شارع عبد المقصود خوجة
جدة - الروضة

00966-12-6982222 - تحويلة 250
00966-12-6984444 - فاكس
                  البحث   

مكتبة الاثنينية

 
ريش متناثر من جناح طائر (4) (1)
اليهود أمس واليوم!
كان اليهود يمشون في ركاب المسلمين أيام الفتوحات تجاراً، وجواسيس، وعملاء لكلا الجانبين.. وقد كان النصارى يسومونهم سوء العذاب.. ولم يجدوا متنفساً وحرية إلاّ في العهود الإسلامية، حتى إن فيلسوفهم المشهور (موسى ابن ميمون) لم يتخرج إلاّ في مدارس الأندلس العربية الإسلامية!
ولقد ألف ابن النغريلة الوزير اليهودي في الطعن على الإسلام، فلم ينكر عليه أمير غرناطة، وفي عهد العزيز بالله الفاطمي، كانت كل الأمور في أيديهم!
وفي أيام المعز الفاطمي، بلغوا الذروة العليا، فكل الأمور تقضى بمشورتهم عن طريق الوزير اليهودي (ابن كلس) حتى أشطر الشاعر المصري الحسن بن خاقان أن يقول بصدق:
يهود هذا الزمان قد بلغوا
غاية آمالهم، وقد ملكوا
.........................
تهوّدوا، قد تهوَّد الفَلَكُ (2) !
هذا بالأمس.. أما اليوم، فماذا يصنعون (بالغوينيم) وبالغين أو بالجيم.. إن جميع البشر لم يخلقوا إلاّ لخدمة اليهود؟
وقالوا في تلمودهم: إن الناس الآخرين ليسوا آدميين، وإنما جعلهم الله في هذه الصورة فقط لخدمة إسرائيل، ولولا ذلك لكان من الممكن أن يجعلهم كلاباً وقططاً أو لا شيء!
ورغماً عن ذلك، فإن زعماء أمريكا أمثال جورج واشنطن، وأبراهام وفرانكلين وغيرهم، قد حذروهم من اليهود.
كيف تفكر؟
إن التفكير متصل اتصالاً وثيقاً بكل تربيتنا ونشأتنا، وبكل ما قرأنا من آداب وعلوم وفلسفات.
هل من الممكن أن يتخلى الإنسان عن كل ذلك.. ثم يفكر مجرداً، إن هذا ليس في الإمكان.
أمس كنت أفكر بذهن أرسطو طاليس، أما اليوم، فإني أفكر بذهن ابن ريباطيس.
أما غداً فغداً كوالدة
في الحي لا يدرون ما تلد؟
أو كما قال بشار بن برد (3) :
وأنا لا أريد أن أحلل عملية اندماج الدماغ والنخاع في التفكير واضطرابه، وتعديله بين هذا المذهب، وبين ذاك!
ولكني عندما أفكر في أي إنسان أساء إليّ.. أنظر إلى الأسباب القريبة.. ولا أنظر إلى الأسباب البعيدة.
وهناك أستنتج -إن صح الاستنتاج- أن وراءه دوافع نفسية أو معاشية تدفعه إلى أن يسيء إليّ بدون سبب.
ولهذا أفرد بعض الأسباب لا كلها:
1- لا يقوم راتبه بكفايته، وعندئذ ينظر إلى الأعلى.. ثم يجد نفسه أقل من ذلك فيمتلئ حقداً؟!
2- يقوم راتبه بكفايته ثم يستزيد عليه ولا يحسن التصرف في كل ذلك.
أليست كل هذه تستدعي كل ما في التفكير من أشياء؟!
كيف يصنع الإنسان الوحيد في هذا العالم.. خلواً من أي مساعدة، كيف؟ ماذا يصنع؟
وكيف يبدأ التفكير بدون مقدماته؟
وإذا جاءت مقدماته.. كيف تتحلل عناصرها حتى يأتي بمثل هذه النتائج؟
 
طباعة

تعليق

 القراءات :220  التعليقات :0
 

الصفحة الأولى الصفحة السابقة
صفحة 37 من 182
الصفحة التالية الصفحة الأخيرة

من اصدارات الاثنينية

الاستبيان


هل تؤيد إضافة التسجيلات الصوتية والمرئية إلى الموقع

 
تسجيلات كاملة
مقتطفات لتسجيلات مختارة
لا أؤيد
 
النتائج