شارع عبد المقصود خوجة
جدة - الروضة

00966-12-6982222 - تحويلة 250
00966-12-6984444 - فاكس
                  البحث   

مكتبة الاثنينية

 
اتصال الشعور
أخي محمد عمر
لم تكن الرسائل بين صديقين قط من وسائل تأكيد الشعور بنمو الحب وإطّراده، أو هذا ما يصح عنها بيني وبينك على الخصوص وكلانا يعرف أن الحياة تبتلي الناس الآن بما يجعل فرائض الصلات بينهم نوافل وبما يجعل النوافل فضولاً وبما يجعل الفضول حماقة و (سقاعة). وهذا هو شأن المشاعر الإنسانية في ظل الزحمة واحتدام الصراع وتجمّع العقد.
وقد لا يكون مما قُدّر أن تضيق الحياة بالإنسان كلما كثرت مخارجها ومداخلها واتسعت، ولكنها حضارة الأشياء وما ضاعفت الأشياء من احتياجاته ومطالبه، لو اقتضته من زيادة الجهد والكدح والنصب التي صارت ألواناً من الشقاء، تتوالد وتتكاثر حتى هددت كل مصدر من مصادر راحته وطمأنينته واستقراره، فكان لا بد أن يموت لكي يعيش وأن يلقى نصيب نفسه ليلزم نصيب عيشه وأن يسخِّر فيه ما هو أعلى لما هو أدنى وما هو أيسر لما هو أشق، فيعيش بالأشياء ولها معجلاً مصروفاً حتى عن الانتباه لذاته حتى ينتهي.
وكلامك هذا لم يعد مما يتسع له صدر القائل ولا صدر السامع لولا أنه كلام مناسبة.
إنني يا صديقي أحس باتصال الشعور بيننا وبصدق دواعيه وبواعثه، إحساس بذاتي فأنت لا تبرح فكري في أحلك ساعاتي وأضوائي كما كنت وتكون دائماً وأرجو أن يتيح الله لنا لقاء قريباً.
لم أسمع إلاّ منك نبأ زواج فوز كتب الله لها ولأخوتها الخير والتوفيق في ظل حياتك الصالحة وأعانك وأعانني بالصبر والرحمة واللطف والتوفيق إلى طاعته ورضاه.
وصل المبلغ مقابل المائتي ريال وليتك لم تبعثه لأن ما نشر لم يكن شيئاً يقصد نشره وإنما كان كلمة من صديق لصديق جرى ما فيه على شرط الهواية.
تحيتي وحبي وإلى اللقاء..
أخوك حمزة شحاتة
1/مارس 1961م
 
طباعة

تعليق

 القراءات :485  التعليقات :0
 

الصفحة الأولى الصفحة السابقة
صفحة 94 من 99
الصفحة التالية الصفحة الأخيرة

من ألبوم الصور

من أمسيات هذا الموسم

الأستاذة بديعة كشغري

الأديبة والكاتبة والشاعرة.