شارع عبد المقصود خوجة
جدة - الروضة

00966-12-6982222 - تحويلة 250
00966-12-6984444 - فاكس
                  البحث   

مكتبة الاثنينية

 
الخطبة للتتار
وما كاد الأمر يستقر لحميضة حتى هاجمه أخوه رميثة ففر حميضة ملتجئاً بالتتار في العراق واستعان بجيش منهم للهجوم على مكة وبذلك استخلصها من أخيه ثم قام يدعو لهم وكان ذلك في سنة 718 وقد كبر ذلك على المماليك في مصر فأعانوا عطيفة شريك أبي الغيث فهاجم أخاه حميضة هجوماً عنيفاً واستطاع أن يستعيد إمارة مكة بعد أن قتل حميضة في سنة 718 (1) .
وبقتل حميضة وعودة عطيفة إلى الإمارة عاد نفوذ الأتراك المماليك إلى مكة.
وفي هذا العهد حج الملك الناصر حجته الثانية وذلك في سنة 719 وقد اصطحب معه نحو خمسين من أمراء المماليك وكثيراً من أعيان دولته في الشام ومصر وأنفق في سبيل الإحسان أموالاً طائلة.
وتوالت السنة التي بعدها ((720)) فازدحم الموسم بعدد وافر من الحجاج ويذكر المؤرخون أن هذا الموسم حظي بكثير من أعلام العلماء.
وفي هذا العام أحيا الحجاج سنَّة كانت متروكة وذلك أنهم صلوا الصلوات الخمس بمنى يوم التروية وأقاموا بها إلى أن أشرقت الشمس على ثيبرٍ (2) وتوجهوا إلى عرفة (3) .
ولم يذكر السنجاري تعليلاً لإجماع الحجاج في هذا العام على إحياء هذه السنة بعد تركها والذي أظنه أن اجتماع أكبر عدد من أعلام العلماء في موسم ذلك العام كان له أثر في اجتماع الحجاج على ما فعلوا فقد يكونون تدارسوا الفكرة في مجتمعاتهم بمكة ثم حبذوها وأعلنوها في الناس فاتبعها الناس.
ووقف الناس في هذا العام يوم الجمعة دون أن يكون بينهم خلاف وقد كانت تتمة مائة جمعة وقفها المسلمون من عام الهجرة إلى ذلك اليوم.
ويقول السنجاري أن الشيخ رضي الدين الطبري إمام مكة كان يقول إني حججت مدة عمري فلم أر أكثر زحاماً من هذا الموقف (4) .
وحج في عام 724 ملك التكرور (5) وكان اسمه موسى فوصل مكة في 15 ألفاً من أتباعه فتحرش بعض الأتراك بهم فكانت فتنة شهرت السيوف فيها في المسجد ولم يخمدها إلاّ ملك التكرور الذي أمر أتباعه بالكف فكفوا (6) .
وأعاد عطيفة الدعاء لسلطان المماليك الناصر محمد بن قلاوون. ولعلّ هذا أساء ملك التتار بالعراق فأراد أن يشتري عطيفة بالأموال والهدايا لأننا نجد في حوادث هذا العام 720 أن الركب العراقي حج في أحمال كثيرة من الهدايا والتحف والأموال (7) ولا نشك في أن أوفر نصيب في هذه الهدايا كان من حظ عطيفة كرشوة مقابل الدعاء له إلاّ أنهم لم يظفروا بذلك لأن عطيفة يدين بنجاحه في الإمارة للملك الناصر في مصر.
وظل عطيفة في حكمه على مكة إلى عام 728 أو نحو ذلك بعد أن فقد أخاه الشريك أبا الغيث وأخاه الخصم حميضة في سبيل الحكم ولم يبق أمامه في الميدان إلاّ أخوه ((رميثة)) الذي أجلته عن مكة جيوش مماليك الأتراك التي كانت تؤيد الطرف الذي فيه عطيفة على الطرف الذي كان فيه رميثة.
 
طباعة

تعليق

 القراءات :381  التعليقات :0
 

الصفحة الأولى الصفحة السابقة
صفحة 92 من 258
الصفحة التالية الصفحة الأخيرة

من ألبوم الصور

من أمسيات هذا الموسم

سعادة الدكتور واسيني الأعرج

الروائي الجزائري الفرنسي المعروف الذي يعمل حالياً أستاذ كرسي في جامعة الجزائر المركزية وجامعة السوربون في باريس، له 21 رواية، قادماً خصيصاً من باريس للاثنينية.