شارع عبد المقصود خوجة
جدة - الروضة

00966-12-6982222 - تحويلة 250
00966-12-6984444 - فاكس
                  البحث   

مكتبة الاثنينية

 
مَن أنا؟!
يبدو لي أنني لم أستقبل حياتي؛ منذ وعيت؛ حتى هذه الساعة.. كنت أعيش متأثراً بجملة الظروف، والدوافع، والمقاومات.. أسير.. وأتقهقر.. وأقف..
وأحياناً أعدو بجنون.. وحيث يتاح لي أن أتأمل ذاتي؛ أرى أنني أداة تملى عليها مقدرات حركتها وسكونها.. لم أشعر قط؛ بتحرير إرادتي.. وحيث بدا للآخرين أنني اكتملت بحكم السن، واتساع أفق التجربة.. وجدت أن ما يسمى الإرادة فينا، ليس إلا حاصل ظروف وعوامل ينسحق فيها ما هو ذاتي وداخلي؛ تحت وطأة ما هو خارجي..
فإن قلت الآن؛ بصدق؛ إنني أجهل من أنا.. أو ما أنا.. فلأني لم أستقبل قط؛ ما أستطيع أن أسميه حياتي..
ولكيلا يعتبر كلامي عن حياتي كلاماً يكتنفه شيء من الغموض؛ أقول.. إني كنت كالجندي الذي قضى أيامه، ولياليه في التدريب والاستعداد لمعركة لم يقدَّر له أن يخوضها.. أو كالمتعلم الذي قضى شطر عمره للتخصص في مجال معين.. وقضى الشطر الثاني عاملاً غير ثابت في كل مجال غير مجال تخصصه..
هذا هو أنا.. وهذا ما أستقبله وأستدبره من حياة هذا.. "الأنا".
بين القلق والقيد
لقد كانت حياتي قلقة، وما تزال... لأني لم أتمتع قط بحريتي، واختياري على النحو الذي يرضي عقلي وطبيعتي، وكنت أعتقد القدرة على المرونة والتكيف؛ لأني محروم من الذكاء؛ إلى حد التجرد.
وكانت الوحدة بين عقلي، وخلقي؛ تملي عليّ منهجاً معيناً من السلوك يشبه قيداً لا يلين.. فأنا تحت وطأة هذا المنهج؛ أوثر الهزيمة النظيفة على الانتصار القذر... وتتقزز نفسي من النضال الحقير.. ربما لأن الذكاء ينقصني كسلاح طبيعي للنضال في مثل هذه المعارك... وربما لأن غلبة الخلق توهن العقل، وتحد من انطلاقه...
لم أنْتَم لأية مدرسة
ورُبَّ سائل يسألني عن المدرسة الأدبية التي أنتمي إليها.. وفي هذا المجال أحب أن أوضح أنني قرأت الكثير.. كل شيء وصل إلى يدي... تأثرت، وانفعلت بكل ما كان له صدى في نفسي، وفكري.. ولم ألتزم منهجاً معيناً.. ففاتني التخصص في أي شيء... كما فاتني الاحتراف... ربما كان أثر من آثاري الأدبية يعكس لوناً من ألوان المدارس الأدبية والفكرية؛ في شكل من أشكالها.. ولكن هذا لا يعتبر انتماءً.. لأن الانتماء الموسع اعتباري من الطراز "اللامنتمي" ربما كان الكلام عن نفسي بهذه الصورة؛ يعتبر تكبيراً لصورة بالغة الصغر.. بالنسبة إلى أنه ليست لي آثار مجموعة؛ تحدد وجودي الأدبي...
ولكن... أهناك ما يمنع من استغلال وهم كبير، له كل هذا الرسوخ!! لماذا تقتل الوهم.. إذا كان مصدراً مثيراً للخيال؟! فلست مسؤولاً عن هذه الشهرة الزائفة التي ظللت أقاومها منذ بدأت تلتف حول عنقي.. لم أمارس الأدب على أنه وسيلة... ولا على أنه غاية.. وإنما كانت تنفيساً عن شعوري بمرارة العيش.. وحرارة القلب وله استجابة تحولت بالمراس إلى عادة...
