شارع عبد المقصود خوجة
جدة - الروضة

00966-12-6982222 - تحويلة 250
00966-12-6984444 - فاكس
                  البحث   

مكتبة الاثنينية

 
((الحوار مع المحتفى بها))
الأستاذة دلال عزيز ضياء: شكراً للدكتور عبد الله مناع على مداخلته الجميلة وقد يسمح لي العم عبد المقصود بتعليق بسيط هو ربما كان يسميها "ولادة بنت المستكفي"..
الشاعرة أشجان الهندي: هذا أُطلِق في الخرطوم في المشاركة الأخيرة.
الأستاذة دلال عزيز ضياء: إذن الآن نفتح مجال الأسئلة. لدي سؤال من سعادة الفريق المتقاعد عبد العزيز بن محمد هنيدي عضو الجمعية الوطنية لحقوق الإنسان بالرياض...
بسم الله الرحمن الرحيم، الدكتورة الشاعرة أشجان في الحقيقة الأبيات الشعرية التي ذكرتها كانت جميلة جداً خاصة حين وصفتِ تعامل الإنسان مع السيوف، وكيف يحول هذه السيوف إلى ألحان. سؤالي: لوحظ ذكر الأمطار والسحب في شعرك، ورغم جمال ذلك إلا أننا نرغب في معرفة الدوافع وراء ذلك؟ وشكراً.
الشاعرة أشجان هندي: شكراً جزيلاً على السؤال، ولقد سُئلت هذا السؤال أكثر من مرة في الحقيقة.. إن المطر مفردة قريبة جداً من نفسي وفي شعري تكاد تكون لازمة، باختصار وبساطة شديدين فقط أنا أحب المطر، المطر الخصب والنماء الآتي.. القادم.. الحياة، أنا أحب الحياة جداً ومتشبثة بها جداً، في كل الأحوال وفي كل الظروف، وقبل المطر يأتي دائماً الرعد والغيوم في لحظة ما قبل التجلي وهطول المطر، فتكون حالة شبيهة بحالة الولادة وحالة التعب الشديد، بعد هذا التعب الشديد يأتي المطر ولعله أيضاً رمز للتفاؤل لدي، بأنه دائماً بعد المعاناة وبعد الأزمات وبعد التعب الشديد يأتي الفرج ويأتي اليسر من رب العالمين.
الأستاذة دلال عزيز ضياء: إذن الآن تتفضل الزميلة نازك الإمام من قسم السيدات لإلقاء السؤال المخصص للسيدات بالتعاقب.
الأستاذة نازك الإمام: بسم الله الرحمن الرحيم، والحمد لله رب العالمين والصلاة والسلام على أشرف المرسلين سيدنا محمد صلى الله عليه وسلم.
أصحاب المعالي.. أصحاب السعادة.. أيها السادة والسيدات.. السلام عليكم ورحمة الله وبركاته.
أتيتك طوعاً.. وكرهاً أتيت
وجوعاً أتيت.. وحباً وحرباً وسلماً أتيت..
أتيت وكلي وجوهٌ تموج.. تفور على مهجع الصمت تناسل من رحم الوقت أيعرفني القوم؟
نعم..
إنها امرأة سعودية في الربيع الثالث من عمرها.. الشعر والنقد والثقافة عالم ثلاثي تقطن فيه وتديره، شعرها الرائع بروعتها، عذب كعذوبتها، فهي رائعة والأروع شعرها، راقية برقي شعرها والأجمل من هذا وذاك حين تقرأ لها نصوصاً "للحلم رائحة المطر". إنها الدكتورة أشجان هندي المحاضرة بقسم اللغة العربية بجامعة الملك عبد العزيز بجدة والتي اهتمت بتوظيف التراث في الشعر السعودي المعاصر.
وصف قصائدها البعض بأنها إنسانية بحتة وقالوا عنها أيضاً هي علامة بارزة في المشهد الشعري السعودي، وأنها الشاعرة باقتدار، وصفها الشاعر الدكتور غازي القصيبي بأنها أفضل شاعرة عربية معاصرة.
مرةً أخرى باسم جميع الحاضرات هنا من القسم النسائي نرحب بفارسة هذه الاثنينية سعادة الدكتورة أشجان هندي، سعداء بأننا في هذه الليلة شاركناها العيش في عالمها الشعري الجميل والخاص بها؛ لننهل من علوم شعرها وفنها وبحورها المختلفة. نبدأ في طرح الأسئلة والسؤال بداية مع الدكتورة أفنان الريس، تفضلي.
يلاحظ المتتبع للشعر النسائي السعودي ظاهرة التحول من الشعر إلى الرواية والذي أصبح يمثل علاقة بارزة لكثير من الشاعرات السعوديات، ولدينا منهن الكثير، بدأن بالشعر وانتهى بهن المطاف إلى كتابة الرواية. تُرى أين تجد الدكتورة أشجان هندي نفسها وهل تسير على الخطى نفسها، وتتحول في ما بعد إلى روائية؟ شكراً.
الشاعرة أشجان هندي: شكراً على السؤال.
الأبيات لامرىء القيس وتقول:
أجارتنا إن الخطوب تنوب
وأنت مقيم ما أقام عسيب
أجارتنا إنا غريبان ها هنا
وكل غريب للغريب نسيب
"وأنا مقيم ما أقام عسيب على الشعر" ولا أتصور ولا أجد نفسي حتى اللحظة، وربما سبحان الله الإنسان يتبدل في كل شيء سبحان من له الدوام على حالٍ واحدة، ولكن لا أجد نفسي إلى الآن إلا في الشعر، وهذا ما أتصور أنني ثابتة عليه في الوقت الحاضر، لن أقول لن أُغير لكن هذا ما أراه في نفسي، لأن الشعر بالنسبة لي هو مشروع لم يكتمل، أنا لم أكمل مشروعي الشعري حتى أنتقل إلى الرواية، وليست المسألة مسألة تجريب، أي أجرب قلمي هنا وهناك، وأكتب هنا وهناك، أنا بصدد مشروع.. مشروع لم ينجز، ولدي مع نفسي تحدٍ كبير لإنجاز شيء، لإنجاز مشروع داخل القصيدة، فلم أستكمل.. وأسأل الله أن يعطيني العمر حتى أستكمل ما في البال، مع الشعر مع القصيدة، إنني لا أزال أحاوره، ويحاورني، والعشق بيننا متصل لم ينتهِِ بعد، ولم أتحول منه إلى أي مكان آخر حتى الآن، لا تغريني الرواية ولن تكون هي البديل بالنسبة لي عن الشعر.
