شارع عبد المقصود خوجة
جدة - الروضة

00966-12-6982222 - تحويلة 250
00966-12-6984444 - فاكس
                  البحث   

مكتبة الاثنينية

 
(( الأسئلة ويجيب عليها فضيلة المحتفى به ))
- سؤال من الأخ علي المنقري يقول: الإعجاز العلمي ربط بين ما ورد في القرآن الكريم والسنة النبوية وما حدث في هذا الكون، ألا يرى فضيلتكم أن مثل هذا العلم المهم يحتاج إلى أشخاص متخصصين بل ومتعمقين في العلوم الشرعية والطبيعية، وهل هناك نية لإنشاء كليات أو أقسام تخرج أشخاصاً يجمعون بين هذه التخصصات يستطيعون إيصال مثل هذا العلم بشكل فاعل ومقنع؟
أعلم أن الجلسة لا تأذن لي أدباً في أن أفيض بالحديث عن هيئـة في مجالسهـا وأعمالها وقواعدها في النظر في قضايا الإعجاز العلمي ولكن حيث جاء هذا السؤال أقول: يا إخوتي نحن في هيئة الإعجاز العلمي أخذنا على أنفسنا ألا نخرج قضية من القضايا إلى الخارج حتى يلتقي عليها مجموعة من صفوة العلماء في علوم الشريعة واللغة العربية، إذ أن علم دلالة الألفاظ علم لا بد من اعتباره، ونحن نتحدث عن قضايا الإعجاز ثم أن نأخذ رأي ونأخذ قول إخوتنا من العلماء الذين يعتد بقولهم في هذه الجزئية بالذات، فتجدنا مثلاً في علم الأجنة نتحدث ونتعامل مع صفوة من علماء علم الأجنة في الدنيا، تجدون بعض الأبحاث هنا للبروفسور كيث مور، وبرساد، ومارشال جونسون، مجموعة من العلماء ومن إخواننا المسلمين الذين تخصصوا في هذه العلوم لكننا نحاول ألا نقحم القرآن في مسألة لم تكن قد وصلت بعد إلى سقف المعرفة وانتهى الناس فيها إلى حقيقة مستقرة.
لدينا في الهيئة مجلس علمي استشاري يضم نخبة من خيرة إخوانكم العلماء التقنيين، نسميهم هكذا العلماء التقنيون والعلماء الشرعيون، وتبحث المسائل بحثاً حتى أن بعض قضايانا مر عليها الآن أربع سنوات وهي تبحث وتمحص وإلى الآن لم نأذن بإخراجها بعد؛ مثلاً كسرعة الضوء، رغم أنكم تعلمون ما بذلنا في سبيل الوصول إلى تقريرها من الجهد والاتصال على سبيل المثال بوكالة ناسا في أمريكا لنأخذ منها بالتحديد الدقيق كم تقطع القمر حول الأرض في ألف عام، لأن الله قال يدبرُ الأَمْرَ مِنَ السَّمَاءِ إِلى الأَرْضِ ثُم يَعْرُجُ إِلْيه في يَوْمٍ كَانَ مِقْدَارُهُ أَلْفَ سَنَةٍ مِمِا تَعُدُّونَ ونحن نعد أيامنا وشهورنا كما نعلم بالقمر ومع ذلك لم نأذن لأنفسنا بأن نخرج هذا الأمر حتى ننتهي منه ونقرره قراراً نهائياً … هذا بالنسبة للمنهج الذي نطمئنكم بأن حماية كتاب الله من أن يظهر فيه تعارض أو تناقض، هذا الأمر قد راعيناه حق رعايته ونسأل الله أن يعيننا على فعله … بالنسبة لمحاولة أن نجد في كلياتنا وفي جامعاتنا وفي مؤسساتنا العلمية من يمكن أن يتبنى لنا الإعجاز العلمي في منهجه الدراسي أقول وأنتم تعلمون ما سأقوله إننا في زمن التخصص، هذه الصبغة والألوان الموجودة على المجلة قد نجد لها في بعض الأماكن جهات متخصصة تتحدث فيها، ألا يحتاج كتاب الله إلى أن ننشئ له أقساماً كي تدرس الإعجاز العلمي وتؤصله في هذه الجامعات؟ إن ذلك مما يجب علينا تجاه كتاب الله عز وجل والذي أحب أن أبشركم به ولا أحب أن أستبق الأحداث أن جامعة إسلامية من أكبر الجامعات في العالم الإسلامي بل هي أكبر جامعة في العالم الإسلامي تبنّت قضية مادة الإعجاز العلمي في القرآن والسنة في مناهجها الدراسية، وصارت مادة للتدريس ونحن الآن نتعاون وإياهم في سبيل كتابة هذا الكتاب لكي يكون كتاباً دراسياً يدرسه الطلاب، صدقونـي يا أحبـتي أن الله قال: سنريهم آيَاتِنَا في الأَفاقِ وفي أَنْفُسِهْمْ حتى يَتَبَيَّنَ لَهُمْ أَنَّهُ الحَقُّ.
