شارع عبد المقصود خوجة
جدة - الروضة

00966-12-6982222 - تحويلة 250
00966-12-6984444 - فاكس
                  البحث   

مكتبة الاثنينية

 
نداء إلى رجل مغرور
أما أخي الرجل، فأرجو أن لا يزعل مني، فهو أخي وأبي وزوجي وولدي وزميلي، تاج على رأسي، لكنه يغيظ أحياناً في بعض المواقف، قلت:
يَا أَنتَ يا صِنْوَ القَمَرْ
إِنِّي بِقُرْبِكَ أُحْتضَرْ
أَنْتَ الذِّي كَمَّمْتَني
مُنْذُ الطُّفولَةِ لِلْكِبَرْ
لا زِلْتُ أَحْبو في عُيونِكَ
لا أُفَكِّرُ كَالبَشَرْ
أَوْ كَالرِّجالِ، وأَنْتَ مِنْهم
كَمْ تُغالِطُ يا عُمَرْ
ما ذا الغُرورُ؟! وذا التَّضَخُّمُ!
في شَوارِبِكَ السُّمُرْ؟!
لاَ رَأْيَ لي بوجودِ رَأْيِكَ
أَنْتَ عَلاَّمٌ خَطِرْ!
قُلْ لي -بِربِّكَ- يا حَبيبي:
كَيْفَ أَمَّمْتَ الفِكَرْ؟!
فَجَعَلْتَها لَكَ سَرْمَداً
دونَ النِّساءِ، فَلَمْ تَذَرْ
لي بَعْضُها، أَوْ بَعْضُ بَعْضٍ
يا رِجالاً في نَفَرْ (1)
فَإِذا احْتَججْتُ على قَرارٍ
قَدْ تَمادى في الضَّرَرْ
قُلْتَ: اسْكُتي لا دَرَّ دَرُّكِ
إنَّني المَوْلى الذَّكَرْ
هذي الشَّوارِبُ شاهدِيها
هلْ لَدَيْكِ كَما عُمَرْ؟
يا سَيدي مَهْلاً، تَواضعْ
وَاسْمَعنْ مِنِّي العِبَرْ
أَهِيَ الرُّجولَةُ في الشَّوارِبِ؟
لَيْسَ في فِعْلٍ أَغَرّْ؟!
إِنَّ الشَّوارِبَ يا عَزيزي
مِلْكُ آلافِ الهِرَرْ
وَكَذا القَوارِضِ، إِنْ شَرَحْـ
تُ، فالنتَّائِجُ لا تَسُرّْ
فَلا تُبالِغْ في افْتِخا
رٍ، لَيْسَ يُجْدي، واخْتَصِرْ
إِنَّ النِّساءَ كَما الرِّجا
لُ، يَكادُ قَلْبي يَنْفَطِرْ
أَنسيتَ أَنَّ عُقولَنا
شَعَّتْ كَما ضَوْءِ القَمَرْ!!
دونَ التَّباهي بِالَّشَوارِبِ
في هُدوءٍ نَسْتَمِرّ
وَلَكَمْ حَمَلْنا عِبْئَكُمُ
مُنْذُ الطُّفولَةِ لِلْكِبَرْ
تَأَتي لِتَكْسِرَ خاطِري
بِكَلامِكَ القاسي الأَمَرّْ
مِنْ عَلْقَمٍ، وَتَقولُ لي:
إِنَّ الرِّجالَ كَما القَمَرْ
أَمَّا النِّساءُ فَقاصِراتٌ
لاَ عُقولَ ولا نَظَرْ
رُحْماكَ يا رَجُلاً تَمادَى
في التَّجاهُلِ، وَاحْتَقَرْ
رَأْيَ النِّساءِ، وُجودَهُنَّ
بِما بِرَبِّك تَفْتَخِرْ!
كَمْ قدْ حَمَلْتُكَ في عُيوني
كَمْ تَحَمَّلْتُ الغِيَرْ (2)
ورَسَمْتُ فَوْقَ مِخَدَّتي
أحْلَى كَلامٍ للْبَشَرْ
وَنَعِمْتَ في حُبٍّ كَبيرٍ
مِثْلَ بَحْرٍ أَوْ نَهَرْ
وَسَعِدْتَ فيهِ، وَرُحْتَ تَغْفو
فَوْقَ مَوْجاتِ خُضَرْ
والآنَ تَقْتُلُ لي شُعورِي
في كَلامٍ لا يَسُرّ
أَهِيَ الرُّجولَةُ أَنْ تَصولَ؟
وأَنْ تَجولَ بِلا وَطَرْ؟
وبِدونِ تَقْديرِ الأُمورِ
ودَونِ بُعْدٍ في النَّظَرْ
يا سَيِّداً فَهِمَ القوامَةَ
بِالتَّجَبُّرِ والكَدَرْ
وَبِبَرْمِ شارِبِهِ الطَّويلِ
وَ بِ (البَلُوتِ) وبِالسَّهَرْ
إنْ القوامَةَ يا عزيزي
في الرجولَةِ تُخْتَصَرْ
بِسَدادِ رَأْيِ، في العَدالَةِ
في رَشادٍ، في حَذَرْ
مِنْ كُلِّ ما يُخْزي وَيُنْذِرُ
مِنْ مَتاهاتِ الخَطَرْ
في حِكْمَةٍ وبَصيرَةٍ
وَنَبالَةٍ أَسْمَى وَطَرْ
نَرْجوهُ، يا مُسْتَأْسِداً
بِقوامَةٍ، وبِها أتَزَرْ
