شارع عبد المقصود خوجة
جدة - الروضة

00966-12-6982222 - تحويلة 250
00966-12-6984444 - فاكس
                  البحث   

مكتبة الاثنينية

 
(( أسئلة موجهة للضيف الكريم ))
- الأخ يعقوب محمد إسحاق ووقع بكلمة تلميذك يقول: تخرج لنا جامعاتنا خريجين درسوا تخصصات لم يعد مجتمعنا في حاجة إليها وينضم هؤلاء إلى قائمة العاطلين، وسؤالي متى وكيف تفكر جامعاتنا في تطوير مناهجها وتخصصاتها وتأخذ زمام المبادرة في قيادة المجتمع بحيث تلغي التخصصات التي لا نحتاجها وتستحدث تخصصات جديدة تجاري حاجة السوق والمجتمع ؟
هذا السؤال كان يمكن أن يوجه لي قبل الآن، إنما أتطفل في الإجابة عليه، في الواقع أن الجامعات بلا شك قد أُنشئت لخدمة المجتمع، وخدمة خطط التنمية ولكنها أيضاً أُنشئت للعلم والمعرفة في مختلف التخصصات، قضية المراجعة هذه لا شك واردة والجامعات فعلاً، كل جامعات المملكة تعاود بين حين وآخر دراسة خططها لأنه يكون من العبث أن تصرف المبالغ الكبيرة في تخصصات ليس عليها إقبال، ونحن نعرف أنَّ بعض التخصصات قد ضاقت سبل التوظيف أمامها، ولكن الجامعة لا تخرِّج للتوظيف، وإنما تخرج متخصصين أو باحثين في موضوعات معينة، وهم يبحثون بطريقتهم الخاصة، المشكلة في هذا أن الجامعة في مجتمعنا لم تعد مجرد مكان للتأهيل للوظيفة وإنما أصبح الحصول على الشهادة الجامعية في حد ذاته هدفاً من أهداف كثير من أفراد المجتمع، ولذلك عندما ينال أحدهم شهادة في أي تخصص فإنه يعدّ نفسه محظوظاً، ومن هنا نجد ظاهرة تفسير الإقبال على كثير من هذه التخصصات التي لم يعد لها ذلك البريق في مجال التوظيف لا في القطاع الخاص ولا في القطاع الحكومي.
 
- الأستاذ عبد الحميد الدرهلي يقول: كان لمعاليكم دور عظيم في المجال التربوي والثقافي والاجتماعي الذي -ولله الحمد- أعطى مردوداً إيجابياً ملموساً، إذن ما الذي يشغلكم في هذا الزمن في المسألة الثقافية والتراث وجمود الصحافة المحلية ؟
ما يشغلني هو ما يشغل كل مثقف وكل مفكر في الوضع الثقافي بشكل عام سواء في بلادنا أو في البلاد العربية عموماً، ونرجو إن شاء الله أن يستطيع كثير ممن ينتمون إلى الثقافة أن يوفقوا إلى إصلاح الوضع الثقافي في بلادنا وفي البلاد العربية سواء فيما يخص ما يطرح على الساحة الثقافية أو ما يخص التخطيط نحو تنمية ثقافية في أفراد المجتمع في الاستعداد نحو التقدم نحو القرن القادم.
 