الأستاذة دلال عزيز ضياء: سؤال هنا، السؤال من الأستاذ علي المنقري -ديوان المظالم- جدة.
بسم الله الرحمن الرحيم، سعادة الدكتورة الشاعرة أشجان هناك من يرى أن المرأة في مجتمعنا برزت كقاصّة وكاتبة وروائية، أكثر من بروزها كشاعرة، السؤال: ما صحة هذا الرأي؟ وفي حال صحة هذا الرأي ما هي الأسباب؟ وشكراً.
الشاعرة أشجان هندي: في الحقيقة الشاعرات دائماً قليلات، وهذا الأمر لا يقتصر على المملكة فحسب، لكنه ظاهرة عامة في العالم وليس فقط في الوطن العربي، الشاعرات دائماً قليلات، ولا أعلم فأنا نفسي أتساءل عن هذا السبب؛ هل بين الشعر والمرأة خصام؟ أو هل الشعر محتكر فقط للذكورة.. لفحول الشعراء؟ لا أعلم الآن بالضبط الجواب، لكن العدد قليل بالنسبة للشاعرات لذلك نجد في المشهد الأدبي لدينا في المملكة وفي غير المملكة تفوقاً من حيث الكم وليس الكيف في كتابة القصيدة وفي كتابة ألوان أخرى أو أجناس أدبية أخرى. إني أتصور أن الموضوع هنا يحتكم إلى مسألة القلة والكثرة في العدد، وأتمنى إن شاء الله أن تولد في كل يوم شاعرة.. فسيكون شيئاً يبهج روحي بالفعل.
الأستاذة نازك: السؤال مع الأخت منى مراد من جريدة "البلاد".
السلام عليكم، سؤالي للدكتورة أشجان:
هل تعتقدين أنه يوجد لدينا حراك شعري مؤثر، وما رأيك بالجدل الدائر في أوساط شعرائنا عن قصيدة النثر وتناقضاتها مع الشعر الموزون؟ شكراً.
الشاعرة أشجان هندي: شكراً جزيلاً، لدينا حراك شعري مؤثر؟ نعم لدينا حراك شعري مؤثر، ولدينا حراك شعري منافس وبشكل لا يخطئ، ولدينا أصوات شعرية جميلة جداً، ولا زالت موجودة والله يعطي الصحة والعافية لمن هو موجود منهم وإن شاء الله للوطن.. هذه الأرض ولادة وقادرة على إنجاب المزيد من الشعراء والشاعرات إن شاء الله.. الحضور السعودي في المحافل الثقافية والمحافل الشعرية، تحديداً خارج الوطن، حضور للأمانة مُشرِّف، وأنا أتحدث ومن دون مجاملة وبواقعية شديدة عن أمور لمستها أنا بنفسي حضرتها بنفسي وفي أكثر من عاصمة عربية: وحتى في عواصم غير عربية كانت هناك مشاركات سعودية شعرية سواء لشاعرات أو شعراء، ولم تكن أصواتاً عادية، لم تكن تمر على المنابر مرور الكرام كما يقال، لكن كان دوماً يُطرح السؤال: مَنْ هذا؟.. هذا من السعودية؟ نعم أصوات جميلة وأصوات منافسة أيضاً.
وبالنسبة لقصيدة النثر وتناقضاتها كما تفضلت أستاذة منى مع قصيدة التفعيلة أو قصيدة النثر، هذا المصطلح الشائك الذي لم يحظَ حتى الآن على الأقل بتسمية تحفظ له.. فلنقل حقوقه، المصطلح قصيدة النثر والبعض يسميها الشعر المنثور، ويقولون إنها نثر خالص أو كذا، لا زال يبدو لي أن عدم تقرير المصطلح إلى الآن يخلق هذه الإشكالية، فهذه القصيدة ليست مسماة إلى الآن وكل الأسماء التي أُعطيت لها لا تدل تماماً على مضمون هذه القصيدة.. على ماهيتها.. لا تعرّفها تماماً، قصيدة النثر تواجه اليوم ما واجهته قصيدة التفعيلة في وقت ظهورها، وقت نازك الملائكة وبدر شاكر السياب وكتاب "الملائكة" -وهذا الكلام أقوله أمام البعض من طالباتي الحاضرات هنا وأوجّه لهن تحية، وبينهن طالبات ومنهن طالبة ألمانية تحضر معي هذه الفترة في محاضرة الأدب السعودي وقد رأيتها في الأعلى- كتاب نازك وقصيدتها الأولى التي كتبتها في عام 1946 لو كان ذلك صحيحاً.. و "السياب" من بعدها، في هذا الكتاب نازك تعرض آراء المخالفين والمعارضين والمؤيدين على قصيدة التفعيلة في ذلك الوقت، وأن قصيدة التفعيلة كانت تعاني ما تعانيه قصيدة النثر الآن.. أنا لست ضد قصيدة النثر وموقفي محايد تماماً.. أقول إن الجيد دائماً يفرض نفسه في النهاية ومهما زاد الجدل وازداد حولها عراكاً، ففي النهاية إن كانت هذه القصيدة فعلاً هي قصيدة حقيقية، فإنها ستتجاوز هذه الزوابع، وستبقى كما بقيت وقتها قصيدة النثر، حينما كانت في مقابل القصيدة العمودية أو القصيدة وهي القصيدة الجاهلية ممثلة في المعلقات كقصيدة أولى وصلتنا كعرب كنص أول وصلنا باللغة العربية، لم يصلنا قبله أي نص آخر. فأنا للأمانة، ودعوني أتكلم عن الساحة المحلية، أقرّ بأن هناك نصوصاً شعرية كتبت بهذا اللون وجميلة جداً، وهناك أسماء جميلة، لكن للأسف وكما حدث مع قصيدة التفعيلة هناك من يركب الموجة للتقليد ويكتب كلمتين ويقول هذه قصيدة نثر، كما سبق وقلت إن هذه قصيدة تفعيلة ولها موضوع وهي جنس أدبي مستقل له أبجدياته وليست للتجريب، لذلك سيدخل الآن في هذا الأمر الجيد وغير الجيد لكن الصيرورة الزمنية في ما بعد ستفرز الجيد من غير الجيد.
