شارع عبد المقصود خوجة
جدة - الروضة

00966-12-6982222 - تحويلة 250
00966-12-6984444 - فاكس
                  البحث   

مكتبة الاثنينية

 
(3)
صباح جديد، يضاف إلى ورقة تقويم عمرها.. لم تلتفت ((ليالْ)) إليه.
دست حقيبتها داخل عباءتها، واستقرت في المقعد الخلفي للعربة.
السائق الفلبيني يعرف هذا الطريق اليومي.. دون أن يسأل، أو يلتفت.
وفي كل صباح -عدا الخميس والجمعة- تقوم بمشوارها اليومي.. العلمي إلى الجامعة.. يحرّضها هدف أغلى وأسمى، ويدفعها إلى مزيد من التركيز في دراستها حتى تحصل على البكالوريوس وتعمل، وتتزوّج، وتنجب أطفالاً!
ولكنّ هذا التحريض المشروع يتوقّف بها عند ((البكالوريوس)) فقط.. فهي لا تطمح إلى شهادات أعلى، بل يشدها تلفّتها إلى خوض غمار الحياة بذاتها، وبكلّ الشروخ التي صاحبتها منذ طفولتها.
صديقتها المقرّبة إليها كثيراً ((زينب)).. تحاورها بين فينة وأخرى، بل وتقرّعها أحياناً على أفكارها المحدودة.. وكانت تقول لها:
- أنت تفرّغين رأسك وحياتك من الطموح.. حين تكتفين بالحصول على ((البكالوريوس)) فقط، ثمّ الزواج.
- تجيبها: حقّي الطبيعي كامرأة أن أتزوّج، وأصبح أمًّا، وربّة بيت!
- تردّ عليها زينب: لا نختلف في هذا الحق، ولكن الطموح الأجمل في التطلع إلى الحصول على الدكتوراه.. لأنّ العلم مضمون للمستقبل، أمّا ((الزوج)) فهو الشيء غير المضمون.
- تقول لها: لا تدعي فشل البعض في الزواج يتحوّل إلى عقدة عندنا!!
- ترد زينب: ليست عقدة، بقدر ما هي ظاهرة خطيرة ومفجعة، إذا ما تلفّتنا إلى نصف بنات الجامعة، واكتشفنا أنهن مطلقات، وتسمعين حكايات عجيبة عن عروس في شهرها الثاني طلقها زوجها، وعن زوجة تحمل طفلاً بين يديها، وبخلاف سخيف وجدت نفسها مطلّقة، وفي العراء!
- قالت ليال: مَنْ السبب في هذا التخلّف؟!
- أجابت زينب: الظاهرة أكبر من طرح سؤال واحد، نحمّل المسؤولية فيه للرجل أو للمرأة.. ولكنّ هناك خلفيّات، ودوافع، وأسباب ينبغي أن نناقشها بصراحة متناهية!
- قالت ليال: وإذن.. لماذا تنقمين على الزواج، أو على الرجل؟!
- قالت زينب: إنني لست ناقمة، ولكني خائفة برعب ملحوظ.. أخاف على المستقبل في يد رجل عابث ببنات النّاس.
* * *
أفاقت ((ليال)) من شرودها أمام بوابة الجامعة.. مع صوت وقوف سيارتها، ووجه السائق الفليبيني وهو يلتفت إلى الخلف نحوها، قائلاً بلكنته وكلماته العربية المكسّرة:
- انت إنزل.. جامعة!
ولم يكن نهارها سعيداً خلال اليوم الدراسي.
لقد آلمتها أستاذة المادة التي طلبت منها بحثاً.. حين قدّمته لها، قالت:
- هذا جهد ضعيف.. أنتِ لم تكلّفي نفسك بالبحث عن المراجع التي دللتك عليها، ولذلك.. أطلب منك إعادة كتابة البحث من جديد!
في فترة الراحة بين المحاضرة الأولى والثانية، وجدت بعض الطالبات متجمّعات يناقشن بحدّة وتبرّم تصرفات مسؤولة تسجيل المواد، التي تلمعّن في معاملة الطالبات بسلوك فظ وخشن، وتهين البعض منهن بعبارات استفزازية وجارحة.