- د. غازي الزين بن محمد عوض الله من جامعة الملك عبد العزيز يقول: بحكم أن معاليكم كان سابقاً مديراً لجامعة الملك سعود وتمتعون بخبرات طويلة في العمل الأكاديمي، التعليم التعاوني فلسفته قائمة على التدريب العملي للطلاب وهذا يرتبط بجانبين: الأول هو المناهج نفسها وهل تسمح بوجود جانب تدريب عملي بجانب الدراسات النظرية، الثاني جهات العمل التي تتولى التدريب، هل ستأخذ بالجدية وبالاهتمام المطلوبين لإنجاح الفكرة في التعليم التعاوني علماً بأن هذا النظام قد نجح في دول أخرى وأدى إلى فاعلية جيدة في توظيف الخريجين، نريد أن نستأنس برأي معاليكم ؟
لا شك أن التعليم التعاوني من الأمور الجيدة، التي يمكن أن تشترك بها المؤسسات المختلفة مع الجامعة، وعلى حسب علمي هناك في جامعة الملك سعود برامج معدة على هذا الأساس، لكن المشكلة في بلادنا خاصة بالنسبة للجامعات، وهذا قد يجيب على شيء من استفسارات سعادة أخي الجليل الأستاذ عبد المقصود خوجه عن دور الجامعة في المجتمع، الحقيقة الإحجام ليس من الجامعة وإنما من المجتمع، الجامعة وخاصة في مجالات الصناعة وفي مجالات البحث العلمي تستطيع أن تؤدي خدمات جُلى للمجتمع، ولكن المشكلة أن رجال الأعمال في بلادنا والقائمين على الصناعة قليلاً ما يلتفتون إلى الجامعة، مثلاً نحن في جامعة الملك سعود كان لدينا وما زالت اتفاقيات كثيرة مع شركات كبرى مثل سابك وغيرها، اتفاقات تدريبية واستشارية وما إلى ذلك، وكما تعلمون جميعاً جامعة الملك فهد للبترول والمعادن لها أيضاً جهود كبيرة في هذا المجال، فإذن الجامعات مستعدة ولكن المشكلة أن كثيراً من رجال الأعمال أو رجال الصناعة وما إلى ذلك يفضلون التعامل مع شركات أو مع مؤسسات خارج المملكة للحصول على بعض النتائج التي يمكن أن تؤدي لهم من خلال الجامعات بأسعار أقل ربما حتى من أسعار التكلفة، ويندرج تحت هذا الموضوع التعليم التعاوني.. التعليم التعاوني بدأنا أيضاً في كلية الهندسة وفي كلية الحاسب الآلي وما إلى ذلك، برامج تحتوي على بعض ما يفيد مجال التعليم التعاوني ولكن ليس هناك في الحقيقة خطط منفذة أو أقسام قائمة تدبر هذا النمط.
 
- الأستاذ أمين عبد الوهاب الوصابي من مجلة بلقيس يقول: في الجزيرة العربية وغيرها تتعدد اللهجات بين قبيلة وأخرى، وبين منطقة ومنطقة مجاورة، هل هذه اللهجات المختلفة الإيقاعات الصوتية تعتبر من ضمن الموروثات التراثية يجب المحافظة عليها ؟ وهل صحيحة هذه المقولة السائدة أن الماء يلعب دوراً كبيراً في تشكيل اللهجات واختلافها باختلاف الآبار والأنهار؟
اللهجات العربية لا شك أن كثيراً منها هي رواسب لأنماط لُغوية قديمة كانت موجودة في الجزيرة العربية، وفي تراثنا العربي القديم نجد كثيراً من الظواهر اللهجية التي ما زالت تعيش بيننا في الجزيرة العربية.. أما موضوع الماء وغيره في البيئة بشكل عام تشكل لا شك المزاج اللغوي وتشكل أيضاً ربما في كثير من الأحيان الناحية الفسيولوجية للإنسان وقد يكون هذا أيضاً من الأسباب.
 
- د. محمد بشير حداد يقول: ما هي أمثل السبل العملية بحكم خبرتكم الميدانية لتمكين أعضاء هيئة التدريس من تحقيق وظائف الجامعة الثلاث وهي التدريس، البحث العلمي، خدمة المجتمع في زمن يتاح فيه للتعليم الجامعي في البلاد المتقدمة القيام بدور القيادة العملية للمجتمعات؟
هذا يعتمد على أستاذ الجامعة نفسه، وعلى مدى استعداداته الفطرية والعلمية والثقافية، وإنكاره لذاته، يعني لا يمكن أن يقوم أستاذ الجامعة بهذه العمليات الثلاث بشكل متوازي إلا إذا كان منكراً لذاته وكان لديه قدر كبير جداً من التضحية ولديه أيضاً سعة في الأفق، ولا شك أن أساتذة الجامعة يختلفون في هذا من شخص إلى آخر.
 
