الاثنينية ::المكتبة

مكتبة الاثنينية

> > > > كلمة سعادة الأستاذ الدكتور جميل مغربي

((كلمة سعادة الأستاذ الدكتور جميل مغربي))

بسم الله الرحمن الرحيم، لا أود أن أكرر نفسي، لكن أود أن أقول كليمات.

أولاً أنا سعيد أن يرعى هذه الأمسية سعادة السفير محمد أحمد طيب، فله تاريخ في الدراسات التاريخية، وله تاريخ في الحقل الدبلوماسي، فبالنسبة لي فنحن شخص واحد في جسدين، فقد كنا نذهب إلى المدرسة الثانوية معاً، ونعود معاً، ونقضي فسحتنا معاً.

في هذا الإطار الدبلوماسي، أود أن أشير إلى أن أول دولة اعترفت بالمملكة العربية السعودية عند قيامها وتوحيدها، كان الاتحاد السوفياتي في الواقع، وهذه معلومة تاريخية يحسن أن نوردها في هذه المناسبة، أنا سأعود بكم إلى رحاب قد عشتموها، وهي حينما كنا نذهب إلى الحرم، أود أن أصور كيف كنا على درجة من التدين، ودرجة من التسامح، كنت أجتاز وأنا كنت أسكن في علياء، وخير مكة عواليها، كنت أذهب عبر سوق الليل، ثم القشاشية، ثم إلى الحرم، وسعادة القنصل يتذكر حينما ذكرت في مناسبة سابقة ذلك، كانت في "الفترينات" في مكتبة الثقافة، مكتبة الأستاذ صالح جمال -رحمه الله- ومكتبة الفدا، وبقية المكتبات كلها، المفارقة الكبرى هي أننا كنا نقرأ عناوين القصص الروسية آنذاك: الجريمة والعقاب، الإخوة الأعداء، وكثير منا قرأوا دوستوفسكي، وتولستوي، ومكسيم جوركي، وأنا أتحدث، وما أود أن أكرر ما تحدثت به في لقاء سابق عن الدكتور أنطوان تشيكوف، وتحدثت عن قصته الحوذي والحصان، والحفاظ، وكيف كان يستهوي كثيراً من الشباب هذا التوجهُ القصصي، الأدب الروسي كان له حضور مؤثر في مناخنا، كنا في ذات الوقت على درجة كبيرة من الالتزام الديني، ولله الحمد.

أود أن أشير إلى قضية أخرى، سعادة السفير أشار إلى الجانب الموسيقي، أنا أود أن أذكركم بفترة بعد المغرب من أيام رمضان، كنا نستمع إلى ألف ليلة وليلة، وأنا أكرر هذا أيضاً، ألف ليلة وليلة هي موسيقى ريمسكي كورساكوف الروسي، ولا زالت جزءاً من تكويننا الثقافي، أيضاً كراتشكوفسكي، تخصيص في تحقيق البديع لابن المعتز، والكتاب موجود في مكتبتي في واقع الأمر، هذه القضايا، أذكر أنني كتبت مقالة بعنوان مطبخ العولمة، كنت أشير إلى المطبخ المكي، وإن كان في الواقع يمكن تعميم هذه الصورة على بقية مناطق المملكة، وكان يطلق عليه (المركب)، لأنه يقوم على فكرة التركيب، وكان غنياً، الآن بشيء من السرور الحقيقة، أقول لو خرج أحد منا من ها هنا، وخاصة حراء، سيجد المأكولات الروسية متوفرة، الأرز البخاري، اليغمش، المنتو إلى جانب الكبسة السعودية، إلى جانب الجريش السعودي، إلى جانب السلطات اللبنانية، إلى جانب المشويات التركية، هذا مناخ تسامح، ومناخ تفاعل، مناخ حضاري ببعده العميق.