أحسّت ((ليال)) بصداع يحيل رأسها إلى ورشة آلات ثقيلة.
لقد أنهكتها أفكارها التي تتصاعد، وتزيدها همًّا يتضاعف يوماً بعد يوم!
اشتاقت كثيراً إلى أمّها، ولكن.. أين هي أمّها؟!
إنّها تنعم مستقرّة في كنف رجل.. رضيت الاقتران به منذ كان عمرها خمس سنوات، بعد أن وقع الطلاق بين هذه الأم، وذلك الأب.. دون أن يفكّر أحدهما في لحظات الغضب والانفعال: ماذا سيحدث لهذه الطفلة ذات السنوات الخمس؟!
تحتاج اليوم كثيراً إلى أبيها، ولكن.. أين هو أبوها؟!
إنّه هارب من مسؤولية أبوّته لها.. بعد أن اختار زوجة أخرى بعد انفصاله عن أمّها، وكوّن معها بيتاً جديداً، وأنجبا أبناء وبناتاً.. كأنّه ألغى ابنته ((ليال)) من عمره كلّه!
لقد تبلورت مأساتها منذ البداية:
كأنّ الشباب، والفرح، والأمل.. قد أُطفِئوا في عينيها.
وتهرع -بعد عودتها من الجامعة وتناولها للغداء- إلى دفتر مذكّراتها.. تواصل كتابة شجونها، وتصف ساعات يومها، ولحظات إحساسها، وتروي حكايتها الجارحة حتّى العظم:
- طفولتي كانت معذبة، تعيسة.. محرومة من حنان الأم، ورعاية الأب.. أحببت أمي فوق ما اعتاد الأبناء على حبهم لأمهاتهم.
في طفولتي.. لم أكن لأفارقها من شدّة تعلّقي بها.
وكانت تقربني منها بعض الأحيان، وهي في قمّة أمومتها، وتقول لجدتي/أمها:
- لا أعرف سبب تعلّق هذه البنت بي بشكل جنوني!
- تقول لها جدتي: أنت أمها.. فكيف لا تتعلق بك؟!
- ترد أمي قائلة: لا أحد يكره فلذة كبده.. لكنّ تعلّقها الشديد بي يجعلني أخاف من إحساس بموتها أو موتي!
وكأن أمي فلسفت الموت الأشقى والأكثر عذاباً.
كانت تقسو عليّ.. كرد فعل لخلافاتها التي لا تنتهي مع أبي، أو.. لعلّها كانت تكرهني أحياناً، لأنني كنت هذا الخيط الذي يربطها بأبي.
وهكذا.. لم تعمّر حياة أمي مع أبي، بعد أن تعاظمت حدّة خلافاتهما، فانفصلا.
وهكذا -أيضاً- بدأت رحلة العذاب وتجسّدت تعاسة طفولتي، ومن ثمّ حياتي حتّى الآن!
وكنت أتلفّت إلى ((أبي)).. فلا أجده هو الآخر.
كان في زمن اقتران أمي به.. رجلاً غير ملتزم.
لم تهنأ طفولتي بأبوّته.
في النهار.. يذهب إلى عمله، ويعود بعد الظهر، ليتناول غداءه، وينام.. ويخرج بعد المغرب إلى الشارع، ويسهر مع أصدقائه إلى ما بعد منتصف الليل.
لم أتعمّق في حضنه كثيراً..
ولم يكن يحملني، ويهدهدني.. إلاّ في أوقات نادرة، وفي لحظات صفاء لا تدوم طويلاً.
واحتضنتني جدتي لأمي.. وأنا أتدرّج في العمر من الطفولة إلى الصبا، إلى الشباب.
صار ((أبي)) في بيت آخر، بعد أن تزوّج من امرأة أخرى، وأنجب منها ولدين وبنتاً.. ولم يعد يسأل عني، أو يراني، إلاّ لماماً.
وانتقلت أمي.. إلى مدينة أخرى.. مع زوجها الآخر، وأنجبت منه ولداً وبنتاً.
وبانفصال أبي عن أمي، واختيار كل منهما لحياة أخرى، بقيت في بيت أهل أمي تحنو عليَّ جدّتي، وتربيني كأنني يتيمة، مقطوعة من الأب والأم.
