات إلا بإجراء العمليات البسيطة، وليس العمليات الكبيرة. وحتى بعد ذلك لا بد من أن يخضعوا لامتحان.. وأبشرك بأنهم لن ينجحوا بعد الامتحان، يعني بحسب خبرتي فإنهم لن ينجحوا بعد الامتحان، فدعهم يأخذوا ألفي ساعة.. ففي النهاية لن يحصلوا على الرخصة، إلا بعد أن يجتازوا الامتحان، وهو امتحان دقيق وضعته أنا.. فمن ينجح فيه يستحق أن يُجري زراعة أسنان، والذين ينجحون قليلون جداً.. وأنت بالمقابل لا ترغب في معاداة الناس لأنك حاصل على شهادة لم يحصل عليها آخرون. ولكن نقول سددوا وقاربوا.. مئتا ساعة في الجراحة، مئة في الجراحة ومئة في التركيبات.. وهذا ليس بالأمر الهيّن مع خبرة واجتياز الامتحان، ومبروك على من يتمكن من أخذ الرخصة.
نازك الإمام: سؤال من الدكتورة إكرام الفاروق، دكتوراه في القانون الجنائي.
مرحبا بك دكتورة أروى.. سؤالي هو هل تنصحين بإجراء عمليات تجميلية للثة التي يظهر شكلها تقريباً بالكامل عند الابتسام؟ وما هي الحدود الصحية لذلك؟ شكراً.
الدكتورة أروى السيد: هذا تخصصي.. نعم أنصح بها بشدة، فهي تغير الابتسامة.. ومعذرة منكم فنحن نسمي هذه الابتسامة "ابتسامة القرود" (Monkey Smile) أو (Gum Smile)، وهي عندما يبتسم المرء فتظهر اللثة. من علامات الجمال عند الابتسام أن يظهر جزء من السن وجزء بسيط من اللثة.. هذه من علامات الجمال.. فإذا لم تتوفر عند الشخص، وكانت ابتسامته لثوية، فهي ابتسامة مزعجة قبيحة، فنتدخل جراحياً بعملية رفع للثة وإعادة تشكيل العظم حولها، فتصبح الابتسامة سنية أكثر منها لثوية.. نعم أنصح بها، فهي معترف بها عالمياً، وأنصح بها أنا شخصياً. حتى انني عندما أرى مثل هؤلاء الأشخاص في الدعوات، أتجرأ وأحثهم على إجرائها. فهناك من قد لا يعلم عن هذه الجراحة، فربما يتحسن منظرهم بهذه الجراحة، فأنا دائماً أعرض عليهم أن يجروها، فثمة فرق كبير للابتسامة في مظهر الوجه، قبل إجراء هذه الجراحة وبعدها، فأنصح بها مليون في المئة.
عريف الحفل: الأستاذ محمد أيمن مراد-مركز الدراسات الاستراتيجية والقانونية.
بسم الله الرحمن الرحيم. السيدة الدكتورة الفاضلة ذكرت في حديثك عن موضوع التركيبات والزراعة الناجحة، وغير ذلك، السؤال هو في حال عدم جودة زراعة الأسنان كأن تكون اللثة متعبة أو متآكلة، فهل من علاج للثة متآكلة لتتم زراعة ناجحة؟ وشكراً.
الدكتورة أروى السيد: عفواً أنا لم أرد على سؤال زميلتي، لقد تذكرت الآن.. نعم سؤالك، هل هناك فرق وأيهما أفضل الزراعة أم التركيبات. طبعاً الزراعة أفضل. ففي التركيبات نقوم بنحت سنَّين، ونركب الجذر، فللاستعاضة عن سنّ نقوم بتدمير سنَّين. ولكن في الزراعة لا داعي حتى للمس الأسنان المحيطة بالجزء المفقود، فنكتفي بوضع الزرعة، ونجمّلها فتظهر كأنها سنّ طبيعية. فالزراعة غالباً ما تكون بلا شك أفضل بكثير من التركيبات، ولكن أحياناً تكون التركيبات هي الأفضل إن كانت السنّ المتضررة قد سُحبت عصبها، وتحتاج إلى تلبيسة، فنضع جذراً.. وأما إذا كانت الأسنان المحيطة بالجزء المفقود سليمة، فلا يجدر أن نضع جذراً، لأننا سندمّر سنّين للاستعاضة بسن واحدة.
