شارع عبد المقصود خوجة
جدة - الروضة

00966-12-6982222 - تحويلة 250
00966-12-6984444 - فاكس
                  البحث   

مكتبة الاثنينية

 
(17) ابنتي الحبيبة شيرين
كان من الحكمة أن لا تستمر الكتابة بيننا حتى لا يضاف إلى أعبائك عبء جديد يقتضي قدراً من الانتباه والجهد.. مهما كان محبباً إلينا.. فهو متعة يسلبها التكرار كل ما فيها من قدرة على التأثير والجذب..
إنه ليس الملل ولكنه الاشتغال المتواصل بمتناقضات الحياة اليومية وواقعها الشاغل عما عداه.. وأنا أشعر بأنك مرهقة وعلى الأصح مستهلكة الوقت والنشاط والاهتمام بكل ما لا سبيل إلى دفعه والخلاص منه من صغائر الحياة والعيش والدرس والانفعال بتيارات الفكر والخيال..
ألا يمكن أن تريحي نفسك من الاهتمام بي والتفكير فيّ؟
من الخير أن تكوني كالآخرين..
لا أقصد أن تكوني مثلهم تماماً.. لا لنقص جدارتي بك.. ولكن لكي لا تختلفي عنهم اختلافاً ينشىء شكلاً من أشكال التناقض أو سبباً من أسبابه.. ولكي لا تكوني مصابة بعمى الألوان في ذهنك..
إنك تسحقينني بهذا الإطراء وبحسن نية وهذا الإطراء يضعني أمام تناقض يفقد الأشياء كل ترابط بينها.. تناقض يفترس عقلي ووجداني..
أنا لا أصادر شعورك الطيب نحوي.. ولكني أود أن تصححي مقاييس أحكامك.. إني أنظر نظرة رضى إلى ما أتلقاه من البعض.. ولا أستقبل شعورهم نحوي بسخط أو ألم على الإطلاق..
إن حقيقتي هي ما يبدو لهم.. لا ما أراه أو أشعر به أنا.. وهذه نتيجة تحدد العلاقة بيننا بوضوح.. يريح.
هذا الكلام لم تدع إليه المناسبة التي تقتضيه ولا يمكن أن نعتاض بغيره.. ولكن ربما كان العامل النفسي في تأمل الفارق بينك وبين الآخرين وغرابة خروجه على الضفة الثانية ومنطقها.. وصدق الشعور بهذا التناقض.. إلخ.
ربما كان كل هذا أو شيء منه هو الدافع إلى تحويل إطرائك إياي إلى حماقة وسذاجة أو عمى ألوان ذهني.. كان وما يزال يسرني أن لا تتعرضي له.. حتى لا تمثلي عنصراً شاذاً.. أو لوناً غريباً بين المجموعة ولعلك تجدين بعض العزاء فيه مما تتعرضين له من صدمات تصغر أو تكبر وتلين أو تقسو..
اطردي مخاوفك دائماً.. فإن الخوف والقلق عاجزان عن حل أية مشكلة بقدر ما هما قادران على مضاعفة المشاكل.. ومنه مشاكل تخريب النفس والعقل والجسم وتعريضها لأسوأ النتائج المعقدة..
اضحكي وتفاءلي ولا تقتلي نفسك بالحيرة والقلق والخوف من أي مصير.. فهي عوامل تحطم الإرادة وتدمر مراكز السلامة في الإنسان جسماً وروحاً وحيوية.. لا تشعري نفسك أبداً بأنك مهددة أو ضائعة.. لأن عاملاً من عوامل الاستقرار ينقصك أو لأن أملاً من آمالك لم يتحقق.. فأنت ما تزالين في أول الرحلة فكيف تسمح لك روحك العالية بأن تلفظي أنفاس إرادتك أمام أول عقبة أو صعوبة؟؟
إنك أقوى كثيراً من أقصى ما يمكن أن تعتقدي..
كنت ولا أزال وسأظل دائماً أرى فيك مصادر قوة روحية ونفسية وعقلية أكبر من كل ما رأيت من مثيلاتك..
فلا تضعي يدك على خدك وتمثلي دور المرأة (الغلبانة)، اطردي هذا الشعور بقوة وإيمان وستكونين مثلاً رائعاً للمرأة الساطعة حيثما كنت!!
ستكونين كل ما تريدينه لنفسك.. وعليك أن تعرفي ما تريدين أن تكونيه..
صدقي أن كلامي ليس مجرد تشجيع وأمل إنه عقيدة..
أنا أيضاً مطمئن إلى أنك لا تستطيعين أن تتحطمي تحت وطأة هذه الوساوس فأنت رائدة وقائدة لما في روحك من قدرة التأثير في الآخرين..
والآن أيتها الابنة الساحقة.. ليس عليك إلا أن تكتشفي قوة مغناطيسيتك.
جربي في نفسك أولاً لتحويلها عن الاستسلام للتخاذل.. إلى تحقيق الإرادة وإبراز فعاليتها..
لاحظي بالعلاج أي انحراف صحي تشعرين به مهما كان بسيطاً فالانحرافات الصحية تؤثر على الإرادة وقدرات الذات..
وإلى اللقاء أيتها الحبيبة.
والدك
 
طباعة

تعليق

 القراءات :460  التعليقات :0
 

الصفحة الأولى الصفحة السابقة
صفحة 19 من 99
الصفحة التالية الصفحة الأخيرة

من ألبوم الصور

من أمسيات هذا الموسم

الجمعية النسائية الخيرية الأولى بجدة

أول جمعية سجلت بوزارة الشئون الاجتماعية، ظلت تعمل لأكثر من نصف قرن في العمل الخيري التطوعي،في مجالات رعاية الطفولة والأمومة، والرعاية الصحية، وتأهيل المرأة وغيرها من أوجه الخير.