أتمنى التوفيق لمن يكتبون هذه القصيدة، فأنا جربتها لأني أحب أن أجرب في شعري ولا أقف عند باب واحد.. أحاول أن أجرب كل الأشكال وأجد نفسي.. أجرب قلمي فيها ويظهر هذا النوع بوضوح في ديواني الثاني "مطر بنكهة الليمون".
الأستاذة دلال عزيز ضياء: السؤال الآن لقسم الرجال؛ هناك سؤال للمهندس سمير عبد المنعم قاضي، مهندس الإعداد لإدارة الكوارث في مصفاة "أرامكو" -جدة.
بسم الله والحمد لله، أشكر سعادة الشيخ عبد المقصود خوجه على هذه الأمسيات الجميلة التي سيكون لها تاريخ حافل إن شاء الله وذكرى جيدة في المستقبل. وأشكر أختنا الدكتورة على إنجازاتها في هذا الوطن المعطاء. سؤالي يختص بالمديح: لكِ ما شاء الله كثير من العطاءات ولكِ في الشعر ولكِ في النقد، وأنتِ في بوابة الحرمين بين مكة والمدينة التي تعج بالشعراء المادحين لرسول الله، فلِمَ لم يكن لك في هذا الباب عطاء في المدح أو حتى في النقد؟ هناك من الشعراء من لهم دواوين، ولكني لم أستمع لشيء من هذا في سيرتك؟ شكراً لك.
الشاعرة أشجان هندي: شكراً جزيلاً، شكراً لك على هذا السؤال. في الحقيقة لي أكثر من قصيدة عمودية، موجودة في الديوان ما قبل الأول، هناك ديوان جاهز وقد فُسِح في ذلك الوقت وكنت في سن مبكرة، قبل سنة أو سنتين من الآن، فأُجيز هذا الديوان وفُسِح وهو مكتوب بكامله على الأسلوب العمودي. وهناك أكثر من قصيدة لكنه في مدح الرسول عليه الصلاة والسلام، وهذا ليس شرفاً لي أنا وحدي لكنه شرف للكلمة نفسها، الكلمة التي تمدحه عليه الصلاة والسلام لها كل الشرف، وليس لأشجان، "من أنا؟".. وأنا راهنت نفسي إن شاء الله على طباعة هذا الديوان، حتى إني سُئلت: هل تطبعينه الآن.. قديم جداً وفي سن مبكرة وبالعمودي؟ قلت نعم إن شاء الله، وكان هذا ديواني الأول، وليس "للحلم رائحة المطر" كما يعتقد كثيرون، والديوان يحتوي كماً كبيراً من القصائد التي أعتبرها تجريبية، أي قصائد المرحلة في ذلك الوقت، سوف أطبعه وسيكون لي الشرف حينها أن أهديك سعادة المهندس أول نسخة من هذا الديوان إن شاء الله.
الأستاذة نازك: السؤال الآن مع سعادة الدكتورة الشاعرة نادية عبد الجبار.
بماذا يتميز شعر المرأة في نظرك، ولو له سلبيات ما هي تلك السلبيات؟
الشاعرة أشجان هندي: شعر المرأة هو الذي يُكتب بقلم امرأة، وهناك شعر يكتب بقلم رجل، وأقول هل هناك قصيدة رجل وقصيدة امرأة؟ هل القصيدة التي تكتبها الشاعرة فيها شيء يميزها عن قصيدة الرجل؟
أنا أقول: نعم وهذا شيء طبيعي جداً، القصيدة التي تكتبها الشاعرة وهي في سن العشرين مثلاً تختلف عن القصيدة التي تكتبها شاعرة وهي في سن الستين أو السبعين، أو الأربعين، الشاعرة نفسها تتغير لغتها، تتغير نظرتها للحياة، تتغير مفرداتها، إحساسها بنفسها يتغير، عواطفها تتغير، فتتغير بالتالي المفردات التي تستخدمها.
طبعاً هنا عندما أتكلم أنا أقول وأوضح وهو من أبسط ولكن من أوضح الفروق في الكلام في قصيدة تكتبها امرأة أنها تتكلم فيها فنقول مثلاً: ووقفت كذا عندما حيتني وحييتها، بمعنى.. لا أستطيع أن أجد الكلمة المناسبة الآن، ولكن استخدام الضمائر نفسها في حديثها عن نفسها تتحدث عن المرأة وهذا حقها الطبيعي وهذا شيء طبيعي كما يتحدث الرجل في قصيدته عن نفسه.
أما أن تتميز قصيدة المرأة بشيء خاص يميزها عن قصيدة الرجل لأنها امرأة فقط ففي رأيي المتواضع هذا غير ممكن، لأن القصيدة تتميز -سواء كتبها رجل أو كتبتها امرأة- حينما تكون شعراً حقيقياً، فتميز نفسها بنفسها عندما تكون قصيدة مميزة بغض النظر عن كاتبها رجلاً أو امرأة.
هل هناك سلبيات في شعر المرأة كما فهمت من السؤال؟ أي هل هناك سلبيات إن كانت قصيدة المرأة تتميز بشيء، إن كان ما فهمته من السؤال صحيحاً، فلأكن أكثر صراحة مع الدكتورة السائلة: هل السؤال مغلف يا دكتورة؟ بشكل أو بآخر هل تريدين القول مثلاً أن هناك موضوعات خاصة، موضوعات تعتبر من التابو أو موضوعات من غير المستحب الخوض فيها أو ما شابه، هل هذا المقصود؟ هل تريدين القول أن المرأة قد تكون مثلاً تحت المجهر إذا ما كتبت هكذا موضوعات وأنها قد تتعرض إلى المساءلات كونها امرأة وإلى آخره من تقاليد وأعراف وأشياء كثيرة..
