أهداني الصديق الحبيب الكريم حسن عبد الله القرشي ديوانه الأخير الموسوم بهذا الاسم. والأستاذ القرشي في سلوكه، وأدبه النفسي مثله في شعره: فرط رقة، وألمعية ذكاء، وأريحية وجدان.
وقد سبأت كأس هذا الديوان في لحظات خلت أني معه فيها على جدد لاحب من أسفاره الغرامية ورحلاته العاطفية.. وتنقلاته في دنيا القلوب المغرورة التي لو نهلت، ثم علَّت من الرحيق المختوم لما نقع لها غليلاً.. ولعاودها ظمأ مستأنف لا يطفي سعيره إلاّ برد الأرواح.
ذلكم هو أبو عبد الله حسن القرشي الذي هو "روح" كله، أدام الله بقاءه للشعر والنثر، فقد والله شُغلنا عن كل ذلك.. عن الشعر، والنثر، والنقد بأغراض هذه المعيشة المرزوءة التي لا تتحقق أحياناً إلاّ بإهدار المروءة، وبخس الشرف.
لكن القرشي النبيل أفادنا، وقال بلسان الحال.. والقال كليهما: