شارع عبد المقصود خوجة
جدة - الروضة

00966-12-6982222 - تحويلة 250
00966-12-6984444 - فاكس
                  البحث   

مكتبة الاثنينية

 
((الحوار مع المحتفى به))
الأخت منى مراد:
بسم الله الرحمن الرحيم، والصلاة والسلام على أفضل المرسلين، سيدنا محمد صلى الله عليه وسلم، أصحاب المعالي، أصحاب السعادة، السيدات والسادة، السلام عليكم ورحمة الله وبركاته.
السفراء قدوة لبلادهم، يتناقل العالم أخبارهم، وترصدهم الأبصار في حلهم وترحالهم، وضيفنا الليلة، سفير فوق العادة، وقدوة على مستوى المجتمعات العربية والغربية، بتصرفاته وحواراته، وعطاءاته في خدمة الإسلام والمسلمين، عاش في بلدان متعددة، واكتسب خبرات وثقافات متنوعة، ما تواجد في مكان، إلا وترك فيه بصمة، وازداد في قلوب الناس محبة، أقام علاقات متميزة في البلدان التي عمل فيها، وهو دبلوماسي محنك، وسياسي متمرس، له طريقته الخاصة، وأداؤه الجميل، وفي الوقت الذي هاجم فيه العالم الغربي الإسلام، وسعى بكل ما أوتي من قوة لتشويه الصورة السليمة والسلمية للإسلام والمسلمين، وقف ضيفنا الكريم متصدياً لتلك الدعاوى، رافعاً شعار الإسلام هو التسامح، وأخذ ينادي للحوار بين أتباع الديانات المختلفة، إنه معالي الدكتور السفير فينيامين بوبوف، مدير مركز شراكة الحضارات، اسمحوا لي بداية أن أفتح باب الأسئلة بسؤالٍ مني:
لك عدة مؤلفات في العلاقات الدولية جمعت فيها حاصل تجربتك في المجال الدبلوماسي، كيف ترى واقع العلاقات الخارجية بين الدول العربية والغربية؟ وكيف يمكن تحقيق التسامح والتعايش السلمي بين تلك البلدان؟ شكراً.
سعادة السفير فينيامين بوبوف: هذه كانت كلمة رقيقة جداً، أنا لا أستطيع أن أتكلم بنفس اللغة الجميلة جداً، للأسف، لكن في اعتقادي أن أشياء كثيرة تتعلق بجهود الناس، أنا أود أن أشير إلى نقطة مهمة، فخلال ثماني سنوات تقريباً، كانت السياسة الأمريكية أثناء إدارة بوش، مؤسسة على شعار: حرب ضد الإرهاب، هذه في الحقيقة كانت حرباً على العالم الإسلامي، فالرئيس الجديد باراك أوباما، يفهم الإسلام على نحو أفضل، وهو في الواقع ألقى كلمة في القاهرة، في السنة الماضية، كلمة جيدة قال: نحن نريد أن تكون لدينا علاقات ودية مع العالم الإسلامي.
هذه الكلمة لها معنيان: الأول هذا دليل على وزن العالم الإسلامي، فلا يمكن لأحد أن يتكلم مع العالم الإسلامي من موقف القوة، هذه نقطة، النقطة الثانية، من هذا يبدو أن النوايا كانت طيبة، لكن الأفعال تختلف عن الأقوال، فهناك مثلاً إقرار السلام العادل والوطيد في الشرق الأوسط، هذا الشيء صعب جداً، لا بد من القيام أو بذل جهود جميع القوى، وجميع الدول، ليس فقط الولايات المتحدة الأمريكية، لا بد من مشاركة القوى الأخرى والدول الأخرى، والأمم المتحدة.
كما قلت لا يمكن فرض الأمور بالقوة، لا بد من وضع الأسس، أسس عقلانية عادلة لإيجاد هذه الحلول، فبالنسبة للعالم الإسلامي، حبذا لو تغيرت سياسة العنف الغربية، يكون هذا أفضل، لكن نحن نرى أن العملية مستمرة بالنسبة للضغط على المسلمين، مثلاً: الاستفتاء في سويسرا، وسويسرا معروفة بتسامحها، دائماً كان الناس جيدين، وهناك أربع لغات رسمية، حتى مع اللغات الرسمية الأربع، سويسرا صغيرة نسبياً، عدد سكانها سبعة ملايين وأكثر بقليل، بينهم فقط أربعمائة ألف مسلم، ومع تسامحهم فالسكان صوتوا ضد منارة المسجد، إلى جانب هذا تجتاح أوروبا هذا العام موجة ضد الملابس النسائية: الحجاب في فرنسا مثلاً، حل هذه المشكلة يساعد على توطيد المصالح الكونية لفرنسا، أنا أصفق لهذا، لكن هذا ليس مشكلة رئيسية في اعتقادي، فلهذا السبب هنا الهدف إقامة العلاقات الودية هذه العملية دائماً صعبة، وتتطلب جهوداً من الجانبين، لا يمكن بناء الجسر من جانب واحد، ولا يمكن التصفيق بيد واحدة.
