شارع عبد المقصود خوجة
جدة - الروضة

00966-12-6982222 - تحويلة 250
00966-12-6984444 - فاكس
                  البحث   

مكتبة الاثنينية

 
((كلمة سعادة الشيخ عبد المقصود محمد سعيد خوجه))
أحمدك اللهم كما ينبغي لجلال وجهك وعظيم سلطانك، وأصلي وأسلم على خير خلقك، حبيبك وصفيك، سيدنا محمد وعلى آل بيته الكرام الطاهرين وصحابته أجمعين.
الأستاذات والأساتذة الأفاضل
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته.
تميزت بصبر لؤلؤة تشكلت في أحشاء محارة، فخرجت علينا ببصيرة العارف وبصر العالم.. شقت لنفسها طريقاً مستقيماً لا تخاف دركاً ولا تخشى، رغم ما اكتنفه من صعوبات وتحديات.. أنجزت، فأذهلت باكتشاف طريقة متقدمة في عالم الخلايا الجذعية. ضيفتنا الليلة الأستاذة الدكتورة إلهام محمد صالح أبو الجدايل، فأهلاً وسهلاً ومرحباً بها.
أثبتت المرأة جدارتها في أعمال كثيرة أنيطت بها، وكسرت حاجز التردد بوجودها في كثير من القطاعات التي رحبت بها وتبادلت معها المنافع بندية مع شقيقها الرجل، محافظة على كرامتها وعفتها وكل ما حباها به الدين والدولة من حقوق. يسطر التاريخ لضيفتنا الكريمة وغيرها من بنات الوطن نفحات الشكر والتقدير والامتنان على ما قدمن من علم نافع، وعائلات أقمنها بصبر المرأة السعودية ودأبها المشهود في عطاء بلا حدود..
آن لنا أن نسعد الليلة بضيفتنا الكريمة بصفتها واحدة من بنات هذا الوطن الولود، اللاتي حلقن عالياً في دنيا العطاء الخيّر، ولكنه فرح مشوب بالحسرة، إذ لم توفر لها مواردنا الضخمة البيئة المناسبة لإجراء بحوثها ودراساتها وتجاربها المخبرية، فاضطرت لأن تنأى -كرهاً لا طوعاً- بقدراتها العقلية المتألقة عبر المحيطات إلى فضاءات العلم وحواضن العلماء.. ومما يؤسف له أن هذه الظاهرة تتكرر مع كثير من علمائنا الأفذاذ، وأصبحت سمة ترافق معظم المنجزات الكبرى في مختلف المجالات الطبية والهندسية وغيرها من العلوم التطبيقية.. علماء يغادرون أوطانهم العربية والإسلامية في الوقت الذي منحهم الغرب كل ما يطمحون إليه بسخاء، رغبة في خدمة المنظومة العلمية، بعيداً عن مؤثرات الجنس واللون والعرق والدين.
لقد انشغل الكثير من العلماء في الآونة الأخيرة -كما تعلمون- بالكشف عن أسرار الخارطة الجينية "بالجينوم البشري"، وهو مشروع علمي غاية في الإثارة والتعقيد، لكونه يستقصي البحث عن أصل نشوء الخلايا والجينات الوراثية، وزادت من تشعبه الثورة الحديثة في علم الجينات والحمض النووي، التي فسرت الكثير من الظواهر المجهولة، لكن هذه الثورة -وكما هو الحال في كل العلوم- زادت من عدد التساؤلات، نتيجة لسماحها للإنسان بالوصول إلى الكثير من المواضيع التي لم تخطر بذهن أحد من العلماء. فتعتمد طريقتها -والقول لضيفتنا الكريمة- "على تحويل خلايا في جسم الإنسان إلى خلايا جذعية شبابية، لتعمير أنسجة الجسم المختلفة، كالجهاز المناعي، وكريات الدم الحمراء، والعظام، والغضاريف، والأعصاب، وتحفيز وظائف الكبد والبنكرياس، وعضلات قلبية، فأصبح بالإمكان تجديد الخلايا بعد نموها وإعادتها إلى مراحلها الأولى غير المتخصصة، وتوجيهها لأداء وظائف جديدة، وهذا الشيء يمهد عملياً لتصنيع أنسجة وأعضاء بشرية جديدة بدلاً عن التالفة".
