شارع عبد المقصود خوجة
جدة - الروضة

00966-12-6982222 - تحويلة 250
00966-12-6984444 - فاكس
                  البحث   

مكتبة الاثنينية

 
دقائق (2) (1)
تقع داري في منطقة متوسطة من محلة المعابدة مناصية لمسجد الملك الذي كان يسمى مسجد النوق في ما غبر من الزمان.
وبين المسجد وبين داري شارعان: أحدهما للهابط إلى مكة، والثاني للصاعد منها.
بيني وبين المسجد بالذات تتمطى أوقار ثقيلة من الكناسات والأقذار، وتبصر دائماً أسراباً من المعيز غادية رائحة.
وأحلة منظر تقع عليه العين أتان بيضاء فارهة أسيلة الخد كما وصف بشار ابن برد لدة لها في زمانه، ومعها على الدوام ابن لها أو ابنة، فلم أمعن النظر، تماثلها في اللون والفراهة.
هذه الأتان وابنها أو ابنتها مع المعيز الذي يعد بالعشرات والمختلف الألوان والشيات يؤلفان منظراً عجيباً لذيذاً، إذا ماج بعضه في بعض رأيت ما يشبه (السمادير) التي تراها العيون في حالات ضعفها، أو في الحالات التي تحلم فيها بأشياء ممتعة!
ولا يحلو لهذا الخليط الأنيق أن يقف إلاّ في وسط الشارع، فتجد السيارات والمشاة يحيدون عنه يمنة ويسرة؛ خوفاً من أن يتبدد هذا الشمل المؤتلف، أو أن ينعب غراب البين في هذه العائلة الكلية الاحترام فتصبح طرائقهم قدداً.
إلى هنا والمنظر رقراق حالم إذا أغمضت عليه عينك لا تود أن تفتحها من فرط اللذاذة والإيناس.
فأما إذا صدحت المعيز بالثغاء، وترنمت الأتان بالنهيق، واشرأبت ابنتها بأذنيها ثم رجعت الصدى فأحسنت الترجيع، أما إذا حدث هذا..
فيا لك من يوم جميل ومنظر
ندٍ لم يكدره علينا مكدرُ (2)
كما قال شاعر قديم.
أنا مؤمن بوجود أمانة العاصمة، ولكن.. لكن يعوزني التدليل على ذلك!
 
طباعة

تعليق

 القراءات :205  التعليقات :0
 

الصفحة الأولى الصفحة السابقة
صفحة 27 من 182
الصفحة التالية الصفحة الأخيرة

من ألبوم الصور

من أمسيات هذا الموسم

سعادة الدكتور واسيني الأعرج

الروائي الجزائري الفرنسي المعروف الذي يعمل حالياً أستاذ كرسي في جامعة الجزائر المركزية وجامعة السوربون في باريس، له 21 رواية، قادماً خصيصاً من باريس للاثنينية.