شارع عبد المقصود خوجة
جدة - الروضة

00966-12-6982222 - تحويلة 250
00966-12-6984444 - فاكس
                  البحث   

مكتبة الاثنينية

 
(14) ابنتي الصديقة شيرين
النقاط المتوهجة في رسالتك مثيرة لأقصى الاهتمام، لما تحمل في طياتها من شحنات القوة، وتفجر طاقة القدرة التي تشبه ينبوعاً مندفعاً متدفقاً يصور روعة الرغبة في التفوق تجيش به نفس عميقة الأغوار..
حسن جداً أن تتخلصي بسهولة من ضعف الرومانسية وأحلامها المتداعية.. التي تظل بها العواطف المتهافتة التراثية منبعاً ومصباً.. مخرجاً ومدخلاً لنشاطنا النفسي والعقلي والروحي..
وحسن جداً أن تدركي أن الحياة معركة تحقيق الغايات العليا فيها، هو الانتصار.. وهو الحياة في أروع صورة لها..
الماجستير.. والدكتوراه.. الثقافة..
هذه هي الأهداف التي تحقق بها الذات قدرتها وسلطانها على تغيير كل ضعف إنساني.. إنها أيضاً وسائل بالنسبة إلى ما يمكن تحقيقه بها من غايات..
إن غايات الحياة والعقل والقدرة لا تنتهي.. وهذا ما يجعل الحياة تجدداً مستمراً.. ومتعة دائمة.. وأمجاداً مضيئة..
كم أنا سعيد بتدفق هذا الطموح الذي أرجو أن يصاحبك فيه التوفيق.. إن مستقبلك الوضاء هو هذا..
وإن عدتك له هي الجسم الصحيح، والعقل السليم..
إن أي انحراف في صفاء عقلك ونفسك، يعود غالباً إلى انحراف في صحة الجسم.. أنت أحوج ما تكونين إلى صفاء الذهن والنفس وإلى توفر الشعور بالاستقرار.. لا تعكري صفوك بالتفكير في معطيات العلاقة ولا في احتمالاتها ماذا سيحدث؟ ما المصير؟ ماذا يضمر الآخرون؟
دعي كل هذا لله.. إن محمداً صلى الله عليه وسلم يقول: إن ما أصابك لم يكن ليخطئك.. وما أخطأك لم يكن ليصيبك.
ضعي بينك وبين المشاعر الرومانسية، سوراً من الحديد.
لا تجعلي نفسك ميداناً تصطرع فيه نفسك مع نفسك فذلك خليق بأن يحولك إلى عجوز في العشرين..
لا تدعي للمخاوف سبيلاً إلى نفسك وعقلك.. قُل لَّن يُصِيبَنَا إِلاَّ مَا كَتَبَ اللَّهُ لَنَا (التوبة: 51) هذا كلام الله عزّ وجلّ.
ضعيه أمام عينيك وفي نفسك وفي عقلك مبدأ.. واقتلي الخوف واقتلي وساوسه.
والآن أيتها الحمقاء ألا تجدين في نفسك صدى كلامي؟ صدى يدفعك إلى أن تودعي المرأة "الغلبانة" إلى الباب الخارجي وأن تقولي لها بصوت ثابت قوي، مع السلامة.. وإلى غير لقاء..
حذار أن تفرطي في قوة شخصيتك.. وتذكري دائماً أنك من خير من تؤهلهن قواهم المعنوية والروحية لاحتمال المسؤوليات والتعرض لها.. واجتذابها.. إنها لعبتك المفضلة أيتها الحمقاء فكيف تنسينها؟
كوني رقيقة لطيفة مخلصة، وصلِّي..، وحافظي على الصلاة، وعلى تلاوة القرآن أَلاَ بِذِكْرِ اللَّهِ تَطْمَئِنُّ الْقُلُوبُ (الرعد: 28) وتقرّبي إلى الله بالنوافل وهي الصلوات غير المفروضة.. فإن من يتقرّب إلى الله بها، يضع مفاتيح سعادته واطمئنانه في يديه واسمعي قول الله عزّ وجلّ ما يزال عبدي يتقرّب إلي بالنوافل حتى أحبه، فإذا أحببته كنت عينه التي ينظر بها وسمعه الذي يسمع به ويده التي يضرب بها وقدمه التي يمشي بها. أو كما قال.
سدد الله خطاك، وأبعد عنك الشيطان ووساوسه وجعلك قدوة مثلى، وداعية خير لبنات جنسك، ودفع عنك الضيق والقلق والفزع.
جاهدي نفسك في ذلك وستجدين كل ما ينقصك من السعادة والطمأنينة والسكينة.
وبعد فكأني بك وقد أصبحت امرأة تنقاد لها الدنيا بخير ما فيها، إلى خير ما فيها..
دعيني الآن أغطي وجهك بقبلاتي وتمنياتي لابنتي الصديقة الحمقاء.. وإلى لقاء قريب إن شاء الله.
أختك سهام بخير.. وهي في مصيف الآن مشغولة به عنا، فأنصحك بأن لا تكتبي إليها حتى لا تعطيها فرصة للكلام حيث يصعب حملها على السكوت بعد ذلك.. إن هذا ما فعلته أنا فكان اتفاقاً صامتاً على وقف إطلاق النار.. مدة عطلتها على الأقل..
هل لك في اتفاق مماثل يوفر لك شيئاً من الراحة؟ كما تريدين؟
قبلاتي وإلى اللقاء.
والدك
حمزة شحاتة
 
طباعة

تعليق

 القراءات :504  التعليقات :0
 

الصفحة الأولى الصفحة السابقة
صفحة 16 من 99
الصفحة التالية الصفحة الأخيرة

من اصدارات الاثنينية

محمد سعيد عبد المقصود خوجه

[حياته وآثاره: 2007]

الاستبيان


هل تؤيد إضافة التسجيلات الصوتية والمرئية إلى الموقع

 
تسجيلات كاملة
مقتطفات لتسجيلات مختارة
لا أؤيد
 
النتائج