شارع عبد المقصود خوجة
جدة - الروضة

00966-12-6982222 - تحويلة 250
00966-12-6984444 - فاكس
                  البحث   

مكتبة الاثنينية

 
((كلمة صاحب السمو الملكي الأمير مشعل بن محمد بن سعود بن عبد العزيز آل سعود))
بسم الله الرحمن الرحيم، والصلاة والسلام على حبيبنا ورسولنا محمد وعلى آله وصحبه أجمعين، الحقيقة يشرفني أن أتكلم اليوم في اثنينية الشيخ عبد المقصود خوجه، وأشكر له دعوتي الكريمة أن أحضر وأستمع للدكتور شولتز، وكما أقدر للدكتور جميل مغربي تقديمه وعنايته، لهذه الأمسية المختلفة، أنا أول مرة أحضر اثنينية الشيخ عبد المقصود خوجه، وبالتالي، ليس عندي معلومات كافية عن سياساتها، وعن أساليبها، وعن طريقتها، ولكن الشيخ أعطاني خمس دقائق، ولكني أعتقد أن خمس دقائق لا تفي بالغرض فيما لو أردت أن أداخل بطريقة مقنعة ومفيدة، إنني أقدر أن أوصل الأفكار للإخوان الموجودين، لكني أضيف، وسأتكلم عن خواطر استطعت أن أستنتجها من كلام الدكتور شولتز، وكذلك سأسأل الدكتور شولتز، طبعاً الدكتور شولتز متخصص في اللغة العربية وواضح جداً أن كلامه كان واضحاً ومفيداً جداً، وعرض أفكاره بطريقة مبسطة، وبالتالي نقدر أن نحكم على منهجه بفهم اللغة العربية، ومن خلال منهجه في فهم اللغة العربية، الأحكام التي سيستخرجها من المفاهيم، وبالتالي سيحكم على العرب والمسلمين وكذلك على دين المسلمين. وإذا كان ممكناً طرح الأسئلة، فإنني أتوجه بالسؤال للدكتور شولتز، أنا أريد لو يتكرم علينا بشرح منهجه؟ كيف يفهم هو اللغة العربية، ما هو المنهج الذي يقدر من خلاله فهم مفردة اللغة العربية، لأنني أعرف إذا كان الدكتور شولتز يعرف هذا الشيء أولاً؟!، نحن كمسلمين، وبالذات كعرب، سبب اختلافنا في عالمنا الذي هو العالم الإسلامي والعالم العربي، أننا نفهم مفردات اللغة العربية بطريقة مختلفة، وكل واحد يفهم هذه المفردة بأسلوبه الشخصي، وبثقافته، وخلفيته الثقافية، وكذلك يدخل فيها هواه، ويدخل فيها تراثه، ويدخل فيها تراث المنطقة التي هو فيها، والبلد الذي هو فيه، فبالتالي تختلط الأمور في فهم اللغة العربية، وتختلف مفاهيم اللغة العربية، وخصوصاً في الدين، في غير أمور الدين الأمر ليس مهماً، بل بالعكس فأنا أعتقد أنها تنمي وتضيف إلى ثقافات الشعوب، وثقافات العرب والمسلمين، ولكن في الدين تعطي معلومات خاطئة جداً، وتزيد الهوة بين المسلمين، فبالتالي لم يعودوا قادرين أن يفهموا بعضهم، وهنا تبدأ الخلافات، لماذا؟ لأن علماء كل جهة من جهات المسلمين يفسرون المفردات بطريقة مختلفة، فبالتالي يفهمونها بطريقة مختلفة، وكلنا يعرف، لا أدري أتوافقونني أو لا توافقونني أن اللغة العربية هي لغة حية، وهي لغة مخلوقة، وبالتالي هي تتطور وتتقدم، وأن المفردة تأخذ معاني مختلفة مع الزمان والمكان، فبالتالي لو كل إنسان منا سيفهم اللغة بحسب مفاهيم عصره، سنكون قد بعدنا جداً عن مفاهيم القرآن، وكذلك لن نقدر على فهم الحديث، وكذلك لا نقدر أن نقيِّم أن الحديث، بمعنى أن هذا الحديث لن يفهم، هل هو حديث صحيح أو لا؟ أو هل كل الحديث صحيح أو جزء منه صحيح، هل فيه مفردة غلط، لأن مفهوم المفردات عند المسلمين مختلف تماماً، فلو أننا ننظر فقط للجزيرة العربية، سنجد فيه أننا أساس اللغة العربية، وعندنا نزل القرآن بلهجتنا نحن، وبقناعاتنا نحن، وحتى بتقاليدنا نحن، وإن كان هذا للعالمين، القرآن نزل للعالمين كلهم، لكن المفاهيم هنا ستبدأ، هنا تكون مختلفة قليلاً، أنا أعطيكم مثلاً، نحن نفهم النزول، الحقيقة حين أقول لكم نزل القرآن، كلكم سوف تفهمون نزل من مكان أعلى إلى مكان أوطأ، الحقيقة النزول هو التواجد، وليس بمفهوم القرآن، هو التواجد، أنه أوجد، وليس معناه أنه نزل من الأعلى إلى الأسفل، فهذه في حد ذاتها تعطينا مادة للاختلاف، تقول إنت: كيف فسرت هذا التفسير؟ هذا التفسير له طبعاً ليس في خمس دقائق نستطيع نحن أن نقوله، ولكن الذي نقدر على قوله جواباً على الشيخ عبد المقصود خوجه.
