شارع عبد المقصود خوجة
جدة - الروضة

00966-12-6982222 - تحويلة 250
00966-12-6984444 - فاكس
                  البحث   

مكتبة الاثنينية

 
مدارس الفلاح
ثم فكر المحسن الكبير الحاج محمد علي زينل في العناية بشؤون التعليم فأسس في كل من مكة وجدة مدرسة كان ينفق عليهما من ماله الخاص كما أنشأ مثلهما في بمباي بالهند وقد تأسست بذور مدرسته في مكة من كتاب الشيخ عبد الله حمدوه السناري الذي قبل أن ينضم وطلابه إلى المشروع وأن يساعد كعضو عامل في بناء صرحها فتأسست في حارة الباب ثم انتقلت إلى القشاشية أمام باب علي قبل توسعة المسجد وقد ظلت فيها إلى أن أسست لها بناية في الشبيكة وهي باقية فيها إلى اليوم وقد فوضت إدارتها في يوم التأسيس إلى السيد محمد حامد عام 1240 ثم أعقبه الشيخ عبد الله حمدوه السناري الذي ظل يضطلع بأعمالها إلى عهد الحكومة السعودية الثاني وانتقلت الإدارة بوفاته إلى الشيخ الطيب المراكشي ثم إلى السيد الحبشي ثم إلى الشيخ اسحق عزوز وهو يديرها إلى اليوم وقد ساهمت مدرسة الفلاح بمكة بأوفى نصيب في خدمة العلم وأنجبت إلى اليوم عدداً عظيماً من طلبتها الذين شغلوا كثيراً من مناصب الحكومة كما أنجبت علماء ساهموا بحلقاتهم في شؤون التدريس بالمسجد الحرام ومن أروع ما يسجل للمؤسس الكبير أنه تفانى في العناية بمدارسه ورتب لها أشهر المدرسين في عصره وكان ينفحهم أحسن المرتبات من جيبه الخاص دون أن يتناول لقاء ذلك مساعدة من أصحاب البر رغم العروض التي كان يبذلها بعضهم وقد ظل أمره على ذلك نحو ربع قرن ثم اعترى تجارته بعض الكساد فشرعت المدارس تستعين بتبرعات المحسنين (1) .
وظلت بيوت العلم المشهورة على حالها في هذا العهد تبث علومها الدينية في حلقات بالمسجد أو في بيوتها الخاصة إلى جانب المدارس وظل أبناؤها وتلامذتها يتوارثون ذلك وقد أحصيت حلقات التدريس في المسجد الحرام فبلغت في بعض الأوقات نحو 120 حلقة تتناوب التدريس في الآصال والبكور وبين أطراف الليل والنهار في نشاط وزحام.
ومن أشهر بيوت العلم في هذا العهد آل الريس وقد عرف منهم في ذلك العهد درويش بن سليمان وصالح بن إبراهيم وعبد الرحمن بن محمد وعبد الله ومحمد أبناء عبد الرحمن كما اشتهر بعضهم بالتقوى والصلاح.
واشتهر آل عبد الشكور وقد قدم جدهم عبد الشكور من الهند ومنهم المشائخ زين العابدين بن علي وعبد الله بن عبد الشكور وعبد الملك بن عبد الشكور وعلي بن عبد الله ومحمد بن عبد الله وعبد الله بن محمد وكان من علماء مكة وشعرائها (2) .
وعرف من بيت الفقيه المشايخ عبد الله بن جعفر، وأحمد بن عبد الله وسليمان بن أحمد كما عرف من بيت الزراعة الشيخ تاج الدين والشيخ تقي الدين (3) .
وعرف من بيت السقاف السيد علوي بن أحمد والسيد عمر بن عبد الله ومحمد باعلوي، وعرف من بيت العجيمي الشيخ درويش والشيخ عبد الله بن عثمان واشتهر من بيت بابصيل وبيت باجنيد عدة علماء (4) .
وعرف من بيت سنبل عدة علماء أشهرهم الشيخ طاهر سنبل المتوفي سنة 1218 وكان محقق وقته ونسخته من صحيح البخاري كانت مرجعاً في بابها كما كان شخصه مرجعاً هاماً للفتاوى، ثم الشيخ عبد الغني سنبل والشيخ محمد عباس سنبل بن سعيد وقد هاجر بعض أبناء الشيخ طاهر سنبل إلى المدينة ولا يزال عقبهم فيها إلى الآن (5) .