أما بالنسبة إلى اللثة فهناك تخصص كامل في علاج اللثة وجراحتها، ثم هناك تخصص دقيق في الجراحة التجميلية للثة، فحتى لو كانت اللثة مريضة، ونعني به السن التي تغطي لثة مريض، فيتمثل العلاج بإجراء جراحات ووضع عظم صناعي وعدة أغشية حلول. فإذا لم تنجح هذه الحلول، نخلع السن، وننتظر إلى أن يتم التئام الجرح، ثم نضع بعد ذلك زرعة في هذا المكان، بشرط أن تكون جميع الأسنان المتبقية سليمة واللثة حول الأسنان الأخرى سليمة، إذ أثبتت التجارب أنه في حال وجود مرض لثوي وفقد المريض بعض الأسنان، وقمنا بإجراء زراعة أسنان من دون علاج اللثة، فسوف يفقد هذا المريض الزرعة. لذا من الضروري جداً أن نعالج اللثة، وأن نعالج الأسنان قبل وضع الزرعة، لأنها تتأثر بأيّة بكتيريا، وبأي التهاب في الفم، ويتم ذوبان العظم حول الزرعة وفقدانها، وبالتالي نفقد المال، ونفقد الجمال، ونفقد المدة، لذا فالمرضى الذين يصيبهم إحباط لفقدان الزرعة، ينبغي عليهم علاج المشاكل الأخرى التي يعانون منها.
نازك الإمام: السؤال الأخير لدينا هنا في قسم السيدات. السؤال في الحقيقة من المجموعة هنا.. دكتورة أروى حدثينا عن جائزة وسام الملك عبد العزيز التي حصلت عليها، وكيف كان شعورك عندما تلقيت خبر حصولك عليها من زوجك؟ وأيضاً سؤال هل لك عيادات خاصة يمكن زيارتك فيها في الرياض؟ شكراً لك.
الدكتورة أروى السيد: أبدأ بالسؤال الثاني، ممنوع.. ممنوع.. ممنوع أن يكون لنا عيادات خاصة، فنحن نعمل في قطاع حكومي، لذا يُمنع علينا العمل في القطاع الخاص. وحتى الذين يعملون في الخفاء، يلفت نظرهم. فأنا لا أعمل في القطاع الخاص إطلاقاً، ولكن لا أمانع أن أستقبل أي مريض في عيادتي، وأشرح له عن مشكلته، وأشير عليه بالأطباء الذين يتمتعون بالأمانة في زراعة الأسنان. فعيادتي في المستشفى العسكري مفتوحة لأي مريض أو مريضة، حتى لو لم يكن لديه ملف لاستشارة. فإبداء الرأي لا بأس به، وأما العلاج في القطاع الخاص، فهو غير مسموح لنا كأطباء حكوميين.
عريف الحفل: بالنسبة إلى السؤال الأول.
الدكتورة أروى السيد: بالنسبة إلى السؤال الأول، لم أشعر بأنني أستحق الوسام لهذا العمل. ولا أدري فأنا متعوّدة على الإنجازات، ربما أقلّل دائماً من قيمة ما أنجزته، فمن حق المريض أن يتلقى هذا العلاج. وأما أنا فقد ذهبت وتعلمت. ولم أكن أشعر بأنني أنجزت إنجازاً عظيماً، ولكن زوجي -جزاه الله خيراً- شجّعني وقال لي أنني أستحق ذلك، وأن من حصل قبلي على أوسمة كانت مواضيعهم مشابهة. وكان ذلك بعد أن حازت الدكتورة خولة بفترة بسيطة، فنظرت في بحثها وفي الوسام، فكان تقريباً مشابهاً. واما الميزة التي تميّزت بها، فهي أننا طبقناه فعلياً على أرض الواقع، وحصلنا على نتائج مباشرة، وهذا ما أدهشه. فلذا بوصفه مسؤول وإداري، فهو يعلم من يستحق ومن لا يستحق مثل هذا الوسام. وحتى عندما كنت أصوغ ترشيحي، كان يساعدني باختيار الكلمات في خطابي، فكانت معلوماتي وخبرتي ركيكة، ولكن بفضل الله فوجئت، وبكيت، ولم أصدق أنني حصلت على وسام الملك عبد العزيز من الدرجة الأولى، فالحمد لله.
عريف الحفل: الدكتور مدني عبد القادر علاقي.
