شارع عبد المقصود خوجة
جدة - الروضة

00966-12-6982222 - تحويلة 250
00966-12-6984444 - فاكس
                  البحث   

مكتبة الاثنينية

 
ضوء لأقبية السؤال
مالي أنا
أشتارُ ملءَ مواجعي لغةً
وأصدحُ بالغناء
مالي أنا
أقتاتُ أسئلةً تقودُ لبعضِها
حتّام.. ماذا.. كيف.. أين.. وما؟؟
مالي أنا
أشتاقُ
يعصِفُ بي حنينٌ آمرٌ
أخشاه ويحي كيفَ جاءْ؟؟
وأنا التي
أخفيتُ كلّ وشيجةٍ تُفضي إليَّ
عبرتُ قافلةً
إلى حيثُ البداياتُ انتهاء
أوصدتُ هذا البابَ من زمنٍ
وغلّقتُ احتمالَ العَودِ يوماً للوراء
أمشي على أطرافِ ذاكرتي
مخافةَ أن تُفيقَ مواجداً
هدهدتُها بعسى.. ولا!!
بابانِ تدخلُ كلُ أوجاعي
إلى رئتيَّ جحيماً منهما
أني ارتضيتُ العمرَ شعراً جامحاً قَلِقاً
وأني جئتُ من نونِ النساء
قلبي على نونِ النساء!!
أنا لم أُحبِّذْ أن تكونَ حكايتي
قَدَماً على قدرِ الحِذاءْ
فضّلتُ "طلي" وابلاً
يسقي ظِماءَ بيادري حدَّ الظَمَاء
ضدانِ نخرجُ للحياة توحُداً
"طلاّنِ" نقترحُ الدروبَ كما نشاءْ
ونُقرّرُ التاريخَ
يأتي شاهداً
أنّا معاً
فجَميعُ مَنْ في الأرضِ
مِن طينٍ وماءْ!!
أنا لا أُجِيدُ القولَ إلاّ إن أردتُ
وربما فضّلتُ صمتي
قبلَ إدراكِ الصباحِ
وبعدَ إتيانِ المساءْ
يا شهريارُ الشعرُ أجدرُ بالبقا!!
يا شهريارُ الحبُ أجدرُ بالبقاء!!
قد جئتُ محضَ صبيةٍ
مزهَّوةٍ بالجُرحِ
عاشقةٍ لهذا الكبرياء
بعضي هنالك لم يَزَلْ
لكنني البعضُ الذي اختار الحياة
تختالُ في وجعي القصائدُ
والمداءَاتُ الجفاء
كلُ المرائي كالمَرَايا
تستحيلُ إلى سياجٍ من شتاءْ
من أي مُعتَمةٍ سيلمعُ مَهْرَبي
ويأوي الشتاءُ إليهن
مستدفئاً من صقيعِ الشتاء
هي امرأةٌ مثلَ كلِّ النساء
على بابها يقفُ الخوفُ
منتظراً دورَه في الأمان
ويعتمرُ الصبرُ حكمتَها ويسير
ويستأذنُ الصدقُ ضحكتَها إذ يمر
ومن تحتِ أقدامِها
تخرجُ الشمسُ والبدرُ والنهرُ والأغنيات
هي امرأةٌ مثلَ كلِّ النساء
لهن على الأرضِ حقُ التشابهِ
حقُ التطابق في المنحِ والحبِّ
قد لا يُجِدنَ سوى أن يُجِدنَ العطاء
لهن على الرحمةِ المستقرةِ في الروحِ ألاّ تغادرَ
حتى على القبرِ تبقى
لتُنبتَ للطيرِ ورداً
وأكمامَ وردٍ لأجلِ الفراش
هي امرأةٌ مثلَ كلِّ النساء
وفي القصرِ والكوخِ
ذاتُ الحضورِ
وذاتُ البهاء
هي امرأةٌ مثلَ كلِّ النساء
لهن انحنى النيلُ
والأرضُ أغفت على حِجرهِن
ومنهن يبتدئُ الوقتُ
صوبَ الحقيقةِ
ولأي برٍّ تُبحرُ الأضدادُ
في لغتي هباءْ
هذي ندوبُ مودّتي
صحبٌ مضوا
وهزائمُ عَلِقتْ بِبابِ القلبِ
أثبتَها الرفاقُ الراحلونْ
يتبادلونَ أماكنَ جفّت
ليخضروا
فهل يتذكرون؟؟
هم حمّلوني وزرَ عطرٍ لا يُغادرُ
أسلموني لاحتياجهم
وفاتوا
والمدى حولي سُجُون
لو يعرفُ الأحبابُ حسرتَنا بقوا
يوماً
نُعبئُ فيه أوردةَ الغيابِ
بصمتِهم وبصدقِهم
بغنائِهم وشجارِهم
كلِّ التفاصيلِ التي منها نكونْ
لا شيءَ يُوحشُ
مثلَ صوتٍ غابَ في الضوضاء
وازدحمتْ به النبراتُ
غادرَ سمْعَنا
لكنه ملءُ العيون!!
وأنا هناك
على تُخومِ الغيبِ
عند العود واللاعود
أرقبُ من وراء الأفْق آل
أمتدُّ كالحُلم المُعزّي
نسكبُ التأويلَ في عينيه أشواقاً
فقد يدنو المنال
ونظلُ نفتحُ في فضاء الروحِ أقبيةَ السؤال
ظلاّنِ
شرطُ بقائِنا
شمسٌ معلَّلةٌ بألفِ روايةٍ
تعبتْ من التحديق في غُرفِ الظلال
نهرانِ
كالنيلينِ
يكمنُ سرُّنا
في أننا نمشي معاً
نجتازُ أسبابَ النهايةِ
عابرَيْن إلى المُحال
لا بِعتُ ذاكرتي للونِكَ
لا اشتريتَ تدفُّقي
ولذا ظللنا منذ قالَ اللهُ كُنْ
كُنّا
ونمشي ما نَزَال!!
إلى الوطن السودان الذي تركته كما تعلمون: هل سيختار الجنوبيون الانفصال؟ هل سيبقى السودان لهم أباً أم أنهم سيبحثون عن أب آخر؟
بترنيمة الغفران أسميتها عندما كتبتها مقترحاً شعرياً عن السودان الحبيب وهو بين الاستفتاء وجراحات دارفور..
 
طباعة

تعليق

 القراءات :8729  التعليقات :0
 

الصفحة الأولى الصفحة السابقة
صفحة 57 من 209
الصفحة التالية الصفحة الأخيرة

من ألبوم الصور

من أمسيات هذا الموسم

يت الفنانين التشكيليين بجدة

الذي لعب دوراً في خارطة العمل الإبداعي، وشجع كثيراً من المواهب الفنية.