الدكتور عرفة حلمي عباس من جامعة الملك عبد العزيز، يقول:
سعادة السفير الدكتور بوبوف، من واقع معايشتك للواقع العربي، باعتبارك كنت سفيراً في العديد من الدول العربية، كيف ترى الواقع العربي بسلبياته وإيجابياته، هذا سؤال، والسؤال الأخير، ما توجيهاتك للتعامل مع تلك الحملة الشرسة من الغرب على العرب والمسلمين، وشكراً.
سعادة السفير فينيامين بوبوف: العرب قوة جبارة، الإحصائيات الأخيرة تقول إن العرب ثلاث مائة وستين مليوناً وأكثر بقليل، وهم أكثر من سكان الولايات المتحدة الأمريكية، ويشكلون أمة كبيرة، الدخل القومي أكثر من تريليونين ونصف، المكان الأول بينهم للمملكة، وهذه يعني قوة جبارة، لو وحدت الجهود، في اعتقادي هذا سيكون نجاحاً كبيراً للعرب، لأن هناك وسائل جيدة للتضامن العربي، لتنسيق العمل، هناك القمم، قمم دورية، قمم كل سنة، القمة القادمة ستكون في ليبيا بعد أسبوعين أو ثلاثة أسابيع، هذه الفرصة جيدة لتنسيق السياسة وإلى آخره، في اعتقادي لو كان هناك وحدة في الموقف العربي، هذا سيؤثر على كل القوى الأخرى. مهما كانت، لأنهم قوة جبارة، لديهم نفط وغاز، وعندهم أموال، إذا توفر العزم أعتقد أن الأمور ستتغير، لهذا أنا أكرر ضرورة وحدة العمل ووحدة الجهد.
الأستاذة منى مراد، تقول:
عملت سفيراً لجمهورية روسيا لدى الدول العربية، ما الاستفادة التي حققتها خلال تلك السنوات الطوال؟ شكراً لك.
سعادة السفير فينيامين بوبوف: شكراً لهذا السؤال، أنت تعرفين، في كل الدول التي اشتغلت فيها عاشرت أصدقاء كثيرين، وأعتقد أن هذه أكبر ثروة بالنسبة لي، هؤلاء الأصدقاء!! أنا فخور بهؤلاء الناس، وبصداقة هؤلاء الناس، شكراً.
الأستاذ خالد المحاميد، جريدة الوطن، يقول:
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، سعادة السفير، لعلك قرأت كتاب الأمريكي بيون كينان عن موت الغرب، وأنت أوردت بعض الإحصائيات عن تزايد مواليد الأسرة المسلمة في الغرب، وأنها سترجح العدد السكاني لصالح المسلمين، هناك من يقول من المثقفين العرب عموماً إن خموله على مستوى الفكر والسلوك، سيأتي من الغرب وليس من الشرق، ما هو اعتقادكم في صحة هذه المقولة أو خطئها؟.
سعادة السفير فينيامين بوبوف: سؤال مهم، وصعب قليلاً، يمكن أن أقول رأيي الشخصي البحت، في اعتقادي كل الأجوبة ستأتي من الشرق، فالحضارة مهما قويت ليس لها نفس العزم ونفس الإلحاح كالحضارات الأخرى، نحن نقول حضارات شابة، مثل الحضارة الإسلامية، الحضارة الهندية، أمريكا اللاتينية وإلخ، الآن تغير ميزان القوة، سائر بسرعة عجيبة، بعد خمس سنوات، ربما تظهر دلائل لكل واحد، قد يرى بأم عيونه في الواقع الحضارات الأخرى تلعب دوراً مهماً في السياسة الدولية، إذا تيسر لنا البقاء على هذا الكوكب، هذا يعني أنه فقط الجهود الجماعية يمكن أن تؤدي لتحقيق الأهداف المنشودة. تجنب الحروب، وتأمين الحياة السعيدة للشعوب، لا أعتقد أنه سيكون لمسلمي الغرب الدور الفعال على المستوى الفردي، لكن في اعتقادي سيكون هناك مراكز إسلامية قوية جداً، ومع هذا لا بد للمسلمين في الغرب من أن يساهموا مساهمة فعالة في إيجاد الحلول، لأن عندهم معرفة الحضارة... وإذا كان الشخص يعرف حضارتين أو ثلاث له طبعاً أفضليات كثيرة، فمعرفة ثقافات الأديان الأخرى، هذه ثروة ليس له قيمة.