- الأستاذ المربي مصطفى عطار يقول: معالي أخي د. أحمد الضبيب، ونحن جميعاً نرحب بمعاليك الكريم ضيفاً عزيزاً للاثنينية وروادها نرجو أن تحدثنا شيئاً عما ذكرته في ندوة التعريب التي شاركتم فيها مع زملاء كرام بمركز الملك فيصل للبحوث والحضارة، بأن دور نشر يابانية عرضت عليكم قيامها بتعريب أي كتاب تريدونه في الجامعة وذلك إبان توليكم عمادة شؤون المكتبات، وشكراً جماً؟
هذه الواقعة الحقيقة ذكرتها في أكثر من مناسبة تدليلاً على أن قضية تعريب العلوم ليست عائقاً كبيراً أمام الإنسان العربي، وأن القول بأننا لا بد أن نصنع المصطلحات أولاً ثم بعد ذلك نترجم ليس له أي سند من الواقع ويمكن التغلب عليه بشكل أكبر، والحقيقة هذا هو سبب تعثر عملية التعريب في الوطن العربي، لأن الفكرة كانت أن نبدأ بتعريب المصطلحات ثم بعد ذلك نعرب العلوم، الواقع أن المصطلحات تتكاثر يومياً وبكميات كبيرة جداً، بالآلاف، وإذا كنا سننتظر إلى أن نعرِّب كل هذه المصطلحات فإننا لن نعرِّب شيئاً من العلوم، عندما كنت عميداً لشؤون المكتبات كانت قد طرأت عندنا في الجامعة شبه إشاعة حول تعريب العلوم، طبعاً العلوم الزراعية والكيمياء والفيزياء وما إلى ذلك كان أكثرها معرباً في جامعة الملك سعود ولكن الطب وما إلى ذلك كتبها ما زالت باللغة الإنجليزية، فكانت هذه الإشاعة أو هذه الفكرة واردة في سنة من السنوات وكأنما تسربت إلى خارج المملكة وفي تلك السنة وجدنا كثيراً من دور النشر تتصل بنا من بينها دار نشر كبرى يابانية، والمعروف أن اليابانيين يدرسون العلوم في الجامعات بلغتهم اليابانية وقد التقيت بأحد المهتمين فسألته قلت له كيف استطعتم أن تعربوا جميع هذه الكتب وجميع البحوث وكذلك المجلات العلمية بلغتكم وهي تنهال يومياً بالآلاف، قال لي الأمر ليس صعباً، بمجرد أن تقرر أن تعرب، يعرب لك الآخرون، هم الذين يبيعون لك الكتب، دور النشر جميعاً سوف تتكاتف وتعرب لك، ثم بعد ذلك أنت تجري عليها التعديلات التي تريد، وجربنا ذلك في بعض المؤلفات، كان جون وايلي قد تولى ترجمة كثير من الكتب على حسابه بموجب عقد بيننا وبينه في الجامعة واستطعنا أن ندرس كثيراً من الكتب باللغة العربية، فالقضية ليست بهذه الصعوبة التي يُنظر إليها وطبعاً هذا لا يعني أن يتخلى الإنسان عن اللغة الإنجليزية التي هي تمثل عصب الحياة بالنسبة للعلم الحديث ولكن لا بد أن تدرس العلوم بالنسبة لطلابنا العرب بلغتهم حتى يستطيعوا استيعاب هذه المعلومات بسهولة حتى لا يضطرون إلى الترجمة مرتين أو تفهم المراد مرتين فهو أولاً يترجم من اللغة ثم من هذه اللغة إلى اللغة العربية ثم يحاول أن يفهم، وهذا يسبب في الحقيقة تخلفاً كبيراً لنا في استيعاب هذه العلوم وخاصة في أساسياتها على الأقل.
 