بسم الله الرحمن الرحيم. شكراً دكتورة أروى على هذه الأمسية الطيبة والمحاضرة الرائعة.. واجهتِ تحديات في أثناء الدراسة، وفي أثناء العمل.. والتحديات والإنجازات لا تتوقف. ونرجو لك إن شاء الله المزيد من هذه الإنجازات في خدمة مواطنيك ووطنك. سؤالي هل هناك علاقة بين المياه التي نشربها في وطننا وبين الأمراض الشائعة في الأسنان، خاصة في مجال أمراض اللثة أو التسوس أو الاصفرار، وإذا كان الأمر كذلك، فما هي الإجراءات التصحيحية والوقائية التي يجب أن نتخذها في هذا الوطن؟ وشكراً.
الدكتورة أروى السيد: بالنسبة إلى المياه، كانت نسبة الفلورايد في الماضي مرتفعة جداً في بعض مناطق المملكة، فإذا ارتفعت نسبة الفلورايد يحدث تصبغ للأسنان، فيبدو لون الأسنان بنياً، وهذا يسبب حدوث ضعف في المينا، أو تسوس الأسنان. ولكن في الوقت الحالي، فبعد المراقبة وتصحيح نسبة الفلورايد في المياه، لم نعد نرى هذا المرض. لذا فبالنسبة إلى المياه ليس هناك خطر، فنسبة الفلورايد في جميع مناطق المملكة، وبمعايير وزارة الصحة التابعة للمعايير العالمية، أصبحت مراقبة. فمشكلتنا الأساسية ليس المياه، إنما في المشروبات الغازية التي يتناولها أبناؤنا.. هذه هي المشكلة، فإذا استطعنا أن نتخلص منها، فسنكون في نعمة وخير كبيرين، فالسبب الرئيسي لمشاكل اللثة والتسوس هو المشروبات الغازية، فهي تذيب الأسنان، بالنسبة إلى أبنائي، أجريت أمامهم تجربة، فأحضرت عظمة دجاج، ووضعتها في كوب فيه "بيبسي"، وتركناها يومين. وبعد يومين أظهرتها وأريتهم إياها، وقلت لهم: "انظروا ماذا يفعل البيبسي في عظم الدجاج، فهو كذلك يفعل في عظمكم وأسنانكم". والحمد لله فهم يكرهون "البيبسي" و"السفن آب". صحيح أنني أجريت تجربة على "البيبسي"، ولكن جميع المشروبات الغازية لها ذات التاثير.. صدقاً إذا كان هناك (تسكير) في الحمام، ضعوا بيبسي فإنه سيقوم بتصريف (التسكير).. تخيّلوا مدى الأضرار التي يمكن أن يتسبب بها هذا المشروب. كنت رأيت فيلم فيديو قُدّم في لندن يوضح، كيف يمكن استخدام البيبسي لفتح المواسير المغلقة.. لذا فالمشروبات الغازية والحلويات، بالذات في الليل، الحلويات بالليل هي القاتلة، فإذا لم يتم التنظيف المناسب فسوف تترسب، وستسرح البكتيريا في الليل وتمرح، حين لا يكون هناك حركة بالأسنان، ولا حركة في اللعاب. فاللعاب يسكن وتتحرّك البكتيريا، وهنا يكمن سبب التسوس. وكما ذكرت فمشكلة اللثة هي في التنظيف الصحيح، فكل ما تحتاج إليه هي العناية والتنظيف والمتابعة.
عريف الحفل: الآن الزميل عبد الله بن علي.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته. هذه هي الليلة الأولى التي أنضم فيها إلى هذا الجمع الرائع المبارك. وفي الحقيقة أقول للدكتورة أروى أبدعت، وأنت محل فخر للمرأة السعودية، فأهنئك على كل النجاحات التي حقيقتها، سواء أكانت في حياتك وأنت طالبة أو في حياتك العملية. سؤالي.. الحقيقة كان عندي مجموعة من التساؤلات، ولكني سمعت الإجابات من خلال كثير من الأسئلة، ولي سؤال واحد فقط. كما تشير الأستاذة دلال هل يصلح كل واحد أن يزرع سنّاً، فأنا فعلاً أعاني من هذه النقطة، وذكر لي أحد الأطباء أنني لا أصلح لزراعة سن، فما هي الشروط؟
 
الدكتورة أروى السيد: حسناً بالنسبة للشروط الصحية، لا يوجد – بفضل الله - أي مانع لإجراء عملية زراعة أسنان إلا في حالة المرضى الذين يعانون من أمراض قاتلة، مثل الإيدز، سرطان العظم، أو مرضى العقل. فالمختل عقلياً لا يمكنه الاستجابة لمعلوماتك. فهذان هما الشرطان الوحيدان اللذان يحولان دون إجراء زراعة أسنان. ونقصد عموماً، الأمراض التي ليس لها علاج، كالأمراض المزمنة أو الاختلال العقلي.