الأستاذ إحسان صالح طيب، يقول:
بسم الله الرحمن الرحيم، سعادة السفير، الدبلوماسية بين الحكومات من سماتها البغض، الشك، التبعية لمجموعات وراء مجموعة، التغير السليم، لكن الدبلوماسية الشعبية من سماتها الثبات، والصدق، والبناء على أسس الدين بروابطه القوية، والاتجاه على الوحدة الدينية، كيف يمكن دعم الدبلوماسية الشعبية بين الدول الإسلامية وروسيا، خاصة وأن منظمات المجتمع المدني، تعيش أوج ازدهارها في هذا القرن؟.
سعادة السفير فينيامين بوبوف: سؤال جيد، في الواقع بدون دبلوماسية شعبية نحن لا يمكن أن نحقق الأهداف المنشودة، لأنه في قرن العولمة، أصبح الوقت ضيقاً جداً، والمسافة قصيرة للغاية، وللدبلوماسية الشعبية دور هائل وجبار، بدون اتصالات بين السيدات، الشباب، التلامذة، الطلاب، إلى آخره، لا يمكن أن نشيد بناءً شامخاً وعالياً، لا نستطيع أن نفعل شيئاً، مثلاً في بداية جلستنا هنا ناقشنا موضوع السياحة، هذا شيء ضروري، لكن بدون زيارة روسيا وبعض المناطق التاريخية عندنا، لا يمكن لأحدنا أن يفهم طبيعة روسيا، نفس الشيء يحصل هنا، فبدون معرفة جدة أو مكة المكرمة، أو المدينة المنورة عن كثب، لا يمكن للواحد منا أن يفهم الطبيعة الحقيقية للإسلام، هذه الأشياء تؤثر على العقل والقلب، وبدون هذه الوسائل لا يمكننا تحقيق السلام، والاستقرار والأمن الحقيقي، فالدبلوماسية الشعبية، هي قبل كل شيء زيارات، ووفود مختلفة، أو شباب ورجال الأعمال، يعني كل الفئات، بدون هذا لا يمكن أن نسير إلى الأمام.
الدكتورة أفنان الريس، تقول:
ما أهم جهودكم بالتعاون مع منظمة المؤتمر الإسلامي للتصدي لظاهرة تشويه الإسلام التي عمت العالم الغربي؟.
سعادة السفير فينيامين بوبوف: بالنسبة لمنظمة المؤتمر الإسلامي، أود أن أقول كلمات طيبة جداً حول هذه المنظمة، الأمين العام السيد أكمل الدين إحسان أوغلو الذي أعتبره صديقاً لي، هو راجع للدولة الحقيقية، له رؤية إستراتيجية، ويفهم أشياء كثيرة، يمكنني أن أضرب مثلاً عملياً، أنتم تتذكرون ما يسمى بفضيحة الكاريكاتير عن رسولنا محمد (صلى الله عليه وسلم)، كان هذا أثناء وجودي في جدة، فالسيد الأمين العام البروفيسور أكمل الدين إحسان أوغلو، كنت في ذلك الحين سفيراً، ولي اتصال مع المنظمة، جئت من موسكو، فقد استدعاني، وقال عندنا معلومات أن بعض الصحف الروسية تنوي أن تنشر هذه الكاريكاتير، أنا قلت: إن هذا غير صحيح، لأن هذا لا يمكن، لكن بالرغم من هذا أنا سأبوح ببعض أسرار الدولة، أنا أرسلت برقية عاجلة إلى موسكو بأن هذه الشكوك موجودة، فالرئيس بوتين كان ذلك الحين رئيساً للدولة الروسية، هو رد على هذه البرقية، فكانت هناك تعليمات صارمة جداً، فحتى محررة واحدة في جريدة صغيرة، في المنطقة التي تقع على بعد خمس مائة كيلومتر من موسكو، سعت إلى إمكانية نشر هذه الرسوم الكاريكاتيرية، فكانت لها عقوبات شديدة جداً، وطبعاً ليس هناك جريدة في روسيا نشرت هذا الكاريكاتير، هذا هو المثل العملي لعمل مشترك وجماعي لروسيا ومنظمة المؤتمر الإسلامي، ونحن مراقبون في هذه المنظمة.
