شارع عبد المقصود خوجة
جدة - الروضة

00966-12-6982222 - تحويلة 250
00966-12-6984444 - فاكس
                  البحث   

مكتبة الاثنينية

 
(( كلمة وقصيدة الأستاذ أحمد سالم باعطب ))
- بسم الله الرحمن الرحيم، والصلاة والسلام على سيدنا محمد، وعلى آله وصحبه أجمعين. أيها الإخوة الأساتذة الحضور، السلام عليكم ورحمة الله وبركاته:
لقد عرفت المحتفى به إبان كنت أعمل في الرياض بمؤسسة النقد العربي السعودي، فقد زرته في دارة الملك عبد العزيز دون أن يكون لي علم بمعرفته سابقاً. ولقد أكرمني باستقبال لم اكن أتوقعه، هش وبش لإستقبالي، وقدمني إلى موظفي الدارة وكأنه يعرفني منذ أمد بعيد فحفظت له هذا الكرم، وكرمني أكثر وأكثر عندما طلب أن أشارك في حفل تكريمه هذا بأبيات من الشعر، فوجدت أن ذلك فضل منه شرفني به ويجب علي ألا أرد طلبه ولا بد أن أستجيب لما طلب، هذه أبيّات - كما يقول شيخنا أبو تراب الظاهري - أحببت أن أشارك بها في هذه الليلة، عنوانها تحية فتى المجمعة:
الليل يا حسناءُ منك وسيمُ
والجودُ فيه لراحتيك نديمُ
يكسوكِ رَبُّكِ من نَدَاهُ ونُبْلِهِ
حُلَلاً بها غررُ الزَّمانِ تهيمُ
يا دارةً تختالُ في عليائِها
ويقودُها للمكرمات عظيمُ
في كلِّ إِثنينٍ يحلُّ بأفقِها
زُهْرٌ كَواكبُ تزدهي ونجومُ
هذا فتى نجدٍ توسد حضنها
من حولـه مهج الحضور تحومُ
تُهدي إليه التهنئات نقية
ما شَابَ عِفَّتَها قَذىً وكلومُ
قالوا: الحقيلُ فقلت بلْ هو جَنَّةٌ
شَهِدَتْ حقولٌ فضلَهُ وكرومُ
* * *
يا نجلَ مجمعةِ الفتونِ تحيَّةً
يسرى بها نادي الجناح نسيم
لك في سدير خيمةٌ قُبلاتُها
الشِّيحُ والحنَّاءُ والقيصومُ
أنا يا رفيقَ الحرفِ أعبُر عالماً
العدلُ فيه الظالمُ المظلومُ
أنَّى رحلتُ فكلُّ بابٍ موصدٌ
فكأنَّني في أسرتي المشؤوم
لم أدر ما طعمُ اللَّذَّاذةِ في الهوى
إنَّ اللياليَ للفقير خصوم
أنا ذلك الثرثارُ روضُ نَثِيرِهِ
قفرٌ وحلوُ قريضِهِ زقُّوم
لا مالُ يرقصُ في يدي أهديكَهُ
لكنَّ ودِّي صادق وسَليمُ
هذي تحيَّاتي حَمَلْنَ مشاعري
يسعَى بها قلبٌ إليك حميمُ
أنت الصَّدوقُ نصيحةً ومودةً
وَلأَنْتَ إنْ عَزَّ الكرامُ كريمُ
طُفْ بالعروسِ فحبُّها عَبْرَ المدى
بين الحشَاشَةِ والضُّلُوع مقيمُ
أشذاؤها عطريةٌ، نَسَماتُها
فيها سلوٌ يانِعٌ ونعيم
واقصصْ على أهليكَ من أخبارها
ما شئتَ إنَّك بالحجازِ عليمُ
أرضٌ تضوعُ مروءةً وشهامةً
أمٌّ لكل المنجزات رؤوم
نجثو نُقبِّلُها هَوىً وصبابةً
ونغوصُ في أضوائها ونعومُ
* * *
يا سيِّدي قل للذين تثاءبوا
النَّومُ في حِجرِ الضَّياعِ ذميمُ
والصمتُ جرحٌ في الضمائر غائرٌ
والأمنياتُ مصائدٌ وسمومُ
إن الذي لم تقرؤوه محرَّراً
في قبضتي صورٌ لـهُ ورسومُ
طفلٌ أتى الدنيا يجرُّ همومَها
رِكَبَ المنايا والطريقُ جهومُ
ما زال يرضعُ أصبعيه من الطَّوى
ويصارع الأحداث وهو يتيمُ
في يومِ مولدِهِ تنمَّرَ عصرُهُ
واستُنْفِرتْ غُصَصٌ لـه وهمومُ
قتلت أباهُ وأمَّهُ وتجاهلَتْ
منْ لا يبارِكُ ظلمَها ويلومُ
وتساءلَ المولود عن جدٍّ لـه
تاريخ أُمَّتِهِ به موسومُ
هو شاملُ الشيشان جامعُ شملها
وهو الزعيم وما سواه زعيمُ
عجز القياصرة الاُلى ائتمروا به
فالنصر خلف ركابه مأمومُ
أحفاده حملوا المشاعلَ حُرَّةً
ومشوا وحملُ التضحيات جسيمُ
حزموا الحقائبَ للرحيل فما لَهُمْ
من مطلبٍ إلا الردى المحتومُ
لا خيَر في أُمَمٍ إذا لم تَحْمِها
هممٌ تصونُ كفِاحَها وعُزُومُ
* * *
يا سادتي إنا لفي زمنٍ بهِ
سيف العدالةِ في الخطوب نؤوم
ما ردَّ كيدَ المعتدين لأنَّهُ
صدىءٌ وحَدُّ شَبَاتِهِ مثلُومُ
وغزا الشقاق قلوبنا فاحتلَّها
والخلفُ داءٌ في الحياةِ وخيمُ
وتقيَّحت كلماتُنا فإذا بِنَا
عن كلِّ أسباب الكلام نصومُ
فالنثرُ أسرفَ فـي المجُـوُنِ ومَـا ارعـوى
والشعر من عِلَلِ الحروفِ سقيمُ
عذراً إذا لم يَسْمُ بي في ليلتي
شعرٌ هو الهذيانُ والتهويمُ
فلقد عجبـتُ لِمَـنْ يزاحِمُ كـيْ يُـرى
في ساحة الشعراء وهو عقيمُ
لا شعر يُحْسِنُهُ ولا نثرٌ وفي
كلتا يديه طلاسمٌ ورجومُ
 
 
طباعة

تعليق

 القراءات :545  التعليقات :0
 

الصفحة الأولى الصفحة السابقة
صفحة 172 من 187
الصفحة التالية الصفحة الأخيرة

من اصدارات الاثنينية

أحاسيس اللظى

[الجزء الثاني: تداعيات الغزو العراقي الغادر: 1990]

الاستبيان


هل تؤيد إضافة التسجيلات الصوتية والمرئية إلى الموقع

 
تسجيلات كاملة
مقتطفات لتسجيلات مختارة
لا أؤيد
 
النتائج