لِيَسوقَنا وَكَما الجَواري
في وِرْدنا وكَما الصَّدَرْ (3)
إِنَّ القوامَةَ في ضَميري
قُوَّةُ الحَقِّ الأَغَرّْ
حُسْنُ القِيادَةِ والمَهارَةِ
في التَّعامُلِ يا عُمَرْ
وكَفاءَةٌ، قَلْبٌ بصيرٌ
لُبُّها خَيْرُ البَشَرْ
تُعْطي وتَأْخُذُ في سُمُوٍّ
لا ضِرارَ ولا ضَرَرْ
يا سَيِّدي: ما ذَنْبُنا
حَتَّى نُساقَ إِلى سَقَرْ؟
رُكنِ التَّجاهُلِ في القَضايا
تَخْتَفونَ، ولا خَبَر!!
والذَّنْبُ نونُ النِّسْوَةِ المَحْ
رومِ مِنْ دونِ البَشَرْ
مِنْ طَرْحِ فكرٍ مُسْتَنيرٍ
في مَيادينِ كُثُرْ
لَوْلايَ ما وَصَلَ الرِّجالُ
إِلَى المَعالي، والظَّفَرْ
بِيَدي جَعَلْتُكَ عالِماً
غَذَّيْتُ عَقْلَكَ في الصِّغَرْ
وَرَسَمْتُ دَرْبَكَ في حَنانِ
بِالرِّعايةِ والسَّهَرْ
غَذَّيْتُ روحَكَ بِالطُّموحِ
فَصِرْتَ أَنْتَ كَما القَمَرْ
وبَقيتُ في رُكْني أُصارِعُ
ظُلْمَكُمْ طولَ العُمُرْ
لِمَ يا رِجالُ؟! ألا ارْعَويْتُمْ
أَوْ وَعَيْتُمْ ما الخَطَرْ
في ضَرْبِ فِكْري واجْتِهادي
واعْتِباري من حَجَرْ
أنا لا أُريدُ مَقالَ ليزا
طَرْحَها الفَظَّ الأَشِر (4)
أنا لا أُحَبِّذُ أَنْ أَكونَ
كَرائِدٍ فَوْقَ القَمَرْ
أَنا لا أُريدُ سِوَى حَياةٍ
بِاحْتِرامٍ، لا أُضَرّْ
بِتَجاهُلٍ لِكَريمِ فِعْلي
أَوْ لِفِكْري يا عُمَرْ
أَنا يا عَزيزي مِثْلَكُمْ
عَقْلاً يُساهِمُ في خَفَرْ
فَخُذوا بِأَيدينا، كفاكُمْ
إِنَّنا أَيْضاً بَشَرْ
الشيخ عبد المقصود خوجه: سيدتي الدكتورة، نحن مشتاقون لنسمع أكثر وأكثر، إلا أننا تعودنا أن يجري حوار بين الضيف أو الضيفة والموجودين، في الحقيقة سعدنا جميعاً بقصائدك الجميلة، وإذا تلطفت بقصيدة تجعلينها مسك الختام، أو إذا رأيت أن مسك الختام قصيدتك للأستاذ الدكتور رضا عبيد.
د. مريم بغدادي: أنا أحب الدكتور رضا عبيد، وهو غالٍ على قلبي جداً، وأحترمه كثيراً كأخ كبير، أكبر مني قليلاً، ولكن له منزلة كبيرة في قلبي لعدله ولطافته ونبالته، وإخلاصه في كل عمله. أنا عاشرته كمساعدة للشؤون الأكاديمية للعميدة، فكان نعم الرجل -أشهد أمام الجميع أنه نعم الرجل- وعليه، أريد أن أقول له قصيدة في الغزل ومناسبة هذه القصيدة، أنني لاحظت بعض الطالبات متجمعات، وبين أيديهن قلوب من قماش أحمر، وسمعتهن يتبادلن التهاني (بعيد الحب) الذي دخل إلى البيئة الإسلامية كغيره من أمور سلبية، فأثارني الموقف، وحاولت من خلال محاضرتي أن أعود بتاريخ هذا العيد إلى فكرته الدينية الوثنية أصلاً، والتي تطورت عبر الزمن؛ فلعلّي أضيء لهن الطريق علمياً، فيكون الاقتناع بسلبيته، وقد كان، وكانت هذه الأبيات:
 
طباعة

تعليق

 القراءات :503  التعليقات :0
 

الصفحة الأولى الصفحة السابقة
صفحة 164 من 209
الصفحة التالية الصفحة الأخيرة

من اصدارات الاثنينية

الأعمال الكاملة للأديب الأستاذ عزيز ضياء

[الجزء الخامس - حياتي مع الجوع والحب والحرب: 2005]

الاستبيان


هل تؤيد إضافة التسجيلات الصوتية والمرئية إلى الموقع

 
تسجيلات كاملة
مقتطفات لتسجيلات مختارة
لا أؤيد
 
النتائج