شارع عبد المقصود خوجة
جدة - الروضة

00966-12-6982222 - تحويلة 250
00966-12-6984444 - فاكس
                  البحث   

مكتبة الاثنينية

 
ثورة الديباجة في مكة
كان محمد بن جعفر الصادق شيخاً من شيوخ آل أبي طالب روى عن أبيه علماً وكانوا يلقبونه بالديباجة لجمال وجهه وقد أكرهه العلويون على البيعة حتى بايعهم في ربيع الأول سنة 200 فبقي شهوراً ليس له من الأمر شيء وإنما ذلك لابنه علي وللأفطس وهما على أقبح سيرة في الناس واتصل الخبر بالمأمون فانتدب لهم جيشاً عظيماً قاتلهم قتالاً شديداً عند بئر ميمون (1) ثم أجلاهم عن مكة في جمادي الآخرة سنة 200 (2) وفر محمد الديباجة إلى منازل جهينة شمالي ينبع فجمع منها جيشاً أراد أن يهاجم به المدينة فلم يظفر فقدم إلى مكة يطلب الأمان.
ومن الغريب أن يخرج العلويون على خليفة كالمأمون وقد عرفوه من أميل الناس إليهم (3) فقد تودد إليهم وزوّج علياً بن موسى ابنته أم حبيب (4) وجدَّ في توليته العهد بعده كما خطب له على المنابر وضرب باسمه الدراهم وأمر في سنة 201 بطرح السواد ولبس الخضرة شعار العلويين (5) وبذل لهم العطايا والأموال واستقدم بعض كبرائهم من مكة والمدينة وأكرمهم وكان يفضل أن يتنازل عن الخلافة لهم ومع هذا فقد أبوا أن يدينوا له بالطاعة أو ينسوا في سبيله حقوقهم التي يعتقدونها في الخلافة.
ويرى بعض المؤرخين أن خروج أشياع الديباجة كان بسبب ميل المأمون إلى أشياع أخيه موسى الكاظم فقد كانت العلاقة بين الشيعتين على شيء من الخلاف (6) .
عودة العباسيين للمرة الرابعة: وولّي مكة بعد هزيمة الديباجة في خلافة المأمون عيسى بن يزيد الجلودي قائد جيش العباسيين المهاجم ثم يزيد بن حنظلة المخزومي (7) .
ثورة علوية رابعة: ثم ما لبث أن هاجم مكة سنة 202 علوي جديد من اليمن هو إبراهيم بن موسى الكاظم وأخوه علي الرضا الذي ولاه المأمون ولاية العهد فاحتل مكة وقتل عاملها وأوقع بأنصار العباسيين فيها ثم ما لبث العباسيون أن أجلوه عنها، وينقل تقي الدين الفاسي عن العتيقي أن إبراهيم الكاظم كان والياً على مكة من قبل المأمون وبذلك ينفي عنه فكرة الثورة ويقول إنه حج بالناس 202 وهو أمير مكة للمأمون ويذكر ابن كثير أنه في عام 202 ثار في بغداد إبراهيم بن المهدي العباسي فخلع المأمون وبايع لنفسه فلا استبعد أن تكون ثورة الكاظم في مكة انتصاراً للمأمون لأنه بايع فيها للمأمون ثم لأخيه علي الكاظم بعده (8) .
وولى مكة للمأمون هارون بن المسيب وحمدون بن علي بن عيسى ولعلّهما ولياها بالنيابة ووليها صالح بن العباس ثم سليمان بن عبد الله، وممن وليها محمد بن سليمان والحسن بن سهل ومحمد بن هارون وعبيد الله بن الحسن (9) وأكثر هؤلاء من العلويين.
ومن ذلك يظهر أن المأمون كان لا يرى بأساً في توليتهم مكة أو لعلّه شعر أنهم غير متحزبين لسياسة بني عمومتهم فرأى أن يرضى باستعمالهم فريق المتشيعين ويذكر تقي الدين الفاسي في شفاء الغرام أن عبيد الله بن الحسن ظل في ولايته إلى سنة 209 كما يذكر الدحلان أنه بقي إلى وفاة المأمون سنة 218.
 
طباعة

تعليق

 القراءات :392  التعليقات :0
 

الصفحة الأولى الصفحة السابقة
صفحة 44 من 258
الصفحة التالية الصفحة الأخيرة

من اصدارات الاثنينية

الاستبيان


هل تؤيد إضافة التسجيلات الصوتية والمرئية إلى الموقع

 
تسجيلات كاملة
مقتطفات لتسجيلات مختارة
لا أؤيد
 
النتائج