وكانت عادتي؛ أن أتخلص كل عامين، أو ثلاثة من كل ما حدث.. وكان هذا يريحني، ويملؤني شعوراً بلذة التخلف من شيء؛ لا أطيق النظر إليه..
لستُ راضياً عن آثاري الأدبية
ولم أكن راضياً قط؛ عن أثر من آثاري الأدبية بعد تأمله ولذلك لم أفكر في جمع هذه الآثار...
ولا شك أن قدرتي لا تجاري شعوري بالكمال.. أو بما يدنيني منه... إنني أشعر باختناق، واشمئزاز من خير ما يتقبله الناس من إنتاجي؛ لأني أحس بدقة متناهية؛ كل جوانب النقص فيه.. مهما خفيت..!!
وعبثاً أحاول التخلص من سيطرة شخصية الناقد على اتجاه ما أنتج.. إنها ظاهرة قد تفسر بضعف الثقة في الذات.. أو بأنها أثر للشعور بالخطيئة.. إنني على استعداد لتقبل كل تفسير؛ مهما كان قاسياً.. ولن أدافع عن نفسي.. أو أبررها..
أعمالي كمواطن لا صوت لها ولا رائحة
إنني أشعر بأنني لم أؤد واجباً من واجباتي نحو وطني.. لا كمواطن، ولا كأديب.. نعم لم أؤد هذا الواجب في شكل من أشكاله المقررة.. ولكنني عملت طوال حياتي أعمالاً لم يكن لها صوت، ولا رائحة يدلان على وجودها.. وبالدقة على ثبات وجودها..
إن ذاكرة الزمن.. وأعني المجتمع.. لا يمكن أن تحتفظ بالأعمال بل بآثارها المحسوسة.. إن حياة المجتمع كالحرب تماماً.. لا عبرة فيها بما يسقط، ولكن بما يظل قائماً..
ومع ذلك؛ فإن كل شيء سيخبو، وينطوي.. إنني منذ ولجت باب العيش، وحتى هذه اللحظة؛ لم أكن عالة على المجتمع.. ألا يكفي هذا؛ فوق أنه مبرر لوجودي؛ أن يجعلني مواطناً أقاوم عوامل الانحطاط.. إنه عمل سلبي؛ يصلح أن يكون مثلاً من أمثلة ضبط النفس...
أدبنا بين الاقتباس والتكوين
وعن مدى ما أسهم به إنتاجنا الأدبي في إبراز ما تتميز به أمتنا من سمات وخصائص.. أعتقد أنني لا أعرف أن لنا خصائص تميزنا؛ لنلتمس الدلالة عليها..
إننا كمجتمع، معرضون لسيل مستمر من الهجرة.. وتحت هذا المؤثر لا يمكن أن تبرز لنا خصائص ثابتة.. أو حتى شخصية بين العالم.. إننا نذوب، وننصهر وتغمرنا حضارة الغرب السائدة؛ معربة عن طريق الشعوب العربية التي كانت أوفر نصيباً في التأثر بها، أو بلغاتها الأصلية.. وأدبنا في عمومه؛ ما زال متأثراً بالاقتباس، وهذه مرحلة لا بد منها.. ولا بد من استقبال ما تفرضه بحكم زوال الحواجز.. ولا بد أن نعترف بأننا في دور التكوين.. وأن هذا الطور سيطول، أو يقصر بالنسبة لفاعلية حركتنا، وإمكاناتنا.. ربما كان الشعور الحالي بضرورة إعطاء الأدب دوراً قيادياً؛ يعين على تقصير مدة التحول..
شِعْرنا فَقَد مقوِّمات بقائه