- الأستاذ عجلان الشهري يقول: مما يلاحظ على جيل الأمس القريب والبعيد من الأساتذة السعوديين سواء كان ذلك في رحاب الجامعات أو المدارس قوة في العلم وتوسعاً في الثقافة والأدب وأثراً في طلاب العلم وأفراد المجتمع عبر القنوات المختلفة، وذلك ما لم نلاحظه في العديد ممن خلفوهم في الميدان وتحملوا المسؤولية، بل إن الضعف ساد وانتشر حتى في أساسيات اللغة العربية وقواعدها قراءة وكتابة بين خريجي الجامعات، ما سبب ذلكم من وجهة نظركم كمتخصص؟
- التعميم ليس جائزاً في مثل هذه الحالة، ولكن القضية تحتاج إلى أن ينظر إلى الأمور بشكل فردي، وأعتقد أن الإنسان الذي يتعب على نفسه لا بد أن يكون في وضع جيد سواء كان من قدماء المحاربين أو من المعاصرين أو المحدثين وأعتقد أن كثيراً من زملائنا الذين أتوا بعدنا على درجة كبيرة من العلم والمعرفة والإتقان اللغوي والحضور الأدبي، فهي لا شك تعود إلى الشخص نفسه وإلى أساتذته الذين علموه والبيئة الثقافية التي عاش فيها والتي تحرضه على الالتزام بالمنهج أو تجعله في بعض الأحيان متحللاً من هذا المنهج.
 
- د. محمود الشهابي يقول ما رأي سعادتكم في كتاب العلاّمة المرحوم أحمد تيمور "الأمثال الشعبية المصرية"؟
- كتاب الأستاذ أحمد تيمور لا شك أنه كتاب رائد في الأمثال العامية يعتبر من الكتب الرائدة في مجاله، والذي جمع فيه مجموعة جيدة من الأمثال العامية المصرية وهو بلا شك من المراجع التي يُرجَع إليها عند المقارنة بين أمثال البلاد العربية المختلفة.
 
