شارع عبد المقصود خوجة
جدة - الروضة

00966-12-6982222 - تحويلة 250
00966-12-6984444 - فاكس
                  البحث   

مكتبة الاثنينية

 
ثورة عسير
وفي هذا العام ثار أمير عسير عائض بن مرعي على الحكم في مكة واستقل ببلاده ثم تغلب على قبائل بني شهر وبيشه (1) وبلاد غامد وزهران فأدخلهم في طاعته فخرج لقتالهم محمد بن عبد المعين في سنة 1249 بعد أن أمده محمد علي باشا بجيش من مصر وترك الأمر في مكة لمحافظها أحمد باشا ليتولى الحكم في غيابه ويمده بلوازم العتاد والذخيرة.
وقد فشلت الحملة في مهمتها بعد أن دامت نحو سنتين واضطر محمد بن عبد المعين إلى الرجوع إلى مكة ومن ثم كتب إلى صاحب مصر يحمل محافظ مكة تبعة الفشل بدعوى قصوره في إرسال الإمداد بينما كتب محافظ مكة أحمد باشا يعزو أسباب الفشل إلى الشريف محمد بن عبد المعين.
ورأى محمد علي باشا في مصر أن يدعو الشخصين ليسمع منهما فلما انتهيا في مصر عام 1252 وسمع قولهما طلب إلى الشريف محمد بن عبد المعين أن يبقى عنده في مصر ليتولى أحمد باشا أمر الحملة إلى عسير فبقي الشريف وعاد أحمد باشا إلى مكة حيث قاد الحملة إلى عسير وفي صحبته بعض أصدقائه من الأشراف.
وانتصرت الحملة في حركاتها عام 1253 واستطاع أحمد باشا أن يستخلص بلاد غامد وزهران ثم تعذر عليه التقدم إلى بني شهر وبلاد عسير ثم ما لبث أصحاب عسير أن استأنفوا هجومهم واستعادوا بلاد غامد وزهران في عام 1254 وقد ظل أحمد باشا يباشر حملته في عسير بعد ذلك نحو سنتين دون أن ينتهي إلى نتائج حاسمة (2) .
وفي هذا العهد -وكان محمد بن عبد المعين بن عون لا يزال مقيماً بمصر- عصى بعض القبائل من حرب فجرد عليها محمد علي باشا حملة من مصر قوية بقيادة سليم باشا أطزبير فسارت الحملة حتى عسكرت في الغاربة والخيف (3) ثم تغلبت على كثير من الخيوف فنهبت ما فيها وأحرقت زروعها ونخيلها وشتت شمل المقاتلين حتى لاذوا بالفرار وتحصنوا برؤوس الجبال وشرعوا يقطعون الطرق في جهات متفرقة من باديتهم.
وظلت الحملة تعسكر فيما امتلكت من الخيوف طيلة عام 1255 وبعض عام 1256 وقاست المدينة المنورة من جراء انقطاع الطرق في هذه الأثناء ضيقاً شديداً واشتد غلاء الأسعار فيها حتى بلغ قيمة الأردب من القمح ثلاثين ريالاً (4) .
 
طباعة

تعليق

 القراءات :534  التعليقات :0
 

الصفحة الأولى الصفحة السابقة
صفحة 182 من 258
الصفحة التالية الصفحة الأخيرة

من ألبوم الصور

من أمسيات هذا الموسم

الدكتور محمد خير البقاعي

رفد المكتبة العربية بخمسة عشر مؤلفاً في النقد والفكر والترجمة.