فهارس الكتب عناوين الكتب محتويات الكتب أسماء المؤلفين الكل          البحث   

مكتبة الاثنينية
الرئيسية > كتاب الاثنينية > الأعمال الشعرية والنثرية الكاملة للأديب الكبير الأستاذ حسين سرحان > الجزء الثاني - النثر > أولاً: المقالات > المقالة القصصية > أسطورة ومعناها
أسطورة ومعناها (1) لكل شعب من الشعوب، وكل أمة من الأمم أساطيرها القومية والتقليدية التي تتوارثها خلفاً عن سلف.. وهذه الأساطير تبدأ صغيرة ثم تأخذ في الزيادة والاستزادة والإضافات.. ويعمل فيها الخيال وتسيطر عليها المبالغات حتى تصبح "القبة"، وقد استدارت من مجرد "حبة"، فإذا هي فيحاء قوراء واسعة الأرجاء.. (سيرة بني هلال) بني شامية وحجازية، لا تعدو كون بضعة قبائل منهم انداحوا وانساحوا إلى مصر، فالمغرب، وقد أشار إليهم ابن خلدون في تاريخه عرضاً.. واليوم سيرتهم على مختلفها تنيف على أكثر من خمسة مجلدات على مغالاة واستحالات! وللآشوريين واليونان والرومان والعبرانيين والفرس وغيرهم من الأمم الموغلة في القدم، أساطير يتناقلونها كأنها إرث مقدس، ويحرصون عليها ويعتزون بها! وهي "أساطير الأولين" التي أشار إليها القرآن الكريم في عديد من الآيات! وخير ما في هذه الأساطير أنها تغذي ملكة الخيال، وتوسع من آفاقه، وتجعله يحلق في ميادين ومنادح لا يكاد يحلم بها، ولا تخطر له على بال! وقد نقلت أساطير كل قوم إلى كل لغة على وجه التقريب، ومنها الموسع فيه، والملخص، والمضاف إليه، ومنها ما نظمت منه أو اقتبست روايات عالمية مثلت على كثير من المسارح الأوروبية والأمريكية الشهيرة، وأدار بطولتها الأفذاذ من الممثلين والممثلات المشاهير! أقول قولي هذا وأستغفر الله ثم أعود لأقول مرة ثانية بعض ما أحفظ من أسطورة قديمة لا أتذكر الآن أين قرأتها؟ قال راوي الأسطورة: كان أحدهم قد عمل عملاً فيه خير، فرأى ملاكاً في النوم يقول له: تمنَّ أيها الرجل، وستعط مناك! فبدرت منه أمنية لم يفكر في عقباها وقال: أتمنى أني لا ألمس شيئاً بيدي إلاّ استحال إلى ذهب! قال الملاك: كذلك فليكن.. ولم يدرك شهرزاد الصباح حتى تسكت عن الكلام المباح.. في نفس الوقت جاءته ابنته الوحيدة فما كاد يلمسها أو يقبلها، حتى استحالت إلى تمثال من ذهب في صورتها! وفزع، وذهب إلى أمها فما كاد ينالها بأطراف أصابعه، حتى انقلبت هي الأخرى إلى تمثال من ذهب مثل صورتها! وأصابه ما يشبه الخبل، وأحس في جلده ما يستوجب الحك وأدار يده إلى ناحية من جسمه فإذا هو الآخر قد أصبح تمثالاً من الذهب. هذه هي "لعنة الذهب".. .. ترى ألا تتجدد الأسطورة ولو على سبيل العبرة؟ فينقلب أحدهم ممن يكنز الذهب إلى تمثال أخرس أبكم، فلا ينتفع بنفسه فضلاً عن ذهبه..   [1] المصدر: جريدة عكاظ، ع428، 30/11/1385هـ، ص8.
طباعة تعليق  القراءات :440  التعليقات :0
صفحة 120 من 144

من اصدارات الاثنينية

الاستبيان

هل تؤيد إضافة التسجيلات الصوتية والمرئية إلى الموقع
	تسجيلات كاملة
	مقتطفات لتسجيلات مختارة
	لا أؤيد
النتائج