كنت أشتاق -في عمق الليالي- إلى حنان أمي، كالعطشان إلى صبابة ماء، فلا أعثر عليها، ولا حتى على صوتها.
في كلّ شهر، أو شهرين.. يأتيني صوت أمي -مرة واحدة- عبر الهاتف:
- ما هي أخبارك؟ كيف دراستك؟ هل تحتاجين إلى فلوس؟!
وفي عمق تلك الليالي.. كانت عيناي تذرفان الدمع السخي الذي أدلج معه في صمت الليل، ووحشته، وأصداء فراغاته.
وبدأت أكبر، وأشب عن الطوق.
وبدأت خطورة المراهقة، والشباب.
وجدّتي ((المسكينة)).. تكبر معي في العمر، وتنزلق بها الشيخوخة إلى الضعف، والقعود الطويل، وتراكم الأمراض في جسمها الذي يهن تدريجياً.
ويرعاني ((خالي))، وهو أكبر إخوة أمي.. لم يتزوّج رغم أنّه تخطّى الأربعين، بل آثر أن يبقى بجوار أمّه -جدتي- يرعاها، ويكلأها بعنايته، ويسهر معها على تربيتي، وتنشئتي بذلك الحنان الباهر الذي لم أجده عند أبي، ولا حتى عند أمي!
وسمعت ((خالي)) في منتصف تلك الليلة يسعل ويتألّم.
كان عمري يخطو بي إلى السادسة عشرة.
هرعت إليه في غرفته، وأرغمته أن يتناول شراباً لهذا السعال الذي يكاد يحطم صدره.
وتطلّع إلى وجهي بحنانه الذي عوّدني عليه، وأمسك بيدي قائلاً:
- اجلسي هنا بجانبي.. لو تزوّجت وأنجبت، ما كنت أظن أن ابنتي التي أنجبها ستكون أكثر حناناً منك، واهتماماً بي مثلك. لقد أعطاني الله منحة أشكره عليها كثيراً.
- قلت: أنت خالي، والخال في مقام الوالد.. ولقد كفلتني، ورعيتني، وهذا جزء من الدَّيْن الذي تطوق به عنقي.
- قال: لا تقولي هذا.. أريدك فقط أن تواصلي إصرارك على الدراسة والعلم، فالشهادة يا ابنتي سلاح عظيم في يد الإنسان، ولا تدعي تصرف أمك وأبيك ينعكس على مشاعرك نحوهما، فهما -مهما كانت الظروف- لحمك ودمك.. فلا تحقدي عليهما إن كنت تحبينني.
* * *
وبقيت تلك الليلة ساهرة، قلقة.. مشاعري تنزف الحزن، والوحدة، والصدمة من الداخل.. وفي عيني دمعة حيرى، تجول في الأحداق، ويؤلمني عصيانها.
ها هو الصيف قد جاء..
يطلب مني ((خالي)) كعادته في كل عام.. أن أهيئ نفسي، وأحزم حقيبتي، بعد انتهاء العام الدراسي، استعداداً للسفر إلى شمال الوطن.. هناك حيث ألتقي ((أمي)) كل عام.. وحيث تسكن مع زوجها، منذ اقترنت به، بعد انفصالها عن والدي.
في كل عام.. كنت أذهب إلى أمي، لأقضي إجازة الصيف عندها! ولكن.. أية إجازة؟!
أمي.. لم أجدها -في كل مرة أذهب إليها- وهي متفرغة لي تماماً، مثلما كانت في بيت أبي، وقبل زواجها من هذا الرجل.
كنت أمتلك الدنيا، وهي تحوطني برعايتها وحنانها.
والآن.. أشعر بهذه الرغبة الملحة في النوم بحضنها كعادتي، لكنني لا أستطيع البوح بهذه الرغبة.. لأني أعرف أن زوجها صار يصادر حقي هذا لمصلحته أكثر مني.
وآه من زوجها هذا!!
