شارع عبد المقصود خوجة
جدة - الروضة

00966-12-6982222 - تحويلة 250
00966-12-6984444 - فاكس
                  البحث   

مكتبة الاثنينية

 
إذا..؟
(1)
إذا غبْتَ عن ذِهني وغابتْ خواطِرُ
وغابَ عليك الذاكرُ المتبادرُ
وغامتْ لك الدنيا، كأنَّ بصيصَها
أَيَاةٌ -على إشعاعِها- متناثِرُ
ولاح لك الفجرُ المنيرُ عن الدجى
كما حَجَبَ الضوء المنى -وهو سافرُ
إذا ما استهلَّتْ مزْنةٌ مُرْجَحَنَّةٌ
زها فوقها -الوسْميُّ- وهو مباكرُ
فأطلعتِ الأتْلاع وهي مُرنَّة
بعشب عليه رائحٌ أو مبادرُ
يُغني عليه الطيرُ، وهو مراوحٌ
كدرس تلاه الذاكر المتذاكرُ
إذا صَحَت الأجداث عنيّ همها
وطار غراب أبقعُ اللون ماكِرُ
إذا بليتْ أجسادُنا في ضروحها
كأنْ لم يبصّرْ في مدى الأمر باصرُ
(2)
إذا ارتحْت في بال وأزْمعْت رحلةً
أعاجيب.. لا يقوى عليها المسافرُ!
إذا ما نشدت الحسنَ.. ثم رأيته
لقىً.. يطّبيه الكاسبُ المتخاسِرُ!
إذا ما إذا، قد آبَ في ذاك ناثر
وقد يتآبَا في النتيجة شاعرُ
فهذا أنا روح وجسم وأمة
ومعْنىً عليه.. تستفزّ المشاعرُ
أُخالب دهْري ثم أشْعُر أنَّه
على مثليْهِ.. قد تكون المقادرُ
(3)
إذا أنَا متُّ اليومَ فاكتبْ على فَمِي
كلاماً تؤديه السنونَ مردّدَا
بأَنّيَ لم أُخطئْ وأنّيَ لم أصِبْ
ولم أتكلّفْ أن أخالفَ موْعدَا
وكنتُ أُحبُّ الصحو في ماتع الضُّحى
وفي الليل إذْ أهواه أرْبد أسْودا
وتلك العُصيفيراتُ ترضَخُ لُكْنةً
وتندب أياماً تقضّتْ لها سدَى
وأهْوى الذي يهوى.. وإنْ كان بيننا
على الشحْط ما يعْصي المدائن والمدَى
أنا الروح في الجسم المسيطر هادئاً
على أنني في بلبل الروض إنْ شَدَا
إذا أتْأَرَتْ عيناي دنيا بعيدةً
أعادَ إليها طائر الشؤم أسعَدَا
وحتى المنى أخت المنايَا، فإنني
لأكحل عيْنِي من هواهن إثْمَدا
(4)
إذا ما رنَتْ تلك المآقي رأيتُها
تُريق دماً مثل الكواعب خُرَّدا
جواهر من كنز النفوس نُزيلُهَا
على صُعَداء الروح.. اصعَدا.. اصعَدا
أنلقى دهراً وهو ربُّ مسائنا
إذا ما دجى وهو الصباح إذا ابتدَا
سرى الموت حتى في خفايا سريرتي
وأنعَمَ فيها الفضلَ والجودَ والندَى
وإني لأمشي كالخيال.. يلوحُ لي
هوىً.. ثم تلقِيه الطبيعةُ سَرْمَدا
 
طباعة

تعليق

 القراءات :426  التعليقات :0
 

الصفحة الأولى الصفحة السابقة
صفحة 155 من 288
الصفحة التالية الصفحة الأخيرة

من اصدارات الاثنينية

الاستبيان


هل تؤيد إضافة التسجيلات الصوتية والمرئية إلى الموقع

 
تسجيلات كاملة
مقتطفات لتسجيلات مختارة
لا أؤيد
 
النتائج