شارع عبد المقصود خوجة
جدة - الروضة

00966-12-6982222 - تحويلة 250
00966-12-6984444 - فاكس
                  البحث   

مكتبة الاثنينية

 
وقعة الأحباش
وفي هذا العهد هاجم فريق من الأحباش جدة في عام 173 أو 183 وأوقعوا بها ففر أهل جدة إلى مكة مستغيثين بأهلها فنفر الأهالي لمساعدتهم فأحس الأحباش بالهزيمة ففروا إلى مراكبهم وجهز صاحب مكة غزاة في البحر ليدفعوهم بعيداً عن جدة.
وتولى مكة في عهد الأمين داود بن عيسى فندب لإمارة المدينة ابنه سليمان (1) .
وكتب بعض أهل المدينة إلى داود يطلب انتقاله إلى المدينة ويحسن له اتخاذها عاصمة لإمارته في قصيدة طويلة فرد عليه رجل من مكة بقصيدة مثلها يمتدح فيها مكة ويفضل اتخاذها كعاصمة وعلم ناسك من أهل جدة بأمر القصيدتين فأنشأ قصيدة يرد فيها على المتفاخرين ويحكم بينهم وقد ذكرت القصة مطولة في بعض كتب الأدب ولم أستحسن -نقلها لأنها فيما يبدو لي- مخترعة أراد أصحابها المفاخرة بين المدينتين ويتجلى أثر الصنعة في سياقها ولسنا في حاجة إلى إعلان المفاخرة بين بلدين تجمعهما كل عناصر الاتحاد في الحياة بدون استثناء.
صدى خلع الأمين في مكة: وظل داود على أمره في مكة حين انتهى إليه خطاب الأمين يطلب فيه أخذ العهد الذي أودعه الرشيد الكعبة كميثاق لولاية العهد فغضب داود لهذا النكث ونادى في أهل مكة وحجاجها الصلاة جامعة فلما اجتمع الناس خطب فيهم وأبان لهم غاية الأمين من نكث العهد فوافقوه على خلعه فقال: اشهدوا بأني خلعته فبايعوني للمأمون فبايعوه فلما علم المأمون بذلك سر سروراً كثيراً ولما انتصرت جيوشه على الأمين أقرّه على مكة والمدينة فظل فيها إلى أواخر سنة 199 (2) .
ثورة العلويين الثالثة بقيادة الأفطس: لم تكن مكة مصدر هذه الثورة ولكنها ما لبثت أن استقلت بأمرها فقد خرج السري بن منصور الشيباني على المأمون في العراق يدعو إلى العلويين وما كاد يغلب العباسيين على بعض بلاد العراق حتى أرسل إلى مكة ببعض جيشه في عام 199 تحت قيادة الحسين بن الحسن (3) بن علي بن أبي طالب وهو معروف بالأفطس وما كاد الحسين ينتهي إلى قريب من مكة ويعسكر في النوارية (4) حتى أخلاها عاهل مكة للعباسيين داود بن عيسى وقال أني لا أستحل القتال في مكة فدخلها الحسين الأفطس مساء يوم التروية ثم ما لبث أن دفع إلى عرفة فوقف بها ليلاً وكان بعض الحجاج وقد وقفوا بها نهاراً بغير إمام أو خطيب ثم ازدلف الأفطس إلى مزدلفة فصلى بالناس الصبح ثم مضى إلى منى فمكة فأقام بها ثم مضى إلى جدة فاحتلها وسطا على أموال الأهلين فيها ولما أهل المحرم سنة 200 كسا الكعبة كسوتين من قز رقيق إحداهما صفراء والأخرى بيضاء بعد أن عمد إلى خزانة الكعبة فجردها مما فيها من الأموال (5) وقسمها في جيشه، ولعلّه رأى أن الكعبة لا حاجة لها في أموال مجمدة تفتقر إليها الجيوش المحاربة في سبيل الإسلام في رأيه.
وظل الأفطس على أمره في مكة حتى بلغه مقتل صاحب الدعوة في العراق أبي السرايا ولعلّه شعر بانصراف الناس عنه ونفورهم من قسوته فعمد إلى رجل من أجلّة العلويين هو ((محمد بن جعفر الصادق)) وسأله أن يبايع الناس باسمه فكره محمد ذلك فاستعان الأفطس عليه بولده حتى قبل البيعة وبذلك استقلت مكة.
 
طباعة

تعليق

 القراءات :442  التعليقات :0
 

الصفحة الأولى الصفحة السابقة
صفحة 43 من 258
الصفحة التالية الصفحة الأخيرة

من اصدارات الاثنينية

الاستبيان


هل تؤيد إضافة التسجيلات الصوتية والمرئية إلى الموقع

 
تسجيلات كاملة
مقتطفات لتسجيلات مختارة
لا أؤيد
 
النتائج