- الأستاذ غياث عبد الباقي يقول بعد أن أثنى على الهيئة وما تقوم به لكن يقول للأسف لا نرى لكم نشاطات منبرية ولا نشاطات إعلامية على الساحة العلمية والثقافية أخص منها بالتحديد الجامعات والنوادي الأدبية الثقافية هل هناك خطة لديكم لتلافي هذا التقصير؟
شكراً لك ونحن نعترف بالقصور ابتداء، حتى نريحك يا أخي الحبيب، لكن إن كان لك صلة بمن يملك قرار دعوتنا فأدعنا لتقيم علينا الحجة، وإن فعلت أكون شاكراً، وإن اشترطت أن نقبلّك بين عينيك فعلنا.
- الأستاذ علم الدين أبو الحمد يقول: قليل من هم الذين يعلمون ويدركون معجزة القرآن في الآيات العلمية والكونية المبثوثة في القرآن والسنة، ولكن الغالبية العظمى من المسلمين والشباب خاصة لا يدركون ذلك لانصرافهم إلى الفضائيات الحديثة، فما مدى التعاون بين هيئة الإعجاز العلمي في القرآن والسنة وبين وسائل الإعلام المسموعة والمرئية والمقروءة؟ وهل يمكن عودة ذلك النشاط كما كان سابقاً وخاصة في الفضائيات العربية؟
شكر الله لك، وله ولإخوتي الذين يهتمون بهذا الجانب أقول لكم أحبتي لقد كاتبنا واحدة من هذه الفضائيات، وسلمناها كل ما في مقدورنا أن نسلم لهذه الفضائية من أبحاث واستعداد أن نسخر كل جهودنا من أجل أن نتعاون معها ودخلت مفاوضاتنا في دهاليز المفاوضات، يعني (سووا دعاء كما يقول إخواننا الباكستانيون)، سووا دعاء لعل الله عز وجل أن يهديهم، ولكن قد تتساءلون لماذا هذا الحرص منا الشديد على أن نستخدم الوسيلة الإعلامية في بلاغ هذا الدين من خلال قضايا الإعجاز العلمي؟ أقول أحبتي لأن الله قال سنريهم آياتنا في الآفاق فقضية رؤية الحقيقة العلمية وهي تجسد أمامهم في شكل هذه المؤثرات العلمية ثم تأتي الآية معها لكي تقال وتتلى بعدها سيكون لها من الأثر ما الله به عليم.
لا زلنا أحبتي نحاول وسنبقى إن شاء الله نحاول، بالنسبة لما قامت به الهيئة في الماضي من إخراجها لشريط "إنه الحق" الهيئة الآن تعد نفسها لإخراج الجزء الثاني من شريط "إنه الحق" وإن شاء الله سيكون ذلك قريباً. والعمل جار فيه ولكن الأمل أن نفعل أكثر من ذلك إخوتي وصدقوني أن هذا الأمر يستحق أن يخدم، وله عائقان؛ العائق الأول ضعف الإمكانيات المادية لهيئة الإعجاز العلمي في القرآن والسنة، ولو تعلمون كم ميزانية هذه الهيئة التي تتحرك يمنة ويسرة به لعجبتم ولقلتم هل هذا الحق؟ إنني أقول لكم وبكل صدق إن هيئة الإعجاز العلمي في القرآن والسنة لا يتقن أهميتها إلا قلة قليلة هم الصفوة في هذه الأمة أنا أعمل في هيئة الإغاثة الإسلامية العالمية، نجمع في المنطقة الجنوبية لهيئة الإغاثة في كل عام حوالي 30 مليوناً نكفل 23 ألف يتيم في المنطقة الجنوبية وحدها، لهيئة الإغاثة، لكني كونت لجنة لجمع التبرعات في مدينة العطاء والغنى مدينة جدة في رمضان العام الماضي، طافت على أحبتنا من ذوي الثراء وخرجت بمبلغ ثمانين ألف ريال فقط، وسألتهم ولماذا؟ قالوا إن الناس لا يتقنون هذه المهمة الهامة، والله المستعان أما لماذا لا يتقنونها شيء لا يجوز الحديث عنه في هذه الساعة.
 
- الأستاذ عدنان فقي محامي ومستشار قانوني يقول: في ظل السباقات الحضارية المحمومة والفتن المعاصرة التي تحيط بالأسرة المسلمة ما دور قطبي الأسرة المسلمة الزوج والزوجة في الحفاظ على هذا الكيان من التصدع والوقوف حائلاً بينها وبين التحديات المعاصرة عسى الله أن يفتح بكلامك قلوباً غلفاً وآذاناً صماء.؟
ما أحلى حديثك يا أخي المحامي، إني سوف أستقي من بعض عباراتك ما يمكن أن أقوله، يا ليتك توجه هذا السؤال لي في التلفاز حتى تكون الفائدة أكبر لكني أقول في هذه العجالة إن رسول الله صلى الله عليه وسلم، قد حدد المنطلق إلى سعادة الأسرة فقال (فاظفر بذات الدين تربت يداك) إن من أراد أن يوفر لنفسه محضناً إيمانياً مباركاً فليبحث عن الجمال الذي لا ينقطع أبداً إنه جمال الدين والروح، فإن وجدها فقد وجد ضالته، وإن غرق في عينين نجلاوين فقط فإنه سيغرق إلى الأبد.
 
- الأخ حسن اليامي يقول نأمل من فضيلتكم إفادتنا عن حكم الشرع فيما يسمى بالطبق الفضائي أو الدش الذي غزا عصرنا الحالي؟
يا سيدي أنا لست هنا في مقام الفتوى، إنني في مقام المنادمة الإيمانية، بيني وبين هذه الوجوه الطاهرة الطيبة، وعلى يميني ويساري كوكبة من العلماء والأدباء، ولكن أظن أن الأمة قد تجاوزت هذا الأمر، وعلمنا من خلال ديننا أن هذه الأشياء ليست إلا وسائل، ونحن المالكون لكيفية تسخيرها في حق يقيم أمة أو في باطل يهدم قيماً وحضارة، هذه الوسائل يا أخي قد كلفت في فترة من فترات التعاون مع إخواننا في الرابطة مع مجموعة معي في أن ندرس إمكانية إنشاء محطة إسلاميـة، محطـة إرسـال أو فضائية من أجل أن تكون منبراً للمسلمين يجدون فيها ضالتهم المنشودة في فتوى راشدة وكلمة صائبة وعمل طيب يعينهم على أن يقيموا حياتهم على هدى ورشد من الله عز وجل، وخرجنا إلى آفاق الدنيا نبحث عن هذه الإمكانية وعن إمكانية ملئها بإنتاج يغطي مساحتها.
يعلم الله أن إخوانكم في الدين في مشارق الأرض ومغاربها كانوا يقولون لنا لقد تأخرتم كثيراً، أين أنتم إنا في أشد الشوق إلى أن نجد هذه المحطة، والذين جربوا هذا الجانب من إخوانكم على سبيل المثال في تركيا وجدوا أن محطة كاتقرتي أو محطة سمنلولو أو محطة قناة 7 وجدوا فيها بعضاً من ضالتهم في هذا الجانب ونحن نأمل أن نجد في مؤسسات إخواننا وأثريائنا وأهل الدربة والحنكة والفضل في أمتنا أن نجد فيهم اهتماماً بهذا الجانب، وأعلم أن إحصائية علمية عملتها بعض المؤسسات العلمية المتخصصة التي تريد أن تتعرف على رغبة المشاهدين فيما يشاهدونه عملت دراسة في تلفزيون مصر ووجدوا بأن الرقم الأعلى للمشاهد المصري كان لحديث الدكتور مصطفى محمود في برنامجه العلم والإيمان ثم بعده بعشرات الدرجات تأتي فوازير رمضان التي فيها حشد ضخم مما تعلمون ولا أريد أن أقوله.
إذن الأمة في حاجة إلى أن تتلقى شيئاً فيه ما يبني ذاتها، الأمة في شوق ولا تظنوا أن الناس لا يدغدغ عواطفهم إلا كوامن الشهوات لا.. هناك قاعدة هائلة من الطيبين والطيبات والصالحين والصالحات والذين يريدون أن يأنسوا بالخير هم كثر يا أحبتي ومن لهم بمن يروي فيهم نهمهم إلى الكلمة الطيبة والمرائي المتزنة، من يمكن أن فعل ذلك؟ إنهم لا زالوا يناشدون أن يجدوا مثل هذه المرائي الخـيرة إلى اليـوم هـم يبحثون عنها وإن شاء الله سيجدوها في مثل هذه الوجوه الطيبة إن شاء الله.
 
