شارع عبد المقصود خوجة
جدة - الروضة

00966-12-6982222 - تحويلة 250
00966-12-6984444 - فاكس
                  البحث   

مكتبة الاثنينية

 
ابتسامات الأيام في انتصارات الإمام (1)
يجمع ابن بليهد (2) بين استفاضة الرواية وعمق الدراية في الأدب النبطي المعاصر.. وهو كذلك شخصية فكهة ظريفة، وله مشاركة صالحة في الأدب العربي الفصيح -القديم منه فقط- وخبرته جيدة بالأماكن التاريخية والقبائل العربية، واستقصاؤه عنها يتسم بالدقة، زد على هذا أنه شاعر نبطي جزل العبارة -أحياناً- سلسها أحياناً أخرى، على أنه ذو روح بينة الطابع في ما ينظمه.. وهو يمدح ويتغزل، ويتفكه في شعره النبطي على قسط حسن.
هذه صورة قد تكون مقاربة لابن بليهد المؤلف، ونسينا أن نقول إنه من بني خالد، وهي قبيلة عربية صميمة ذات مروءة وحفاظ.
فأما الكتاب.. فالواقع أنه كتاب جيد، إنه ديوانه بالفصحى والنبطي، وقد استأثر القسم الأول بالفصحى، أما القسم الثاني فهو للنبطي، ولعل الأخير أجود القسمين! (3) .
شعر ابن بليهد بالفصحى له مدى محدود، وغناؤه في الشعر العربي الفصيح ضئيل، وليس فيه ما يستحق أن يؤبه له أو يمعن فيه النظر.
فأما ابن بليهد الشاعر النبطي فله شأن آخر.. إنه شاعر فحل كريم المعاني جزل الديباجة، ثم إنه -فوق ذلك- نقادة في هذا الشعر مصقول الذوق جيد الاختيار، وهو يقوم في ذلك مقام البارودي في اختياره للشعر القديم.
إذاً يجب أن نغمض العين التي أبصرنا بها شعره الفصيح، وننظر إلى شعره النبطي، فإنه لعمري شعر يستحق أن ينظر إليه بكل احتفال واعتبار.
ونجعل قيد النظر مقدماته وتراجمه لكل من جلالة الملك وأولاده أصحاب السمو، فسنرى عندئذ أنه سوعد مساعدة بينة على هذا النثر الجزل الجيد، ولكن ما علينا!
إن ابن بليهد كما أسلفنا شاعر نبطي مفلّق، واختياره في نفس الشعر لمن ترجم يتسم بالسلامة والكياسة.
إني أرى أن أجمل قصائده النبطية وأروعها هي التي يقول في مطلعها:
عسى السحاب اللي ورا النير له ضُوح
لا رنّ رعاده وهبت له الريح (4)
وهي في أول صفحة 308، ولا ينفي أن في بقية قصائده من البيان وفرائد المعاني ما يرقص ويطرب.
وحلاوة روح ابن بليهد تتجلى في عدة نكات وسخريات يسوقها عفواً في خلال شعره؛ تأمل مثلاً مقارنته بين سيارة سلطان وسيارته في صفحة 286-287 (5) .
وتأمل قوله أيضاً في سلطان بين صفحتي 293-294 (6) .
أما في صفحة 300 فقد أجاد في نهاية قصيدته التي تبدأ من أول الصفحة، وكانت روحه في النكتة والمفارقة واضحة الحلاوة والطلاوة (7) .
وقصائده في حصانه ووصفه له وحرصه عليه من أمثل الشعر وأجمله (8) .
ويبقي بعد ذلك تراجمه لكل من حميدان الشويعر ومحسن الهزاني وابن لعبون والقاضي وابن سبيّل وتركي بن حميد.. وهي تراجم واختيار لهم من أشعارهم في غاية الإبداع -على إيجازها! (9) .
وقد كنت أود لو ترجم واختار لأمثال ابن زريبان (10) الذي عاصر ابن سبيّل وساجله، ولمثل مخلد القثامي ودغيّم وعبيد ابن رشيد ومطوع نفي (11) ، وإن أبا عبد الله على ذلك لقدير خبير لو أنه شاء، ولعل له عذراً (12) على أن المعنى -كما يقولون- في بطن الشاعر.
 
طباعة

تعليق

 القراءات :332  التعليقات :0
 

الصفحة الأولى الصفحة السابقة
صفحة 107 من 182
الصفحة التالية الصفحة الأخيرة

من اصدارات الاثنينية

الأعمال الشعرية الكاملة وأعمال نثرية

[للشاعر والأديب الكبير أحمد بن إبراهيم الغزاوي: 2000]

الاستبيان


هل تؤيد إضافة التسجيلات الصوتية والمرئية إلى الموقع

 
تسجيلات كاملة
مقتطفات لتسجيلات مختارة
لا أؤيد
 
النتائج