واضح أن عند الشيخ عبد المقصود خوجه أمل وعنده محبة، وعنده رغبة، وقد أبدى جهوداً خلال السنوات الماضية، ليقرب وجهات النظر بين المسلمين، ويقرب وجهات النظر بين المذاهب الإسلامية، وهذا بلا شك شيء محمود، ولكن أنا أقول للشيخ عبد المقصود، وأقول كذلك للدكتور شولتز، وأقول لكم جميعاً أنه سيكون صعباً جداً التقريب بين المذاهب الإسلامية، سيكون شيئاً مستحيلاً، إن نحن اتفقنا كيف نترجم، انتبهوا، ليس نفسر، نترجم كتاب الله جل جلاله، فإن اتفقنا على أسلوب ترجمة كتاب الله جل جلاله، نلاقي الأمور سهلة جداً، وفجأة تكون الأمور واحداً واثنين، وأربعة، وثمانية، وستة عشر، واثنين وثلاثين، وهلم جرا، يعني بسرعة سنبدأ نتقارب كلنا، نتقارب بهذه المفاهيم، وأنا من خلال اطلاعي، ومن خلال كثير من معلومات عملت جهداً عظيماً خلال السنوات التي مضت، أو الأعوام التي مضت حتى أكون دقيقاً في استعمال المفردة، فبالتالي لقيت أن اختلاف أغلبية المسلمين في هذه الناحية، فإن قدر المسلمون أن يرجعوا إلى لغة القرآن بمفهوم واحد، ويعتبروا اللغات التي سبقت اللغة العربية جزءاً منها، بمعنى أنهم يعتبرون السريانية والآرامية جزءاً من القرآن الكريم، ويعتبرون أن اللغة العربية الفصحى لم تأتِ كما يقول الأمريكان (out of the blue) لم تأتِ من الخارج، هي أتت نتيجة وابنة بارة، أخذت من اللغات المختلفة التي قبلها، وبالذات الآرامية والسريانية اللتين تقريباً تشبهان بعضهما، وهما من بعض حتى، وأخذنا مفردات معينة وخلطتها مع اللغة الحميرية، وبالتالي وصلوا إلى نتيجة هي العربية الفصحى، العربية الفصحى، الله جل جلاله، ترجمها، انتبهوا ما فسرها، ترجمها في الكتاب، ترجمها ترجمة عظيمة جداً، تكاد تكون مبهرة، وعلى أساس هذه الترجمة كثير من المسلمين نجحت دعواتهم.
ما كنت أريد قوله، ونسيته منذ قليل، أن كثيراً من المسلمين أخذوا معلومات بسيطة جداً من هذه الترجمة، أو آيات حتى، وأقاموا عليها دولاً، وأقاموا عليها ثقافات، وأقاموا عليها حضارات، وأقاموا ثورات فكرية، وثقافية، وسياسية، واقتصادية، واجتماعية، وثورات أقيمت عليها، ونحن بالذات آل سعود، نحن أخذنا من خلال أربع أو خمس مفردات أساسية في الكتاب أقمنا عليها ثلاث دول متتابعة خدمت الإسلام والمسلمين وخدمت العالمين، العالمين خدمتهم من خلال خدمة المسلمين، وتطوير شئونهم وتطوير خدماتهم، وكذلك من خلال الخير الذي أهدته للعالم، واليوم نُظلم، وإرهابيين، ويقولون عنا كذا، ونحن كذا، نحن وبلا فخر مسلمون، كمسلمين لا كمؤمنين، نحن كمسلمين نحن مجرد شعب من الشعوب الموجودة، سواء كانوا مسيحيين، أو سواء كانوا يهوداً، أو بوذيين أو غيرهم، ولكن نحن كمسلمين مؤمنين، نحن بركة على العالمين كمؤمنين، وحتى نكون مؤمنين، وبالأحرى نحن نتطور حتى نكون محسنين، يجب أن نصيغ قناعاتنا من أول وجديد، نصيغها مرة ثانية، وهذا يلزم له بحث، ويمكن أن يعطينا الشيخ عبد المقصود خوجه فرصة بالمرات القادمة، أن نلقي محاضرة بهذا الشأن، حتى نقدر أن نطلع بمنهج جديد ومفهوم جديد.
 
طباعة

تعليق

 القراءات :372  التعليقات :0
 

الصفحة الأولى الصفحة السابقة
صفحة 148 من 199
الصفحة التالية الصفحة الأخيرة

من اصدارات الاثنينية

جرح باتساع الوطن

[نصوص نثرية: 1993]

الاستبيان


هل تؤيد إضافة التسجيلات الصوتية والمرئية إلى الموقع

 
تسجيلات كاملة
مقتطفات لتسجيلات مختارة
لا أؤيد
 
النتائج