- الدكتور غازي الزين عوض الله من جامعة الملك عبد العزيز كلية الآداب قسم الإعلام يقول: على مدى أربعة عشر قرناً لم يظهر قانون مقنن يوضح أو يحدد معيارية أو فلسفة النظرية السياسية التي يقوم عليها أسلوب التعامل مع أهل الذمة، نريد من فضيلتكم توضيح ذلك؟
ليأذن لي أخي الحبيب أن ليس طبعي أن يكون حديثي فيه طبع المخالفة لكن أقول له إن هذا الأمر يحتاج إلى إعادة نظر من أخي الحبيب، وأن حقوق أهل الذمة في هذه الأمة قد رصدت رصداً غير عادي حتى أن كثيراً من المنصفين الذين أدركوا هذا الأمر جيداً من غير المسلمين قالوا بأن حياة أهل الذمة تحت ظلال الدولة الإسلامية لم يجدوا لها مثيلاً في الدنيا، أتريدون أن أعطيكم مثلاً حياً لهذا الأمر.
قبل دخول أجدادكم من الذين ذهبوا لفتح مصر، كان هناك حرب معروفة بالحرب الدينية بين الكنيسة الكاثوليكية والكنيسة الأرثوذكسية وكان يحاول الكاثوليكيون أن يحولوا مصر إلى كاثوليك، ومكثت الحرب سنين طويلة معروفة في التاريخ اسمها الحرب الدينية قتل فيها آلاف من المصريين، كان يؤتى بالرجل المصري ويوضع في خيشة أو في كيس ويقال له هل تريد أن تكون كاثوليكياً ويقول لا فيرمى في البحر ويؤتي بالثاني وهكذا. بعد أن دخل عمرو بن العاص، وجعل بجواره لا إكراه في الدين، وهي آية محكمة في كتاب الله عز وجل، ودخل مصر وإذا بهم يجدوا في هؤلاء المسلمين صيغة أخرى غير الصيغ المألوفة، لا قهر ولا إذلال ولا تسلط وكانوا يرون فيهم الصدق في التعامل، الوفاء في الوعد، كانوا يرون فيهم صيغة أخرى، حتى استشعر أهل الذمة من غير المسلمين كرامتهم الإنسانية من خلال هذا الدين الجديد، فيوم أن لطم أو ضرب ابن عمرو بن العاص واحداً منهـم استشاطت فيـه كرامتـه الإنسانية سافر إلى المدينة ليقول لعمر إن ابن واليك يضربني، كم في عهد الرومان من رجل كان يضرب ويقتل ولا تهتز القلوب ولا تتحرك الأفئدة؟! إذن القضية أن الإنسان قد استشعر كرامته الإنسانية تحت ظل هذه الدولة الإسلامية النقية الفتية، ويستدعي عمر بن الخطاب عمرو بن العاص وابنه إلى المدينة ويأخذ الحق لهذا القبطي الذي خرج من مصر لكي يشتكي ابن عمرو بن العاص ثم يزيد عليه اخلع عمامة عمرو واضربه على صلعته فلولا أنه ابن أمير المؤمنين لما فعل كذا وكذا.
المهم أن حقوق غير المسلمين في الدولة الإسلامية كتبت وحققت وحددت في حقوقهم المالية، حقوقهم من حيث حمايتهم، وأرجو من أخي الحبيب إن شاء الله تعالى إن أعطاني عنوانه أو تعرفت عليه أن أرسل إليه كتيباً صغيراً كتبته عن حقوق غير المسلمين تحت ظل الدولة الإسلامية.. معذرة للإطالة.
- الأخ سعيد محمود أبو الدهب يقول: شاهدنا وقرأنا بعض مطبوعات الهيئة، وخاصة مجلة الإعجاز العلمي ورأيي أنها لم تصل إلى المستوى المطلوب من الإخراج والإعداد ماذا عملتم في هذا الجانب وهل هذا القصور بسبب المادة أم ماذا؟
لسببين: للمادة، ولأنك غائب يا سيدي.. حقيقة هذه المجلة هي محاولة جريئة للدخول في عالم المجلات حتى قلت لواحد من خيرة العاملين ولا أسميه حتى لا تكون هذه جلسة دعاية، قلت له يا أخي نحن دخلنا تخصصكم، قال في الوقت الذي أنوي أن أخرج فيه يا دكتور عبد الله؟ فأقول أعلم ما في هذا العمل من عناء لكننا نريد أن نقتحم العقبة وأن نقدم للناس شيئاً يقرأونه في شكل جمالي، ومما انتقدنا فيه البعض قال أنتم تبالغون في الأشكال الجمالية، قلت لهم هل يحرم هؤلاء الناس حتى من تذوق الإعجاز الجاف حتى من النواحي الإخراجية حتى يكون جميلاً، على أية حال نحن في بداية الطريق ومن أراد أن يعيننا فنحن في انتظاره، تقدم إلينا يا أخـي ستجدنـا والله الذي يحرص أن يتعامل مع الآخرين، أما الوضع المادي فلن نقول عنه شيئاً الآن.
 