مما لا شك فيه أن الجامعات تمثل البوابة الأولى والأرض الخصبة التي تنعقد عليها الآمال للنهوض بهذه المراكز البحثية المتطورة، وأحسب أن من بوادر الخير في هذا التوجه ما تناقلته بعض صحف الأسبوع الماضي بشأن إنشاء "مركز طبي للجينات" بين "جامعة طيبة" بالمدينة المنورة ووفد أكاديمي رفيع المستوى من بعض الجامعات الأمريكية، بغرض إنشاء مركز متخصص للجينات والأمراض الوراثية في الجامعة.. ومن نافلة القول أن المنشآت الضخمة لن تكون بأي حال من الأحوال بديلاً عن إرادة التسيير وتوفير الكوادر المؤهلة من الداخل والخارج لتجاوز عنق الزجاجة، والانفتاح نحو العالم.
إن العولمة بما تحمله من أعباء مادية ليست إلا إطاراً عاماً للمنجز العلمي، وبالتالي لا بد من توفير القنوات المالية لدعم أي مشروع علمي حتى يقف على قدميه ويخطو للأمام، لذا بادرت ضيفتنا الكريمة إلى إنشاء شركة "ترايستم Tristem" في الولايات المتحدة الأمريكية لتواكب عملها تطويراً وتسويقاً وإعلاناً في المستقبل، إذ من دون ذلك سيبقى العمل كسيحاً حبيس الأضابير، وربما سطت عليه شركات متنفذة من أي دولة قادرة لشرائه بثمن بخس ثم الصرف عليه لأنها تعلم يقيناً أنه سوف يدر عليها أرباحاً طائلة على مدى سنوات طوال.. فلماذا لا توفر الدول العربية والإسلامية الحوافز اللازمة لتجني بدورها هذه الأرباح، وتحصد النجاح والسمعة العلمية الطيبة؟
وقبل أن أختم كلمتي أترحم معكم على فقيد الثقافة والأدب الأستاذ عبد الرحمن العبيد، رئيس النادي الأدبي الثقافي الأسبق بالمنطقة الشرقية، الذي كرمته الاثنينية بتاريخ 16/04/1413هـ الموافق 12/10/1992م، رحمه الله رحمة واسعة، وألهم آله وذويه ومحبيه الصبر وحسن العزاء.. إِنَّا لِلَّهِ وَإِنَّآ إِلَيْهِ رَاجِعُونَ (البقرة: 156).
آملاً أن نلتقي الأسبوع القادم لتكريم معالي الأستاذ الدكتور أحمد كمال أبو المجد، أستاذ القانون بكلية الحقوق بجامعة القاهرة، الذي حمل حقيبتي "وزارة الشباب"، و "وزارة الإعلام" بجمهورية مصر العربية خلال النصف الأول من سبعينات القرن الماضي.. وله عدة مؤلفات قانونية وعامة بالعربية والإنجليزية، من أهمها: "الرقابة على دستورية القوانين في الولايات المتحدة ومصر"، و "حوار لا مواجهة"، و "رؤية إسلامية معاصرة".. سعداء أن نلتقي بمعاليه احتفاء وتوثيقاً لمسيرته الحافلة بالعطاء.
طبتم وطابت لكم الحياة.
والسلام عليكم ورحمة الله...
السيدة نازك الإمام: شكراً لسعادة الشيخ عبد المقصود محمد سعيد خوجه. والآن الكلمة نستمع إليها من سعادة الأستاذة الدكتورة سميرة إبراهيم إسلام الرائدة في مجال علم الأدوية في كلمتها الموجزة عن المحتفى بها فلتتفضل.
 
طباعة

تعليق

 القراءات :790  التعليقات :0
 

الصفحة الأولى الصفحة السابقة
صفحة 75 من 209
الصفحة التالية الصفحة الأخيرة

من ألبوم الصور

من أمسيات هذا الموسم

الأستاذة الدكتورة عزيزة بنت عبد العزيز المانع

الأكاديمية والكاتبة والصحافية والأديبة المعروفة.