شارع عبد المقصود خوجة
جدة - الروضة

00966-12-6982222 - تحويلة 250
00966-12-6984444 - فاكس
                  البحث   

مكتبة الاثنينية

 
((كلمة سعادة الأستاذة منى مراد))
الأستاذات والأساتذة الأكارم
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته..
تتعاقب أمسياتنا أعياداً تحتفي بالحياة مع الفكر والثقافة والأدب، لتحل علينا الليلة نسائم الدوار الطفيف الذي يحدثه ماضي المدن العريقة وتاريخها، ويراه المرء أنّى نظر. إلى الشمال من حلب مليكة مدائن الشرق، وعروس طريق الحرير، تقع منبج وتعني "النبع" في اللغات القديمة، مهد البحتري، ومسقط عمر أبي ريشة، والإمارة التي تولاها أبو فراس الحمداني في عصر سيف الدولة، ومنها يطل علينا عكاظ له في سوق الشعر باع طويل، وروائي قدم إلى الأدب خمس روايات، وقاصٌّ ضليع، إنه سعادة الأستاذ عبد الله عيسى السلامة الذي جاء من المملكة الأردنية الشقيقة خصيصاً، ليقطف لنا من حدائق الشعر أُحيلى القصائد، ومن النثر أعذب الكلمات.
براح هو الإبداع، وإبداع ضيفنا الكريم لأكبر من أن يوجزه احتفال، أو احتفاء.. ذلك أن سنوات بذله وعطائه لا يدانيها شيء سوى ما تركته في النفوس من أثر، وكل سنة منها تتطلب اثنينية بمفردها.
تنقّل ضيفنا الكريم بين عدد من الأمكنة، فمن حلب التي قضى فيها يفاعته وأكمل دراسته، إلى دمشق التي أتم فيها تحصيله الجامعي، ونشر مجموعة كبيرة من القصائد في مجلة حضارة الإسلام الدمشقية ما بين عامي 1970-1980م، ثم بيروت التي أضاف فيها إلى رصيده الجامعي رصيداً جديداً، ليعود من ثم إلى حلب يدرّس في مدارسها، وليستقر به الحال أخيراً في كلية المجتمع الإسلامي في مدينة الزرقاء الأردنية يروي ظمأ طلابها وطالباتها إلى العلم والشعر والثقافة.
أراد ضيفنا العزيز أن "تجمع الثقافة ما فرّقته السياسة"، فسعَى حثيثاً إلى توحيد الصف العربي في إبداعاته؛ رؤية، وهموماً، وأفكاراً. شعره إلى جانب كونه رسالة إنسانية، هو همسات محبة ونبل تجلو به الروح ما يعلق بها من هموم النهارات وكربها. "أكثر قصائده تداولاً وانتشاراً، هي تلك التي جرى تلحينها وإنشادها على أيدي بعض المنشدين". وما قصيدتا "أيها البلبل إنّا أخوان"، و "خلِّ يدي فلسْتُ من أسراك" سوى دليل على ذلك.
الكتابة عند ضيفنا الكريم عدسة مكبرة تجمع التفاصيل، وتركزها في شعاع واحد يصنع منها قضية حياتية، يبسطها لنا بأعذب كلام، وأدسم معانٍ. لم تقف إبداعاته عند حدود الشعر، بل طرقت أبواب فنون أدبية أخرى. عبَّ من الخيال، فولج الرواية، وتأمل في الحاضر فخطّ القصة، وجنح إلى خشبة الحياة فكتب المسرح، ودلف إلى الفلسفة فكتب الحواريات، ومال إلى العمل الميداني فانضم إلى جمعيات الأدب والثقافة.
وجد ضيفنا الكريم في رسالة الإسلام الحنيف التي تضفي ألقاً على النفوس الراغبة، معيناً روحياً يستزيد منه في إشراقاته، ومتكأً معرفياً يستند إليه في إبداعاته، ما وسم أعماله عموماً، وشعره على وجه الخصوص بنبرة شفيفة، استطاعَ أن يجيّر مضامينها للطفل العربي تربوياً، مستفيداً من خبراته في سيرورة التعليم وبناء الأجيال.
لقد استطاع سعادة الأستاذ عبد الله عيسى السلامة الوصول إلى ما سعى إليه، مكّنته من ذلك، لغة عربية قويمة، وبيان جزل ومعانٍ واضحة. أرحّب من جديد بضيفنا الكريم الممزوجة روحه بروح "منبج" الطيبة، راجياً أن تكون أمسيتنا شدواً، يرصع جدار الفكر والثقافة بأحلى ما في الحياة من كلمات.
والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته..
 
طباعة

تعليق

 القراءات :651  التعليقات :0
 

الصفحة الأولى الصفحة السابقة
صفحة 146 من 209
الصفحة التالية الصفحة الأخيرة

من اصدارات الاثنينية

الاستبيان


هل تؤيد إضافة التسجيلات الصوتية والمرئية إلى الموقع

 
تسجيلات كاملة
مقتطفات لتسجيلات مختارة
لا أؤيد
 
النتائج