- الأستاذ عبد الحميد الدرهلي يقول: هل من حكمة تقودك في الحياة، وهل أنت راض عن أداء الصحافة المحلية؟
أما الحكمة فأقول لكم بكل صراحة من أراد أن يسعد في هذه الدنيا فليأخذ برأس الحكمة التي هي مخافة الله، لأن العبد إذا استشعر رقابة الله له فإنه يرقى فوق ذاته وفوق عبودية الذات، إنه يرقى فوق نزوات نفسه ونزعاتها ونزعات الشيطان، يصبح شيئاً آخر يحميه ربه، فرأس الحكمة مخافة الله عز وجل.
الصحافة المحلية ما في شك الحمد لله بدأت تقفز قفزات خيرة، وبدأنا ولله الحمد نجد صحافتنا تمتد في آفاق الدنيا، نقدم ولله الحمد رؤانا ومنظوراتنا في كثير من الأمور إلى الدنيا ليرى الناس ولله الحمد في صحافتنا عطاء جيداً ونحن لا ندعي لأنفسنا العصمة ونحن بشر وفي طبائع البشر الصواب وإمكانية الخطأ. ولكن الجيد فينا يوم أن تكون هذه الإمكانية إمكانية الخطأ تحت طائلة المراجعة، فإذا راجع الإنسان نفسه ارتقى فوق العناد والكبر، وبالله التوفيق.
 
