ولم يدم حكم العبد طويلاً في مكة لأن السليمانيين أصحاب الطبقة الثانية من الأشراف(1) لم يلبثوا أن قبضوا على أزمة الأمر بعد أن أجلوا العبد عن الحكم وأجلوا بذلك جميع الموسويين من الأشراف حكّام الطبقة الأولى(2).
صاحب اليمن: ولم يتمتع السليمانيون طويلاً بهذا الحكم فقد اقتحم عليهم الصليحي صاحب اليمن(3) بعد سنتين من استئثارهم بالحكم ولم يذكر مؤرخو مكة أسماء من تولى مكة منهم إلاّ اسم محمد بن عبد الرحمن من أحفاد أبي الفاتك.
علي بن محمد الصليحي كان أبوه من قضاة اليمن وقد ألحقه بأحد المشايخ وهو لا يعلم أنه من دعاة الباطنية فتلقى مبادئ الباطنيين وأخلص لها في السر وعندما اشتهر بعلمه كان يرأس الحج اليمني إلى مكة عدة سنوات، اجتمع في مكة بنفر من المخلصين لدعوته فبايعوه على امتلاك اليمن فسار فيهم حتى ملك بعض الأطراف ثم استمال بعض القبائل فساعدوه حتى استولى على بلاد اليمن جميعها ودعا فيها للفاطميين ثم سار إلى مكة واستصفاها للهواشم بمساعدة الفاطميين ((راجع تاريخ اليمن لعمارة اليمني)) ص16.