عريف الحفل: والكبد الوبائي فيروس "أ"؟
الدكتورة أروى السيد: لا يمنع.. لا يمنع حتى مرض السكري إذا كان مراقباً، ولا حتى مرض الضغط إذا كان مراقباً. وأما سرطان الدم فلأن المريض قد ينزف حتى الموت، أو المرضى العقليون لأنهم لا يفهمون ما الذي تفعله، وقد تضع الزرعة ويبلعها.. فقط هذان هما السببان الوحيدان. ولذا لا يمنع حتى مرض القلب ، وغيره من الأمراض، ما دام المرض مراقباً.. وأما إن لم يكن مرض السكري، على سبيل المثال، مراقباً فسيؤدي إلى فشل الزرعة. وأما بالنسبة إلى الوضع الموضعي، بالنسبة للأسنان، فالموانع قليلة. وعادة يكون المانع الأساسي وجود التهابات لثوية. فإذا كان المريض يعاني من التهابات لثوية، أو أمراض في العظم، فإنه سوف يفقد الزرعة بعد أقل من ثلاثة أشهر من وضعها، لأن البكتريا سوف تذيب العظم. فعدو الزراعة اللدود هو المرض اللثوي، فإذا كان المريض لا يعاني من أي مرض لثوي، وليس عنده خراجات في أسنانه، فلا مانع من إجراء زراعة له، حتى لو كانت كمية العظم ضئيلة جداً. فنحن نقوم بزراعة عظم نأخذها من فكه أحيانا بمراحل كبيرة جداً من الحوض، فليس هناك أي مانع. في السابق كان ضمور العظم يحول دون إجراء الزراعة بسبب عدم وجود العظم. ولكن في الوقت الحالي لا يوجد أي مانع من إجراء زراعة عظم، سواء عولجت اللثة أو بسبب ضمور العظم. فهناك وسائل لبناء العظم ووضع الزرعة وحصول نتائج إيجابية تصل إلى 99% .
عريف الحفل: الآن الجانب النسائي اكتفى.. ولكن الجانب النسائي هنا أيضاً له حضور.. الأستاذة الدكتورة سميرة إبراهيم إسلام لها تعليق.
الدكتورة سميرة إسلام: في الحقيقة أنا مقتنعة مثل الجميع بأن لراعي ((الاثنينية)) بصمات في الثقافة وفي سلوكياتنا، ولذلك أتمنى أن يكمل رسالته، ويضيف إلى الكثير من هذه المواضيع. فسعادة الشيخ عبد المقصود تكلم على دعم البحوث في البلاد المتقدمة وعددها مقارنة بإسرائيل والبلاد العربية. وهي أرقام يجب أن تحثّنا على التفكّر. وأتمنى أن يرعى راعي ((الاثنينية)) مبادرة كهذه. فأنا ممن يعانون من قلّة الدعم في بحوثي. وهناك كثيرون غيري ممن يعانون من المشكلة ذاتها. كما أننا نجد صعوبة جداً في التحكيم في البحوث، حتى اللجان التي تحكم، واللجان التي تقرر، فأنا أظن أن بمقدوري أن أضيف إلى ما قالته الدكتورة أروى، بأنه لا بد للتحكيم من وسائل للتقييم، أي لا بد أن يعاينها خبراء المجال المعني، أي أن يُعطى العجين إلى الخباز كما يقول المثل. وأتمنى لو أصبح رئيسة لجنة تحكيم مثل الدكتورة أروى التي تحكّم في مجالها. لذا أتمنى أن يصبح لدينا وعي أكبر ووسائل تقييم أحسن، حتى تستفيد المملكة من الكثير.