وبيت مرداد عائلة كبيرة، نقل الشيخ الغازي عن الشيخ جعفر لبني أن أغلبهم كانوا أئمة بالمقام الحنفي وخطباء للمسجد وأشهر من عرف منهم هو الشيخ عبد الله بن صالح مرداد ثم ابنه الشيخ أحمد أبو الخير مرداد وكان من أعيان علماء عصره والشيخ محمد علي مرداد المتوفي سنة 1293 وجدهم الأعلى كان من مهاجري الأفغان وكانت شهرتهم (أميرداد) وقد تفرقت هذه العائلة إلى فرعَين أطلق على بعضهم لقب ((أبو الخير)) نسبة إلى أحد آبائهم، وعرف منهم الشيخ عبد الله أبو الخير مؤلف كتاب ((نشر النور والزهر)) وهو عرض مفصل لتراجم أشهر علماء مكة وقد اعتمدناه في أكثر ما نتبناه عن النواحي العلمية، وفيه يذكر أن ممن عرف من هذا البيت عبد الرحمن بن صالح وعبد العزيز بن صالح وعبد الله بن عبد الرحمن وأحمد بن عبد الله أبو الخير وأمين محمد.
واشتهر من بيت عبد الرسول الشيخ عمر بن عبد الكريم بن عبد الرسول العطار المتوفي سنة 1248، وكانت شهرته بالفقه عظيمة وكان معتمداً في فتواه ولا يزال أحفاده يعيشون إلى اليوم ويسمونهم بيت شيخ (6) .
وكان من آل السني أئمة في المقام الحنفي، وكان بعضهم منقطعين للتدريس في المسجد الحرام وهم ينتسبون إلى جدهم الشيخ عبد الله السني نائب جدة في أواخر القرن الثالث عشر (7) .
وأنجب بيت كمال عدة علماء من أشهرهم الشيخ صديق بن عبد الرحمن والشيخ صالح بن صديق وعلي بن صديق كمال وهم غير بيت كمال المعروفين في الطائف وهم من وجهائها وقد أنجبوا عدة علماء كذلك (8) .
وبيت الدهان بيت قديم في مكة كما ذكرنا، وقد قدم جدهم الأعلى من الهند وكان يتعاطى دهن السقوف فعرف بها. ومن أشهر علماء هذا البيت الشيخ أحمد بن سعيد المتوفي عام 1293 وابنه الشيخ أسعد دهان قاضي مكة والشيخ عبد الرحمن وكان مدرساً في مدرسة الصولتية وقد توفي الأول في عام 1321 وتوفي الثاني في عام 1337، ولا تزال أعقابهم إلى اليوم معروفين ببيت الدهان في شعب عامر والنقا وأجياد (9) .
واشتهر من آل جستنية الشيخ عبد الرحمن بن أبي بكر جستنية المتوفي في أوائل القرن الثالث عشر وهو من الفتن وكان معروفاً بميزته العلمية، وله تآليف من أهمها تاريخ حوادث مكة الذي لم نعثر على نسخة منه. وكانت شهرته جستنية بفتح الجيم وأبدلها الناس بالدال.
وأول من عرف من آل الكتبي هو السيد محمد حسين كتبي قدم إلى مكة مجاوراً في عام 1255 وكانت حلقة دروسه في المسجد واسعة، واشتغل في وظيفة الفتوى، وقد أنجب ولده السيد محمداً وهو من مدرسي المسجد وأئمته ومن المقربين إلى أمير مكة الشريف عبد الله بن محمد بن عون، وكانت وفاته في رجب عام 1295 كما عرف منهم السيد محمد المرزوقي أبو حسين، وعرف منهم السيد محمد أمين كتبي (10) .