الأستاذ كفاح عبد الباقي، يقول:
السلام عليكم سعادة السفير، نشعر أن تحرك روسيا على المسرح الدولي، أقل من وزنها الحقيقي، هل تشاطروننا هذا الرأي؟ وما هو سبب ذلك؟.
سعادة السفير فينيامين بوبوف: أنا لا أشارك هذا الرأي صراحة، لا أدري السبب لمثل هذا الانطباع، أود أن أقول: طبعاً روسيا لها، وليس الاتحاد السوفياتي، لأن روسيا كانت مكونة من خمس عشرة جمهورية، بقيت جمهورية واحدة، روسيا، طبعاً أكبر الجمهوريات، لكن الآن لدينا أربع عشرة دولة مستقلة أخرى، وربما بات الثقل الروسي أقل، لكنني أكرر أن روسيا تمتلك أسلحة نووية وإبادة بالجملة، وللأسف نحن صنفنا أسلحة بكميات كبيرة، على قدم المساواة مع الأمريكيين، هذا كاف للقضاء على هذا الكوكب، خمس عشرة مرة، في اعتقادي مرة واحدة كافية، الآن نناقش موضوع: كيف نتفق بالنسبة للتخفيض اللاحق لهذه الأسلحة، إن شاء الله سنوقع هذه المعاهدة خلال هذه السنة.
بالنسبة للإمكانيات الروسية، كان عندنا إصلاحات كبيرة، قبل هذا كان عندنا نظام شيوعي، وكان ضد كل الأديان، الآن عندنا نظام آخر، فهذا التغيير من نظام إلى نظام، عملية صعبة جداً، خاصة أنها تتطلب تغيير تفكير الناس، هذه العملية سهلة فقط في الأقوال، لكن في طبيعتها تحتاج إلى الصبر وإلى وقت طويل، طبعاً أحياناً إذا ساد هذا الانطباع، هذا يعني أنه علينا نحن أن نصحح شيئاً في سياستنا، ولكن أود أن أشير إلى هذه النقطة المهمة: أن روسيا ستلعب دورها في الميدان الدولي، وروسيا تدافع عن العدالة، وعن مبادئ الشرعية الدولية، هذان المبدآن، مهما كانت الأمور، سيستمران إلى الأبد إن شاء الله.
سعادة السفير محمد أحمد طيب: أمامي في الواقع العديد من الإخوان الذين طلبوا الأسئلة، ونظراً لضيق الوقت ولم يبق سوى أربع دقائق، نعطي سؤالاً واحداً لقسم السيدات، وسؤالاً لقسم الرجال.
الأستاذة بثينة شاكر من الجامعة العربية المفتوحة، تقول:
ما هي أهم برامج مركز شراكة الحضارات، وما أهم الإنجازات التي حققها حتى الآن؟.
سعادة السفير فينيامين بوبوف: أود أن أقول ملاحظة واحدة، في اعتقادي أن الأسئلة من السيدات أفضل من الأسئلة من الرجال، فشراكة الحضارات هذا شيء صعب، هذا طبعاً نحن نريده ونرغب فيه، لكن صعب تحقيقه، لقد نشرنا بعض الكتب حول التسامح، بالإضافة إلى بعض المقالات، وعملنا بعض المؤتمرات، والآن نشتغل في كتاب من مائة صفحة تقريباً، إن شاء الله سيتيسر لنا تحت مظلة مجموعة الرؤى الإستراتيجية، هذا الكتاب باللغة البسيطة جداً، يشرح لماذا تكونت الحضارات والأديان المختلفة، فيشرح أن هذه الحضارات والأديان قائمة على التعاون والتعامل، وليس على الاصطدام، سننتهي في نهاية السنة من هذا الكتاب، وإذا كان الكتاب جيداً، سنترجمه إلى بعض اللغات العالمية، الإنجليزية والفرنسية.. وإلى آخره، لأننا نعتقد أن هذا مهم للشباب وللأطفال أن يفهموا أن في جذور المجتمع الإنساني، ليس هناك حتمية للصدام بين الحضارات، على العكس هناك حتمية تعاوننا لبقاء الحياة على هذا الكوكب، لأن عندنا كوكب صغير وجميل، فعلينا أن نعطي هذا الكوكب لأحفادنا بشكل جيد.
الأستاذ الدكتور محمود زيني، يقول:
