يَقولُونَ هانَ الشِّعْرُ عِنْدَكَ وارْتَخَتْ |
مَرائِرُ مِنْهُ كُنَّ بالأمْسِ حُصَّدا |
وبَايَنْتَهُ عَنْ شَنْأَةٍ، وتَرَكْتُهُ |
طَلِيحاً، تعاطاهُ الزَّعانِفُ مُفْرَدَا |
فقُلْتُ لَهُمْ: لاَ تَعْجَبُوا أوْ تُبَهْرِجُوا |
فإنَّ كِلاَ الأمْرَيْنِ أمْسَى مُفَنَّدَا |
أفي عَصْرِ (صارُوخٍ) وفي عَصْرِ (ذَرَّةٍ) |
وَعَصْرِ (فضاءٍ) يَتْرُكُ القاعَ أجْرَدَا |
يُهَدِّدُ فيهِ العِلْمُ قُطَّانَ أرْضِنَا.. |
بأسْرِهُمُ، لا يَتْرُكُ الفَرْدَ أوْحَدَا |
لَعَمْرُ أبي، ما أصْلَحُوا شأْنَ أرْضِهِمْ |
فَكَيْفَ لَوِ احْتلُّوا الكَواكِبَ خُرَّدَا |
وَلَوْ بَلَغُوا (الشِّعْرَى) ولَوْ سَكَنُوا (السُّهَا) |
إذاً لتَهَاوَى شَمْلُهُنَّ مُبَدَّدا |
* * * |
أيَعْجَزُ فَرْدٌ عَنْ سياسَةِ بَيْتِهِ |
ويُضْحِي على كُلِّ الأنامِ مُسَوَّدا |
أفي الشِّعرِ أنْ يَحْيَا بَخيلٌ على الغِنَى |
وفي الشِّعْرِ أنْ تَنْدَى بِقَوْمٍ، ولا نَدَى |
وفي الشِّعْرِ أنْ تَهْوي وأنْتَ لِمَنْ سَمَا |
وفي الشِّعْرِ أنْ تَعْمَى، ونَهْجُكَ للهُدى |
لقَدْ ضَلَّ دَرْبُ الشِّعْرِ، قَدْ ضَلَّ أهْلُهُ |
وبَاتَتْ رِياضُ الشِّعْرِ مَرْعِيَّةً سُدى |
فما أنا مِمَّنْ خَانَ شِعْراً ولا غَوَى |
ولَسْتُ أُسَقِّيهِ الشَّرَاب المُصَرَّدَا |
ولكِنَّني أحْمِيهِ، ثمَّ أقُولُهُ |
إذا قُلْتُهُ قَوْلاً صَرِيحاً مُسَدَّدَا |