أنا أقول: الشعر لا يعرف القيود الشعر عصيٌّ على التقييد... متى قيدنا القصيدة ماتت.. فإما أن تخرج قصيدة كما هي وإما تسكت ولتبق في مهدها. تجلس في بيتها، شكراً.
الأستاذة دلال عزيز ضياء: شكراً، السؤال الآن من الأستاذ عبد الله بن فراج الشريف.
بسم الله الرحمن الرحيم، شكراً لشاعرتنا الليلة وقد أسمعتنا شعراً في الوطن مختلفاً عن كل شعر سمعناه من قبل، شكراً لها ولحضورها المميز هذه الليلة، لكن سؤالي لن يتعلق بالشعر: تعددت كليات الآداب في وطننا، أين هي من حراكنا الثقافي والأدبي بالذات؟ وهل غيابها أدى إلى وهن في الحركة الأدبية؟ شكراً لكِ.
الشاعرة أشجان هندي: شكراً لك، السؤال لي أنا؟ أنا أستاذ مساعد صغير (على قدي) في الجامعة، أتمنى أن يوجه هذا السؤال لمن هم أكثر مني أهمية حيث لهم علاقتهم بالمؤسسة الجامعية ولهم فهمهم الذي يفوق فهمي بالتأكيد في كل ما يتصل بكلية الآداب ودورها، وأنا كعضو في كلية الآداب أتمنى لهذه الكلية الأفضل.. فلدينا نشاطات رائعة ومهمة، وفي اللجان الثقافية التي لدينا في الكلية -وهذا ليس بدعاية لأنني مسؤولة عن لجنة ثقافية- هناك نشاطات جميلة ومتكررة ودائماً لدينا نشاطات داخل الجامعة، ونتمنى إن شاء الله أن تكون أفضل وأجمل دائماً، شكراً للسؤال.
الأستاذة نازك: سؤال من الدكتورة زهرة المعبي من الجمعية الوطنية للمتقاعدين.
أختي أشجان طبعاً هناك علاقة قديمة ما بيني وبين عائلتك وبين أهلك، هذه العلاقة توطدت أكثر عندما تصفحتِ كتابي وأبديتِ إعجابك به وقد كنت وقتذاك في بريطانيا.. أجمل ما قلتِ اليوم أنك تحبين وطنك وتحبين الإنجاز بإبداع للوطن، وقلتِ أيضاً إن أجمل ما كتبتهِ قد كتبتهِ وأنتِ في المملكة.. هذا رائع، رائع جداً.. كذلك قلتِ إن لديكِ سراً خاصاً، وأنا أعرف هذا السر وهو أنكِِ مقلة في الخروج لكنك لا تتمتعي ولا تستعذبي الخروج إلاّ إلى مكان محدد؟ جدة القديمة، ساعتئذٍ تصفو روحك وتشذو رائحتك الشجية.. هناك قصيدة لكِ أسميتِها "قمر توسط نجمتين"، أنا أقول قمر توسط جداويتين، الدكتورة لمياء والأستاذة دلال.
أنتِ أسطورة، أسطورة الحرف وبنفسج الكلمة الحلوة، أنتِ قلتِ إن الوطن لا يكون إلا بك وبأمثالك نعم، إذن سيدتي الفاضلة أيتها الشاعرة الملهمة ألا تشاركينني الرأي في أننا نحتاج إلى ملحمة شعبية مغلفة بنبض الإحساس وشجن الأشجان عن الصفحات الرقراقة المضيئة من ثنايا تلك الرواشين الزاهرة ومراكز العُمَد وأزقة الحارات المخضبة برائحة المطر وعبق الرجال وهزيج الصغار؟
الشاعرة أشجان هندي: شكراً جزيلاً على هذا السؤال، هذا سؤال قصيدة.. نحن فعلاً نحتاج إلى ملحمة شعبية، لكن أرجو أن تكون هذه الملحمة بلا أشجان، بل تكون مليئة بالزهور تيمناً باسمك يا دكتورة زهرة، إن شاء الله قريباً بوجودك وبوجود أمثالك تكتب قريباً هذه الملاحم، لأن الوطن يستحق منا أجمل من هذا، ومهما أعطيناه يبقى عطاؤنا قليلاً.
الأستاذة دلال عزيز ضياء: السؤال الآن للأستاذ عبد الحميد الدرهلي.
بسم الله الرحمن الرحيم والحمد لله رب العالمين، والصلاة والسلام على خاتم النبيين والمرسلين سيدنا ونبينا محمد وعلى آله وصحبه أجمعين.
الحقيقة في ليلة تكريم هذه الشاعرة المتميزة الدكتورة أشجان محمد الهندي، سعدنا بسماع قليل من شعرها، ونتمنى أن نسمع الكثير وأن نشنف آذاننا بما قدمته من القطع الصغيرة. في ليلة تكريمك يا أيتها الشاعرة المبدعة المتميزة لاحظت غرامك بالشعر وحُب المطر وتنوع دواوينك، أثبتِ بأنك شاعرة الجزيرة أو شاعرة المملكة ولكنني أودّ أن أسألكِ رأيكِِ في القول بأن العصر هو عصر الرواية، فهلاَّ طوَّرتِ في شعرك الكبير وقدمتِ صورة الوطن وحبكِ الكبير له عبر الغوص في بحور الرواية أو في ما قالته الأخت عن الملحمة الشعبية أو الملحمة الشعرية التي تتحدث عن جدة وعن حارة المظلوم؟ وشكراً لكِ، والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته.
الشاعرة أشجان هندي: إن شاء الله أكيد في البال، وفكرة الملحمة الشعرية هي فعلاً في البال، وأسأل الله أن يعينني على البدء في كتابتها، فبدعمكم وتشجيعكم وحضوركم ووجودكم في حياتي سيتحقق ذلك إن شاء الله.
بالنسبة لدعوة للرواية، "فإني مقيم ما أقام عسيب".. أنا مصممة على أن أقيم هنا ومصممة على أن الشعر لم أستوفِ حقه بعد، فهو لا زال يشغلني ومع القصيدة أشياء كثيرة تشاغلني وأشاغلها.
