شارع عبد المقصود خوجة
جدة - الروضة

00966-12-6982222 - تحويلة 250
00966-12-6984444 - فاكس
                  البحث   

مكتبة الاثنينية

 
((كلمة سعادة الشيخ عبد المقصود محمد سعيد خوجه))
أحمدك اللهم كما ينبغي لجلال وجهك وعظيم سلطانك، وأصلي وأسلم على خير خلقك، حبيبك وصفيك، سيدنا محمد وعلى آل بيته الطاهرين وصحابته أجمعين.
الأستاذات والأساتذة الأكارم
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته.
طرقت باب الصحافة في بداية عملها، فنُصحت باستخدام مفتاح اللغات المختلفة لتكون مميزة العطاء، فاختارت اللغة العربية من بين اللغات الأخرى لارتياد آفاق جديدة مختلفة عن السائدية والنمطية. تسنمت إدارة مركز الشرق الحديث في برلين، بالإضافة إلى منصب أستاذ علوم الإسلام بجامعة برلين الحرة، ممهدة طريق صداقة حميمة مع كثير من الشعوب العربية، فأهلاً وسهلاً ومرحباً بضيفتنا الأستاذة الدكتورة أولريكا فرايتاج.
اهتمت ضيفتنا الكريمة بدراسة التاريخ، ثم تخصصت في المدن القديمة، وقادها ذلك الشغف الجميل بعبق التاريخ إلى زيارة بعض المدن الشهيرة في سوريا، واليمن، وحضرموت، والمملكة العربية السعودية، خصوصاً مدينة جدة التاريخية، وفي هذا الإطار سبق أن أجرت معي لقاء إبان زيارتها السابقة إلى جدة بتاريخ 20/02/1430هـ الموافق 15/02/2009م، لمست من خلاله سعة أفقها، وعميق اهتمامها وفهمها للموضوع الذي كرست له وقتها، الأمر الذي مكنها من تجاوز الكثير من العقبات فأنجزت بالتالي كتابها الموسوم "السعودية -مملكة في تغير؟"، وقد أشارت في مقدمته إلى "أنه جاء ثمرة مبادرة من مجموعة من طلاب معهد العلوم الإسلاميَّة بجامعة برلين الحرة، قاموا بزيارة المملكة عام 2008م، بناء على دعوة من وزارة التعليم العالي السعوديَّة، وتبيَّن لهم أنه لا تكاد توجد أي مراجع عن المملكة باللغة الألمانيَّة"، فنشطت في جمع مادة الكتاب الذي يقع في أحد عشر فصلاً موزعة بين: مقدمة عن تاريخ المملكة منذ نشأتها، ثم الحوار الوطني، والحركة الإصلاحيَّة الليبراليَّة، وسياسة فصل الجنسين، ووسائل الإعلام المملوكة من جهات سعوديَّة، والوافدين للعمل في المملكة، وأوضاع الشيعة، وكذلك فصل عن الشيخ سلمان بن فهد العودة، والرواية السعوديَّة الجديدة، والحج، والشركات السعوديَّة في المملكة، والتطوير المؤسساتي ودور رجال الأعمال. وقد استقت معلوماتها من أكثر من مئتي مرجع وموقع إلكتروني، وكثير من المقابلات الشخصية، وعدد كبير من المقالات الصحفية.
وقد احتفى كثيرون بهذا الكتاب، باعتباره صادراً من جهة غير حكومية، وبالتالي يشكل أنموذجاً من الحيادية المرغوبة في العمل الأكاديمي الذي يراعي مختلف التوجهات، ويطرح الرأي والرأي الآخر بشفافية وعمق وموضوعية.. بينما يرى آخرون أنه يسير في ذات التيار الذي تموله الجهات المعنية كنوع من التمويه أو جلباب أكاديمي لعمل دعائي صرف.
الذي يعنينا في هذا المقام ما يتعلق بحقيقة الوضع في منطقة جدة التاريخية، ويعلم كثيرون أن هناك جهوداً مقدرة تقودها أمانة محافظة جدة للعناية بهذا المصدر التراثي المهم، والذي يشغل حيزاً كبيراً من ذاكرة المكان والأجيال التي عاشت في كنفه أو تعاملت معه بشكل أو بآخر.. ومما يسرّ الخاطر أن كتّاباً كثراً يستلهمون المنطقة التاريخية بجدة في أعمالهم وأحسب أن من أجمل تلك الأعمال كتاب "بعض الأيام.. بعض الليالي" للدكتور عبد الله مناع، الذي أبدع فيه السيرة الذاتية المعتمدة على ذاكرة المكان، فكان حفياً بجدة التاريخية وعبقها، وعمق علاقاتها الاجتماعية، وتصوير "برحاتها" وحواريها، وأزقتها، التي شكلت منظومة القيم الإنسانية في ذلك الزمن الجميل.. ولا شك أن مثل هذا العمل وغيره من الإبداعات التشكيلية تسهم بقوة في إثراء الوجدان والمحافظة على تراثنا الذي نعتز به.
