مغَاني الهَوى! ما أنتِ لولا المَآرِبُ |
سِوَى وَشَلٍ، لا تَمتَطيهِ القَوارِبُ
(1)
|
وهَبْنَاكِ، ما لم يُوهَبِ الحُسنُ قبلَه، |
قلائدَ نُورٍ، تَشتَهيها الكواكبُ |
فكان ثَوَاباكِ التَّحَرُّجَ والقِلَى |
وراءَهما وِرْدٌ من الفَضلِ ناضِبُ |
كذاكَ يَضيعُ العُرفُ في غير أهلِهِ |
وتُثمِرُ في لَمْعِ السَّرابِ المَطالِبُ |
* * * |
مغَاني الهَوى! لم تَبقَ للوَهمِ صُورةٌ |
تميلُ بأحلامِ الهَوى أو تُجاذِبُ |
ففِيمَ تُعانِينَ البقاءَ، عُلالَةً، |
وقد صَفِرَتْ من رائِديكِ المَلاعِبُ؟ |
كِلانَا، على ما ضَاعَ في تِيهِ وَهْمِهِ، |
حزينٌ، تُواسيهِ الظُّنونُ الكَواذبُ |
قطَعْنا سبيلَ العُمْرِ جَهداً وراحةً |
نَرومُ مُنىً، ضَنَّت بهنَّ العواقبُ |
فها نحنُ، والآمالُ رهنُ مَصيرِها، |
فُلولٌ، رَوَتْ مأْساتَهُنَّ الغَياهِبُ |
مُشَيَّعَةٌ بالصَّمتِ إلاّ بَقِيَّةً |
من الدَّمعِ، لم يَصدَعْ بها الصَّمتَ ناحِبُ
(2)
|
وما حاجةُ الباكي إلى فَضلِ دَمعِه |
على فائتٍ، سُدَّت إليه المَذاهِبُ؟ |
* * * |
شَقِينَا بِما قد كان في مَشرقِ الصِّبا |
فها نَحنُ، فيما كانَ، والعُمرُ غارِبُ
(3)
|
مَرامي نِضالٍ، طَوَّلَ الأيْنُ عُمرَها |
فطالَت، بها آصارُنا والمَتاعِبُ
(4)
|
إلى أينَ؟ لا نَدري، وقد أُبهِمَ السُّرَى |
سِوَى أنَّ وَهْماً في الدُّجُنَّةِ ضارِبُ
(5)
|
وَفِيمَ؟ وغاياتُ المَساعي مَوارِدٌ |
تَطيبُ بها للنَّاعِمينَ المَشَارِبُ |
يُهِيبُ بأنضاءِ العَزائِمِ رائدٌ |
وَيُوقِظُ أعراقَ المروءةِ نَادِبُ
(6)
|
وحَتَّامَ؟ والأيامُ فارِغَةُ المَدَى |
تَنوءُ بأعباءِ الهَوان الغوارِبُ؟
(7)
|
وتقضِي، بما تَلقَى، نفوسٌ كريمةٌ |
وتُدفَنُ في ظِلِّ الخُمولِ مَواهِبُ |
* * * |