(نقطة تانية لاحظتها من النقاشات التي دارت هنا بخصوص البنات اللائي يدرسن ويتعبن ويأخذن الشهادة الجامعية في الطب أو في الأسنان أو في التمريض ثم ينسحبن نتيجة انطباع المجتمع بيقول يا جماعة أنا لازم أنا بطلة عشان دائما الأولى لازم أدرس أصعب المواد أنا أيضاً لمن كنت بتحدى عشان أدخل الجامعة كنت حاسة إنه الهندسة أصعب شيء كنت مصرة أني أدخلها وكنت خارج البلد طبعاً لكن كل أهلي وقفوا ضدي قالوا ما تقدري وبالتالي الحمد لله نجاحي الحمد لله استمر لكن أبغى أقول إن الأهل لهم دور أنا لما كنت أختار مسموح لي إني أقابل تلاتين بنتاً في الطب فقط وكنت بحاول بأية طريقة يكُنّ أكتر وبالتالي كثيرات دخلن وانسحبن وبالتالي يعني ذلك إنه درسنا حجزنا كرسي وبعد ذلك انسحبنا بمعنى أنه غيرها ضاعت عليها الفرصة وهي بصراحة ممكن تأثير الأهل أو المجتمع أو زي ما بيقال الإنجليز here all effect يعني أنا طبيبة أنا أستاذة أنا جامعية في حين إنه ممكن تكون مدرسة في الابتدائي لها دور أهم من إنها تكون أستاذة جامعية فنحن لازم نرفع مستوى أصغر اللي نحن بنشوف عليهم إدارة واقتصاد أو مدرسة أو حاجة زي كدة أنا أتمنى إنه البادرة يتبناها الشيخ عبد المقصود خوجه ونحن كلنا، أنا متأكدة من الدكتورة أروى تساهم وكل من لهم في الدور هذا يساهم بس نبغى البداية الأولى وعشان أحد يتبنانا وهكذا شكراً على وقتكم.)
عريف الحفل: آخر سؤال هو للأستاذ جمال برهان.
شكراً وسعداء بوجودك يا دكتورة.. فابنة شقيقتي، الدكتورة آلاء فلمبان، استشارية طب الأسنان كانت زميلة لك مشاركة في أحد مؤتمرات فيينا، هاتفتني اليوم وأخبرتني عن القصور الذي تجدنه من جمعيات طب الأسنان في المملكة، مقارنة بأوروبا، فتقول بأنكن معروفات في أوروبا بالأبحاث أكثر من دول الخليج. إذاً فهناك قصور في الجمعيات الطبية المتخصصة في طب الأسنان في المملكة. فما هو مدى رضاك – فنحن كمواطنين نشعر بوجود قصور في الجوانب التوعوية، ألا تجدين أن هذه الجمعيات بحاجة اليوم إلى زيادة، وإلى تحرر من الجامعات، فنحن محتاجون إلى جمعيات مستقلة في طب الأسنان، ما هو رأيك في هذا الموضوع؟ وشكراً.
الدكتورة أروى السيد: تحيتي للأخت الدكتورة آلاء.. نعم لا أخفيك القول إننا نظهر في الخارج، ولا نظهر في الداخل. فهناك يشعرونك بقيمتك. ولكن الأمر ليس تقصيراً من أبنائنا هنا، أو من ولاة الأمر، ولكن هناك تجد فرصة للبروز أكثر من هنا، وذلك بسبب توفر الإمكانات، فالعقل من دون موارد هو ضياع، أنا إذا امتلكت العقل ولم تخبرني كيف أشغله، فليس له أية قيمة. هناك عندهم عقول وعندهم الموارد.. عندهم كل شيء.. وأتكلم على نفسي. ففي مركز الأبحاث أحاول أن استقطب كل شيء، ولكن لا شك في أن لهم باعاً طويلاً ولديهم خبرة أكثر منا، كما أنهم متمكنون في جميع المجالات. كما أن لهم السبق في ذلك، فنحن نبدع عندهم، ونحاول وما زلنا نحاول أن نبدع، حتى إذا ما احتجنا إلى أي شيء، فإننا نلجأ إليهم. هذه حقيقة، ولا عيب في ذلك. فنحن نلجأ إليهم لنتعلم، ثم نعلّم.. أكرر لا نتمتع بالإمكانات الكافية لمضاهاتهم أو منافستهم في جميع المجالات. ولكننا بدأنا وسوف نستمر. وإن شاء الله فنحن من تقدم إلى تقدم، حتى نصبح مثلهم، وأفضل منهم، بإذن الله.
 
طباعة
 القراءات :277  التعليقات :0
 

الصفحة الأولى الصفحة السابقة
صفحة 109 من 163
الصفحة التالية الصفحة الأخيرة

من ألبوم الصور

من أمسيات هذا الموسم

الدكتور سعد عبد العزيز مصلوح

أحد علماء الأسلوب الإحصائي اللغوي ، وأحد أعلام الدراسات اللسانية، وأحد أعمدة الترجمة في المنطقة العربية، وأحد الأكاديميين، الذين زاوجوا بين الشعر، والبحث، واللغة، له أكثر من 30 مؤلفا في اللسانيات والترجمة، والنقد الأدبي، واللغة، قادم خصيصا من الكويت الشقيق.