إنه يقسو عليها آناء الليل وأطراف النهار.. ويتعمد أن يمارس تسلطه هذا عليها أمامي، وتشتد شراسته مع أمي في الفترة التي أزورها فيها في الصيف.. مما اضطرني في مرات عديدة أن أقطع رحلتي إلى أغلى إنسانه في وجودي، وأنكص متقهقرة إلى بيت خالي وجدتي.. أكفكف دموعي، وأتحسر، ويزداد خوفي على أمي، وصحتها، وقدرتها على معايشة هذا الآدمي البغيض.
كنت أشاهد أمي، وهي تداري دموعها عن ناظري، حتى لا تؤثر عليَّ، وحتى لا تتوقع مني أية كلمة قد أتفوّه بها معاتبة لها في تفريطها بحياتها السابقة مع أبي ومعي.
كانت لا تهون عليّ أبداً.. ودمعتها تكوي مشاعري قبل وجنتيها، ولكني لم أكن أقدر أن أدفع عنها!
كنت طفلة أشب عن الطوق..
ولكنّ طفولتي عانت من هذه التعاسة والآلام كثيراً.
طفولتي التي يكبلني الحزن وأنا أسترجع أصداءها، فلا أجد فيها لحظة حنان، أو ضحكة صفاء طفولية عفوية.
وكيف تكون لي طفولة سعيدة، وأنا أعيش بعيداً عن أمي؟!
وحين أذهب إلى أمي في المدينة الأخرى، لأراها بعد الحرمان، وفي وقدة الأشواق والولع بها.. أفقد قدرتي على العبير عن ندائي على أمومتها، وأرى أمي أيضاً لا تملك الوقت، ولا المجال، لتسكب أمومتها عليّ، وتكلأني بحنانها وعطفها.
عانيت كثيراً في غربة أمي عني، وفي حرماني من أحضانها.
وفوق المعاناة.. كان ذلك الألم الذي يلفني كلما ذهبت لرؤيتها، فأجدها تتحمل فوق طاقتها معاملة زوجها الجافة لها.. إلى درجة استعبادها وإذلالها أحياناً.
وكنت أذرف الدمع مراراً، وليس بيدي حيلة.
ومرت ليالٍ.. بكيت فيها، وأشهدت نجوم السماء، وأصداء الليل.
بكيت على وسادتي في وحدتي، وضمت الوسادة إلى صدري بقوة، وأنا أُنادي أمي.. وأنا أرى طيفها أمامي في وحشة المكان، وقسوة الظروف، وتعاسة زماني.
أتشوّق كثيراً لرؤية وجهها الأجمل..
وتعتادني الأماني الجميلة.. فأتخيلها بجانبي، ثم أرتمي على صدرها الحنون، وتمسح بيدها على رأسي وشعري!
كنت أشكو إليها.. منها!
لم يكن أحد من أهلي يشعر بقسوة معاناتي من بعدها، وبسبب ابتعادها عني.
البعض من أهلي.. كان يظن أنني أحيا الراحة والسعادة، وأنني لم أعد أحتاج إلى أمي، خاصة بعد أن تخلت عني، وذهبت تركض وراء زوجها الجديد!
ولكن.. ليست هناك ابنة، أو ابن يستغنيان عن الأم، وليست هناك ((أم))، تقدر أن تُسقط فلذة كبدها من ذاكرتها، أو من أشواقها.
* * *
كنت أعد الأيام والليالي، لكي أطير إليها.. هناك في المدينة الأخرى، وحيث حياتها الجديدة، التي تقادمت بعد ذلك.
وعندما كبرت.. ازدادت حاجتي إلى أمي، وازداد انشغالها عني، وانشغالي عليها.
بدأت أمي تتغير.. لاح الهرم عليها قبل الأوان، فكأن الآلام، وقسوة العشرة مع زوجها الآخر، قد اختصرا الكثير من شبابها، ومن تفتحها على الحياة!
وإذا غبت عنها شهور الدراسة، وسافرت إليها في الإجازة.. أصاب بالفزع في كل مرة أراها فيها.. فأجدها قد كبرت كثيراً، وظهر المزيد من التجاعيد على وجهها، وتغضن جمالها وبهاؤها.
- وأسألها: ماذا حدث لك.. هل أنت مريضة يا أمي؟!