وعن النكسة التي لحقت بالشعر على المستوى العربي بصفة خاصة والمستوى العالمي بصفة عامة؛ أؤكد أن الشعر على المستويين قد فقد معظم مسوغات بقائه.. حتى شعر المسرح.. حتى شعر الغناء والأناشيد.. حتى الآن.. وربما إلى وقت طويل؛ لن يفقد الشعر عملاءه؛ منتجين، ومستهلكين.. ولكن من المؤكد أنهم سيكونون أقصر أعماراً من سائر البشر.. وأغرب أطواراً من الداعين إلى العري..
إن الشعر الجيد عادة؛ يرفع درجة الانفعال.. وتيار الحضارة الآن مليء بأسباب الانفعال، والإنسان في حاجة إلى ما يريح توتره.. ويرضي أعصابه...
إن أية امرأة واعية تهزأ بأن تصنع فيها شعراً.. والشعر بلا شك؛ سذاجة إنسانية؛ لم يعد الاشتغال به معقولاً في عصر العلم.. وما حققه من غرائب، وملهيات؛ تغني عن كل شعر، وكل شاعر...
هل أستمر؟؟ أنا على استعداد... ولكن من الذي يحميني من سخط الجماهير حتى أتمكن من إقناع الشعراء أنفسهم بصحة إرهاص توقعي؟!
الشعر الحديث نقطة تحوُّل وانطلاق...
أما عن الحديث فهو نقطة من نقاط التحول، والتغيير.. كان من المحتم أن ينتهي إليها الشعر العربي، أو الشعراء العرب.. إن الشعر بقوالبه، وأساليبه، وجملة أشكاله التقليدية كان يشكل ضغطاً شديداً على أعصاب محاوليه الذين بلغوا درجة عالية من القدرة والتخصص.. كانت هناك القافية والوزن، ومستويات المبنى، والمعنى، والعمق، ووثاقة التركيب، وسعة البصر بقوانين الكلمة، وأحكامها، حتى ما لا نهاية له..
وأطلت ثقافات الحضارة، وتبدلت المقاييس، وتغيرت قيم التعبير، وبقدر ما وضَّح الغرب مدركاته غمض الشرق.. وبعد... لقد تغير كل شيء في حياتنا؛ حتى أحكام العقل واتسع صدر الحياة لهذا التغيير.. فلماذا يقف الشعر بقوالبه الجامدة، وحدوده المتصلبة؛ لا يتغير مع طاقات الجيل الجديد، ومع مقاصده وأغراضه؟!
وبدأت التجربة بين زحف، ونهوض، وتحليق، وإسفاف.. واحتفظت التجربة بالوزن على مستوى التفعيلة المتحررة من حصر التحديد، وبالقافية ترنيماً داخلياً؛ كالسجع غير الملتزم.. وأشهد أنها انطلاقة؛ إن دامت لها قوة الدفع؛ خرجت بالشعر العربي إلى أوسع آفاقه وأجزلها عطاء...
وعندما أتحدث عن الترجمة؛ أستطيع أن أقول إن ما يترجم عن الشعر الحديث والقديم معناه مجرد من كل جميل، وتحلية، وكلا اللونين قابل للترجمة إلى غير لغته بلا فرق؛ إلا فرق القرب والبعد في أغراضها، أو مواضيع اهتماماتها من المفاهيم الحديثة، ومقاييسها في اللغات الأخرى..
معاركنا الأدبية مشاجرات صبيانية
إن المعارك الأدبية التي خضتها؛ كما سماها البعض بالمعارك؛ لم تكن في رأيي؛ سوى مشاجرات تغلب عليها صبيانية الفكر قبل أن يذبل.. وكانت أسبابها غاية في التفاهة، وكذلك موضوعاتها.. ولأني مجرد من الذكاء؛ كانت تفرض على المثقفين في صورة دفاع عن حرماتهم الأدبية.