وكان بيت المالكي بيت علم وفضل وكان من أشهرهم الشيخ حسين بن إبراهيم المالكي المغربي الأصل من قبيلة يقال لها العصور من أعمال طرابلس الغرب وهو من أفاضل علماء مكة ومدرسيها ومؤلفيها وأئمتها، وقد ذكر أبو الفيض عبد الستار البكري أنه توفي عام 1293 وخلف أولاداً من أشهرهم علماً الشيخ عابد مفتي المالكية والشيخ محمد الأمير مفتي المالكية والشيخ علي مالكي وكان معروفاً بعلمه وفضله ونشاطه في التأليف وقد تولى رياسة مديرية المعارف في عهد حكومة الحسين ثم من أبناء محمد الأمير الشيخ جمال المالكي وهو من كبار علماء ومدرسي المسجد الحرام وقد توفي عام 1359، ولا يزال أبناؤه يشتغلون في مناصب حكومية (11) .
وقدم جد آل شطا السيد محمد شطا زين الدين بن محمود بن علي الشافعي إلى مكة من بلدة دمياط في أواخر القرن الثاني عشر فتصدر للتدريس في المسجد وأنجب أولاده السيد عمر والسيد عثمان والسيد بكري، وكان أبرزهم علماً وله مؤلفات عدة وينقل الغازي عن الشيخ عبد الحميد قدس أن السيد محمداً يتصل نسبه بالحسين بن علي بن أبي طالب وأن ذلك مثبت في دفتر الأشراف بثغر دمياط.
ويذكر أنه ورث شطا من ملازمته لأحد الصالحين في دمياط كان اسمه الشيخ شطا وهو مدفون خارج ثغر دمياط.
وأنجب السيد بكري ثلاثة من العلماء أبرزهم السيد أحمد ثم السيد حسين ثم السيد صالح كما أنجب السيد عثمان أبناءه سعيداً ومحمداً وعلياً (12) .
واشتهر من بني المشاط الشيخ عبد القادر المشاط وهو من كبار علماء مكة وأحد أئمتها كان ملازماً للتدريس بالمسجد وكانوا يلقبونه في مكة شيخ التجار نسبة إلى أبيه علي الذي كان يتعاطى التجارة وكان عضواً في ديوان الحكومة وقد توفي في مطلع القرن الرابع عشر وأعقب ولداً له اسمه علي (13) .
وعرف بيت اللبني بالشيخ جعفر لبني وكان من علماء مكة ومؤلفيها وكان يسكن الشامية كما كان بنو عمومته يسكنون باب السلام وقد ذكر في بعض مؤلفاته -كما ينقل الغازي (14) أنه لا يعلم سبب اشتهار بيته باللبني وأن جده أبا بكر بن جمال كان يمتهن الطوافة في القرن الثاني عشر ثم قال وقد خلف أبو بكر ولدين أحدهما محمد جمعه ومن نسله بيت اللبنى بالشامية والثاني عبد الله ومن نسله بيت اللبنى في باب السلام. أما بيت عرب فقد اشتهروا بالشيخ حسن بن إبراهيم عرب السندي الأصل وكان من أئمة المقام الحنفي وأحد مدرسي المسجد المعروفين بنشاطهم وفضلهم كما عرف منهم الشيخ حسن عرب والشيخ جميل عرب (15) .
وعرف بيت السيد كوجك بالعلامة السيد عبد الله البخاري وكان قد جاور بمكة في أواخر القرن الثالث عشر واشتغل بالتدريس وقد توفي عام 1297 عن ذرية كان منهم السيد حسن كوجك من أئمة المقام الحنفي (16) .
وبيت جان منسوب إلى الشيخ محمد جان النقشبندي الأفغاني من ذرية محمد بن الحنفية وقد قدم مكة في النصف الأول من القرن الثالث عشر وجاور بها وكان من ذريته الشيخ محمد سعيد جان والشيخ صديق وابنه الشيخ عمر جان (17) .
واشتهر بيت الدحلان ومنهم السيد أحمد زيني دحلان وكان من العلماء في القرن الثالث عشر وله مؤلفات أهمها تاريخه عن أمراء مكة كما عرف منهم السيد حسن بن صدقه دحلان وعبد الله بن صدقه دحلان (18) .
واشتهر بيت (فته) (19) ومن أشهرهم الشيخ إبراهيم محمد سعيد الفتة وهم ينتسبون إلى عشيرة لهم كانت تسكن الطائف وخلف الشيخ إبراهيم ابنه محمداً سعيداً وحفيده محمداً وقد انتقل الأخير إلى بلاد جاوى وأصدر عام 1343 صحيفة إسلامية كانت تهتم بأخبار العالم الإسلامي عامة والحجاز خاصة (20) .
