شارع عبد المقصود خوجة
جدة - الروضة

00966-12-6982222 - تحويلة 250
00966-12-6984444 - فاكس
                  البحث   

مكتبة الاثنينية

 
أصداف
أَفبعد ما سنح الخيال ووافى
ودّعن سرحك، وانطلقن خفّافا؟
وغدت سوابق ودّهن ذواهبا
بالبرء، ليس وراءَهنّ معافى؟
من كل نافرة الهوى لم نقضها
حقاً فكيف تميلها استعطافا..؟
سمعتك تهضب بالقريض فشاقها
الإِيطاءُ حين تخيلته زحّافا؟
فمضت بما ظنته فيك مشوقة
ومضيت تضمر للمراد خلافا
أفذاك همك بالحسان زعمته
حباً، طلبت لدفعه الإِنصافا؟
فإِليكهنّ نوافراً دعاءَة
نظراتهن تطرَّحت إِلحافا
وإِليكهن هوى تجسد صورة
فيما بدا منهن لا أَوصافا
ما دونهن سوى الستور وقد وهت
وتعلقت بالعابرين هفافا
فاعزم على ميسور أمرك واعتصر
مما حبتك كرومهن سلافا
فالعيش عيش العازمين وما أَرى
لك -إِن أَمنت العجز أن تتجافى
روى الحيا عهداً عرفنا أَهله
أَحمى على جمر الهوى آنافا
وغدا برحمة ربه متطلّباً
وصل الحسان رأَى الحسان فخاخا
يا أَنتِ إِن فتاك أهبة حالم
هاب العيان فصاول الأَطيافا
فتقبّليه -على الجنوح- كريمة
رضيت بما حصد القريض كفافا
فلقد تبلغك القناعة غاية
فاض الخيال بمثلها استخفافا
والصبر أَعون منهجيك على السرى
وأرق في عميائه أَسدافا
يا أَنت لا يحزنك أَنك زورق
لم يلق في عرض المحيط مطافا
ملاّحه أشقى لدفّته هوت
فطوى الشراع وأَسلم المجدافا
هي تلك أَسباب الهوى وشباكه
شعر أَطاف بقائليه فطافا
ولربما أَجدى الكلام وإِن تكن
منح الحياة مطالباً تتكافى
فزني بميزان العروض رؤَى الهوى
ومصيره وعبابه الرجّافا
وهبي بما تعطين قصداً يرتضي
ويطاق لا بخلاً ولا إِسرافاً
يا أنتِ ما كل الغيوم تحملت
مطراً فشيمي العارض الوكافا
فعسيت لاقيه سوانح فيضها
إِن لم تصبك فدارها إِخلافا
صرنا إِلى زمن ينازع قاعد
فيه الفخار الراحل الطوّافا
ليت الذي خلق المطامع كلها
للحالمين -كما تراد- جزافا
أَوليْتَ ملتمس السلامة نالها
عرضاً كما نجني الزهور قطافا
يا للعقول من السنين تساوقت
سوداً مثقلة الظهور عجافا
حسن الحسان بهن وعد يرتجى
بخلائق تتعجل الإِخلافا
الداعيات إِلى الحفاظ وليته
منهن كان وفاً لنا وعفافا
الشائبات وصالهن لمن وفى
وحمى وشد بنائهن زعافا
الذارفات الدمع حيث أَردنه
سحراً يرد الأَقوياءِ ضعافا
المولعات بكل لحظ جارح
لم ينتفضن لوقعه استنكافا
التاركات حمى الكرامة نهبة
للشك زلزل صرحه إِرجافا
وآهاً لأفئدة هناك خضيبة
عاشت لهن على الأَسى أَهدافا
قل للذي امتلأت رؤاه لآلئاً
أَلقت عليه شعاعها الرفّافا
صارعت أعماق البحار فلم أَجد
ورؤاك -إِلاّ هذه الأصدافا
وذهبت أفتقد العيون فلا أَرى
فيهن ذاك العالم الشفّافا
إني لأَستعدى الزمان على الهوى
فأَراه أَضيق بالمنى أكنافا
* * *
 
طباعة

تعليق

 القراءات :517  التعليقات :0
 

الصفحة الأولى الصفحة السابقة
صفحة 51 من 169
الصفحة التالية الصفحة الأخيرة

من اصدارات الاثنينية

الاستبيان


هل تؤيد إضافة التسجيلات الصوتية والمرئية إلى الموقع

 
تسجيلات كاملة
مقتطفات لتسجيلات مختارة
لا أؤيد
 
النتائج