شارع عبد المقصود خوجة
جدة - الروضة

00966-12-6982222 - تحويلة 250
00966-12-6984444 - فاكس
                  البحث   

مكتبة الاثنينية

 
المجلة العربية تزور الشاعر الكبير حسين سرحان وتخرجه من صمته!
هذا رأيي في الشعر النبطي،
وأنا تلميذ لهؤلاء (1)
حوار: عبد الله بن متعب بن سميّح
ليس من السهل الولوج إلى عالم مفكر وشاعر كبير كالأستاذ حسين سرحان، فضلاً عن الإحاطة بمكنوناته التي ضرب صاحبها حولها سياجاً من العزلة والصمت الوقور منذ أمد ليس بالقصير.
وقد دأبت منذ سنوات، حينما عانقت عيناي الديوان الأول لشاعرنا الكبير "أجنحة بلا ريش" على الالتقاء به وحضور جلسة "الساعة الخامسة" كلما زرت البقاع الطاهرة.
كنت أعلم أنه معتزلٌ وممتنع عن الأحاديث الصحفية، ولكن إشادته بوفاء هذه "المجلة العربية" جعلتني أستأذنه في طرح بعض الأسئلة.. فما فاق غبطتي بثناء أديبنا على وفاء هذه المجلة إلاّ فرحتي باستجابته وترحيبه بهذا اللقاء الذي خرج به من صمته بعد إقناع طويل من هذه المجلة، والحقيقة أنني كنت متردداً في ما سأطرحه من أسئلة خصوصاً عندما تعترضني بعض أبيات لشاعرنا هي لسان حال واقعه، هذه الأبيات كانت تجعل بيني وبين هذا الشاعر برزخاً صلباً لا يستطيع اجتيازه إلاّ من أحاط علماً بتجربة "السرحان" وفكره.. فإليك عزيزي القارئ بعضاً مما اعترضني.. خذ مثلاً قوله في جلسته بعد العصر ووصفه لنفسه وهو مغرقٌ في التأمل والتفكير:
لو جئته عصر يومٍ وهو متكئ
في المنحنى ممعنٌ في الفكر إمعانا
لارتبت في عقله لولا تأمله
ثم انقلبت وقد أفعمت أحزانا (2)
أو قوله عن عزلته، وابتعاده عن الناس ضنًّا بكرامته:
وألبس الخلق البالي أصون به
كرامتي وأشوب المر بالحالي
ترفعاً بإبائي أن تضعضعه
قوارعٌ من زمان ذات أهوال (3)
أو قوله:
أشاب فوديَّ والعلباء خوضهما
في واضح من أذى الدنيا ومستترِ (4)
أو قوله:
ما نعمة العلم التي [نبلى] بها
إلاّ سبيل البؤس والحرمانِ (5)
أو قوله:
قد كنت أرجو وكان القول يسعفني
فإن [صمتُّ] عن كره فلا جرما (6)
وبين الحيرة والتردد طرحت هذه الأسئلة على شاعرنا وكاتبنا ومفكرنا الكبير.
- بعد هذا العمر المديد، إن شاء الله، وبعد هذه التجربة المضمخة بالكفاح والإبداع والتطواف في حزون الحياة الأدبية والفكرية.. ماذا تقولون لهذا الجيل؟
- أن يواصل القراءة وأن يوسع اطلاعه بقدر ما يمكنه.
- ما الكتب التي أثرت في ثقافتكم والكتب التي تنصحون الشعراء المبتدئين بقراءتها؟
- لا يمكن تحديد الكتب التي تؤثر في أي ثقافة، وأنصح الشعراء بقراءة كل ما تقع عليه أيديهم في دواوين الشعراء.
- ناشئة الأدب يعيشون في دوامة من الحيرة، يتجاذبهم فيها النقاد الذين هم بين فئتين:
فئة متطرفة في موالاة التحديث والذهاب فيه كل مذهب، وفئة متطرفة في تمجيد القديم ونبذ ما سواه والركون للأطلال.. ماذا ترون لناشئة الأدب وماذا تقولون لنقاده؟
