شارع عبد المقصود خوجة
جدة - الروضة

00966-12-6982222 - تحويلة 250
00966-12-6984444 - فاكس
                  البحث   

مكتبة الاثنينية

 
نهَاياتْ
عَلَّلتُ عَجزِي بأنَّهُ الوَرَعُ
وهل لَمثلِي في غَيرِهِ طَمَعُ؟
آمنتُ باللهِ، ما كفَرتُ بِهِ
لكنَّه الغَيُّ، والهَوَى تَبَعُ
مَضَى شبابي، وما نَعِمتُ بِهِ
فهل لماضي الأحلامِ مُرتَجَعُ؟
لَيتَ اللّياليَ أعطت بما أخذَت
مِنِّي عَزْماً يُورِي ويَندَفِعُ
شَقيتُ بالحسِّ في رَغَائبِه
وكُلُّها نافِرٌ ومُمتَنِعُ
يرومُ منها ما لا يُحَقِّقُهُ
جُهدِي، وقد عَاقَ خَطوِيَ الظَّلَعُ (1)
* * *
يَصُدُّ عَنّي الحَسناء، إنْ عَشِقَتْ
بَسْطةَ جِسمِي، الجَفافُ والصَّلَعُ
لستُ بِشَيخٍ، لَكِنّنِي هَرِمٌ
يُصْلِحُ مِن سَمْتِهِ ويَصطَنِعُ
ويَخدَعُ النَّاسَ عن حَقيقَتِه
فهل تَراهُم بفعلِه انخَدَعوا؟
* * *
تقولُ لي، والكَرَى يَمِيلُ بِها:
أنتَ سَميِري، والرِّيُّ، والشّبعُ
بَلَى، لقد كُنْتُها، وقد صَدَقَتْ
لو كنتُ منها بالصِّدقِ أنتفعُ
أقريتُها طَيِّبَ الحديثِ على
خَيْرِ طعامِي، وَمِلْتُ ألْتَفِعُ
وقُمْتُ عنها عَفَّ الإزارِ على
استجابَةٍ للحَرامِ تَصطَرِعُ
ما حالَ بينِي وبينَها نَدَمٌ
ولا ثَنانِي تُقىً ولا جَزَعُ
لكنَّه العَجزُ، والرَّخاوة، والأيْـ
ـنُ، وداعي النُّضُوبِ والخَرَعُ (2)
هَيْهاتَ، ما لِلشَّبابِ من عِوَضٍ
وليس بَعَد الشَّبابِ مُتَّسَعُ
أرَغْتُ فيه العُلا، فدافَعَنِي
عنها زمانٌ، سِلاحُهُ خَدِعُ
وهِمْتُ بالخيرِ، واتَّصفتُ به
فما اقتفانِي في الخيرِ مُتَّبِعُ
وارحمةً للنّفوسِ، أرْخصَها
هوانُها للقَوِيِّ والجَشَعُ
وَضَيّعَةً للعقولِ في زَمنٍ
قد أوْهَنَته الآثامُ والبِدَعُ
* * *
طالَ عليَّ السُّرى براحلةٍ
عَشْواءَ، أقفُو المُنى وأنتجِعُ
وناءَ بِي الأينُ في مَسالِكِها
صحراءَ يَخْشَى ظلامَها السَّبُعُ
أركَبُ فيها الوُعورَ مُخْتَبطاً
ومِلءُ نفسي الكَلالُ والهَلَعُ
ماذا أرى من حقيقتي؟ أسِوَى
أنِّي.. شَيءٌ يَهْوي ويَرتَفِعُ
كَفَّنْتُ ماضِيَّ، وانتظرتُ سُدىً
مُستَقبَلي، فاستشاطني الجَزَعُ
قالوا: تعجَّلتَ، فاتَئِدْ، فمضى
بالنُّجحِ -راعَ العشيرَ- مُندَفِعُ
ونِمْتُ عن غايةٍ أطلْتُ بها
سُهدي، سُدىً، والرَّجاءُ منقَطِعُ
فصاحَ بي الوَداعُ المنعَمُ: أبْـ
ـطأتَ، فهَلاّ عَجِلتَ يا لُكَعُ (3)