- الأستاذ عبد العزيز تركستاني يقول: كل ما نخشاه أن يكون هناك تساؤل في ظل عدم وجود ضوابط لتفسير الآيات والأحاديث في الإعجاز العلمي، ما هو دور الهيئة في ذلك؟ أو السؤال بشكل آخر هل يمكن أن نترك الحبل على الغارب لأي شخص أن يفسر الآيات والأحاديث في مسألة الإعجاز؟ وهل هناك ضوابط وضعتها الهيئة؟
أخي عبد العزيز كنت أريد أن أحدثه حديثاً أهمس به في أذنه، لكن الهمس هنا مسموع ولا يجوز إلا أن أقول ما يجب أن أقوله على الجميع، أطمئنك يا أخي الحبيب أن الهيئة قد وضعت ضوابط ظلت تمحصها تمحيصاً علمياً وصل إلى مـا نسميـه إلى درجة وسوسة العلماء المتقنين الذين يحاسبون أنفسهم على الكلمة من أجل أن تحدد ضوابط ظاهرة جلية لقضايا البحث العلمي في القرآن والسنة، ويا ليت الإخوة في مكتب مكة جاؤونا ببعض نسخة من الضوابط حتى اطمئنكم، وقرئت هذه الضوابط على اللجنة العلمية الاستشارية لهذا الشأن فأقرتها ولله الحمد لما فيه من دقة في هذه الضوابط، ومن لم يلتزم هذا الأمر فلن يخرج نتاجه أو عطاؤه من خلال الهيئة لكننا لا نستطيع أن نكمم أفواهاً تتقول يمنة ويسرة، هي تتحمل مسؤوليتها، أما نحن في هيئة الإعجاز العلمي فنعمل وفق هذه الضوابط المحددة والتي بإمكانك أن تتطلع على نسختها التي طبعت قبل شهور قليلة.. وبالله التوفيق.
 
- الأستاذ صلاح الدين محمد يقول: يقولون إن هناك إعجازاً علمياً في كلمة متاعاً للمقوين التي وردت في سورة الواقعة عند الحديث عن النار أفرأيتم النار التي تورون.. الآية.. نرجو من فضيلتكم إيضاح ذلك جزاكم الله خيراً.؟
قد رصدنا يا أحبتي.. نعم.. هذا كتاب النار الذي تشاهدونه بإمكان أخي أن يطالعه ويجد الجواب فيه، وصلى الله على محمد.
 
- الأستاذ عجلان الشهري يقول أختلف الدعاة في مناهج الدعوة الإسلامية كل حسب ما يرى أنه الأصوب في الطريقة والمسار، وبحكم موقعكم كداعية برزت أنشطته في المجالين الداخلي والخارجي، هل ترون أن سير الدعوة الإسلامية في العالم يطمئن من يحمل هم الدعوة ويحقق أهدافها بإصلاح المجتمع الإسلامي من ناحية، ومن ناحية أخرى دعوة غير المسلمين إلى حياض الدين القويم؟
قلت لأحبتي في بداية اللقاء بأن من الأمور التي على الأمة أن تعيها أن هناك قضايا ومسائل اجتهادية إذا اختلف الناس عليها فلا يجوز أن يكون اختلافهم سبباً للاختلاف والناس قد يجدون في بلد ما أو في موقع ما أو في زمن ما مسلكاً من مسالك هذه الوسائل الدعوية فيرون أنه في تلك الفترة وفي ذلك البلد وفي تلكم الجهة أوفق وأكثر تأثيراً في الدعوة إلى الله عز وجل، أقول إذا كان ذلك كذلك فهذا مما يليق بنا أن يعذر بعضنا بعضاً في مسلكه على اعتبار أن تلك مدارس كل يرى أنه يخدم دينه من خلالها، وبالله التوفيق.
- الأستاذ عبد المجيد الزهراء يقول: من البرامج الناجحة كان برنامج العلم والإيمان الذي كان يقدمه الدكتور مصطفى محمود، هل هناك تعاون بين الهيئة التي ترأسونها وبين الدكتور مصطفى خاصة وأن المجال واحد؟
أحسنت.. الدكتور مصطفى محمود ما من شك أنه ممن تكلم في هذا الجانب لكنه لا يخضع لضوابط هيئة الإعجاز العلمي في القرآن والسنة، ويبدو أن هيئتنا كهيئة متخصصة يعمل فيها مجموعة من العلماء بروح الفريق المتكامل المتجانس، يبدو أن ضوابطها في هذا الباب أكثر دقة وأكثر قوة، ولا نحرم غيرنا من أن يعمل في هذا الطريق ويتحمل مسؤوليته بنفسه، وجزاه الله خيراً.. وأنا أعلم أن الدكتور مصطفى محمود قدم شيئاً خيراً في هذا الباب جزاه الله خيراً وهي اجتهاداته هو.. أسأل الله أن يجزل له الأجر على اجتهاده وهو دائر بين أجر أو أجرين لا يحرم من الأجر إن شاء الله فإن أصاب فأجران أدركهما وإن أخطأ فلا يخرج عن طائلة الأجر ينال أجراً واحداً.. وهذه الروح التي يجب أن تكون بين العاملين في حقل الدعوة.
 
