شارع عبد المقصود خوجة
جدة - الروضة

00966-12-6982222 - تحويلة 250
00966-12-6984444 - فاكس
                  البحث   

مكتبة الاثنينية

 
(( كلمة الأستاذ محمد علي دولة ))
- الكلمة الآن لسعادة الأستاذ محمد علي دولة:
بسم الله الرحمن الرحيم، وأصلِّي وأسلِّم على المصطفى الأمين ورحمة الله للعالمين.
أيها الحفل الكريم: السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد: فقد احْتَفَتْ هذه الاثنينية الزاهرة حتى الآن بما يزيد على مائة وسبعين شخصية مرموقة، وكان من بين هذه الشخصيات: العلم المُسلم المبِّرَز، والشاعرُ المبدع، والأديبُ المتقن، والصحفي اللامع، والأستاذ الجامعي القدير، والإداري المسدَّد، والفنان الموهوب، وكل هؤلاء تنتظمهم صناعة الكلمة، وتصل بينهم وشائج الفكر، وعطاءات القرائح، وتجمعهم دروب العلم والمعرفة والعطاء.
واليوم يُكْرِم عميدُ هذه الاثنينية رجلاً يتصل بنسب قريب جداً بعدد من أصحاب تلك المواهب والاختصاصات، بل إنه من لُحمتهم وسُداهم، وهو بالإضافة إلى ذلك، واسطةُ عَرْضِ عَطاءاتِ أولئك الأعلام على عموم الناس، إنه الناشر الذي يساهم المساهمة الكبرى في توصيل العلوم والأفكار والفنون والإبداعات إلى سائر الناس.
أيها الحفل الكريم: إن ضيفَنا الكريم الأستاذ زهير الشاويش رجلٌ متعدد الجوانب، جمُّ العطاءات، وقد آثرت أن أتحدث عنه ناشراً، بعد أن سبقني إلى الحديث عن جوانبه الأخرى الأساتذة الأفاضل الذين تكلموا قبلي، وقد أثنى عليه خيراً العلاَّمة الأديب الشيخ علي الطنطاوي ثناءاً عطراً في مواضع عديدة من أجزاء ذكرياته الثمانية، ومن شاء فليرجع إليها.
لقد كان الأستاذ زهير شاويش رائداً من رواد النشر في بلاد الشام، فقد أسس المكتب الإسلامي للطباعة والنشر منذ ما يزيد على أربعين عاماً، ولقد دأب هذا المكتب على العطاء الجم الجزيل ولا يزال وأخرج للناس الألوف من الكتب النافعة إن شاء الله.
وإليكم إلمامة سريعة عن تاريخ هذه الدار الناشرة الكبيرة:
- أسس الأستاذ زهير شاويش المكتب الإسلامي للطباعة والنشر في عام 1376هـ الموافق لعام 1957م في مدينة دمشق، وشجعه على ذلك الدكتور مصطفى السباعي والأستاذ علي الطنطاوي والأستاذ عبد الرحمن الباقي وغيرهم.
- وقام بتعضيده في هذا العمل المحدِّث الشيخ ناصر الألباني والمحدثان الشيخان: شعيب الأرناؤوط وعبد القادر الأرناؤوط، والأستاذ سعيد الطنطاوي، وغيرهم، وعمل معهم في التصحيح والتدقيق العديد من طلاب العلم.
- وصبر المكتب على المضايقات والصعاب التي قامت في وجهه في عهد الوحدة السورية المصرية، لكنَّ صاحبه وبما عُرف عنه من حنكة وسياسة وجرأة، تمكن من الإستمرار في عمله، ومتابعة طريقه في نشر الكتاب وتحقيق التراث.
- وبعد إنفصام الوحدة إتسع نطاق عمله وإزداد نشاطه، وافتتح فروعاً ووكالات للتوزيع في عدد من البلدان العربية.
- وفي سنة 1382هـ 1963م إنتقل المركز الرئيسي من دمشق إلى بيروت بسبب سهولة الطباعة والشحن والحصول على الورق المرغوب، والتجليد الفاخر، وحرية تبادل الأموال.
- وواصل المكتب عمله في لبنان، واجتاز سنوات الحرب الأهلية القاسية ووقاه الله الشرور والأذى فقد كان مركزه في الوسط ما بين بيروت الشرقية والغربية، وكان في طريق القذائف من الجهتين، لكن الله سلَّم.
 
- وقد أنشأ الأستاذ الشاويش مكتباً آخر في عمّان رديفاً لمكتب بيروت ولا يزال يواصل عمله.
 
- ومنذ بضع سنوات ترك الأستاذ زهير إدارة المكتب وتصريف أموره لولديه الشابين علي وبلال، وقد حملا الأمانة بجدارة ومَضَيا بها قُدُماً إلى الأمام.
 
أيها الحفل الكريم:
لقد تنوعت منشورات المكتب الإسلامي وتعددت وكثرت، لكنها كانت كلُّها مختارةً ونافعةً إن شاء الله.
 
لقد اعتنى ضيفنا الناشر الكريم بكتب التراث وجعل لها الأفضلية على الكتب الحديثة، وقد اعتنى بالعلوم الأساسية فكانت منشوراته في هذه المجالات:
1- علوم القرآن الكريم.
2- علوم السنة المطهرة والعقيدة الصحيحة.
3- تاريخ الإسلام وتاريخ رجالاته.
4- علوم اللغة العربية وآدابها.
5- الثقافة الإسلامية المعاصرة بشتى فروعها وألوانها.
 
