شارع عبد المقصود خوجة
جدة - الروضة

00966-12-6982222 - تحويلة 250
00966-12-6984444 - فاكس
                  البحث   

مكتبة الاثنينية

 
حفل التكريم
كلمة الإفتتاح
افتتح الشيخ عبد المقصود خوجه بالكلمة التالية:
بسم الله الرحمن الرحيم
أحمدك اللهم كما ينبغي لجلال وجهك، وعظيم سلطانك، وأصلي وأسلم على خير خلقك، وخاتم أنبيائك، حبيبك وصفيك، سيدنا وسيد ولد آدم، محمد بن عبد الله، وعلى آله وصحبه الكرام الطاهرين.
أيها الأحبة:
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته:
يسعدني أن أُرَحِّب باسمكم جميعاً بضيف أمسيتنا، الدكتور زاهر بن عواض الألمعي.. الذي تفضل مشكوراً بتلبية دعوة "الاثنينية"، حيث تجشم معه مشقة السفر الدكتور صالح بن سعود العلي، بينما تكبد الدكتور عبد الله عبد الرحيم عسيلان، مشقة السفر من المدينة المنورة، لكي يمتعانا بعلمِهما وفضلِهما وأدبِهما، وتزدهر الأمسية بِأَلق حديثهما، وتَلْتَمع بطيب ذكريات ضيفنا الكبير، ولا عجب، فهو زاهر ألمعي.. ولكلّ من اسمه نصيب كما يُقال.. سعيداً بلقائكم جميعاً وقد تشرفنا قبل باستضافة الأخ الدكتور العسيلان حيث أحتفينا به عام 1412هـ.
كما تعلمون أيها الأحبة، فقد استضافت "الاثنينية" عَبْر سنوات عمرها التي بلغت خمسة عشر عاماً، العديد من العلماء والمفكرين والأدباء والشعراء من داخل المملكة وخارجِها.. وكان أجمل ثياب عُرسِها يوم يأتيها فارس من جزءٍ ذي تميزٍ، ونسيج حضاري واجتماعي مُتَفَرِّد، سواء من شرق أو غرب أو شمال أو جنوب هذا الكيان الحبيب، وها نحن نسعدُ بالاحتفاء بعلَمٍ من رجال ألمع، من منطقة عسير، التي أنجبت الكثير من العلماء والأدباء والشعراء، واحتفاؤنا هذه الليلة بواحد من أبنائها إنما هو احتفال بكل أولئك الأساتذة الأفاضل الذين أثروا الساحة الأدبية عطاء متوهجاً، وفناً راقياً أصيلاً، نابعاً من شموخ جبالها، وخصوبة أرضها، واعتدال مناخها، حيث ينسابُ الشعر مع نسمات الربيع الدائم الذي يَدُّق باستمرار أبواب تلك الديار الحبيبة إلى نفوسنا.
في ذلك الجوِّ العابقِ بحب اللغة والشعر والطبيعة، نشأ ضيفُنا مثل سائر أتْرابِه، حيث كان حبُّ الجِندية أيضاً يشيع في وجدانهم، إذ يرونَ من هم أكبر منهم في حِلهم وتِرْحالِهم، وأثناء إجازاتهم السنوية، ببّزاتِهم الرسمية التي تنبئُ عما وصلوا إليه من مكانة اجتماعية مرموقة، وانتظر صديقنا بفارغ الصبر أن يَشُبَ عن الطوق، غير عابئ بالكُتَّاب ودروسه، حتى يجد له مكاناً بين رُصَفائه في سِلْك الجندية، وكان له ما أراد، غير أنه لم يجد نفسه في تلك الحياة التي ولا شك تتسمُ بشيء من الخشونة والانضباط، فَرُوحُ الشعر والأدب التي نَسجت بُردتَها بين جوانحه ظَلت تَهْفُو نحو العلم والمعرفة والثقافة والإنطلاق في فضاءات الإبداع، وأحسب أنه عاش صراعاً داخلياً لفترة وجيزة، حَسَمَه لصالح نداء الروح في ذاته المرهفة، ليعود مرة أخرى إلى دُور العلم، أملاه الشوق، وتقودُ خطاه روح وثابة في دُروبِ الشعر والأدب، ويدرك هذه المرة أن العلم وحده هو زاده وراحلتُه نحو الأفق الْوَردِي، وألوان الطّيف التي سوف يشكل منها رُؤَاهُ، وينسج منها إبداعات مؤلفاته التي تراوحت بين دراسات علوم القرآن الكريم، والشعر، والتاريخ.. كما أن بحوثه ودراساته قد جاءت بذات النَّمطِ، مستندة إلى التراث الإسلامي الذي تَجذّر عميقاً في نفس ضيفنا الكبير.