واشتهر من غير هذه البيوت في هذا العهد المشايخ عبد الله سراج (بتخفيف الراء) وعبد الله بن علي بن حميد عيدروس البار وأحمد بن أبي بكر العلوي وأحمد رمضان المرزوقي وأحمد بن علي قدس وأحمد الصباحي وأسعد الحباب وإسحق الدهلوي وجعفر الميرغني ومحمد ميرغني الجفري وخليل طيبه ومحمد الخياط وسليمان العتيبي وصالح الحريري وعبد الرحمن جمال الكبير وعبد الرحمن جمال الصغير وعبد الرحمن المسكي وعبد الله بن عبد الرحمن سراج (بتشديد الراء) وعبد الله بن فهد وعبد الله سجيني وعبد المنعم قاضي وعلي الرهبيني ومحمد الرهبيني وعلي سرور وعلي خطيب وعلي قدس وعلي البيتي وعيسى خراز وعلي خراز ومحمد بن عبد الله بن حميد ومحمد علي السنوسي ومحمد الفاسي وأحمد السباعي (21) ومحمد بناني العربي ومحمد عبد الباقي ومحمد بن يحيى بن ظهيرة ولعلّه آخر من عرف من ذرية بن ظهيرة ومحمد سعيد بشارة ويحيى المؤذن ويحيى المقري ويوسف النبلاوي ويوسف البطاح الأهدل وأبو بكر بن حجي وأحمد بن أمين بيت المال وأحمد بن نصر وأحمد مكي بن جمال وأحمد قنق وأحمد الحضراوي، وبكر صباغ، وحسين حبشي، وحسين جمل الليل، وحسن طيب، وحسن سحره، وسالم العطاس، وسليمان زهدي، وسلطان بن هاشم، وعباس المالكي، وعبد الله زواوي وسعيد اليماني وعثمان الراضي وعمر باجنيد وعبد الله باروم وعبد الله غمري وعبد القادر صابر وعبد القادر شمس وعلي أبو الخيور ومصطفى العفيفي ومحمود شكري ومحمد المنشاوي ومحمد الصباغ المؤرخ ومحمد فردوس ومحمد المنصوري ومحمد أبو المحاسن ومحمد حسب الله ومحمد باز ومحمد بسيوني ونور الخالدي ومحمد سعيد بابصيل ومحمد سعيد حضراوي وأحمد ناظرين وعيسى رواس ومحمد علي سراج وعبد الرحمن خوقير وعبد الحميد قدس.
واشتهرت في هذا العهد سيدة من أجلة العلماء آل الطبري هي خديجة الطبرية وهي ثالث سيدة اشتهرت بالعلم من آل الطبري، والملاحظ أنهن اشتهرن في ثلاثة عهود متوالية إحداهن في عهد الشراكسة والثانية في العهد العثماني الأول -وقد تقدم بنا ذلك- كما اشتهرت الثالثة في هذا العهد ثم ما لبث أن انقرض آل الطبري ولم يبق منهم إلاّ امرأة واحدة تزوجها بعض آل الدحلان فأنجبت السيد أحمد زيني دحلان.
واشتهر غير هؤلاء كثير من العلماء المجاورين كان فيهم المصري والمغربي والتكروني والهندي والسندي وكان من بينهم علماء من المجاورين تلقى أكثرهم العلم في مكة ثم اتخذ له في مسجدها أو في بيته طلبة يدرس لهم ومن أشهر هؤلاء المشائخ أحمد الخطيب سنبس وإسماعيل منكابو وأحمد الجاوي ومرزوقي الجاوي ومحمد أزهر وعبد الله بن محمد أزهري ومحمد شاذلي ونواوي خالدي ونور الفطاني ومحمد سمباوا.
 
طباعة

تعليق

 القراءات :2341  التعليقات :0
 

الصفحة الأولى الصفحة السابقة
صفحة 214 من 258
الصفحة التالية الصفحة الأخيرة

من اصدارات الاثنينية

الاستبيان


هل تؤيد إضافة التسجيلات الصوتية والمرئية إلى الموقع

 
تسجيلات كاملة
مقتطفات لتسجيلات مختارة
لا أؤيد
 
النتائج