الشعر موجود ربما بعض ما يُكتَب يسرق، حتى الجمهور يسرقه من القصيدة إلى الرواية لأنه إما أن يصادف نصاً لا يفهمه لأن من كتبه لم يفهمه في الأساس.. الشعر موجود ما وجد الدهر، وهو أزلي وسيبقى إن شاء الله لكن هنالك الأدوات؛ الأدوات التي تبني هذا الصرح وتبني هذا البيت موجودة، الطوب والماء والإسمنت والخشب والحديد إلى آخره.. لكن كل هذه الأدوات بحاجة إلى محترف أو مبدع ماهر ومختلف، حتى يستطيع تجميع هذه الأدوات المختلفة وتشكيل صرح مختلف ومتميز.. إذاً هذه موجودة وفي متناول الجميع وكما يقول الجاحظ: "إنها مطروحة في الطريق ويعرفها القاصي والداني" إلى آخره.. ولكن أين.. هنا التحدي الحقيقي في كل عصر، التحدي الحقيقي هو أن تصنع من كل الموجود والبسيط واليومي والعادي وما استهلك كلاماً وعاطفةً، أن تصنع منه شيئاً مختلفاً، نحن لا نقول أشياء.. لا نأتي بأفكار إلا من هذا العالم الذي نعيشه وهذه هي الكلمات وهذه هي المشاعر ولكن الاختلاف يكمن في الإنسان، ما الذي يجعل شاعراً ما مميزاً عن شاعر آخر.. فالشعر موجود وأدواته موجودة إنما تبقى شدة الهِِمَّة لمن لديه مشروع حقيقي ولديه موهبة حقيقية، فالشعر باقٍ والشعر في رأيي يتحدى الرواية وسيظل كذلك.
الأستاذة نازك الإمام: السؤال مع الأستاذة أمل نقشبندي تفضلي.
السلام عليكم، الدكتورة أشجان قرأت لك الديوان الثاني "مطر بنكهة الليمون" من نادي الرياض الأدبي، هل تعتقدين أن الشعر النسائي مُهمَّش أم أنه ما زال في طور البداية؟ والسؤال الثاني: لماذا لا نشهد ناقدات سعوديات على أعلى مستوى خاصة وأن لنا رائدات في كل مجال، عالمات، كاتبات، شاعرات.. ولا أريد أن أعدد كثيراً فما رأيك؟
الشاعرة أشجان هندي: شكراً جزيلاً وسعادة كبيرة لي أنك قرأتِ "مطر بنكهة الليمون" وكل الأمطار.. هل الشعر النسائي مهمَّش لدينا؟ لا أتصور، وهذا رأيي، أن هناك تهميشاً متعمداً؛ حتى لو افترضنا نظرية المؤامرة وعدم حُسن النوايا وأن شعرها يُهمَّش فقط لأنها امرأة فإن كان شعرها حقيقياً سيظهر، هناك دواوين تطبع داخل المملكة وتطبع في كل مكان، ونحن نعيش في عصر أصبح فيه العالم كله في كف اليد، ومختلف القصائد تسمع، ولا يستطيع أحد تهميش شيء جيد، في شعر أو في غير شعر، المنجز الجيد يختلف حوله الآخرون بين مؤيد ومعارض ولكنه عصيّ على التهميش، فإن كان هناك شعر حقيقي لا أتصور أن هناك تعمداً في تهميشه على الإطلاق، وإن وُجد هذا التعمد فإن الشعر الحقيقي سيظهر.
أما لماذا لا يكون لدينا ناقدات؟ والله أنا أرى -وكل ما أقوله الليلة نابع عن اجتهادات شخصية وآراء شخصية- أن لدينا ناقدات ولدينا أسماء جداً مهمة، مؤتمرات وقد صادفت بعضهن شخصياً خارج المملكة وهم يبلون بلاءً حسناً. هناك أسماء بارزة إلاّ أنني أخشى أن أذكر أسماء وأنسى أخرى. ولكنها أسماء كبيرة ومهمة، وإحدى الناقدات كان لها أيضاً شرف التكريم هنا في الاثنينية، اثنينية الشيخ عبد المقصود، وهي الدكتورة فاطمة الوهيبي، الناقدة التي لديها كتب مهمة ونظرية نقدية مهمة، والجار أولى بالشُفعة، فهذه جارتي التي تجلس إلى يميني، وتعتبر ما شاء الله من الناقدات المعروفات ولا تحتاج إلى دعاية مني، هي ما شاء الله معروفة ولديها كتبها، ولديها مشروعها النقدي المميز، فالناقدات موجودات.. موجودات يا سيدتي وأطمئنك بذلك، إنهن موجودات وإن شاء الله في ازدياد أيضاً.
الأستاذة دلال عزيز ضياء: السؤال الآن للدكتور عاطف بهجت جامعة "عين شمس" وجامعة "الطائف" فليتفضل.
بسم الله الرحمن الرحيم وأسعد الله مساءكم جميعاً في القاعتين.. في الحقيقة رغم اعتزازي الشديد وانتمائي لجامعة "عين شمس" إلا أنني أتحدث هذه الليلة بصفتي أستاذاً في كلية الآداب بجامعة "الطائف" ومن المتابعين الجيدين للأدب السعودي الحديث أنا وبعض زملائي من الأساتذة العرب، ومعظم الأساتذة السعوديين.. والحقيقة لقد تابعت الأدب السعودي الحديث متابعة شيقة نظراً لوجود نماذج أكثر من ممتازة في هذا الأدب تستحق المتابعة، كما أشارت الدكتورة أشجان، وكان لي شرف الكتابة عن عدد لا بأس به منها وآخرها مصادفة كانت دراسة عن "أشجان هندي" دون أن أدري أنها سوف تُكرّم هذه الليلة في اثنينية خوجه. أما عن أشجان الشاعرة، فهي شاعرة متفردة جمعت أو حققت تفردها بجمعها بين الواقعية والرومانسية معاً، فهي عندما تصطدم بالواقع تهرب إلى رومانسيتها، وعندما تسرح في رومانسيتها فإنها تستفيق على أرض الواقع. أشجان مهمومة بوطنها كما أشارت، أشجان مزجت بين مشاعرها الخاصة وإحساسها العام تجاه وطنها وتجاه العالم وتجاه الإنسانية بشكل عام.. كل التحية والتهنئة لأشجان هندي على تكريمها وكل الشكر لحضراتكم جميعاً والسلام عليكم.