أود أن أنتقل إلى نقطة أخرى تسر الحضور، وهي أن الاثنينية كما تعلمون كان لها حضور مؤثر في هذا الأسبوع أو الأسبوع الماضي، حينما ذهب سعادة الشيخ عبد المقصود إلى الرياض، وألقى كلمة نيابة عن المنتديات الثقافية، واستلم جائزة عن الاثنينية، حقيقة هو هاتفني في يوم الاثنين وكنت في الحرم المكي، وألححت عليه بذهابه لاستلام الجائزة، رغم أنه شكى إلي أن ظروفه الصحية لا تسمح له بذلك، لكن قلت له تحامل على نفسك، فيبدو أنه ضاق ذرعاً بي، فقال لي: يا جميل أنا أذكر لك، وأنت تقول لي: تحامل!! قلت له: لا، أود أن تذهب بنفسك، لسبب آخر هو المفوض من قبل المنتديات لكي يلقي خطاباً، وأيضاً كان يسرنا جميعاً أن يستلم الجائزة باسم الاثنينية.

الشيء الآخر أن لي ورقة عمل، ربما سمعتم عنها، ألقيتها يوم الجمعة عن منتدى الاثنينية، مشاركة مع بعض الإخوة الذين يتحدثون عن المنتديات الأخرى، ضمن نشاطات معرض الكتاب الدولي بالرياض، فالاثنينية كان لها حضور مؤثر وبارز خلال هذا الأسبوع ولله الحمد والمنة، فالتهنئة لكم، والتهنئة أيضاً لشيخنا عبد المقصود، الحقيقة أنه لا بد أن أشير أنني طالبته مطالبة بأن تسند فكرة التصاريح إلى وزارة الثقافة، باعتبارها الجهة المتجانسة والمتلائمة مع الفكرة الثقافية، أيضاً طالبت من ذلك المنبر بتكريم الشيخ عبد المقصود في الجنادرية، أنا أعلم أن هذا المطلب لكم جميعاً.

أود أن أقرأ أيضاً صفحتين كتبهما الشيخ عبد المقصود، اعتبر كثيرٌ من المثقفين الاثنينية جسراً للتواصل بين المثقفين داخل وخارج المملكة، وحققت خلال مسيرة ثمانية وعشرين عاماً، جوانب مهمة من إستراتيجيتها العامة في الاحتفاء والتكريم، والتوثيق بمختلف الوسائط، وأهمها النشر، فأنجزت الاثنينية توثيق فعاليات تكريم أكثر من أربع مائة عالم ومفكر وأديب من مختلف أنحاء العالم، كما أرست موقعاً في شبكة الاثنينية www.alithnainya.com، بكل الإصدارت التي نشرت تحت مظلة كتاب الاثنينية، إضافة إلى سلسلة فعالياتها تحت سلسلة أمسيات الاثنينية، وقد تم حتى الآن رصد أربعة وستين عنواناً في مائة وستين مجلداً، في تسعة وسبعين ألف وثمانية وستين صفحة، وسبعين ألف ومائتين وثمانٍ وستين صفحة، وثلاثة آلاف ومائتين واثنتين وعشرين صورة، وما زال العمل مستمراً.

ومن محطات الاثنينية البارزة حصولها على جائزة التميز الثقافي من صاحب السمو الملكي، أمير منطقة مكة في دورتها الأولى بتاريخ 2/5/1430هـ الموافق 26/5/2009م، كما كرمها معالي الدكتور عبد العزيز محي الدين خوجه وزير الثقافة والإعلام ضمن فعاليات معرض الكتاب بالرياض بتاريخ 16/3/1431هـ الموافق 8/3/2010م، وكلا التكريمين مجير لضيوفها وروادها الأفاضل، والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته.

سعادة السفير محمد أحمد طيب: بدورنا نهنئ الوجيه الشيخ عبد المقصود خوجه على هذه الجوائز، ونهنئ الاثنينية ونهنئ أنفسنا أيضاً، الآن دور الحوار بينكم وبين المحتفى به فينيامين بوبوف، أعتقد نعطي الفرصة أولاً للسيدات.