- سؤال من الأستاذ صلاح الدين مارديني مدرس لغة عربية: المكتبة العربية فيها قلة وندرة في كتب الاختبارات الموضوعية للغة العربية بمختلف فروعها، وإن كان هناك محاولات جيدة لإصدارات جامعة الملك سعود مثل العربية للحياة، والإملاء الوظيفي، وفهم المسموع، وغيرها وكلها لغير الناطقين بالضاد، فهل هناك كتب في هذا الموضوع أكثر ثراء للناطقين بالضاد فهم أشد حاجة لها نرجو إرشادنا لهذه الكتب على مبلغ علمكم وإطلاعكم الواسع؟
أتفق معكم على أن اللغة العربية لغير الناطقين بها قد خدمت خدمة جيدة خاصة في جامعة الملك سعود حتى أنني كنت أنادي بأن تدرس هذه الكتب للناطقين بالضاد، لأنها فيها سهولة وفيها أمور وظيفية عملية والواقع أن كثيراً من طلابنا لا يفترقون كثيراً عن الطلاب الأجانب فهم في الواقع غرباء عن اللغة العربية، ولذلك ليس هناك فرق بين الطالب الأجنبي، بل إننا نجد العكس حقيقة، الطالب الأجنبي الذي يأتي من باكستان أو ماليزيا أو من إفريقيا نجده يتقن اللغة العربية كتابة وقراءة وتحدثاً واختياراً في بعض الأحيان أكثر من الطالب العربي الذي يدرس اللغة العربية منذ السنة الأولى الإبتدائية، وهذا شيء مؤسف حقيقة، لا بد أن هناك طرقاً نؤسس فيها للغة العربية عند طلابنا منذ نعومة أظفارهم لأنه لا يجدي التعليم بعد أن يصل الإنسان إلى الجامعة لا بد أن يكون طالبنا منذ نعومة أظفاره متشبعاً باللغة العربية عارفاً طرقها، ميسرة له، أما أن نحشو ذهنه بكثير من المصطلحات وكثير من القواعد التي لا يستعملها في حياته الخاصة أو العامة فإن هذا هدر لوقته وهدر لطاقاته، وأحرى به أن يدرس ما يفيده، ولنأخذ مثلاً لهذه اللغة الإنجليزية، نجد الطلاب يدرسون اللغة الإنجليزية ولا يأخذون وقتاً طويلاً إلا وقد ثقفوا منها الشيء المناسب، فلماذا ينجحون في اللغة الإنجليزية ولا ينجحون في اللغة العربية، لا بد أن هناك خللاً والمسؤولون لدينا في التعليم لا بد أن يعرفوا ذلك ويبحثوه من أساسه وأن لا يصيخوا إلى الدعوات التي تقول بأن تغيير النحو بالطريقة التقليدية سوف يقضي على اللغة، اللغة العربية كما قال زميلي الدكتور حمزة هي لغة خالدة مستمرة متجددة فيها كثير من الألق ولا يمكن إن شاء الله أن تتأثر لأنها محفوظة بحفظ القرآن الكريم، وهناك فرق بين النحو الذي يعطي للمتخصص والنحو الذي يعطى للإنسان العادي وهذا الفرق لم نعرف أسسه، بل إننا لم نعرف حتى الآن المزاج اللغوي لنا، فلكل جيل هناك مزاج لغوي معين لا بد أن نراعيه حين نعلمه وذلك لا يكون إلا بالدراسات المكثفة والبحوث التي تجري على هذه الأجيال وعلى اللغة المستعملة ولذلك نشتق بعض القواعد التي يمكن أن تدرس للطلاب والتي يستطيعون أن يستفيدوا منها، هناك كثير من أبواب النحو التي لا تفيد كثيراً، صحيح أنها تفيد لمن يقرأ التراث القديم إنما لا تفيد الإنسان في حياته العادية، إذا أراد أن يكتب تقريراً أو أراد أن يتكلم في لقاء أو أراد أن يكتب رسالة أو ما إلى ذلك، إذن لماذا نتعب طلابنا في أشياء لا يحتاجون إليها إلا عند التخصص وعندئذ يستطيعون الوصول إليها في مظانها.
 
- الأستاذ عثمان مليباري يقول: قبل وصولك إلى رئاسة الجامعة عالجت بعض قضايا التراث المرتبط بالفكر العربي المعاصر، كما نشرت دراسات نقدية جادة حول الأعمال المتصلة بالتراث لذا أطالبك في عرسك الثقافي بعودتك إلى مرافئ التراث للكشف عن معطيات تراث الأمة وإبرازها للجيل الحاضر فهل تعود يا سيدي والمثل العربي يقول العود أحمد. ؟
يا سيدي أنا شاكر ومقدر لك حسن ظنك وأصلاً ليس أمامي إلا هذا، لأنني لا أحسن إلا هذا، فمكره أخوك لا بطل.
 