واستمعوا إلى صاحب المكتب الإسلامي يوضح لكم رسالة مكتبه بالكلمة التالية التي بدأ بها فهارس مطبوعاته التي يصدرها كل سنة؛
بسم الله الرحمن الرحيم
اللهم اجعلني أهلاً لخدمة الإسلام الذي ارتضيته لعبادك:
بنشر كتابك وعلومه
وحديث نبيك وفقهه
وتاريخ أمتنا ورجالها
وتعميم العربية وآدابها
 
وبَعْث الدين من كل ذلك، وتقديم الثقافة الصالحة للناس، ليتسلحوا بالمعرفة والوعي، ويتبصروا بالعصر ومشكلاته، وينهجوا السبيل الأقوم اللهم يسِّر لي امري، وآخر دعائي أنِ الحمد لك يا رب.
* * *
أيها الحفل الكريم:
- لقد كان المكتبُ الإسلامي مدرسةً رائدة للتحقيق العلمي في بلاد الشام، لم يسبقه إلى هذا الأمر غيره، ولقد أخرج الكثير من كتب التراث محققة مخدومة ميسَّرة النفع. فقد أنشأه عالم مطَّلع، دأب على الازدياد اليومي من العلم منذ طفولته، وساعده جملة من العلماء، لقد كان له فضل السابق بهذه الأمانة الكبرى والمهمة العظمى، وقد لحقه في هذا المجال مؤسسة أخرى رائدة هي مؤسسة الرسالة التي أنشأها الأستاذ رضوان دعبول، ولحقتهما دار القلم التي أنشأها كاتب هذه السطور في دمشق، ولقد تخرج في المكتب الإسلامي عشرات المحققين، وانبثق منه عشرات المكاتب ودور النشر، بل والمطابع.
ومما يذكر لهذا المكتب الزاهر أنه فتح أبوابه لطلاب العلم والباحثين والمؤلفين، وسهّل عليهم الاستفادة من المراجع والمصادر التي تذخر بها مكتبته ومكتبة مؤسسه. والمكتب الإسلامي ولله الحمد، من دور النشر التي تُذْكر فتُشْكر وتُحمد فهو يحترم من يتعامل معه، ويؤدي لكل ذي حق حقه.
أيها الاخوة الكرام:
هذه لمحة عن جانب من جوانب ضيفنا الكريم، إنه ناشر رائد، صاحب رسالة، ورجل معطاء، يحتفي بطلاب العلم، وبالعلماء، ويبذل لهم الكثير، إنه من الرجال الذين تحملوا ما تحملوا من ضريبة هذه الصنعة المتعبة، صنعة النشر.
ودعوني أختم كلمتي بأن أبثكم بعض همومي كناشر، فأنتم أهل العلم والثقافة وأصدقاء الكتاب. وهذه الاثنينية يحرص عميدها على الإحتفاء بالكتاب والمؤلفين ويهتم بالكتاب ونشره، ولقد وزَّع الألوف من الكتب على ضيوفه وروّاد اثنينيته، بل لقد دخل عالم النشر ويهمه ما يهم زملاءه الناشرين. أذكر لكم ثلاثة هموم من هموم عالم النشر.
1- هذه الصنعة (صنعة النشر) هي في الأساس صنعة العلماء وطلاب العلم ولقد دخلها في هذا الزمان أميون لا يجيدون قراءةً ولا كتابة، وكل ما يعرفون تصنيع الكتاب وبيعه بصرف النظر عما يحصل في داخله من أخطاء وعيوب ومخازٍ. لقد سألت أحدهم عما يطبع فقال لي: إنه يطبع رواية أدبية كبيرةً للشيخ ابن كثير اسمها البداية والنهاية، وما درى الجاهل أن هذا الكتاب هو سرٌ عظيم في قصص الأنبياء، والسيرة النبوية والتاريخ الإسلامي لبضعة قرون.
2- تتعرض هذه الصنعة للقرصنة والسرقات الظاهرة والخفية، ولطالما طبع المزوّرون كتب غيرهم وباعوها وربحوا بها، وليس لهم فيها أي جهد، وطالما صفَّ المزوّر كتباً محققة مخدومة صنعاً جديداً ونسبوها لهم بعد إقتناص جهود الآخرين. أعرف محققاً فاضلاً أمضى أكثر من عشرين سنة في تحقيق كتاب كبير في علوم القرآن، وجاء المزور فصنَّعه كما هو وترك أخطاء المحقق كما هي، ونسبه له ولداره.
3- هذه الصنعة يتيمة تعاني ما يعاني اليتامى من الأوصياء الظَلمَة، فلا تجد سنداً لهم من كبير، ولا يرعاها ذو منصب خطير، ولا يتواصى أصحاب القرار بحمايتها بَلْه مساعدتها وتقديم العون لها!! أيها السادة: لقد بثثتكم بعض هموم صنعة النشر لنلقى المواساة والعون من أهل الثقافة والعلم، وليعرفوا مقدار ما نعاني نحن الناشرين. وختاماً: تحية لضيفنا الكريم وتحية لكم، ولعميد هذه الندوة التحية والتقدير، والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته.
 
 
طباعة

تعليق

 القراءات :582  التعليقات :0
 

الصفحة الأولى الصفحة السابقة
صفحة 145 من 187
الصفحة التالية الصفحة الأخيرة

من اصدارات الاثنينية

الاستبيان


هل تؤيد إضافة التسجيلات الصوتية والمرئية إلى الموقع

 
تسجيلات كاملة
مقتطفات لتسجيلات مختارة
لا أؤيد
 
النتائج