الأستاذة دلال عزيز ضياء: شكراً دكتور، الآن السؤال للأخت نازك.
الأستاذة نازك الإمام: نعم السؤال من إحدى طالبات الدكتورة أشجان وهي الشاعرة سهام عبد الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، تحية رائعة دكتورة أشجان بروعتك وروعة كل من حضروا هذا اللقاء تكريماً لك، لدي ثلاثة أسئلة...
ما أكثر غرض من أغراض الشعر تشعرين بأنك برعت فيه؟ أريد القصيدة التي تشعرين بأنها تكتبك أنت.. وما رأيك في من يبيعون قصائدهم وكأن المشاعر سلعة تباع وتُشترى ولا يقدرون قيمتها؟
الشاعرة أشجان: أكثر غرض أكتب فيه؟ أكتب في الحياة، وفي كل موضوعات الحياة، ليس هناك غرض معين أتقصده للكتابة.. أكتب في الحياة كما هي بكل مفرداتها.. السؤال الثاني لا أتذكره الآن، أما السؤال الأخير يا سهام ما رأيي في من يبيعون شعرهم؟ من يبيعون شعرهم كمن يبيعون أبناءهم يكفي هذا.
الشاعرة أشجان: إلى أن تتهيأ يا دكتور، لدي تعليق على الدكتور عاطف بهجت وأحيي قدومه الكريم من الطائف لحضور هذا التكريم يعني نسمات الطائف والشفا والهدا وصلتنا بوصولكم الله يحفظك يا دكتور، حياك الله.
الآن الدكتور جميل مغربي تفضل:
بسم الله الرحمن الرحيم، الحمد لله رب العالمين والصلاة والسلام على أشرف الأنبياء والمرسلين سيدنا ونبينا محمد وعلى آله وأصحابه وأزواجه وذريته وسائر الأنبياء والمرسلين..
أثارت فيّ زميلتي الدكتورة أشجان أشجاناً لم أكن لأود أن تظهر، وهي تستعيد تلك الصورة التي عشتها في المملكة المتحدة حينما كنت أنحدر بعربتي في ذلك المساء من مناطق البحيرات قاصداً منزلي وأنا أبحث بين تلك الحقول عن وجه "وليم ووردذ وورث" وبقية الشعراء الرومانتيكيين في مختلف المظاهر في ما أجتاز به من مقابر، وفي ما أجتازه من كنائس، وفي كل تلك الملامح التي تعايش معها الرومانتيكيون وعاشوا فيها بما لا أود أن أستفيض فيه، لكنني سأعيدكم جميعاً إلى منطقة يحسن بنا جميعاً أن نقف عندها، إلى ما قبل خمسة عشر قرناً، فإذا كانت الشاعرة أشجان تجلس بيننا في هذا المساء، فقبل خمسة عشر قرناً وفي مثل هذا الزمن تحديداً كانت تقف على رؤوس الرجال الخنساء لتنشد شعراً في عكاظ في مثل هذه الأيام، وكما أشجان تعتز بأخيها حسين كانت الخنساء تقول في أخيها:
وإنَّ صخراً لتأتَّمُ الهُداة به
كأنه علمٌ في رأسه نارُ
هذه صورة تجعلنا نحسُّ الآن وكأننا نعيش مرحلة انبعاث، فنحن لسنا محررين ولسنا مجددين، وإنما نسعى إلى إيقاظ تاريخنا الذي غفا والذي سمح لنا بأن ننام كأصحاب الكهف، وإذا كانت الدكتورة أشجان انتسبت إلى حي "المظلوم" فلا بد أن أذكر قصة، لأنها أوشكت أن تكون المظلومة، فحينما وصلتُ إلى قسم اللغة العربية كرئيس وجدتُ الدكتورة أشجان وكانت آنذاك المحاضرة أشجان، تعاني منعطفاً إدارياً ومأزقاً يكاد أن يفضي بها بعيداً عن المناخ الأكاديمي، وإذا كنت قد أسهمتُ في هذه الاثنينية بجهد المقلّ، فإنني أكاد أزعم أنني حاولت أن أقف ليس إلى جانب أشجان الإنسانة، لكنني آثرتُ أن أقف إلى جانب الحق والعدل، وهذا ما كان، وقُيِّضَ لنا أن نبتعث أشجان إلى SOAS (كلية الدراسات الشرقية والإفريقية بجامعة لندن) في بريطانيا، وها هي الآن تعود وأنا معتز بعودتها كزميلة وكأكاديمية، وكشاعرة أيضاً أتمنى لها التوفيق في حياتها العملية وأتمنى لكم السعادة الدائمة وشكراً لكم. والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته.
الأستاذة دلال عزيز ضياء: السؤال لقسم السيدات وقد قاربنا على إنهاء هذه الأمسية والوصول إلى ختامها، فنرجو اختصار السؤال لو سمحت من غير مقدمات ومجاملات.
الأستاذة نازك الإمام: هو الآن مع الأستاذة الدكتورة فائقة بدر من جامعة الملك عبد العزيز.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، لا أريد أن أطيل لكنني سعيدة جداً بأن أراك يا أشجان، لأن ما توقعته تحقق، عندما كنت إحدى طالباتي في مادة علاقات إنسانية شدني إليك تألقك، وحوارك المستمر وأسلوبك وصرتِ من صديقاتي، فأعز الأمنيات لك بالتوفيق، وآمل أن نراكِ دائماً عَلَماً متوهجاً بإذن الله.
أحد الحضور: يتقدم عبد الحميد الدرهلي مدير عام وزارة التخطيط سابقاً والكاتب الصحفي بأطيب التحيات وأطيب التمنيات للأخت الفاضلة الشاعرة أشجان محمد الهندي، لك منا الثناء العظيم لبلوغك الشأن الرفيع في المسألة الثقافية وانطلاقة الفكر النهضوي الجديد هذا عنوان النبوغ الرفيع، السؤال:
إلى أين نحن وأدبنا أدباء وأديبات ماضون في هذه الحقبة التاريخية الصعبة والمتمتعون بحريتهم وبحرية التعبير يغزون من كل الاتجاهات؟ وهل من حكمة تقودك في الحياة، وما الذي يشغلك في المسألة الثقافية؟ ولك جزيل الشكر حفظك الله وشكراً.