- الأخ سالم عبد العزيز هادي يقول: ذكرتم في كلمتكم القيمة ضرورة جمع الأمة على الأولويات والقطعيات في الدين، وللأسف نجد بعض الناس يجعلون من الفروع أصولاً ومن الظنيات قطعيات، وعلى سبيل المثال قضية التأويل بضوابطه العلمية من الفروع يجعله البعض من الأصول وركناً من أركان الإيمان، ومسألة التوسل من الفروع يجعلها البعض من قضايا العقائد فكيف يمكـن جمـع الأمة على القطعيات وهم يختلفون فيها؟
قد كتبت في ذلك كتاباً سميته (ما لا يسع المسلم جهله) وكأني أقول لأمتي أيها الناس هذه قضايا يجب أن نقف عندها لكي تكون كلمة جامعة لنا ثم بعد ذلك إذا ما اختلف الناس في الأمور الاجتهادية التي ليس الخلاف فيها وليد اليوم، ولكنه خلاف قد وقع بين أعلام الهدى في هذه الأمة في ماضيها فإن بعضنا سوف يعين البعض الآخر على أن يصوبه بقدر استطاعته وألا يكون الاختلاف في الجزئيات سبباً للاختلاف بين الأمة.
إن الخلاف شر كله كما يقول ابن مسعود رضي الله عنه، ولهذا لا بد أن يكون بيننا حس نحسن فيه كيف نتعامل مع المخالف لنا في المسائل التي يجوز أن يكون فيها خلاف، لا بد للأمة من أن تعي هذا الدرس وأن تتبينه، في باب الأسماء والصفات، هناك قواعد أوجزتها في ثلاث كلمات فقط، إذا اتفق المسلمون عليها بعد ذلك، أقول لكم صراحة هناك مسائل، وعندي مجموعة من العلماء نراهم الآن، هناك مسائل في الفقه الأكبر الذي يعني مسائل العقائد، مسائل جزئية اختلف عليها حتى الصحابة والتابعون من بعدهم وهي مسائل جزئية فيها خلاف تحتاج إلى تحقيق وتحرير وأن ندخلها بروح البحث العلمي الذي يجعل للمخالف ما يسميه علماؤنا أدب الحوار بينهم يقولون في كلماتهم: (رأيي صواب يحتمل الخطأ، ورأي غيري خطأ يحتمل الصواب). انظروا إلى هذا الود الباقي رأيي صواب يحتمل الخطأ، يمكن يراجع نفسه، ورأي غيري في هذه الجزئية خطأ يحتمل الصواب، فانظروا إلى الباب المفتوح بين الأمة لكي تتلاقى، حتى لا تأتي بقطعيات تفصل بينها ثم بعد هذا الانفصام النكد تكون الخصومة التي تتلوها شنائع وبلاوي تصيب الأمة.
في باب الأسماء والصفات هنالك ثلاث قواعد كلية: القاعدة الأولى أن الله وأن رسول الله صلى الله عليه وسلم أعلم بالله منا، الله أعلم بنفسه منا ورسول الله صلى الله عليه وسلم أعلم بالله منا، الثانية أن الله سبحانه وتعالى وصف نفسه بصفات وسمى نفسه بأسماء، ورسول الله صلى الله عليه وسلم سمى ربه بأسماء ووصفه بأوصاف فيجب علينا أن نقبلها كما قبلها وفهمها صحابة رسول الله صلى الله عليه وسلم. والقاعدة الثالثة قطع النظر عن إدراك الكيفية، ليس كمثله شيء وهو السميع البصير. هذه الثلاث قواعد في هذا الباب لو أتقنها المسلمون لحلت لهم كثيراً من الإشكالات التي يقفون عندها وبالله التوفيق.
 
- يسأل الأستاذ عبد الله محمد ويقول ذات مرة عبرت عن حبك لسورة الرعد في القرآن. هل لك أن تخبرنا عن تفصيل حبك لهذه السورة؟ طبعاً بما يسمح به الوقت.؟
والله صدق صاحبي وسأؤجل الإجابة عليه لموقع آخر لأنه لا بد من الإطالة.
 