أغرقْتُ جُهدي في السَّعي ملتَمِساً
غايةَ حُرٍّ بالحقِّ يَدَّرعُ
فلم أرَ الحقَّ غيرَ مَهزلةٍ
فيما احتذى الأقوياءُ، أو شَرَعوا
والعيش سوقاً، تُباع حاضرها
كما تُباعُ العُروضُ والسِّلَعُ
الآدميّون والكلابُ بها
سِيَّانِ، إما ألاحَ مُنْتَفِعُ
ما زال يَرجو الإنصافَ مُضْطَهَدٌ
ويستَدِرُّ الحنانَ منصدِعُ
إنْ كانَ حكّامُهمْ دَهاقِنَة السُّـ
ـوقِ، فَمَن بالقضاءِ يَضطَلعُ؟ (4)
العدلُ في الأرضِ سيرةٌ ذَهَبتْ
والرَّأيُ في أمرِ أهلِهِ شِيَعُ
يا سائِلي عن فضائلٍ مُدِحَت
أهْي خيالٌ يُروَى ويُبْتَدَعُ؟
لا رَأْيَ عندِيَ فيها، فلستُ أرى
في الأرض ظِلاّ لَهَا، فأقتنعُ
فليت شِعْرِي! هل صاغَ من قِدَمٍ
أسماءَها في اللّغات مُختَرِعُ؟
قُلْ للخَلِيَينَ: ما وراءَكُمُو؟
فقد عَدَتْنَا الآمالُ والمُتَعُ
أهَبْتُ بالغافلين أُنذِرُهم
من سوءِ أطماعِهم، فما رَجَعوا
لَهفِي على الجائعين نازَعَهم
أقواتَهم بالنفوذِ مَنْ شَبِعوا
"سائلْ ملوكاً هَذِي مقابِرُهم
هل استقالوا المصيرَ أو دَفَعُوا"؟
* * *
ناديتُ قومي راءَ حاجرَة
فرَدَّ رَجْعُ الصّدَى: لقد هَجَعوا (5)
يا فتيةً! عاقَروا الطِّلا سَحَراً
أثَمَّ فيكُمُ للنُّصحِ مُستَمِعُ
في الغَيْطِ ساعُونَ ينزِعون طَوًى
وأنتمو تحرُثون ما زرعوا (6)
هلاّ أدَّرَأْتُم عن رَأي أعينهم
فكلُّهم ناظرٌ ومستمِعُ
كم أوهَنَ الفسقُ قبلَنا أمَماً
فَانحَلَّ ما وَثّقوا وما جَمَعوا
لو عَرَفَ المترَفُون غايَتَهم
لأفزَعَ المترَفِين ما صَنَعوا
هل للخَزَانَى بعيشِهم فَرَحٌ؟
بما أُصيبوا فيه وما فُجِعوا؟
مَرحَى لقومٍ أصغَت ضمائِرُهم
إلى نذيرِ القُرآنِ، فارتَدَعوا
قلْ للدُّجى: أطبقَت غياهِبُه
على أناسٍ: هل أنتَ منقشِعُ؟
* * *
 
طباعة

تعليق

 القراءات :467  التعليقات :0
 

الصفحة الأولى الصفحة السابقة
صفحة 130 من 169
الصفحة التالية الصفحة الأخيرة

من اصدارات الاثنينية

الاثنينية - إصدار خاص بمناسبة مرور 25 عاماً على تأسيسها

[الجزء الخامس - لقاءات صحفية مع مؤسس الاثنينية: 2007]

الاثنينية - إصدار خاص بمناسبة مرور 25 عاماً على تأسيسها

[الجزء الرابع - ما نشر عن إصداراتها في الصحافة المحلية والعربية (2): 2007]

الاستبيان


هل تؤيد إضافة التسجيلات الصوتية والمرئية إلى الموقع

 
تسجيلات كاملة
مقتطفات لتسجيلات مختارة
لا أؤيد
 
النتائج