شارع عبد المقصود خوجة
جدة - الروضة

00966-12-6982222 - تحويلة 250
00966-12-6984444 - فاكس
                  البحث   

مكتبة الاثنينية

 
الأستاذ السرحان يتحدث بصراحة:
شبابنا المثقف اليوم لا ثقافة عندهم (1) !!
اتصلت ندوة الأدب بالأديب الكبير الأستاذ حسين سرحان في منزله بحي المعابدة وأجرت معه المقابلة الآتية:
- إن الشعور الأدبي الذي كان يسود الجماهير في الماضي وفي عهد جريدة صوت الحجاز بالذات.. هل له اليوم أثر في محيطنا الأدبي؟ وهل يمكن على هذا الاعتبار إجراء مقارنة بين أدباء ذلك العهد وأدباء اليوم؟!
- لا أعتقد أن هناك ما يستحق المقارنة، فإن الحالة الأدبية في ماضينا لا تختلف عن حاضرنا ولو أنه كانت هناك أيامئذ فورة اندفاع ثم اصطدمت ببعض التيارات فتوقفت.. حتى الكتّاب والشعراء المحدثين في ما بعد ما تزال تنقصهم الملكة النحوية واللغوية، فضلاً عن أن إنتاجهم قاصر من الناحية الفنية المحضة.
- الأدب السعودي على الإطلاق هل له طابع خاص يميزه بين آداب البلاد العربية عامة؟ وإذا كان، ففي أدب مَنْ مِن أدبائنا المعروفين نستطيع أن نعرف هذا؟!
- ولا أعتقد هذا أيضاً.. فإن الأدب السوري والعراقي والأردني لم يقع له طابع خاص على توفر وسائل النشر والتوزيع والإنتاج.. فما بالك بأدبنا وهو متخلف في كل هذه النواحي؟!
- هل لأدبنا صدى في البلاد العربية الأخرى، أعني الصحف والمجلات العربية في البلاد الشقيقة!؟
- يجوز أن يكون هناك صدى، ولكنه ضئيل على كل حال.
- هل أدت صحافة البلاد اليوم واجبها نحو الأدب والأدباء بوصفها فرعاً من فروع الأدب؟ أم أنها تركت هذا الواجب وجنحت إلى الأمور الصحفية الأخرى التي هي عبارة عن الصورة والخبر؟!
- إن الصحافة في هدفها الأول والأساسي لا تعدو أن تكون خبراً وصورة وشيئاً عن المجتمع العام، وليس للأدب ولا للأدباء أي حق على الصحافة من هذه الناحية.. إن الأدب -عن طريق أدبائه- هو الذي يجب أن يخدم نفسه بكافة الوسائل الفنية على شرط أن يكون أدباً حقيقياً أصيلاً..
- لماذا لا تطبع ديوانك الشعري مع أننا نعلم أن لك شعراً جيداً كثيراً يمثل النزعة الفلسفية والفكرية العامة؟
- لقد طبع المرحوم الدكتور أحمد زكي أبو شادي أكثر من ثلاثين ديواناً، ومع ذلك لم يصبح شاعراً صادقاً.. وطبع بعضهم عندنا دواوين، وشعرهم بعد هذا مشكوك في أصالته وإبداعه وصحة صدوره من نفوسهم وقلوبهم.. وعندنا شعراء فحول خناذيذ لم يطبعوا دواوينهم مثل الأساتذة حسن فقي، وحمزة شحاتة، وحسين علي سندي -أعني حسين عرب- وأنا شخصياً لا أحب أن أضل في هذا المجهل الذي لا نهاية له..
- ما رأيكم في شباب اليوم المثقف؟ وهل هناك نزعة أدبية مركزة هادفة لدى الشباب يرجى لها مستقبل أدبي حافل؟
- شباب اليوم المثقف.. لا ثقافة عندهم، وإن كانت فهي في منتهى الضحولة.. أسألهم هل قرأوا من أدبنا القديم: المسعودي والتوحيدي والجاحظ والعسكري وابن قدامة وابن رشيق، وهل قرأوا نقائض الفرزدق والأخطل وجرير.. وهل قرأوا شعر علقمة وعبدة وابن الدُّمينة وذي الرُّمَّة والبعيث وعبد بني الحسحاس ونُصيب.
.. ماذا يقرأون؟ إنهم في اتجاه إحسان عبد القدوس ويوسف السباعي ونزار قباني.. وافتخر أحدهم لأنه قرأ "مورافيا".. حتى أعلياء الأدباء من الغرب مثل: ولز، زولا، وأناتول فرانس، وبرنارد شو، وهاردي، وفولتير.. كل هؤلاء لا يعرفونهم.. ذلك لأن أحجام أدمغتهم صغيرة ومحدودة.. والحق معهم من الناحية الرياضية فإن الذي لا يتجاوز في حسابه العشرة لا يمكن أن يتعداها إلى المئة أو الألف.. وهذا عذر منطقي أقدمه بسخاء إليهم مجاناً.. زد على ذلك أخطاءهم المعيبة المضحكة في النحو واللغة.. فقد كتب أحدهم عنواناً لمقال، وأراد التعسف في الأحكام.. فقال: "الاعتساف".. والاعتساف هو طوي المهامه والسير فيها بجلادة وقوة.. ويا بعد الفرق بين المعنيين، ولذلك يبقى شطر السؤال الأخير لا يستحق الجواب.
- ما هي توصياتكم لدعم الكيان الأدبي وتركيز مسؤولية الأدباء على النحو الذي يبشر بالخير والنجاح؟
- لا توصيات! ودعم الكيان الأدبي يتلخص في أن تقول لأجل العلم.. وأن تقول لأجل الفعل.
علم.. وافعل.. هذا هو الصدق.. وفي ما عدا ذلك فلا صدق هناك في كل الأشياء، لا في الأدب وحده.
 
طباعة

تعليق

 القراءات :222  التعليقات :0
 

الصفحة الأولى الصفحة السابقة
صفحة 144 من 182
الصفحة التالية الصفحة الأخيرة

من اصدارات الاثنينية

وحي الصحراء

[صفحة من الأدب العصري في الحجاز: 1983]

الاستبيان


هل تؤيد إضافة التسجيلات الصوتية والمرئية إلى الموقع

 
تسجيلات كاملة
مقتطفات لتسجيلات مختارة
لا أؤيد
 
النتائج