وترد باقتضاب، وهي تحاول أن ترسم ابتسامة باهتة على وجهها:
- أبداً.. إنني بخير، فقط.. أتبع ريجيماً قاسياً بعض الشيء، لأن جسمي بدأ يترهل.
ولا أصدق مداراتها هذه عني.. ولكنها تصرّ على الإجابة الواحدة.
وفي كل زيارة أجدها تشيخ عن المرة الأخيرة التي رأيتها فيها.
وأعيد طرح السؤال.. وتعيد نفس الجواب.
ولكنني أضبط دمعة هاربة، متسللة من عينيها الحزينتين.. ثم ما تلبث أن تدير وجهها إلى الناحية الأخرى، لئلا أراها.. فأبكي من أجلها.
* * *
وأخذت زياراتي لها تقلّ تدريجياً.
صرت أراها في السنة الواحدة.. مرة فقط.
أذهب إليها.. وأبقى بجانبها شهراً.
وتلحّ أمي عليّ في العودة إلى جدتي وخالي.. لأنها كانت تلحظ معاناتي، وتألمي، وحزني عليها.
وكانت -أيضاً- لا تطيق معاملة زوجها الفظة لي.
ولعلّني فكّرت طويلاً في هذا الواقع، وفي كل ما حدث من مفارقات قبله، وأثناءه.
لا أنسى أن زوج أمي، في بداية اقترانه بها، كان في تعامله معي عطوفاً، ودوداً.. يرحب بي كثيراً كلما ذهبت لزيارتهما، ويخصّني بأبوة يقصد تجسيدها.. برغم أنني لم أتعاطف معه في أية لحظة، لأنني أنظر إليه كسارق، ولص.. سرق أمي من أبي، ومني، ولو أن أمي هي التي اختارت هذه الحياة.
لكن هذا الرجل ((إسماعيل)) -زوج أمي- ما لبثت معاملته أن تبدّلت إلى الغلظة معي، والعبوس في وجهي أثناء تواجدي في بيته!
وحاولت أن أعرف السبب لهذا التغيير!؟
وفي مرحلة خروجي من الطفولة إلى الشباب.. حدست ذلك السبب، الذي اتضح لي جلياً!
لقد كان يغار كثيراً من اهتمام أمي وحفاوتها بي.
سمعته في ليلة قدومي إلى أمي في هذا العام.. يخاطبها بلفظ خشن، ويقول لها:
- لقد وصلت حبيبة قلبك/ابنتك.. يا فرحتك بها، ويا ضياعي طيلة وجودها!
- قالت له: إنها ابنتي التي أراها مرة كل عام.. أفلا تكون منصفاً، ورحيماً؟!
- قال لها: لا تتحدثي عن الإنصاف والرحمة.. وإلاّ ما كنت تركت طفلتك، وتزوجتني!
- قالت له وهي تبكي: أنت جاحد، وحقود.. لقد رضيت الزواج بي وأنت تعلم مدى ارتباطي بابنتي.. بل وطلبت مني أن آخذها لتعيش معنا.
- قال: حدث ذلك لأني رحيم وعطوف.. وكان الأولى أن يأخذها أبوها، الذي فرّط فيك وفيها!
ولم أحتمل.. وقررت العودة إلى بيت جدتي وخالي، قبل أن أكمل الشهر عند أمي!
وكنت أعرف ردود الفعل عند أمي لسفري المفاجئ!
لكنها رضخت، ورأت أن سفري من عندها ينهي مشكلاتها مع زوجها، ولا يجعلني أغرق في مزيد من الهموم، والإحباط!!
* * *
 
طباعة

تعليق

 القراءات :532  التعليقات :0
 

الصفحة الأولى الصفحة السابقة
صفحة 125 من 144
الصفحة التالية الصفحة الأخيرة

من اصدارات الاثنينية

الأعمال الكاملة للأديب الأستاذ عزيز ضياء

[الجزء الثالث - النثر - مع الحياة ومنها: 2005]

الاستبيان


هل تؤيد إضافة التسجيلات الصوتية والمرئية إلى الموقع

 
تسجيلات كاملة
مقتطفات لتسجيلات مختارة
لا أؤيد
 
النتائج