- التوسط في كل شيء هو الأجمل والأنبل، وأن يركن كل إنسان إلى ما تمليه عليه طبيعته ومزاجه.
- جيلكم جيل الشظف والجلد والمعاناة.. هل هذا كل ما يميزه عن جيل اليوم؟
- نعم.. لقد كنت أشتري الكتب والمجلات وأدفع أثمانها بالتقسيط في آماد متباعدة من شدة الفقر والعوز.
- حسين سرحان رائد من روّاد الفكر والأدب السعودي.. من هم الروّاد الذين أسسوا للأدب السعودي الحديث؟
- لقد كنت تلميذاً بالنسبة إلى الأوائل أمثال محمد حسن عواد ومحمد سرور الصبان وعبد الله فدا وأمثالهم.
- سبق وأن قلت: "وحاولت الثراء فما أتيحا" (7) ، فماذا تقول لمن حاول فنجح؟ وهل كانت محاولتكم جادة؟
- السبب في ذلك هو الفارق العظيم في الأزمنة والأمكنة والشخصيات.
- ماذا تقول لشاعرٍ أثرى من الشعر؟
- أرجو أن يزداد ثراؤه.
- وآخر أفقره الشعر؟
- أن يسلك سبيل الشاعر الذي أثرى.
- أحرقتم ثلاثة دواوين في بداية حياتكم الأدبية، وأصدرتم ثلاثة دواوين من الشعر الفصيح، ولكم شعر نبطي كثير يتميز بإبداعكم المعهود، هل يعني عدم جمعكم لهذا الشعر أنكم ترون أن الشعر النبطي غير حقيقٍ بالتخليد وليس في أهمية الشعر الفصيح؟
- في رأيي أن الشعر النبطي لا يقل عن الشعر الفصيح في التعبير عن كل المعاني، ولا ينزل عن مستواه رغماً عن اختلاف الأمزجة.
- عرف عنكم شغفكم بالقراءة فماذا تقرأون هذه الأيام؟
- لا تكاد تسقط أداة القراءة من يدي ليلاً ونهاراً، ما عدا ما يتعلق بالأمور الرياضية فإني لا أميل إليها ولا أوليها اهتماماً.
- هناك دعوات لتيسير النحو ما هو رأيكم حيالها، وهل لا بد للشاعر أن يكون لغوياً؟
- في مثل هذا الزمن لا يحتاج النحو إلى تيسير، وللشاعر المجيد أن يجزل مادته في اللغة والبيان بحسب الإمكان، وأن يتوقى الأخطاء لغوياً وصرفياً.
- لكم إسهامات في كتابة المسرحية.. فلماذا لم تر مسرحياتكم النور؟
- إسهاماتي قليلة في هذه الناحية، وعلى النور أن يأتي ليراها.
- من لفت نظركم من شعراء هذا الجيل؟
- كثيرون، ومن الصعب الإشارة إلى البعض دون غيرهم.
- سبق وأن قلتم:
"ثلاثون عاماً يا لطول بقائيا" (8) .
بعد أربعين سنة هل لا زلتم ترددون هذا البيت؟
- أنا اليوم في وجه الثمانين، والله سبحانه وتعالى هو الذي يطيل العمر أو يقصره لمن يشاء في خلقه.
 
طباعة

تعليق

 القراءات :230  التعليقات :0
 

الصفحة الأولى الصفحة السابقة
صفحة 165 من 182
الصفحة التالية الصفحة الأخيرة

من اصدارات الاثنينية

الأعمال الكاملة للأديب الأستاذ عزيز ضياء

[الجزء الخامس - حياتي مع الجوع والحب والحرب: 2005]

الأربعون

[( شعر ): 2000]

الاستبيان


هل تؤيد إضافة التسجيلات الصوتية والمرئية إلى الموقع

 
تسجيلات كاملة
مقتطفات لتسجيلات مختارة
لا أؤيد
 
النتائج