والذي يضحك أني لم أكن أتقبلها بدافع المروءة.. بل ودائماً، بسبب التورط الذي لا أعرف كيف يحدث، وكيف يتكرر برغم الحيطة، والحذر، والتحرز...
وعموم ما يفرضه الشعور بالغباء؛ أنها القصة الكاملة... قصة المشاجرات التي زودتني بعديد من الهزائم.. يحمل كل منها اسم انتصار.. تفيض نفسي احتقاراً له؛ كلما ذكرته.
الصحفي والأديب
ولا يزال هناك الكثير من المواضيع الهامة، التي لا بد أن أبدي فيها رأيي الصريح.. الرأي الذي لا يعرف المهانة، أو المداراة.. فهناك من يربطون بين الأديب والصحفي.. وهناك من يقولون بأنه ليس من الحق اعتبار كل صحفي أديباً.. وهناك أيضاً من يدعون إلى قيام مجمع للغة العربية في بلادنا..
وفي رأيي.. أنه ليس كل صحفي أديباً.. هذا صحيح.. ولكن لماذا لا يكون الأديب صحفياً، يجري على طريقة الصحفيين في تقديم أدبه؟!
إن الفارق بين ما هو أدب، وما هو مجرد كتابة صحفية؛ فارق واضح، وإنك لتجد عرضاً، أو تعليقاً سياسياً، أو اجتماعياً؛ لا تجد له مكاناً إلا بين أفضل الآثار الأدبية..
ولست مؤمناً بالفكرة القائلة إن للأدب مواضيع محدودة إذا تجاوزها الكاتب إلى غيرها؛ خلعت عنه سمة الأديب.. وأعتبر أن بعض مذكرات المحامين، ومرافعاتهم؛ من أرفع النماذج الأدبية، وليست المحاماة أقرب إلى الأدب؛ لأي سبب من الصحافة..
أما عن قيام مجمع للغة العربية، فالواقع أننا لم نبلغ الطور الذي يقتضينا أن نفكر في إنشاء مجمع لغوي.. إن حتمية التطور تخضع لها اللغات؛ ككل شيء آخر.. وتطور الحياة يسير في اتجاه تيسير التعليم.. والأجيال الناشئة في كل بلد عربي؛ يتعرض كيانها لاهتزازات عنيفة؛ في ظل حضارة الغرب السائدة، وظروفها.. ونحن لم ندخل دور التحول أو الانتقال.. فلأي الأجيال تجهد المجامع جهدها؟! وهل تفرض مقرراتها بالقوانين..؟!
وكما أخذت القصة والمسرحية، والسينما، والتليفزيون؛ مركز الشعر والشاعر؛ فستأخذ الصحيفة والمجلة والقصة، وكتب الثقافة غير المكثفة؛ مركزاً للكاتب المجود، والأسلوب المتين..
لقد ضاقت الحياة بقدر ما اتسعت، وقصر العمر على مقدار ما طال، وأصبح التأمل، والتروي عملاً لا يطيقه إلا الممتحن بثقل الوزن والعقل..
صحافتنا بين الأمس واليوم
ومن جهة أخرى؛ أرى أن الفرق بين صحافتنا بالأمس، واليوم هو الفرق ذاته بين الصورة العامة لمجتمعنا في الماضي، والحاضر.. في خلال عشر سنوات لم يكن من اليسير تصور انقلاب كهذا.. من حالة تشبه الزحف، إلى حالة تدخل مرحلة الانطلاق..
تكامل عمران المدن، وامتدادها، وتكدس منتجات الحضارة، وشيوعها، وتكاثر وسائل النقل، والمواصلات، وبروز معالم الحياة، وامتلاء المشاعر بها، والقلق، والتململ، والصراع؛ تعبير عن توهج الرغبة في التخلص من آثار الشعور بالتخلف والإقبال الملتهب على أي منفذ من منافذ الحياة.. كالإذاعة، والصحافة، والنشر..