الشاعرة أشجان هندي: شكراً جزيلاً يا سيدي على أسئلتك.. لن أحاول الانتقاء من بينها فكلها مهمة وكلها جميلة وأشكرك عليها. بالنسبة لما يشغلني ويشكل هاجساً لي كما فهمت من السؤال، فإن ما يشغلني في الحياة وما أفكر فيه هو الإنسان، وأقولها ثلاثاً، وأكررها ثلاثاً، الإنسان هو هاجسي وهو همي، الإنسان في الوطن والإنسان خارج الوطن، والإنسان كإنسان في كل ملكوت الله تعالى وحيثما كان هو شاغلي وهو همي، وهو الذي فعلاً أتوقف عنده كثيراً لأسأل نفسي، هو الذي يختبر إنسانيتي في كل يوم؛ فأنا أختبر إنسانيتي كل يوم، في كل لحظة، عن طريق الإنسان وعبر علاقتي بهذا الإنسان، ماذا أنا قدمت وماذا أنا فعلت؟ وكيف أنا تصرفت وهل أسأت وهل أحسنت؟ فالإنسان هو هاجسي. لو أتذكر السؤال إلى أين تتجه المسيرة الثقافية أو كذا.. الأدباء في المملكة في مقابل غزو إعلامي أو كذا؟. إن مسيرة الأدباء كالمسيرات الأخرى في المملكة هي مسيرات ناهضة ومتطورة ومتقدمة إن شاء الله دائماً، إلى الصفوف الأمامية للأدباء ولغير الأدباء، شكراً جزيلاً.
الأستاذة دلال عزيز ضياء: الشيخ عبد المقصود سمح لنا بالمزيد من الوقت فسنأخذ سؤالاً من السيدات وسؤالاً من الرجال فتفضلي نازك بسرعة وباختصار.
الأستاذة نازك: شكراً، ومعنا الدكتورة خديجة الصبان تفضلي.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، الجميع طبعاً، حينما كنت أستمع إليك حضرني سؤال لكن هذا السؤال لا ينتظر إجابة منك حقيقة. لقد عاد بي شريط الذكريات إلى الوراء، فرأيتك وأنت تصعدين مسرح قسم الطالبات تجلسين في وسط زميلات لك.. كانت مسابقة ثقافية بين فريقين من فرق الجامعة كنت طالبة وكنت معيدة، كنت أستطيع في ذلك الوقت أن أستشف سمات التميز.. كنت أستشفها فيك وفي غادة الحوطي رحمة الله عليها، وأظن أن لدي شيئاً من الفراسة في ذلك الوقت، فتحقق ظني وتحققت فراستي، أيضاً في المرحلة التي تحدث عنها زميلي وأخي الدكتور جميل مرحلة الانعطاف الإداري كنت وقتها إن كنت تذكر دكتور جميل رئيسة للقسم وشاركناك تلك المهمة. والسؤال الذي أصل إليه الآن هل الكليات التي لا تصنع تفرح على أقل تقدير بمن صنعوا أنفسهم؟ شكراً لكِ وحياكِ الله وحيى الله هذه الأمسية.
الشاعرة أشجان هندي: شكراً جزيلاً الدكتورة خديجة، وشكراً جزيلاً الدكتور جميل مغربي، شكراً جزيلاً الدكتورة فائقة ولكن الدكتورة لمياء قبلهم من أن تأتون بالكلام القديم هذا يا جماعة؟ أنا أتشرف.. أتشرف فعلاً أن يكون لي زملاء في قامة الدكتورة خديجة الصبان والعزيزة الصديقة الدكتورة فائقة بدر والزميل الدكتور جميل مغربي، ويا دكتور جميل أنا أشكر وقفتك هناك في المجلس ووقفتك هنا اليوم على هذا المنبر والكلام الذي قلته، وأقول للدكتورة فائقة بدر: يا سيدتي أنا أتشرف بصداقتك وأعتز بهذه الصداقة، وأعتز أني كنت يوماً طالبة لديك في مادة علم النفس، ومنذ ذلك اليوم أحسب أنني أفهم قليلاً في أحوال الناس النفسية، لأنني فقط تلميذتك يا دكتورة. الدكتورة خديجة الصبان شكراً جزيلاً لتحيتك وشكراً جزيلاً لسؤالك الكبير أيضاً.. لقد تكلمت أنت والدكتور عن الانعطافات وعن أشياء بهذا الشكل، شكراً للانعطافات أيضاً لأن هذه الانعطافات هي التي شكلتني وكما أشرت في كلمتي في البداية، أشكر كل ما مر بي في حياتي من انعطافات وخطوط منبسطة وسريعة وكل الطرق أشكرها والأزقة أيضاً.
الأستاذة دلال عزيز ضياء: إذن يبقى سؤال واحد، تفضلوا.
الأستاذ عبد الكريم بن محمد هنيدي: بسم الله الرحمن الرحيم، متقاعد من مصلحة الأرصاد وحماية البيئة، أود أن أشكر الأستاذ عبد المقصود خوجه على هذه الأمسية الجميلة وأشد على يده كون السيدات أصبحن يجلسن على المنصة وهذا يدل على تطور حضاري. لدي سؤال للدكتورة أشجان:
لها ديوان يتكلم عن المطر بنكهة الليمون، كما هو معلوم من الناحية العلمية المطر الحمضي غير مستحب وله أضرار، فهل المقصود وأنا لم أقرأ الديوان للأسف لكن إن شاء الله تتاح لي الفرصة لقراءته -فهل المقصود بنكهة الليمون أن المطر حمضي يحتوي على الأسيد، الحمضيات هذه مضرة بالبيئة، وشكراً.