- الأستاذ محمد عبد الله من كلية علوم الأرض يقول هناك ما يسمى الظواهر الخارقة لمن يمن الله بها عليه. مثال ذلك معرفة ما يريد أن يقوله الشخص الآخر دون أن يتحدث به، ومعرفة أحداث تدور في مناطق أخرى في العالم في نفس الوقت والساعة، نسبة إلى الذبذبات الحسية وما يسمى بالتخاطر عن بعد، هل في الإسلام ما يعارض مثل هذه الظواهر أو ما يؤيدها؟
نعم في الإسلام شيئان أقرهما هذا الدين: أولهما الفراسة، والفراسة نور يقذفه الله في قلب مجموعة من أصفياء خلقه يدركون من خلاله شيئاً غير مرئي في الحس المألوف، وهذه الفراسة قد وقعت لكثير من الصحابة والتابعين وتابع التابعين وستبقى إلى أن يرث الله الأرض ومن عليها، والرسول صلى الله عليه وسلم يقول: (اتقوا فراسة المؤمن فإنه يرى بنور الله). والثانية قضية هي أكبر منها بكثير وهي قضية الكرامة، والكرامة تأتي على غير مألوف الناس وعمر الذي قال: يا سارية الجبل.. صح ذلك عنه، وقالها، وكشف الله له حجب الغيب، وقال له يا سارية الجبل، وصدق ذلك في عمر، وسيصدق في غـير عمر ممن سار على نهج عمر. ولا ينكر أحد من أهل السنة هذين البابين.
- السؤال الأخير من الأستاذ أمين صبحي مدرس في مدارس التيسير يقول: ماذا تم في شأن دخول نشاطكم في شبكة الانترنت وقد طرح الموضوع منذ أشهر وبعض الناس وعدوكم في دعمه نرجو أن تطمئنونا عن ذلك؟
يعني واحد يكاد يقول أهذا هو الوداع؟ وإن كان لا يريد أن يكون ثقيلاً لكن هو باب تختلط فيه المشاعر بين وداعكم وبين أن يكون سؤالاً من مدرسة تيسير، يسر الله أمر أخي الحبيب وبارك الله فيه، مندوبنا في أمريكا - طبعاً هيئة الإعجاز العلمي لها مكاتب منتشرة في أمريكا ومندوب في بريطانيا وآخر في أذربيجان وفي القاهرة وفي تركيا - ومندوبنا في أمريكا يلح عليَّ صباحاً ومساءً من أجل أن نشترك في الانترنت، ما جئتكم والله لأقول لكم إن هيئة الإعجاز تحتاج إلى أن تعان وإن كانت كل أنشطتنا هي على حساب الأخيار الأبرار من أمثالكم إذ أنها مؤسسة تقبل التبرعات من أجل أن تؤدي نشاطها، لكن ما ردنا عن الاشتراك إلا أنا لا نجد ما نسد به هذا الاشتراك، وإلا فإن صوت القرآن وإعجازه هو الذي يجب أن يكون في هذا الجهاز وفي هذا الفتح الجديد في التعامل مع الآخرين وهو الانترنت، وقد بذلنا محاولاتنا في سبيل أن نسد هذا العجز ونحن لا زلنا نبحث وسنستمر إن شاء الله، وقد تعلمنا يا دكتور تعلمنا الكدية في هيئة الإعجاز العلمي، وفن الكدية فن يتقنه من يستشعر أن بذل ماء الوجه لله كبذل الدم في سبيل الله وصلى الله على محمد.
 
 
طباعة

تعليق

 القراءات :448  التعليقات :0
 

الصفحة الأولى الصفحة السابقة
صفحة 93 من 146
الصفحة التالية الصفحة الأخيرة

من اصدارات الاثنينية

وحي الصحراء

[صفحة من الأدب العصري في الحجاز: 1983]

الاستبيان


هل تؤيد إضافة التسجيلات الصوتية والمرئية إلى الموقع

 
تسجيلات كاملة
مقتطفات لتسجيلات مختارة
لا أؤيد
 
النتائج