- الأستاذ عبد المجيد الزهراء يقول: الأستاذ الدكتور الضبيب عرفت من أحد الأخوة الدكاترة المتكلمين بعملكم في تحقيق مجمع الأمثال للميداني، ما وجه القصور في الطبعة المحققة التي حققها الأستاذ محيي الدين عبد الحميد برأيكم ؟
الأستاذ الشيخ محيي الدين عبد الحميد رحمه الله كان أستاذاً جليلاً في علوم النحو وفي اللغة العربية لكنه عندما حقق مجمع الأمثال لم يحققه على نسخ خطية وإنما حققه على طبعة قديمة مطبوعة في المطبعة الخيرية في مصر، وهذه الطبعة لم تكن الحقيقة مخدومة بالتحقيق المناسب، ولذلك نجد في طبعته - تجاوز الله عنه وعافاه - كثيراً من الأوهام، تجده مثلاً يقول قال أعرابي وهو ابن الأعرابي، أو قال ابن الأعرابي وهو أعرابي مثلاً.. من الأشياء اللطيفة التي وجدتها في تحقيق الشيخ محيي الدين عبد الحميد أن الميداني في المقدمة يقول: وصنعته على الكتاب صنعة محسن معان، هناك مثل من أمثال العرب تقول المحسن معان، فالشيخ عبد الحميد رحمه الله قرأها محسن معان، وقال معان مدينة بالبلقاء بين كذا وكذا وما إلى ذلك، وهنالك كثير من الأوهام في الحقيقة في طبعة الشيخ عبد الحميد - الله يرحمه - لكنها بدون شك سدت فراغاً كبيراً في المكتبة العربية واستفدت منها كثيراً عندما كنت أدرس في مرحلة الدكتوراه.
 
- أ. د. محمود حسن زيني يقول: معالي الأخ د. أحمد الضبيب، الشعر الشعبي هو الأدب الشعبي الفصيح لا أظنكم تختلفون معي في ذلك، لكن الشعبي على العامي يجعله أدباً أمياً محلياً، وهل الجامعات والمؤسسات الثقافية موطناً مناسباً لمثل هذا لأدب الذي وجد لقلة من الأفراد في المجتمع، أرجو توضيح رأيكم ؟
أولاً كما تفضل أخي د. منصور الحازمي موضوع الشعبي وإطلاقه على هذا الشعر الذي ينشر في الصحف لا أوافق عليه وسبق أن حصلت بيني وبين الأستاذ عبد الله بن خميس مناوشات حول هذا الموضوع، وكنت أسميه بالشعر البدوي إعتماداً على تعريف ابن خلدون له في المقدمة، فقد اسماه الشعر البدوي ولم يسمه الشعر الشعبي، والواقع أنه ليس شعبياً لأن الشعر الشعبي له خصائص معينة في كل الشعوب، تشترك فيه جميع الشعوب منها عدم معرفة القائل، ومخاطبته للضمير الجمعي، ومنه أشكال كثيرة، ولكن هذا الشعر هو شعر يقوله أفراد معينون لا يفترق تماماً عن الشعر الآخر الذي يكتب باللغة الفصحى، موضوع وجوده في الجامعات هو يمكن أن يُدرس كظاهرة ولكن لا يدرس كفن، وفي جامعة الملك سعود الحقيقة لم يكن هناك مقررات حوله وإنما كان يدرس ضمن الدراسات المتعلقة بالبيئة، والمتعلقة بدراسة الأوضاع الاجتماعية، والثقافية القديمة في الجزيرة العربية، ولا شك أن في هذا الشعر الكثير من الأشياء الجميلة وفيه غثاء كثير، وسبق أن كتبت مقالاً في جريدة الرياض حول التراث، واعترضت على أن يسمى تراثاً، قلت أي تراث ؟ تراث هذه الجزيرة هو التراث العربي القديم الممتد عبر السنين والذي بدأ قبل العصر الجاهلي وأستمر إلى هذا العصر، فإذن تسميته بالتراث أيضاً لست موافقاً عليها، القديم منه يمكن أن يسمى تراثاً أما المعاصر منه فليس تراثاً ولا يمكن أن يُعد من التراث.
 
طباعة

تعليق

 القراءات :555  التعليقات :0
 

الصفحة الأولى الصفحة السابقة
صفحة 47 من 146
الصفحة التالية الصفحة الأخيرة

من اصدارات الاثنينية

الاستبيان


هل تؤيد إضافة التسجيلات الصوتية والمرئية إلى الموقع

 
تسجيلات كاملة
مقتطفات لتسجيلات مختارة
لا أؤيد
 
النتائج