بسم الله الرحمن الرحيم، نشكر سعادة السفير الدكتور فينيامين بوبوف، ونحن نحتفي به في هذه الليلة المباركة في اثنينية الأستاذ عبد المقصود خوجه، وتحت ريادة سعادة السفير محمد أحمد طيب، فأهلاً بكم ومرحباً في هذه الاثنينية المباركة. سعادة السفير قبل عدة عقود قرأنا للسفير عبد الله دولتشين، في رحلته إلى بلاد الحرمين، وقد عبر في هذه الرحلة عن جهود طيبة مباركة كانت تقدمها روسيا لأهل الحرمين، إنشاء مدارس، وبعض الأشياء الطيبة لأهل المدينة ومكة، الجهود التي قدمتموها تذكرنا بجهود عبد الله دولتشين، كيف ترون ذلك، والحقيقة نحن سعدنا بما ألفتم عن البلاد العربية، وما قدمتم في جميع السفارات التي كنتم تمثلون بلدكم فيها، حياكم الله، وجزاكم الله خيراً؟ وشكراً.
سعادة السفير فينيامين بوبوف: عندنا عدد كبير من المستشرقين، الناس الذين يتكلمون اللغة العربية أحسن مني كثيرون، وأعتقد هذا مكسب لروسيا، لأن الحضارة العربية حضارة عريقة، حضارة لها جذور، ولها إنجازات كبرى، فالآن العلاقات مع العالم الإسلامي، ومع العالم العربي تتطور يوماً بعد يوم، أنا لا أدري، أنتم تعرفون، كان عندنا عدد الحجاج قبل خمس وعشرين سنة عشرين حاجاً، من كل الاتحاد السوفياتي، الآن عندنا من روسيا عشرون ألفاً، يجوز أنكم تعرفون، على الأقل، أن سبعة أقمار صناعية سعودية أرسلت إلى الفضاء بصاروخ روسي، فهذه الأمثلة كثيرة، ليس فقط بالمملكة ولكن بالدول الأخرى أيضاً.
عندنا علاقات جيدة تجارية مختلفة مع تقريباً كل الدول العربية، فهذا شيء ممتاز لأن هذا دليل على أن هذه العلاقات ستزداد قوة يوماً بعد يوم.
عندنا إقبال جيد على تعلم اللغة العربية في روسيا، عندنا إقبال جيد على دراسة الإسلام في روسيا من قبل فئات مختلفة، خصص مكان للسيدات في مركز الشراكة، عندنا هناك بعض الطلاب يحضرون كل سنة ليس من موسكو فقط، بل من مناطق تبعد أكثر من ألف كيلومتر، وألفين كيلومتر من موسكو، هؤلاء الناس كالعادة هم حريصون على دراسة اللغة العربية؛ لأنهم يريدون أن يفهموا الحضارة الإسلامية قبل كل شيء، ولفهم هذا لا بد من قراءة القرآن الكريم باللغة العربية، وهذا حافز كبير للشباب، واللغة العربية ليست سهلة للروس، والأمر في حاجة لجهود مستمرة شاقة ودؤوبة، وهذا شيء جيد، في اعتقادي عندنا مستشرقون كثيرون، عندنا في اليمن مثلاً، في المملكة ليس لدينا، في اليمن عندنا بعثتان علميتان، وفي حضرموت وهم اكتشفوا أشياء قديمة، وفي سوقطرة فتحت بعثة روسية علمية للعلم، فهذه الأمثال كثيرة.
أعتقد أن للمستشرقين الروس دوراً كبيراً في تطوير هذا العلم، علم الاستشراق، عندنا معهد الاستشراق، بعد سبع سنوات، نحن سنحتفل بذكرى مائتي سنة لمعهد الاستشراق الروسي، في هذا المعهد للاستشراق عندنا أكثر من خمس مائة عالم، بدرجة دكتوراه وبروفيسور، فهذا المركز كبير جداً، في اعتقادي أن لروسيا دوراً كبيراً في علم الاستشراق، يعني عامة لدراسة الشرق، لدراسة العالم الإسلامي، عندنا نفس الشيء مع الهند، ومع الصين ومع دول شرقية كثيرة، الشمس تأتي من الشرق.
سعادة السفير محمد أحمد طيب: قبل أن نختتم، وردني تعليق طريف من الدكتور توفيق الرحيمي، يقول: السبب أن الأسئلة الجيدة من القسم النسائي لأن اليوم هو يوم المرأة العالمي.
 
طباعة

تعليق

 القراءات :453  التعليقات :0
 

الصفحة الأولى الصفحة السابقة
صفحة 134 من 199
الصفحة التالية الصفحة الأخيرة

من ألبوم الصور

من أمسيات هذا الموسم

الدكتور سعيد عبد الله حارب

الذي رفد المكتبة العربية بستة عشر مؤلفاً في الفكر، والثقافة، والتربية، قادماً خصيصاً للاثنينية من دولة الإمارات العربية المتحدة.