نعم.. وتقدمت الصحافة، أو وثبت في جرأة؛ فبرزت الجرائد يومية، وأسبوعية، والمجلات.. وأُحبست الأنفاس إشفافاً.. ولكن لم يكن هناك فراغ.. وتطور الشكل.. والصور.. واتزنت الخُطا.. وكان من العجب؛ أن يتم كل هذا.. وأن تظهر أقلام، وأساليب، وألوان؛ تقود، وتؤثر كأمثلة تحتذى.. ويخطر لي الآن أن أسأل.. لماذا وقف هذا المد القوي دون مداه من منافسة الصحافة الغربية؟!
ولماذا لا يتسع مجاله ليحدد معالم شخصيتنا؟! وليكون له دور في تكوين الرأي، والوسيلة في فهم ذاتنا، والدفاع عنها ضد الضياع في سكون؟!
آثارنا الجديدة والرعيل الأول
كثيراً ما يسألني بعضهم عما طرأ على إنتاجنا الأدبي من تغيير في السنوات الأخيرة.. وعن موقف الرعيل الأول من أدبائنا من مسايرة الحياة كما هي اليوم..
وأقول لهم.. إنني منذ أن أصبحت أمياً؛ لا أقرأ؛ ولا أكتب إلا بالواسطة لم أقرأ من آثار أدبائنا شيئاً يمكِّنني من الحكم على مدى التغيير، أو التطور الذي حققته الآثار الجديدة.. ولكني أعتقد أننا سنستقبل مجالاً أرحب؛ يمتلئ بآثار الجامعيين، والمثقفين، والمتخصصين.. نبدأ به بدأة غنية، محمودة.. مرحلة انتقال طال علينا أوان ارتقابها..
ولم يزل للرعيل الأول -أعني من بقي منه- نشاطه البارز والمستمر على ما أعتقد.. وأنا لست منهم، ولكني على التحديد من الرعيل الثالث.. ومعظم أفراده باستثنائي؛ بخير.. من حيث توفر القدرة الفكرية برغم صوارف العيش.. وصوارف الحياة.. وإذا التزمت الحقيقة؛ فأنا لا أعرف أدباء يصح أن يقال عنهم إنهم استهلكوا... ولكن تغيرت مجالات نشاطهم.. ليس هذا دفاعاً ضمنياً عن نفسي..
فأنا في حالة استهلاك منذ ربع قرن، وإذا عملت؛ فأنا أعمل مكرهاً؛ بعامل فقدان الطاقة، أو على الأقل؛ بعامل الشعور الراسخ بفقدانها.. بقي دور الشباب.. رعيل اليوم هو طاقة تعد بالكثير الرائع.. ولكني لا أجد رسوخ الأقدام، ولا التألق، والوهج التي كانت ميسم الشباب القديم المنطوي...
ولا يمكن أن أتهم إدراكي، وفطنتي بقية الأثر الأدبي في أي شكل من أشكاله.. الحذق في أسرار الصناعة.. والفن دعامته الأولى.. إنني أعني شعراء الشباب أكثر مما أعني كتّابه.. فالكاتب أقل تعرضاً للعثار من الشاعر..
إني أهتف للشباب مرتقباً بكل شوق؛ رايات تفوقهم الخفاقة...
* * *
 
 
طباعة

تعليق

 القراءات :1398  التعليقات :0
 

الصفحة الأولى الصفحة السابقة
صفحة 43 من 71
الصفحة التالية الصفحة الأخيرة

من ألبوم الصور

من أمسيات هذا الموسم

سعادة الدكتور واسيني الأعرج

الروائي الجزائري الفرنسي المعروف الذي يعمل حالياً أستاذ كرسي في جامعة الجزائر المركزية وجامعة السوربون في باريس، له 21 رواية، قادماً خصيصاً من باريس للاثنينية.