الجدير بالذكر أن إدارة تطوير المنطقة التاريخية في أمانة محافظة جدة تضم فريقاً مؤهلاً من المختصين والاستشاريين السعوديين الذين يعملون جنباً إلى جنب مع مجموعة فرنسية تدعمها الحكومة الفرنسية، والهيئة العليا للسياحة في المملكة، بمتابعة دائمة واهتمام بالغ من صاحب السمو الملكي الأمير سلطان بن سلمان.. وهو قيمة وقامة في ميدان التراث والحفاظ عليه.. والثناء موصول لصاحبي السمو الملكي الأميرين خالد الفيصل أمير منطقة مكة المكرمة، ومشعل بن ماجد محافظ جدة على جهودهما التي تذكر فتشكر في هذا المجال الحيوي.
إن ضيفتنا الكريمة عندما تولي مسألة التراث اهتمامها وتقوم بتدريسها لطلابها فإنها تشق طريقاً نحو تواصل الشعوب بغض النظر عن اللون، والدين، والعرق، مما يهيئ فرصة أوسع لتجاوز كثير من خطايا العنصرية البغيضة، الأمر الذي يجعل العالم أكثر أمناً وتطلعاً إلى التعايش السلمي، وهو إسهام مقدر يصب في صالح البشرية ويكرس النظرة الإيجابية نحو عولمة الثقافة.
لقد نفت ضيفتنا الكريمة عن نفسها صفة "الاستشراق" ليس من منطلق الاستنكاف، ولكن من حيثية التخصص؛ فهي مهتمة بالتاريخ كعلم له دلالاته ومصطلحاته التي تختلف عن "الاستشراق" وأهدافه.. وهي بهذا التوجه تؤطر علاقتها بالآخر، وتحدد أهدافها ومراميها في تسليط الضوء على المدن التاريخية كرافد ثقافي يجمع الماضي القريب بالحاضر والمستقبل، وليس كعلم "الآثار" الذي يستنبط من "الأحفوريات" مادته التي تستنطق التاريخ وفق دراسات الكربون وطبقات الأرض وغيرها.. إن المدن التاريخية تعتبر جسراً للتواصل، وينبغي أن تظل كذلك حفاظاً على الذوق العام، وتأكيداً لتفرد الثقافات الإنسانية والقيم الجمالية والمعمارية التي تمنح الحياة كثيراً من تميزها وجمالها.
سعداء بضيفتنا الكريمة، حفيين بمشروعها الأكاديمي وبما ينطوي عليه من أبعاد اجتماعية، وثقافية، واقتصادية باعتباره ضلعاً في الاستثمار السياحي.
آملاً أن نلتقي جميعاً الأسبوع القادم لنكرم الشاعر الكبير الأستاذ عبد الله عيسى السلامة، الذي أصدر خمسة دواوين شعرية، وخمس روايات، ومجموعة من القصص القصيرة والبحوث والمقالات.. كما حصل على مراكز متقدمة من مؤسسة عبد العزيز سعود البابطين، وتجمع شعراء بلا حدود، وحصد جائزة شاعر عكاظ عام 1430هـ/2009م.
فإلى لقاء يتجدد وأنتم بخير.
طبتم وطابت لكم الحياة.
والسلام عليكم ورحمة الله...
عريفة الحفل: الآن نستمع إلى كلمة سعادة الدكتورة هيفاء جمل الليل، رئيسة جامعة عفت بجدة. تفضلي يا دكتورة هيفاء.
 
طباعة

تعليق

 القراءات :699  التعليقات :0
 

الصفحة الأولى الصفحة السابقة
صفحة 134 من 209
الصفحة التالية الصفحة الأخيرة

من اصدارات الاثنينية

الاثنينية - إصدار خاص بمناسبة مرور 25 عاماً على تأسيسها

[الجزء الأول - مقالات الأدباء والكتاب في الصحافة المحلية والعربية (1): 2007]

التوازن معيار جمالي

[تنظير وتطبيق على الآداب الإجتماعية في البيان النبوي: 2000]

الاستبيان


هل تؤيد إضافة التسجيلات الصوتية والمرئية إلى الموقع

 
تسجيلات كاملة
مقتطفات لتسجيلات مختارة
لا أؤيد
 
النتائج