شارع عبد المقصود خوجة
جدة - الروضة

00966-12-6982222 - تحويلة 250
00966-12-6984444 - فاكس
                  البحث   

مكتبة الاثنينية

 
الإصلاحات في المسجد
وعني الفاطميون بإصلاح كثير من الخراب الذي كان يطرأ على المسجد الحرام وجددوا بعض أسطوانات الرخام وأصلحوا بعض المواضع من سقفه. إلاّ أن عناية العباسيين كانت أكثر وضوحاً فقد قاموا بإصلاحات كثيرة في الكعبة فعمروا في سقفها سنة 542 وأصلحوا رخامها عام 550 وشدوا في ركنها اليماني عندما تضعضع عام 559 وأهدى المطيع العباسي للكعبة قنديلاً من الذهب زنته 600 مثقال وعدة قناديل من الفضة في العام نفسه (1) وأهدى الخليفة العباسي المكتفي في عام 551 باباً للكعبة بديع الصنع منقوشاً عليه اسمه كما أهداها ميزاباً جميل النقش في عام 541 كما أمر وزير صاحب الموصل محمد الجواد بعمل إصلاحات كثيرة في المسجد أهمها تعمير منارة باب العمرة وقبة العباس بجوار زمزم، وأنشأ مزولة في صحن المسجد لمعرفة أوقات النهار، وكان مكانها على بعد 43 ذراعاً من ركن الكعبة بذراع الحديد مما يلي المنبر، وقد أزيلت بعد ذلك ولم يبق لها أي أثر (2) .
وممن عني بالمسجد في هذا العهد أحد أعيان المسلمين المعروف بالشيخ رامشت واسمه أبو القاسم إبراهيم بن الحسين الفارسي قد بنى رباطاً بجوار باب إبراهيم لسكنى فقراء الصوفية من أصحاب المرقعات (3) وأهدى للكعبة ميزاباً في سنة 541 وكساها بالحبرات في عام 532 كسوة كلفته 18 ألف دينار مغربية وكذلك كساها أبو النصر الأسترابادي كسوة بيضاء من عمل الهند في عام 446.
وكان الفاطميون يكسونها بالديباج الأبيض كما كان بعض العباسيين يكسونها بالسواد شعار العباسيين واستمرت تكسى بالسواد إلى الآن (4) .
ويذكر الشيخ باسلامة في كتابه عمارة المسجد (5) أنه يظن أن المقامات الأربعة الموجودة بالمسجد أُنشئت بين القرن الرابع والخامس أي في هذا العهد الذي ندرسه الآن وذلك لأن المؤرخين والرحالين الذين وصفوا المسجد قبل هذا العهد وآخرهم صاحب العقد الفريد لم يذكروا عنها شيئاً بينما يذكرها ابن جبير في رحلته عام 578 فدلّ ذلك على أنها حدثت قبيل ذلك العهد.
والذي أحسبه أن ما ذكره الشيخ باسلامة لا يعدو الحقيقة لأني أعتقد أنها أحدثت في العهد الفاطمي مع ما أحدث من بدع غريبة، وكان أئمة المذاهب يصلون متعددين ومنهم إمام الزيدية، أما الحنبلي فلم يكن موجوداً، وسنتحدث في كلامنا عن العهد الأيوبي عن وصف ابن جبير للمقامات الأربعة وكيفية صلاة الأئمة فيها.
وكان في جوانب حجرة زمزم أربعة أحواض يصب فيها الماء ويتوضأ الناس به وأمام بئر زمزم من ناحية الشرق بناء آخر عليه قبة يسمى سقايةُ الحاج وضع به أزيار يشرب منها الحجاج وبعد هذا البناء ناحية الشرق بناء آخر مستطيل عليه ثلاث قباب يسمى خزانة الزيت به الشمع والزيت والقناديل وحول الكعبة أعمدة قامت بينها عوارض من الخشب عليها زخارف ونقوش من الفضة وقد أنيطت بها المصابيح معلقة في الحلق والكلابات ويفصلها عن الكعبة 150 ذراعاً وهي مسافة المطاف (6) .
 
طباعة

تعليق

 القراءات :449  التعليقات :0
 

الصفحة الأولى الصفحة السابقة
صفحة 74 من 258
الصفحة التالية الصفحة الأخيرة

من ألبوم الصور

من أمسيات هذا الموسم

الدكتور سعد عبد العزيز مصلوح

أحد علماء الأسلوب الإحصائي اللغوي ، وأحد أعلام الدراسات اللسانية، وأحد أعمدة الترجمة في المنطقة العربية، وأحد الأكاديميين، الذين زاوجوا بين الشعر، والبحث، واللغة، له أكثر من 30 مؤلفا في اللسانيات والترجمة، والنقد الأدبي، واللغة، قادم خصيصا من الكويت الشقيق.