الشاعرة أشجان الهندي: نعم.. نعم يا مصلحة الأرصاد هذا مقصود في بيت الشيخ عبد المقصود، أنا أقول أنه مقصود، مقصود فعلاً هذا ما قصدته.
الأستاذة دلال عزيز ضياء: إذن الآن وقبل أن ننتقل إلى مراسم التكريم للدكتورة أشجان هندي، طلبت مني الدكتورة أشجان أن تكون لها وقفات بكلمات قالت إنها الأخيرة، ولكن يا أشجان هي ليست الأخيرة ولكن هي بدايات إن شاء الله لمزيد من التفاعل في مثل هكذا أمسيات شعرية رومانسية، تفضلي أشجان.
الشاعرة أشجان الهندي: إن شاء الله.. شكراً جزيلاً، أشكر الحضور وأشكر سعادة الشيخ عبد المقصود.. صدقاً وللأمانة وللتاريخ إن وجودي هنا على هذه المنصة الليلة هو فعلاً شرف كبير لي، أما أن يُحتفى بي هنا وفي وطني وفي جدة تحديداً، فقط لأنني من جدة ومن أجل حارة "المظلوم"، فإنني لا أحب أن أكون مناطقية، أنا ابنة هذا العالم كله. إنها فعلاً سعادة وشرف كبيرين أن تكرم في الوطن، سعادة لا تشبها سعادة أخرى مهما حصلت على جوائز أو تقدير أو دروع أو إلى آخره لا سيما عندما تكون صاحب دار ويُقال لك في دارك أنت.. شكراً وما قصرت، أو أن يكون هناك من يهتم بك فهذا لا يعطيني تشجيعاً أنا فقط كأشجان، لكنه يعطي كل من لديه طموح في أي مجال من مجالات الحياة أو مجالات الإبداع الإنساني، يعطيه فعلاً الأمل، ويعطيه الوقود أن يكون أجمل، وأن ينتج للأفضل، وأن يفكر في المستقبل. يا سيدي أنت لم تؤسس هنا منصة يلتقي من خلالها الناس بعضهم بعضاً فحسب، لكنك أسست هنا منصة للتاريخ سيشهد عليها الوقت في زمن من الأزمنة، وسيقال إنه في دار كذا وفي أيام كذا وكذا وكذا وقف فلان وجلست فلانة وإلى آخره، سنجد هذا الكلام مكتوباً إن شاء الله في الكتب، وسيشهد لك الزمن. هذا جهد طيب أقل ما لدي أن أشكرك عليه، وأرجو من الله أن يجعله في موازين حسناتك وفي كل الأشياء الطيبة التي تقدمها.. أنا عاجزة عن شكرك، عاجزة عن شكر الحضور في الصالتين، في الصالة هناك عند السيدات الكثير من الصديقات والكثير من المحبات.. أنا فعلاً أصغر من أن أقول شكراً للجميع لكن ما يجعلني كبيرة دائماً هو وجودكم، وأوجه شكري أيضاً لهذه الصالة وكل من حضر سواءً من جدة أو من خارج جدة، وأتمنى إن شاء الله أن نلتقي هكذا دائماً على الخير ونلتقي على الكلمة.. الكلمة التي استمعنا لها في بداية الجلسة وإلى الآيات الكريمات بصوت قد أوتي صاحبه ما شاء الله مزمار من مزامير داود. إن الكلمة الحسنة هي بالفعل التي ستبقى، والإنسان باستطاعته أن يقول هذه ويقول تلك لكن تأثير الكلمة الحسنة كبيراً، ليس فقط في الأفراد بل في الوطن وفي المجتمع وفي العالم كله.. إن الكلمة لها تأثير خطير إن لم يحكم قائلها التعبير عنها.. للكلمة كل شكري، وللشعر كل شكري، إنه هو الذي أوصلني إلى هنا، فلا تقولي رواية ولا غير رواية. شكراً جزيلاً.
الأستاذة دلال عزيز ضياء: أذكر أنني لم أرَ الدكتورة أشجان منذ سنوات طويلة لكن بقيت في ذاكرتي لقطتان لا أستطيع أن أنساهما أبداً؛ الأولى حينما استضيفت أشجان وهي طالبة في الجامعة مع الدكتورة ثريا العريض، والأستاذة الدكتورة فوزية أبو خالد في نادي جدة الأدبي حينما كان يقيم أمسياته في فندق الكعكي وحينما بدأت السيدات في إلقاء قصائدهن، فأطرى الوالد -رحمه الله- وبعض الأدباء على الأديبات والشاعرات فهوجموا وأُعتدي على الوالد بالضرب، وخرجنا ونحن نجري وكانت الدنيا ممطرة.. يبدو أن أشجان لها فعلاً علاقة طويلة بالمطر.
الشاعرة أشجان الهندي: هل خرجت أنا أم بقيت، ذكريني؟
الأستاذة دلال عزيز ضياء: بقيتِ، وأنا والوالد انسحبنا وبقي سائق الوالد إدريس يحميه من اعتداء المتشددين والمتطرفين، ولن أنسى ذاك المنظر فأنا سعيدة اليوم وقد ذكرتها بالفرق بين تلك الأمسية وهذه الأمسية، وهذا ما يجعلنا نتفاءل بالمستقبل إن شاء الله. واللقطة الأخرى حينما ناقشت معها عبر الإذاعة في برنامج "المرأة والبحث العلمي" رسالتها في الحصول على درجة الماجستير، وقد أذهلني وأمتعني إتقانها للغة العربية وفنونها، فأنا أتشرف اليوم بأني قدمت هذه الأمسية وأدرت هذه الأمسية في بيت عم عبد المقصود خوجه واحتفاءً بالدكتورة الشاعرة أشجان هندي.
الشاعرة أشجان الهندي: شكراً جزيلاً.
 
طباعة

تعليق

 القراءات :710  التعليقات :0
 

الصفحة الأولى الصفحة السابقة
صفحة 31 من 199
الصفحة التالية الصفحة الأخيرة

من اصدارات الاثنينية

الاستبيان


هل تؤيد إضافة التسجيلات الصوتية والمرئية إلى الموقع

 
تسجيلات كاملة
مقتطفات لتسجيلات مختارة
لا أؤيد
 
النتائج