شارع عبد المقصود خوجة
جدة - الروضة

00966-12-6982222 - تحويلة 250
00966-12-6984444 - فاكس
                  البحث   

مكتبة الاثنينية

 
أحمد فتحي
[في ربيع الأول من عام 1377هـ -ماذا يوافق ميلادياً؟- كان الناظم بمصر، وكان الشاعر المفلق (أحمد فتحي) يكتب صفحات أسبوعية بجريدة (الشعب) اليومية قبل احتجابها.. وقد حاول الناظم مراراً عديدة الاتصال، بصديقه، وخليط روحه.. فتحي، ثم أسرع الناظم في السفر إلى لبنان بعد أسبوع واحد، أقامه في مصر.. من يعلم الغيب؟.. لو أن الراثي كان يعلم أن مرثيه تغمده الله برحمته، سيكون ذاك آخر العهد به لكان له شأن آخر]..!
(فتْحِي) فَدَيْتُكَ لَوْ يُفَـ
ـدَّى الْمَرْءُ مِنْ كَأْسِ الحِمَامْ
كَأْساً تَعِزُّ عَلَى الأُسَا
ةِ وَتَسْتَدِيرُ عَلَى الأَنَامْ
مَنْ طَارَ فِي كَبِدِ السَّمَا
ءِ، وَمَنْ أَسَفَّ عَلَى الرَّغَامْ
(فَتْحي)!.. فَدَيْتُكَ بالزَّعَا
نِفِ، مِنْ فُرَادَى أَوْ تُؤَامْ
مَلأُوا أَدِيمَ الأرْضِ حِيـ
ـنَ ذَهَبْتَ مَعَ زُمَرِ الكِرَامْ
أنَا إِنْ فَدَيْتُكَ بِالنِّثَا
رِ، وإِنْ فَدَيْتُكَ بالنِّظَامْ
بالزَّهْرِ مُنْهَمِرَ الأرِيج، وَبِالبُدُورِ عَلَى التَّمَامِ
لَنْ أبْلَغَنَّ مَدَى شَأَوْ
ت مَعَ الأسَاتِذَةِ العِظَامْ
الفَاتِحي الأبْوَابَ مِنْ
أَدَبٍ يَلدُّ عَلَى الخِصَامْ
والمُسْتَنِيرِي الذِّهْنِ مِثْلَ البَرَقِ فِي ثَبَجِ الغَمَامْ
وَهُمُ الذِينَ نَفَوْا عَنِ الأدَبِ المُنَزَّهِ كُلَّ ذَامْ
قَدْ كُنْتَ مِنْ سَرَوَاتِهِمْ
حَلاَّلَ مُعْضِلةٍ جُسَامْ
* * *
عَامَانِ، أوْ أقْصَى، وَكُنْتُ بِمِصْرَ، أَرْكُضُ فِي الزِّحَامْ
بَيْنَ (المُقَطَّمِ) مِنْ ذُرَا
هُ وَبَيْنَ (سِيتي) في الخِيَامْ
و (النِّيل) بَارَكَهُ الإِلاَ
هُ، أشَمَّ مُطَّرِدَ القِوَامْ
إنْ مَرَّ -سَبْقاً كالْجَوا
دِ، وإنْ تَلأْلأَ كالحُسَامْ
* * *
وأَدُسُّ رَأْسِي لِلَّذَا
ئِذِ فِي الثَّرَى مِثْلَ النَّعَامْ
حَاوَلْتُ أنْ ألْقَاكَ مُغْتَبِصاً عَلَى ذاكَ المَقَامْ
يَا خَيْرَ مَنْ يَقْرِي الخَليلَ الرَّاحَ، مَعَ طِرْفِ الطَّعامْ
لكِنْ عَجلتُ إلى الهِضَابِ الشُّمِّ مِنْ جَبَلِ (اللُّكَامْ)
مَا كُنْتُ أحْسِبُ أنَّ ذَا
كَ العَهْدَ يَغْدِرُ بالذِّمَامْ
وبِأَنَّ آخِرَ عَهْدِنَا
عَهْدُ الوَدَاع مَعَ السَّلامْ
مَنْ لَيْسَ يَدْرِي بَدْأَهُ
أَيَنَالُ إدْرَاكَ الخِتَامْ؟!
* * *
يَا رَحْمَةَ اللهِ العَزِيزَةِ في الربابِ، وفِي الحمامْ
يَا غَفْرَهُ.. يَا عَفْوَهُ
لِعِبَادِهِ أهْلَ الأثَامْ
أُصْبُبْ عَلَى قَبْر لَه
رُحْمَاكَ مِنْ وَفْرٍ سِجَامْ
وَضَرِيحهُ، فَامْنُنُ عَلَيْهِ، وَكُنْ لَهُ، رَبِّ اعْتِصَامْ
 
طباعة

تعليق

 القراءات :359  التعليقات :0
 

الصفحة الأولى الصفحة السابقة
صفحة 28 من 288
الصفحة التالية الصفحة الأخيرة

من ألبوم الصور

من أمسيات هذا الموسم

الأستاذ خالد حمـد البسّـام

الكاتب والصحافي والأديب، له أكثر من 20 مؤلفاً.