وقد أحسن الضيف الكبير صنعاً بالانفِتَاح نحو مجتمعه، وَوَظَّفَ علمَه وثقافته لخدمة الأهداف السامية التي ظل يسعى لترسيخها بين مواطنيه وأبناء أمته، حاملاً مشعل الدعوة حيناً، والجهاد بالكلمة حيناً آخر، متخذاً من المساجد، والمِهْرجَانات الشبابية، والملتقيات العلمية، والندوات الأدبية، قاعدة مفتوحة لأداء رسالته نحو المجتمع.
وقد ورد في ترجمة ضيفِنا عضويتُه في عِدّة رَوَابط، ومجالس، وأندية، رأيت أن أتطرق لواحدة منها وهي رابطة الأدب الإسلامي العالمية التي تأسست قبل عشر سنوات، والتي أسعدني سماحة العلامة الشيخ أبو الحسن الندوي بعضوية الشرف فيها، وللرابطة أهداف كبيرة، ومبادئ عامة، تسعى لتحقيقها على نطاق العالم، غير أنها بالتأكيد تحتاج إلى تَأْطير، وتحديد، وتمويل، حتى تستطيعَ الوقوف على قدميها أسوة برصيفاتها في دول العالم الأخرى، وعلى وجه التحديد المنظمات التي تخدم أهدافاً دينية، وعقائد غير إسلامية، حيث نلاحظ الدّعم اللامحدود الذي تتمتع به تلك المنظمات، والإخلاص الذي يميزُ منسوبيها والعاملين على نشر أهدافها الهدامة. فبالرغم من أنهم على ضلال مبين، إلا أن خدمتهم للأهداف التي استطاعوا تحديدها بدقة، ووفروا لها الإمكانيات المادية، قد مكَّنَتهم من غزو مناطق كانت حتى وقت قريب حِكراً على الفكر الإسلامي الرفيع والمتطور بكل المقاييس، ولكن تقاعُسَ بعض المسلمين في خدمة قضاياهم، بموجب منظور علمي، أفقدهم الكثير من الأراضي والقواعد التي كانوا ينطلقون منها، ولذلك أرى أن أهم أولويات العمل الأدبي الإسلامي أن يُحدد أهدافه بدقة ودراسة متأنية، ويرسم طريقه وسط المؤثّرات الأخرى التي قد تعترض طريقه، وأن يعمل في ذات الوقت على توفير التَّمويل اللازم لتحركه وفق ميزانيات محكمة، وطروحات علمية تستقطب طاقات الشباب لأداء رسالته وخدمة عقيدته، أسأل الله العلي القدير أن يهيئ لهذه الأمة أمر رُشدٍ تُعَزُّ به، لتظلَّ أبداً خير أمة أخرجت للناس.
أرحب مجدداً بضيفنا الكبير وصحبه الكرام، وعلى أمل أن نلتقي مرة أخرى في الاثنينية القادمة للاحتفاء بفضيلة الدكتور خليل مُلا خاطر، المحدث المعروف والأستاذ بكلية التربية بالمدينة المنورة.
والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته.
 
طباعة

تعليق

 القراءات :775  التعليقات :0
 

الصفحة الأولى الصفحة السابقة
صفحة 62 من 146
الصفحة التالية الصفحة الأخيرة

من اصدارات الاثنينية

الاثنينية - إصدار خاص بمناسبة مرور 25 عاماً على تأسيسها

[الجزء العاشر - شهادات الضيوف والمحبين: 2007]

الاستبيان


هل تؤيد إضافة التسجيلات الصوتية والمرئية إلى الموقع

 
تسجيلات كاملة
مقتطفات لتسجيلات مختارة
لا أؤيد
 
النتائج